محتويات
تدريس الأطفال
يولد الأطفال وهم في أتمّ الاستعداد للتعلم، إذ تتطور عقولهم أثناء ذلك، ويحتاج الأطفال إلى بيئة محفزة تمتلئ بالطرق المختلفة لللعب والتعلم، ومع التكرار والممارسة تصبح العملية أفضل، كما يتأثر الأطفال بآبائهم، إذ يكون التعلم أفضل كلما كانت علاقة الأطفال معهم قوية ودافئة ويتخللها شيء من المشاركة والتفاعل، فيجب على الآباء أن يعلموا بأنهم المعلم الأول للطفل، إذ يقع على عاتقهما دور كبير لمساعدة الطفل على تقبل التعليم في الأعوام المقبلة، كما ستبقى الأمور التي تعلمها الطفل في الصغر راسخة وثابتة حتى يكبر.[١]وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن أبرز الطرق التي يمكنك اتباعها لتدريس أطفالك الحروف الأبجدية.
طرق تدريس الأطفال الحروف
يعد تعليم الأحرف الأبجدية الطريقة الأساسية والهامة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، فمن المعروف بأنه يبدأ فضول الطفل في التعلم والتساؤل حول كل ما يدور من حوله في سن الثانية، فيبدأ بتعلم الأحرف الأبجدية، وبالطبع تختلف قدرة الأطفال على التعلم؛ فيوجد من يتعلم بسرعة كبيرة ويوجد من يحتاج وقتًا أطول في التعلم، لذلك فهم يحتاجون بالطبع إلى المزيد من التكرار ولا سيما بعض الوقت لضمان وصول المعلومة إليهم، خاصة عند البدء بتعليمهم أشياء أساسية ومحورية كالأبجدية، لذلك يجب أن تكون المراحل الأولى لعملية التعليم ممتعة وجميلة لدى الطفل، لذلك توجد عدة طرق يمكنك الاستفادة منها لتساعد طفلك على تعلم الأبجدية بسرعة ومتعة أكبر:[٢][٣]
- غناء الحروف الأبجدية: فإن غناء الأبجدية يقدم الحروف لهم بطريقة أكثر متعة وحماسًا، فالغناء للأطفال بنبرة ملفتة تساعدهم على حفظ الأغنية، مما يعني أيضًا حفظهم للأحرف الأبجدية بكل مرونة.
- قراءة كتب تتعلق بتعلم الأحرف الأبجدية: فعند قراءة جميع أنواع الكتب الأبجدية للأطفال فإن هذا يساعدهم على ترسيخ المعلومات في عقولهم باستمرار، فكما نعلم أن الطفل يحب الاستكشاف والتعلم باستمرار، فلا شك بأن قراءة كتب عن تعليم الحروف الأبجدية من شأنها أن تساعد الطفل على الفهم وتكرار المعلومة ولكن بصور ونماذج مختلفة.
- استخدام ورق الصنفرة أو ما يعرف أيضًا بورق الزجاج: يعد ورق الصنفرة أحد الوسائل الرائعة لاستخدامها كرسائل للأطفال، إذ إنه يعد نشاطًا جميلًا للأطفال قبل لجوئهم إلى الكتابة، فإن استخدام هذا الورق كبطاقات صغيرة بألوان متنوعة، ومن ثم كتابة الأحرف الأبجدية عليها، تساعد الطفل على تتبع هذه الأحرف بيديه، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن استخدام ورق الزجاج في تعلم الأبجدية يعد جزءأ من منهج التعليم غير المباشر الذي يسمى بمنهج "المونتيسوري" لتعلم كيفية القراءة، فعند استخدام هذا النشاط سيساعد الطفل على معرفة شكل الحروف وكيفية كتابتها ونطقها، فهذه البطاقات تساعد الطفل على استخدام حاستي اللمس والبصر مما يساعده في التعلم بصورة أكثر فعالية.
- التعلم عبر الألغاز: مثل تركيب الأحرف في مكعبات صغيرة، وتعد هذه الأداة رائعة جدًا لتعليم الأبجدية، إذ تساعد على ممارسة الطفل المهارات اللغوية، فإن كل قطعة من هذه الأحجية تحتوي على مثال يبدأ بنفس الحرف الأبجدي، كما أن هذا النوع من التعليم من شأنه أن يساعد على تحسين القراءة والتفكير لدى الطفل.
- التعلم باستخدام الفن: الأطفال الذين يملكون الميول الإبداعية تستهويهم هذه الأساليب للتعلم، وبذلك ليس فقط يتدربون على كتابة الحروف؛ بل وينجزون قطعة فنية جميلة يمكنهم الاحتفاظ بها عند الانتهاء من التعلم؛ فمثلًا: يمكن كتابة أحد الأحرف باستخدام كل لون من ألوان قوس قزح، وطريقة القص واللصق من الطرق المشوقة للأطفال؛ إذ يمكن اسخدام المجلات القديمة والطلب من الطفل إيجاد الحروف منها وقصها ولصقها لتكوين كلمة معينة؛ إذ تمكنهم هذه الطريقة من ممارسة مهاراتهم الحركية الدقيقة أثناء عملية قص ولصق هذه القصاصات بطريقة جميلة وممتعة.
- التعلم عن طريق أكل الحروف: يكون تعلم الحروف على طاولة الطعام من خلال وجبة خفيفة ومفيدة من الحروف؛ إذ توجد العديد من الأطعمة الجاهزة التي تأتي على شكل حروف والتي تتوفر في المتاجر المحلية، ومن الأمثلة على ذلك المعكرونة والحبوب، ويمكن الحصول على القوالب الخاصة بالبسكويت على شكل الحروف الأبجدية بسهولة، ويمكن مشاركة الطفل في صنعها ومن ثم أكلها.
- التعلم عن طريق الأنشطة الحركية: تعتمد هذه الطريقة على تحريك الجسم بينما يُحفّز العقل؛ إذ تعد هذه الخيارات النشطة رائعة للأطفال الذين هم على أتم الاستعداد على الدوام، إذ يمكن تجسيد بعض الأحرف عن طريق الحركات الجسدية، ومن الطرق الممتعة التي يمكن تطبيقها في تعلم الحروف هي من خلال التدريبات الرياضية؛ إذ يمكن تكرار الحروف أثناء القفز أو من خلال اللعب بكرة السلة على أرض الملعب.
فوائد تعليم الحروف الأبجدية للأطفال
تعد الحروف الأبجدية البداية لمعرفة وتنمية القراءة والكتابة، فهي بلا شك تساعد على تعلم الأصوات والمفردات ومن ثم اللغة، وعليه فإن تعلم الطفل للكتابة هو أساس قدرة تعلمه القراءة والكتابة معًا، لذا فمن المهم تطوير مهارة الطفل في معرفة الكتابة والقراءة من خلال التواصل الدائم مع الطفل كالحديث معه أو سرد بعض القصص له على أن تكون بنفس القافية لتسهل الفهم والاستيعاب لدى الطفل، كما أن تنمية مهارات الطفل تعتمد مباشرة على الأنشطة اليومية الممتعة التي قد يقضيها مع العائلة أو الأصدقاء مثل: الغناء وممارسة الألعاب الحركية والصوتية، والمحادثة بعدة أشكالها، لذا فإن فائدة تعلم الطفل الأبجدية تساعده على الانخراط أكثر وكسب اللغة ليتواصل مع الغير بوضوح، وتوجد عدة فوائد أُخرى منها:[٤]
- تنمية وتشجيع الطفل على التعلم: يعد التشجيع الجزء الحيوي من التطور الكلي للطفل، فيساعد تعلم الطفل اللغة على الانخراط في مدرسته، ولا سيما بقدرته على التواصل مع الآخرين بكل سهولة، مما يعزز لديه شعور الاستقلال، وكما هو متعارف عليه فلا يمكن أن يتعلم الطفل الكتابة والقراءة دون تطوير اللبنة الأساسية لمحو الأمية ألا وهي تعلم الحروف الأبجدية، وكلما كبر الطفل كلما زادت حاجته إلى معرفة الحروف المكتوبة والأصوات المنطوقة.
- تحسين فعالية التواصل: يساعد التواصل الدائم مع الطفل على تطوير قدرته على الفهم والاستيعاب، ومن ثم التحدث والاستماع عندما يكبر، علمًا بأن الطفل دائمًا ما يستجيب لأفعال وتصرفات الأهل، لذا يجب على الأهل تقليد بعض الأصوات والتغيير في تعبيرات الوجه عند البدء بالحديث مع الأطفال، فهذا من شأنه أن يعزز قدرة الطفل على تعلم الكلمات وبناء المهارات اللغوية.
- تنمية معرفة القراءة والكتابة: تعد مهارة القراءة جيدة مع الطفل وتعزز الترابط بينه وبين عائلته وخاصة إذا كانت منذ الولادة، فالقراءة مع الأطفال في سن مبكر تساعدهم على تطوير أساس متين ألا وهو تعلم الأبجدية ومن ثم إتقانهم اللغة.
طرق تحفيز الطفل للتعلم
يعد تحفيز الأطفال أحد أهم الدوافع سواء الداخلية أو الخارجية للتعلم، كما يعد عاملًا رئيسيًا في نجاح الطلاب في جميع مراحل تعليمهم، إذ إن افضل الكتب والمواد لن تجعل المتعلم متحمسًا إن غاب عامل التحفيز في هذه العملية، ومن الجدير بالذكر بأنه يمكن تحفيز الأطفال بطرق مختلفة كلًُ حسب حاجته، وقد يستغرق الأمر وقتًا، لذا فلا بد من الاستعانة ببعض المهارات اللازمة لإبقاء الأطفال على المسار الصحيح، وعليه فإن استخدام بعض الأساليب لتحفيز الأطفال قد يساعدهم في الارتقاء إلى مستوى أعلى، ومن هذه الأساليب:[٥]
- جعل الطفل قائدًا: أي جعل الطفل يملك بعض الصلاحية ليدير الحلقة التعليمية بشكل أو بآخر، فالسماح للأطفال أو الطلاب في التحكم بمسار الدروس يضمن الحفاظ على تركيز أكبر وبالتالي المشاركة الفعالة، فشعور الطفل بتحميله المسؤولية ليدير بعض الجوانب في هذه العملية يعطيه ثقة أكبر بنفسه وبرغبته في تعلم المزيد.
- تقديم المكافآت: فالجميع يحب الحصول على تحفيزات خارجية خاصة الأطفال؛ فالمكافأة تعد حافزًا قويًا لهم، خاصة وإن كانت المكافآت مقدمة حسب حاجة الطفل لها، فمشاهدة الأفلام مثلًا، أو الذهاب إلى اللعب، أو حتى كتابة أسمائهم على ورقة والاحتفال بهم، فهذا كله يساعد في تحفيز الأطفال.
- الحماس: من أفضل الطرق لتحفيز الطفل هو الحماس معه في عملية التدريس، وهو ما يعطيه طاقة كبيرة وجميلة للتعلم.
- تقديم الثناء والمديح: فتقديم المديح للأطفال بعد قيامهم بمهام معينة سيزيدهم تحفيزًا لمعرفة المزيد وبالتالي ضمانهم لثناء ومديح أكثر، فعلى مستوى جميع الأعمار فإن الإنسان يحب الحصول على التقدير فهذا يشعره بقيمة ما فعله وأنجزه.
تعليم الطفل لغة أخرى
يتعلم الأطفال لغتهم الثانية بالطريقة ذاتها التي تعلموا فيها لغتهم الأم، فيبدؤون بالاستماع ثم الحديث ويتعلمون فيما بعد الحروف والقراءة والكتابة، فتعليم الطفل لللغة أخرى سوف يشده عاجلًا أم آجلًا إلى القراءة والكتابة في اللغة المكتسبة، وغالبًا ما يظهرالأطفال الذين يتمكنون من القراءة بلغتهم الأولى اهتمامًا بتعلم قراءة لغة أخرى، وبذلك فهم يحتاجون إلى تعلم الحروف لللغة الأخرى، كاللغة الفرنسية أو الإسبانية أو غيرها.
ويتعلم الكثير من الأطفال أكثر من لغة دون أساليب ممنهجة؛ فعلى سبيل المثال يمكنهم تعلم ذلك عن طريق الاستماع إلى من حولهم في البيت إذا كانوا يتحدثون بأكثر من لغة، ولكن لا توجد دراسات أو أبحاث لتحديد أفضل الاستراتيجيات لتعلم أكثر من لغة، فمن التساؤلات المطروحة "هل من الأفضل تحسين لغتهم الأساسية أولاً أم يفضل تدريس اللغتين معا؟"، ومن المعروف أن الأطفال الذين يستطيعون القراءة بلغتهم الأم يتعلمون القراءة باللغة الأخرى بشكل أفضل، ويعود ذلك إلى قدرتهم على نقل المهارات التي تعلموها للقراءة في اللغة الأم وتطبيقها على اللغة الجديدة كتحويل الحروف إلى أصوات، ويمكنهم ذلك حتى وإن كانت حروف الهجاء مختلفة تمامًا.
وتعتمد القراءة والكتابة في أي لغة على القدرة على سماع الأصوات الفردية وتكوينها لتشكل أصوات الكلمات وربطها بالحروف الأبجدية المستخدمة في اللغة، ولكن يختلف النظام الأبجدي لكل لغة؛ فقد تتشابه الحروف الأبجدية لبعض اللغات وقد تكون مجموعة الحروف الأبجدية للغة ما مختلفة تمامًا، لذلك فمن المهم أن توجد تعليمات واضحة للأطفال في طرق لفظ الحروف وكتابتها لللغة الثانية، فالأطفال دون سن الخامسة يحسنون قدرتهم على القراءة وتهجئة الحروف طالما يتعلمون تهجئة الأصوات الفردية لكل حرف من الحروف الأبجدية ومن ثم الأصوات التي تصدرها تلك الحروف في مواضع مختلفة، وعادة ما يستغرق الأطفال ست سنوات لتعلم التحدث بلغة ثانية بطلاقة وذلك مع التعليم المستمر، كالتعلم من خلال المدرسة.[٦]
المهارات اللغوية للأطفال
يعتمد التعلم على كثير من المهارات اللغوية التي يبدأ الأطفال في تعلمها عند الولادة، وهي عملية معقدة ومدهشة؛ إذ يطور الأطفال مهارات معينة أثناء نموهم في المراحل المبكرة قبل الدخول للمدرسة وحتى الوصول إلى سن السابعة؛ إذ يستطيع معظم الأطفال القراءة، وتشير الدراسات العلمية إلى أن الأطفال من الولادة الى عمر 3 سنوات قادرون على:[٧]
- إصدار أصوات تشبه النغمات والإيقاعات التي يستخدمها الكبار عند التكلم.
- التعامل مع الكتب المخصصة للأطفال ومجسمات الحروف الصغيرة.
- التعرف على كتب معينة من خلال أغلفتها.
- التظاهر بقراءة الكتب.
- الطلب من البالغين القراءة أو الكتابة معهم.
- بدء ملاحظة رسم وشكل بعض الحروف، كحروف أسمائهم الأولى.
- محاولة كتابة أو رسم شيء ما عن طريق الخربشة.
- إنتاج بعض النماذج التي تشبه نوعًا ما الحروف والكلمات.
ويصبح الأطفال من عمر 3 سنوات الى 4 سنوات قادرين على:[٧]
- فهم الكتابة وأن الحروف تحمل رسالة لقرائتها.
- محاولة القراءة والكتابة.
- المشاركة بالألعاب الخاصة بالكلمات؛ كألعاب القافية والألغاز اللغوية.
- تحديد بعض الحروف وكيفية نطقها.
- استخدام بعض الحروف المألوفة لتشكيل كلمات بسيطة ذات معنى كأسمائهم أو كلمة " أحبك".
المراجع
- ↑ " Learning in the baby to preschool years", raisingchildren,2019-6-24، Retrieved 2019-12-7. Edited.
- ↑ "5 Ways to Teach the Alphabet", teachingmama, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ BEKKI LINDNER (2014-4-13), "5 FUN Ways to Help Your Child Learn Their ABCs"، scholastic, Retrieved 2019-12-7. Edited.
- ↑ "Developing literacy", raisingchildren, Retrieved 27-11-2019. Edited.
- ↑ "How to Motivate Your Students: What Every Teacher Should Know but Doesn’t", onlinecollegecourses, Retrieved 8-12-2019. Edited.
- ↑ "Multilingual resources for teaching the alphabet", parenthub,3-7-2018، Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Typical Language Accomplishments for Children, Birth to Age 6 -- Helping Your Child Become a Reader", ed,2003-1-9، Retrieved 2019-12-7. Edited.