محتويات
زيادة فيتامين د
يُعد فيتامين د وعنصر الكالسيوم من بين العناصر الغذائية الضرورية لبناء وتقوية العظام والعضلات، ولقد أطلق البعض على فيتامين د اسم فيتامين نور الشمس؛ لأن الجسم البشري يُنتج هذا الفيتامين أثناء التعرض لأشعة الشمس، لكن يبقى بالإمكان الحصول على كميات إضافية من فيتامين د عبر التركيز على تناول الحليب والعصائر المدعمة بفيتامين د، والأسماك الدهنية، وكبدة الأبقار، فضلًا عن تناول مكملات فيتامين د، ولقد اتفق الباحثون على إمكانية أن يؤدي أخذ الكثير من فيتامين د لفترة طويلة إلى ظهور أعراض التسمم، لكن هذا الأمر يبقى نادر الحدوث، ويُمكن لأعراض التسمم بفيتامين د أن تشتمل –مثلًا- على الغثيان، وآلام العضلات، ومشاكل الكليتين، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأعراض[١]، لكن السؤال هنا يبقى مطروحًا عن كيفية علاج زيادة فيتامين د في الجسم عند الإكثار من مكملات فيتامين د، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.
علاج زيادة فيتامين د
تنشأ زيادة فيتامين د عادةً عن تناول الكثير من مكملات فيتامين د وليس عن تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، كما أن التعرض الكبير لأشعة الشمس لا يؤدي إلى زيادة نسبة هذا الفيتامين في الجسم، وغالبًا ما تؤدي زيادة فيتامين د إلى حصول مشاكل أيضية أخرى؛ كارتفاع مستوى الكالسيوم ليتخطى حاجز 14 ملغ / ديسيلتر، فضلًا عن ارتفاع مستوى فيتامين د ليصل إلى ما بين 80-150 نانوغرام / مليلتر في الدم، ويُعد ارتفاع الكالسيوم بالذات أمرًا خطرًا ويستوجب الحضور بسرعة إلى طوارئ المشفى، وتتضمن بعض العلاجات المناسبة للتعامل مع هذه الحالات على الآتي[٢]:
- التوقف عن أخذ مكملات فيتامين د مباشرة.
- التوقف عن استهلاك المصادر الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم والفسفور.
- إعطاء المريض سوائل وريدية لا تحتوي على الكالسيوم.
- إعطاء المريض أنواعًا محددة من مدرات البول لتحفيز الجسم على إخراج الكالسيوم الفائض عن الحاجة.
- إعطاء المريض الأدوية الكورتيكوسيترويد السكرية، أو أدوية البيسفوسفونات، أو دواء الكالسيتونين.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى إمكانية أن يتداخل فيتامين د مع أنواع أخرى من الأدوية ويؤدي إلى حدوث أعراضٍ سيئة لدى البعض أيضًا، ومن بين هذه الأدوية-مثلًا- أدوية الكورتيكوستيرويد التي تُستخدم لعلاج الالتهابات، لكنها قادرة أيضًا على الحد من مستويات الكالسيوم، ويُمكن لفيتامين د أن يتعارض مع دواء الأورليستات الذي يُستخدم لمحاربة السمنة، ودواء الكوليسترامين الذي يُوصف لخفض مستوى الكوليسترول في الجسم، ودواء الفينوباربيتال ودواء الفينيتوين المستخدم لعلاج الصرع[٣].
الوقاية من زيادة فيتامين د
بالإمكان تجنب الإصابة بزيادة فيتامين د في الجسم عبر التوقف أو خفض مستوى استهلاك مكملات فيتامين د، ولقد اتفق الخبراء على أن جرعة فيتامين د يجب أن لا تتعدى حاجز 4,000 وحدة دولية في اليوم الواحد، وفي حال شك الطبيب بأن المريض أصبح فعلًا على شفير الإصابة بزيادة فيتامين د، فإنه غالبًا سينصح المريض بالتوقف عن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، فضلًا على الاعتماد فقط على تناول الأطعمة أو المصادر الطبيعية الغنية بفيتامين د بدلًا عن أخذ مكملات فيتامين د الصناعية، ومن بين هذه المصادر –مثلًا- زيت كبد الحوت، والجبنة، وصفار البيض، وبعض أنواع المشروم، وكبدة الأبقار، والأسماك الدهنية؛ كالسلمون والتونة، وبالإمكان الحصول على كميات إضافية من فيتامين د أيضًا عبر التركيز على تناول الحليب واللبن المدعم بهذا الفيتامين، فضلًا عن التعرض لأشعة الشمس لأقل من 15 دقيقة في اليوم، فهذه الأمور في مجملها هي طرق طبيعية وممتازة للحصول على فيتامين د بدلًا عن المكملات الصناعية التي تؤدي زيادتها إلى حصول زيادة كبيرة في مستوى فيتامين د في الجسم[٤].
أعراض زيادة فيتامين د
يجب التأكيد هنا مرة أخرى على أن زيادة فيتامين د هي أمرٌ نادر الحدوث ولا ينجم عن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د أو التعرض لأشعة الشمس، وإنما ينجم فقط عن أخذ مكملات فيتامين د، وتشتمل بعض أهم الأعراض الدالة على الإصابة بزيادة فيتامين د على الآتي[٥]:
- ارتفاع مستوى الكالسيوم: يؤدي ارتفاع مستوى فيتامين د إلى حصول ارتفاع في مستوى الكالسيوم في الدم، وهذا يؤدي إلى أعراضٍ سيئة للغاية؛ كالمشاكل الهضمية، والغثيان، وانسداد الشهية، وآلام البطن، والعطش الشديد، وكثرة التبول، وتوجد الكثير من الحالات الطبية التي جرى توثيقها في الدراسات العلمية للدلالة على العلاقة بين ارتفاع فيتامين د وارتفاع الكالسيوم.
- تدهور حالة العظام: يلعب فيتامين د دورًا أساسيًا في عملية امتصاص الكالسيوم وبناء العظام، لكن أخذ الكثير من فيتامين د يؤدي إلى تدهور حالة العظام؛ ويرجع سبب ذلك إلى تسبب ارتفاع مستوى فيتامين د في حصول ارتفاع في مستوى الكالسيوم وانخفاض في فيتامين ك2 أيضًا، ومن المعروف أن لفيتامين ك2 دورًا مهمًا في الحفاظ على مستوى الكالسيوم في العظام، لذا ينصح الخبراء بعدم أخذ فيتامين د وإنما أخذ مكملات فيتامين ك2 للحفاظ على صحة العظام، وقد يكون من الأنسب كذلك تناول أطعمة تحتوي على فيتامين ك2؛ كاللحوم ومنتجات الألبان القادمة من الماشية التي تتغذى على الأعشاب.
- الفشل الكلوي: اضطر أحد الرجال في السابق إلى دخول المشفى للتعافي من الفشل الكلوي وارتفاع الكالسيوم بسبب تلقيه جرعات عالية من فيتامين د، كما أكدت الكثير من الدراسات على احتمالية حدوث فشل كلوي متوسط أو شديد نتيجة للإفراط في أخذ فيتامين د.
دواعي أخذ فيتامين د
يصعب على أجسام بعض الناس الحصول على كميات كافية من فيتامين د بسبب عيشهم في مناطق تفتقر إلى ضوء الشمس، ولقد سمحت الجهات الصحية بإعطاء مكملات فيتامين د للأفراد الذين من المحتمل أنهم يُعانون من نقص فيتامين د؛ كأولئك الذين يعيشون في دور الرعاية الصحية، والذين لا يُغادرون بيوتهم، أو الذين يرتدون الملابس فوق اجسامهم دائمًا أثناء التجول خارج المنزل، ومن المثير للاهتمام أن نسب فيتامين د تنخفض عند الأفراد الذين يمتلكون بشرة داكنة اللون أو الذين ينحدرون من أصول أفريقية أو كاريبية، ولقد أصبح من الضروري توعية الأمهات المرضعات والحوامل بضرورة أخذ مكملات فيتامين د، خاصة أثناء الشتاء والخريف، أما بالنسبة إلى الأطفال الرضع والصغار، فإن وزارة الصحة البريطانية تنصح بما يلي[٦]:
- يجب إعطاء الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية بعمر أقل من سنة واحدة حوالي 8.5-10 ميكروغرام من مكملات فيتامين يوميًا لتزويد أجسامهم بما تحتاجه من هذا الفيتامين.
- يجب الامتناع عن إعطاء الأطفال الذين لا يتلقون الرضاعة الطبيعية المزيد من مكملات فيتامين د؛ لأن المحاليل الغذائية والحليب الخاص بهؤلاء الأطفال غالبًا ما يأتي مدعمًا أصلًا بفيتامين د.
- يجب إعطاء الأطفال بعمر 1-4 سنوات 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميًا.
ومن الضروري الإشارة كذلك إلى أن حاجة الجسم لفيتامين د تتباين اعتمادًا على عوامل كثيرة؛ كالعمر، والوزن، ولون الجلد، ونوعية الأطعمة التي يتناولها الفرد، فضلًا عن المشاكل البدنية التي يُعاني منها؛ فمن المعروف أن الإصابة بأمراض الكبد أو بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية يُمكن أن يؤدي إلى حصول اختلالاتٍ في قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب دائمًا لمعرفة الجرعة المناسبة التي من الواجب أخذها من هذا الفيتامين[٧].
المراجع
- ↑ Rose Ann Gould Soloway, RN, BSN, MSEd, DABAT, "Vitamin D: New Recommendations"، National Capital Poison Center, Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ Liji Thomas, MD (27-2-2019), "Vitamin D Overdose"، News-Medical, Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin D", Office of Dietary Supplements (ODS),7-8-2019، Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, Ph.D., MSN, R.N., IBCLC, AHN-BC, CHT (16-3-2017), "What's to know about hypervitaminosis D?"، Medical News Today, Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ Franziska Spritzler, RD, CDE (28-8-2019), "6 Side Effects of Too Much Vitamin D"، Healthline, Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin D", National Health Service (NHS),3-3-2017، Retrieved 18-1-2020. Edited.
- ↑ "Taking too much vitamin D can cloud its benefits and create health risks", Harvard Health Publishing ,15-12-2019، Retrieved 18-1-2020. Edited.