كيف أحمي أطفالي من التحرش الجنسي؟

كيف أحمي أطفالي من التحرش الجنسي؟
كيف أحمي أطفالي من التحرش الجنسي؟

التحرش الجنسي بالأطفال

التحرش الجنسي بالأطفال قد يحدث في أي وقت من الأوقات ومن قبل أي شخص سواء من داخل العائلة أو خارجها، ولا توجد أي وسائل مضمونة لحماية الأطفال من التحرش الجنسي بهم، ولكن توجد بعض الخطوات التي يجب أن تتخذها الأم لحماية أطفالها من أي اعتداء جنسي، ولكن إذا حصل أي اعتداء جنسي على الطفل يجب أن لا نلقي اللوم على أنفسنا أو على أطفالنا، ولكن الشخص المسؤول الأول والأخير عن هذا الإعتداء هو الشخص المعتدي[١]، ووفقًا للدراسات فإن 90% من الأطفال الذين يتعرّضون للتحرش الجنسي يعرفون المعتدي عليهم، و60% من الأطفال المُعتدى عليهم يتعرّضون للاعتداء الجنسي من قِبل أشخاص تثق بهم الأسرة، و40% من الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي يتعرّضون للاعتداء من قِبل أشخاص أكبر منهم سنًا أو أكثر منهم قوة، وأن حوالي 1 من كل 6 أولاد و1 من كل 4 فتيات يتعرّضون للاعتداء الجنسي قبل عمر 18، لذلك يجب على الأهل الحذر الشديد وتوعية أبنائهم وحمايتهم من الاعتداء الجنسي عن طريق عدد من الخطوات والطرق التي سنذكرها في هذا المقال.[٢]


حماية الأطفال من التحرش الجنسي

توجد العديد من الخطوات التي يجب أن تتخذها الأم لحماية طفلها من أي اعتداء جنسي عليه من قبل الآخرين، وأهم هذه الخطوات:[١]

  • المشاركة في حياة الطفل: فمن أفضل وسائل حماية الطفل هو المشاركة في حياتهم ونشاطاتهم اليومية، فإن ذلك سيجعل علامات أي اعتداء جنسي على الأطفال واضحة وجلية للأم، وسيشعر الطفل بالراحة إذا أخبر أمه بأي اعتداء عليه مما يُسهل من الأمور كثيرًا.
  • الاهتمام بتفاصيل حياة الطفل اليوميّة: فمن الجيد أن تجلس الأم مع طفلها كل يوم بعد رجوعه من المدرسة وتسأله عن تفاصيل يومه وما الذي فعله في يومه والأشخاص اللذين جلس معهم والألعاب التي لعبها وهل استمتع بيومه أو حدث له أي منغصات.
  • معرفة الأشخاص في حياة الطفل: فيجب أن تكون الأم على علم تام بالأشخاص القريبين من طفلها، وأن تسأل عن أهل ووالدي أصدقاء طفلها ومع مَن يقضي يومه وحتى عن زملائه في الفريق ومدربيه، وطرح المزيد من الأسئلة حتى يشعر الطفل بالراحة عند التحدث عن أي شخص قد يعتدي عليه.
  • اختيار مقدمي الرعاية بحرص شديد: فالكثير من حالات الاعتداء الجنسي حدثت من مقدمي الرعاية للأطفال؛ مثل جليسة الطفل أو الخادمة في المنزل أو حتى البواب أو الحارس، لذلك يجب أن تحرص الأم على اختيار الشخص الجيد خاصة الذي يختلط مع الطفل يوميًا ويكون قريبًا منه.
  • التحدّث مع الطفل حول موضوع الاعتداء الجنسي: فغالبًا ما يُتحدّث عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال في وسائل الإعلام، لذلك يجب على الأم أن تسأل طفلها عن حيثيات البرنامج، كأن تسأله هل سبق لك أن سمعت بهذا؟ وماذا ستفعل إذا كنت مكان الطفل المُعتدى عليه؟ وهل ستخبرني إذا حصل أي شيء من هذا معك؟
  • معرفة علامات التحرش الجنسي: يجب أن تكون الأم على دراية بعلامات الاعتداء الجنسي على الأطفال؛ لكي تلاحظ أي تغييرات على طفلها في حال تعرض لاعتداء جنسي أم لا، وأن تتدخل في الوقت المناسب.
  • تشجيع الطفل على التحدّث: فعندما يعلم الطفل أن صوته مسموع وسوف يؤخذ على محمل الجد فإن ذلك سيساعده على التحدّث عن أي شيء يزعجه، ويمكن البدء بالتحدث مع الطفل بعمر صغير حتى يكون على دراية بما يدور حوله.
  • تعليم الحدود للطفل: فيجب على الأم أن تعلّم طفلها الحدود، وأن جسده خاص به ولا يحق لأي أحد لمسه أو الاقتراب منه أو تقبيله، ويجب تعليم الطفل أيضًا بأنه لا يحق له لمس جسد أي طفل آخر إذا كان لا يرغب بذلك.
  • تعليم الطفل كيف يتحدث عن جسده: فمنذ عمر صغير يجب تعليم الطفل أسماء أعضاء الجسم، فتعليمه لأسماء الأعضاء سيجعله يأتي إليك في حال حدوث أي خطأ معه.
  • تخصيص وقت للطفل: فيجب على الأهل تخصيص وقت للطفل للحديث عن مشاكله وهمومه وما يواجهه في حياته ونشاطاته اليوميّة حتى يكون الأهل على إطلاع تام بكل ما يحدث مع ابنهم.
  • تعليم الطفل الثقة بالأهل: فأغلب المعتدين على الأطفال يلجؤون إلى أسلوب التهديد لمنع الأطفال من الحديث عن الاعتداء عليهم، لذلك يجب تعليم الطفل الثقة بأهله، وأنه لن يواجه أي مشكلة في أي شيء يقوله، وأنه لن يتعرّض للعقاب إذا تحدّث عما يواجهه.


