الديسك
يُعرفُ مرض الدّيسك باسم الانزلاق الغضروفي، وذلك لأنّه يصيبُ الغضاريفَ المطاطيّة، والتي تكون على شكل قرصٍ، وتوجد هذه الغضاريفُ بينَ الفقرات العظمية المكوّنة للعمود الفقري، ويكون هذا القرص لينًا أكثر في داخله ممّا هو عليه في الخارج، ويحدثُ الانزلاق عندما يندفع الجزء اللين لخارج القرص، بسبب حدوث فجوةٍ في الغلاف الصّلب للقرص، ويؤذي هذا الانزلاق الأعصاب المجاورة له، مسببًا الألآم، والتّخدير، وفي بعض الأحيان الضّعف في إحدى اليدين أو القدمين، وقد لا تظهر أيُّ أعراضٍ على المصاب بهذا المرض، إذ لا يشعرون باختلاف ممّا يجعلهم يتعايشون معه، وفي بعض الأحيان تظهرُ أعراضُ المرض لعدّة أيامٍ أو أسابيع ثم تختفي من دون أي علاج أو عمليّة جراحيّة، ومن الجدير بالذّكر أن في بعض الحالات وبسبب الانزلاق يتكسّر القرصُ الغضروفيُّ كاملاً، وفي معظم الأحيان تستوجب هذه الحالة القيام بعملية جراحية، لفصل الفقرات عن بعضها البعض صناعيًا.[١][٢]
علاج الديسك
يُعالجُ الانزلاق الغضروفيُّ حسب مدى حدّة الأعراض، إذ لا تستوجبُ جميع الحالات إجراء عمليات جراحية، ومن أهمّ الأمور المتبعة في علاج الديسك، ما يلي:[٣]
- الرّاحة: يفضّل عند بدأ ظهور الأعراض أخذُ كميّة من الرّاحة، والابتعاد عن الأعمال الشّاقة، التي تفرض على المصاب الانحناء أو رفع الأشياء الثّقيلة، وينصحُ بعدم قيام الشّخص بأيِّ تمارين رياضيّة خلال فترة راحته، مع الاخذ بعين الاعتبار الحركة المستمّرة حتى لا تضمر العضلات، كما يمكن استخدام كماداتِ الماء الساخن أو البارد لتقليل من الألم.
- الأدوية: يمكن لشخص المصاب أخذ بعض الأدوية وبعض من مرخيات العضلات، التي بدورها تقلّل من الألم ومن حدّة التورّم، ويفضّل استشارة الطّبيب قبل البدء بأخذ أيّ نوع من الأدوية.
- العلاج الطّبيعيُّ: يوجد بعض التّمارين التي تساعد في التّقليل من حدّة أعراض هذا المرض، إذ يقدّم لك المعالج الطّبيعيّ، بعضًا من التّمارين التي تقوي من عضلات الظّهر، ومن هذه التّمارين ما يلي:
- تمارين الإطالة التي تساعد على بقاء العضلات مرنةً.
- القيام بالتّمارين التي تزيد من معدل التّنفس مثل، المشي أو ركوب الدراجة الهوائية.
- التّدليك.
- كمادات الحرارة والبرودة.
- العلاج بالموجات فوق الصّوتيّة.
- تحفيز العضلات كهربائيًا.
- الحقن: إذ لم تجد التّمارين والأدوية نفعًا مع الألم، يلجأ الطّبيب إلى حقن مادة الستيرويد في المنطقة القريبة من العصب المتضرّر، ممّا يساعد على التّقليل من حدذة الورم، ويلجأ الطّبيب على صور الاشعة السّينية، لمعرفة المكان المناسب للحقن.
- العملية الجراحية: وفي حال لم يتعافَ المصاب من خلال العلاجات الأخرى، تصبح العمليةُ الجراحيّةُ أمرًا حتميًا، كما يلجأ الطّبيب مباشرةً على العملية الجراحيّة، إذا أصبح المصابُ لا يستطيع السّيطرة على أمعائه أو مثانته، أو عندما لا يستطيع المصاب الوقوف أو المشي، ويُزيل الطبّيب القرصَ الغضروفيّ المتضرّر، ومن أجل ذلك قد يحتاج الطّبيب إزالة جزء من الفقرات المصابة للوصول إلى القرص، ويمكن تبديل القرص المصاب بقرص آخر اصطناعيٍّ مصنوع من البلاستيك أو من المعدن.
أعراض الإصابة بالديسك
تحدثُ معظم الانزلاقات الغضروفيّة في أسفل الظهر، أو ما يُعرف بمنطقة العمود الفقري القطني السّفلي، ويمكن أيضًا أن يصيبَ منطقة الرّقبة، أو ما يُعرف باسم الفقرات العنقية، ومن أهمِّ أعراض الانزلاق الغضروفي، ما يلي:[١]
- الآم في الذراعين أو القدمين: تبدأ الآلام بالظّهور في منطقة الأفخاذ والحوض، ثم تنتقل إلى القدمين، وذلك عند الإصابة بانزلاق أسفل الظّهر، أما في حالة الإصابة في الرّقبة، تكون معظم الآلام في منطقة الكتف والذراعين، كما أنَّ الألمَ يزدادُ عند السّعال أو العطس أو عند تحريك جذع الجسد بصورة ما.
- الخدران والوخز: يظهرُ نوع من التّخدير أو الوخز في المناطق التي يغذيها العصب المتضرّرُ من الانزلاق الحاصل في العمود الفقري.
- ضعف في العضلات: تضعفُ العضلات المتصلة بالعصب المتضرّر من الانزلاق الغضروفي، ممّا يُقلّل من إمكانية الشخّص المصاب على رفع الأشياء، أو البقاء على وضعية واحدة لفترة من الزمن.
ويمكن أن تظهر صور الأشعة والفحوصات وجود نوع من الانزلاق الغضروفيِّ على شخص مصاب، ولكن دون ظهور هذه الأعراض.
مسببات الديسك
تزوّدُ الأقراصُ الغضروفيّةُ العمودَ الفقريَّ بالمرونة اللازمة لامتصاص الإجهاد المتولّد من الانحناء، أو رفع الأشياء الثّقيلة، ولكن مع مرور الزّمن تبدأ هذه الأقراص بالتآكل، ويبدأُ محتواها المائي بالنّفاذ، ممّا يجعلها عرضةً لتفكك، وتبدأ بأخذ شكل مسطّحٍ حتى تندفعَ إلى خارج أماكنها، ويولد هذا الخروج ضغطًا على الأعصاب القريبة مسببًا الأعراض السّابقة، كما أنَّ الأنشطةَ اليّوميّة وظروف العمل القاسية، قد تؤدي إلى تمزّق الغضاريف، والحركة المفاجئة خلال التّمارين الرّياضيّة أو التّعرّض لحادث سير أو حتى السّقوط المفاجئ قد يؤدي إلى الانزلاق أو التّمزق الغضروفي.[١][٢] ولتفادي حدوث الإصابة، يفضّلُ دائمًا الجلوس أو الوقوف مستقيمًا، وعدم الوقوف لفترات طويلة، والابتعاد عن حمل الأشياء الثّقيلة، والابتعاد أيضًا عن كسب الوزن الزائد، كما أنّ التّدخين قد يؤدي إلى تصلّب الشّرايين، الأمر الذي قد يضرُّ بالعمود الفقري.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت Mayoclinic Staff (3/6/2018), "Herniated disk"، Mayoclinic, Retrieved 1/1/2019. Edited.
- ^ أ ب William Morrison (20/10/2017), "What Is a Ruptured Disc and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 1/1/2019. Edited.
- ^ أ ب Laura J. Martin (12/11/2018), "What are the Treatments for a Herniated Disk?"، WebMD, Retrieved 1/1/2019. Edited.