التعرض للشمس
ركزت أغلب حملات التوعية الصحية على أضرار التعرض للشمس؛ وذلك بسبب الأدلة العلمية التي أشارت إلى قدرة أشعة الشمس فوق البنفسجية على اختراق طبقات الجلد والتسبب بالإصابة بالحروق الجلدية وسرطان الجلد، بالإضافة إلى دمار ألياف مادة الكولاجين، وتحطيم مكونات الجلد من فيتامين أ، وتسريع شيخوخة الجلد، والإصابة ببعض أمراض العين، لكن العلماء حديثًا بدأوا بالتنبه إلى حقيقة أن التعرض للأشعة البنفسجية القادمة من الشمس لا يُساهم سوى بـ 0.1% من العبء العالمي للأمراض وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية لسنة 2006، كما بات تركيز الكثير من العلماء والباحثين يُنصب نحو توعية العامة بضرورة التعرض لأشعة الشمس لتعزيز مستوى فيتامين د في الجسم؛ وذلك لأن معظم حالات نقص فيتامين د ناجمة في الأساس عن قلة التعرض لأشعة الشمس، ومن المعروف أن نقص فيتامين د هو أحد أبرز العوامل المؤدية إلى مشاكل في نمو العظام لدى الأطفال تحديدًا[١].
الوقت الأفضل للتعرض للشمس
يؤكد الخبراء على أن منتصف النهار أو وقت الظهيرة هو الوقت الأفضل للتعرض لأشعة الشمس، خاصة أثناء فصل الصيف، ويرجع هذا الأمر إلى صعود الشمس إلى أعلى نقطة لها في السماء وإصدارها لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية أثناء هذا الوقت تحديدًا، وهذا كافٍ لتزويد الجسم باحتياجاته من فيتامين د خلال زمن قليل نسبيًا أثناء هذه الفترة من النهار، ولقد أشارت الكثير من الدراسات كذلك إلى وصول الجسم البشري إلى أقصى قدراتها في تصنيع فيتامين د خلال وقت الظهيرة بالتحديد؛ فأحد الدراسات البريطانية توصلت إلى أن التعرض لمدة 13 دقيقة لأشعة الشمس في منتصف النهار خلال الصيف ولثلاث مرات أسبوعيًا كافٍ للحفاظ على مستويات مناسبة من فيتامين د لدى الأفراد المنحدرين من أصول بيضاء أو قوقازية، كما بينت أحد الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس لمدة 30 دقيقة خلال الصيف أثناء منتصف النهار في النرويج -مثلًا- قد ساهم في تزويد الجسم بـ 10000-20000 وحدة دولية من فيتامين د، وهذه الكمية كبيرة مقارنة بالكمية التي ينصح بأخذها يوميًا، وهي 600 وحدة دولية فقط، أما بالنسبة إلى موضوع الإصابة بسرطان الجلد، فإن أحد الدراسات أكدت على أن التعرض لأشعة الشمس خلال منتصف النهار هو أكثر أمنًا وأقل تسببًا في الإصابة بسرطان الجلد مقارنة بالتعرض لأشعة الشمس في أوقات متأخرة من اليوم[٢].
إيجابيات وسلبيات التعرض لأشعة الشمس
ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس للشفاء من بعض الأمراض؛ كالأكزيما والصدفية، والكساح، واليرقان، كما تكون الاستفادة من أشعة الشمس للتعقيم والتنظيف أحيانًا، لكن يبقى هناك الكثير من المساوئ المرتبطة بالتعرض للكثير من أشعة الشمس، مثل[٣]:
- الحروق الشمسية: تتسبب الحروق الشمسية بموت الخلايا الجلدية، وعادةً ما يُصاحبها حدوث احمرار، وألم، وحكة، وجفاف، وتقشر في الجلد.
- تغيرات جلدية: يُساهم التعرض لأشعة الشمس في تراكم بعض الخلايا الجلدية المنتجة لصبغة الميلانين في منطقة واحدة احيانًا لتتشكل الشامات والنمش.
- الشيخوخة المبكرة: تنزاح الخلايا الجلدية نحو الشيخوخة بوتيرة أسرع عند تعرضها لأشعة الشمس، وهذا الأمر يظهر على شكل تجعدات جلدية وبقع داكنة على الجلد.
- ضعف المناعة: تُسارع خلايا الدم البيضاء وخلايا المناعة الأخرى في القدوم إلى مكان تعرض الجلد للحروق من أجل إصلاح التلف ومقاومة الالتهابات، مما يجعل الجهاز المناعي عرضة للخطر في أماكن أخرى من الجسم؛ بسبب تركيزه على مقاومة الآفات الجلدية بالدرجة الأولى.
- مشاكل العينين: تمتلك الأشعة فوق البنفسجية مقدرة على حرق الطبقة الخارجية للعين، أي قرنية العين، وقد تتسبب كذلك بالإصابة بمرض إعتام عدسة العين أو الكاتاراكت، الذي يؤدي إلى الإصابة بالعمى في حال تجاهل علاجه.
- سرطان الجلد: تُقسم سرطانات الجلد إلى سرطانات ميلانومية وأخرى لا ميلانومية، وتشتهر السرطانات الميلانومية بكونها الأكثر انتشارًا، لكنها الأكثر شفاءً أيضًا، وعلى أي حال يبقى لأنواع سرطان الجلد عمومًا مقدرة على الانتشار إلى أماكن أخرى من الجسم في حال إهمال علاجها.
المراجع
- ↑ M. Nathaniel Mead (4-2008), "Benefits of Sunlight: A Bright Spot for Human Health", Environmental health perspectives, Issue 4, Folder 116, Page A160–A167. Edited.
- ↑ Ryan Raman, MS, RD (28-4-2018), "How to Safely Get Vitamin D From Sunlight"، Healthline, Retrieved 29-5-2019. Edited.
- ↑ "Effects of Sun Exposure", American Academy of Family Physicians,26-1-2017، Retrieved 29-5-2019. Edited.