آثار التحرّش الجنسي على الطفل

التحرش الجنسي لا يؤثر فقط على الطفل إنما على أسرة الطفل وأصدقائه والمجتمع بأكمله، وقد تدوم آثار الاعتداء الجنسي عليه مدى الحياة، وقد يواجه الأطفال المعتدى عليهم عواقب نفسية فور الاعتداء عليهم؛ كالصدمة والخوف الشديد والقلق والعصبية والشعور بالإثم والعزلة والارتباك والحزن الشديد وعدم الثقة بأحد وضعف في التركيز، وقد يؤثر الاعتداء الجنسي على النمو عند الطفل، فقد تضر على العمليات التنموية للطفل كالتغيرات العصبيّة الحيوية وتأخر النمو والخوف من الآخرين ومشاكل في السلوكيات الجنسية والعدوانية واضطرابات ما بعد الصدمة والتي تؤدي إلى العديد من المشاكل الجسدية كالسلس البولي ومشاكل سلوكية وتدني احترام الذات، وقد تظهر العديد من التغيرات العصبية الحيوية على الطفل المعتدى عليه كالهروب من المنزل وتعاطي الكحول والمخدرات وتشويه أو إيذاء الذات ووجود الأفكار الانتحارية واضطرابات الأكل كفقدان الشهية، وقد يؤدي الاعتداء الجنسي على الأطفال إلى أن يكون الطفل في حالة تأهب ويقظة دائمة وترقب شديد حتى في حال عدم وجود خطر، وقد يعاني من الأرق وقلة النوم والأحلام المزعجة.[٣]


دور الأهل في مساعدة الطفل المتعرض للتحرّش الجنسي

يلعب الأهل دورًا كبيرًا في مساعدة طفلهم الذي تعرّض للاعتداء الجنسي على الشفاء من الحالة التي مرّ بها، ولكن يجب أن يعلمموا أنهم غير مسؤولين عن هذا الاعتداء ويبتعدوا عن مشاعر الخوف والغضب وحب الانتقام والشعور بالذنب لدعم أكثر فعالية لطفلهم، فاستجابة الأهل للاعتداء لها نفس تأثير صدمة الاعتداء نفسه على الطفل، لذلك يجب أن يعرف الأهل ما هو الاعتداء الجنسي، فهو أي اهتمام غير مرغوب به أو أي اتصال جنسي يُرتكب بالقوة أو بالرشوة أو بالتلاعب أو بالعنف أو تحت الضغط والتهديد، ويشمل الاتصال الجنسي أو محاولة الاتصال، وعلى الأهل أن يعلموا أن الاعتداء ليس ذنب الضحيّة وأنه لا توجد طريقة واحدة للشفاء ولا توجد أمور يتوقعها الأهل أثناء عملية شفاء طفلهم، فقد تظهر على الطفل العديد من العواطف المتضاربة والمختلفة في نفس الوقت، ومن أهم الأمور التي يجب أن يعرفها الأهل أن فترة الشفاء لن تكون بين ليلة وضحاها، فهي تمتد ما بين الأشهر والسنوات، لذلك يجب أن يتحلّى الأهل بالصبر الشديد، وقد يشعر الطفل بالذنب والارتباك من جسده، لذلك على الأهل طمأنة طفلهم وإشعاره بالأمان والرضا عن نفسه، وأنهم لا زالوا يحبونه وأنهم فخورين به لأنه أخبرهم بما حصل له، وحتى في حال عدم وجود أي إصابات جسدية واضحة على الطفل، ويجب تقديم الرعاية الطبيّة اللازمة للطفل بعد الاعتداء وإخضاعه لفحص طبي شامل، وعلى الأهل طمأنة طفلهم بأنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لحمايته ومنع تكرار ما حدث، وأن يسمحوا له بالتحدّث عن مخاوفه وتجربته حتى لو كرر الحديث أكثر من مرة، والسماح له باتخاذ القرارات المتخذة بشأنه، ويمكن للأهل الاتصال ببعض مراكز الاستشارة المختصة بأمور الاعتداءات الجنسية؛ ليعطوهم المزيد من النصائح والتوجيهات والإرشادات.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "How Can I Protect My Child From Sexual Assault?", rainn, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  2. Kavita Varma, "7 ways parents can protect kids from child sexual abuse"، today, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  3. "CONSEQUENCES", inspq.qc.ca, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  4. "Supporting a Child", thercc, Retrieved 13-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :