تغذية لاعبي كرة القدم

رياضة كرة القدم

تشتهر رياضة كرة القدم بكونها الرياضة الأكثر انتشارًا وشيوعًا على مستوى العالم؛ إذ تشير تقارير الفيفا عام 2006 إلى إقبال 265 مليون فرد على ممارسة رياضة كرة القدم حول العالم، كما تحتل رياضة كرة القدم مكانًا مهمًا في عالم الإعلام والترفيه؛ إذ تشير التقاير أيضًا إلى بث حوالي 72 ألف ساعة من مباريات كرة القدم، والتعليقات، والحوارات الخاصة بها لما يقرب من 3.2 مليار فرد حول العالم أثناء استضافة جنوب افريقيا لمونديال 2010، وهذه الأمور جميعها تشير إلى المكانة المهمة التي تحظى بها رياضة كرة القدم عن سائر أنواع الرياضات الأخرى، لذا ليس من الغريب وجود الكثير من الدراسات العلمية التي بحثت في الحاجات الفسيولوجية للاعبي كرة القدم ومستوى الطاقة والعناصر الغذائية التي يجب توفيرها لهم للحصول على أفضل النتائج، لكن ومع الأسف فإن أغلب نتائج هذه الدراسات قد أفضت إلى وجود نقصٍ في الحاجات الغذائية عند الذكور والإناث الممارسون لهذه الرياضة، مما أثار الكثير من الجدل والقلق لدى الكثير من المهتمين بآداء لاعبي كرة القدم[١].


تغذية لاعي كرة القدم

يقطع لاعبي كرة القدم مسافاتٍ كبيرة أثناء مباريات كرة القدم، ويحاول الكثيرون منهم الوصول من نقطة ما إلى نقطة أخرى داخل الملعب بسرعة كبيرة للغاية لإلتقاط الكرة، وهذا يعني حاجتهم إلى جسمٍ رشيقٍ للقيام بذلك بسرعة أكبر من منافسيهم، كما أن الجري سريعًا سيجعلهم عرضة أكثر لفقدان المزيد من السعرات الحرارية والطاقة، مما يعني الحاجة إلى التركيز على تزويد لاعبي كرة القدم بالكثير من السعرات الحرارية والطاقة أثناء ممارسة التدريبات القاسية، وفي الحقيقة تؤكد على إمكانية فقدان جسم لاعب كرة القدم لـ 1107 سعرة حرارية خلال المباراة الواحدة، كما توصلت دراسات أخرى إلى فقدان لاعب كرة القدم ما بين 3442 - 3824 سعرة حرارية في اليوم الذي يتضمن تدريبًا أو مباراة، وهذه الأرقام بالطبع تتباين بنوعية وشدة التمارين التي يُمارسها لاعبي كرة القدم، وعلى العموم يحتاج لاعبو كرة القدم إلى تناول ما يكفي لحاجة أجسامهم من الطعام لتعويض عدد السعرات الحرارية الكبير الذي يفقدونه أثناء المباريات والتدريب، وبالإمكان توضيح العناصر الغذائية المهمة للاعبي كرة القدم على النحو الآتي[٢]:

  • الكربوهيدرات: تُعد الكربوهيدرات مهمة كثيرًا للاعبي كرة القدم على وجه التحديد، ويعود هذا الأمر إلى حقيقة هبوط مستوى مخزون الغلوكوز أو الغليكُوجين في العضلات بعد مباريات كرة القدم مباشرة، ويظهر هذا الأمر بجلاءٍ واضح في العضلة المتسعة الوحشية، التي تقع على جانبي الفخذ؛ إذ تشير الدراسات إلى إمكانية أن يصل مخزون هذه العضلة من الغليكُوجين إلى الصفر تقريبًا بعد الانتهاء من مباراة كرة القدم، لذا ينصح الباحثون بتوفير ما بين 5 - 10 غرام من الكربوهيدرات للاعبي كرة القدم عند آدائهم من ساعة إلى ساعتين من هذه الرياضة في اليوم الواحد.
  • البروتينات: تلعب البروتينات دورًا مهمًا في إصلاح الخلايا المتضررة بسبب آداء الأنشطة البدنية، ولقد باتت الكثير من الجهات الرقابية والغذائية تنصح بتوفير ما لا يقل عن 1.2 - 2 غرام يوميًا من البروتينات لجميع الرياضيين، بما فيهم لاعبيو كرة القدم، لكن دراسات أخرى ترى أن من الأفضل توفير 20 - 25 غرامًا من البروتينات يوميًا للأفراد البالغين والشباب لبناء العضلات.
  • الدهون: يشوب الكثير من الغموض في إعطاء الدهون للاعبي كرة القدم، لكن يبقى من الثابت أن للدهون دورٌ مهمٌ في تزويد الجسم بالطاقة والفيتامينات الذائبة بالدهون؛ كفيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين هـ، وفيتامين ك، وعلى العموم تشير بعض الجهات الصحية إلى ضرورة أن لا تقل نسبة الطاقة التي يحصل عليها جسم لاعب كرة القدم من الدهون عن 15 - 20% يوميًا.
  • الفيتامينات والمعادن: تمتلك المعادن والفيتامينات أدوارًا مختلفة وكثيرة في إتمام العمليات الحيوية داخل الجسم، وعليه فإن من المهم حث لاعبي كرة القدم على تناول أنواع الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وقد يكون من الضروري احيانًا إعطاء لاعبي كرة القدم بعض المكملات الغذائية في حال الاشتباه بحصول نقصٍ شديد في أحد الفيتامينات أو المعادن لديهم.
  • الماء: يلجأ الجسم إلى تفعيل دور الغدد العرقية للحفاظ على درجة حرارته الداخلية أثناء ممارسة الرياضة، ومن المعروف أن العرق ينجم أصلًا عن تبخر الماء من خلال سطح الجلد، ومن المثير للاهتمام أن بعض الباحثون باتوا يشيرون إلى فقدان لاعبي كرة القدم للكثير من الماء عبر التعرق حتى في الأجواء الباردة، كما أن البعض باتوا يشيرون كذلك إلى حصول اختلالاتٍ في مستوى المعادن في الجسم؛ كالصوديوم والكلور؛ بسبب التعرق الشديد أثناء المباريات، لذا من الضروري توفير ما لا يقل عن 3.2 لتر من الماء للاعبي كرة القدم الرجال.


نصائح لتغذية لاعبي كرة القدم

يجب التركيز أكثر على تغذية لاعبي كرة القدم بعد الانتهاء من ممارسة المباريات أو التمارين؛ وذلك لمساعدة الجسم على إصلاح الخلايا والأنسجة التالفة وإعادة الإتزان لمستوى العناصر الغذائية التي فقدها الجسم أثناء التمرين، ومن بين النصائح التي يُمكن تقديمها من أجل هذا الأمر، ما يلي[٣]:

  • استهلاك الكربوهيدرات والبروتينات بنسبة 1:4، بحيث تكون الغالبية أكثر للكربوهيدرات وليس للبروتينات؛ وذلك لأن البروتينات يُمكنها إعاقة ترطيب الجسم بعد التمرين، لذا يُمكن تناول حبة موز واحدة مع كأس من الحليب قليل الدسم.
  • الحرص على تناول الطعام خلال النصف ساعة التي تلي التمرين مباشرة.
  • تناول بعض الطعام قبل ممارسة رياضة كرة القدم.
  • التركيز على تناول مشروب الحليب والشوكولاتة.


المراجع

  1. Pablo M. García-Rovés, Pedro García-Zapico, Ángeles M. Patterson, et al (7-2014), "Nutrient Intake and Food Habits of Soccer Players: Analyzing the Correlates of Eating Practice", Nutrients, Issue 7, Folder 6, Page 2697–2717. Edited.
  2. César Chaves Oliveira,, Diogo Ferreira, Carlos Caetano,et al (6-2017), "Nutrition and Supplementation in Soccer", Sports, Issue 2, Folder 5, Page 28. Edited.
  3. Elizabeth Quinn (4-4-2019), "The Best Post-Exercise Recovery Foods and Drinks to Buy in 2018"، Very Well Fit, Retrieved 13-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :