محتويات
الإعاقة
خلق الله الإنسان فى أحسن تقويم وأجمل صورة، ومتعه بالكثير من النعم والمميزات؛ فقد كرم الله الإنسان وميزه بالعقل عن باقي المخلوقات، وبالقدرة على التعلم والفهم، ولكن ولحكمة إلهية قد يسلب الله الإنسان بعض هذه النعم، وهذا السلب هو في حقيقته نوع من الإعاقة وعدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية كما يمارسها غيره، فأصبح لا يستطيع أداء مهامه ووظائفه طبيعيًا، إذ توجد أنواع مختلفة للإعاقات، مثل الإعاقة الحركية، والإعاقة الحسية، والإعاقة العقلية التي تضم عدة حالات من اضطرابات عقلية وسلوكية، وحالات من التخلف العقلي بدرجات متفاوتة.[١]
تعريف التخلف العقلي
يوجد أكثر من ثلاثين تعريف مختلف للتخلف العقلي؛ نتيجة التنوع في التخصصات العلمية التي درست هذا التخلف العقلي والاتجاهات المجتمعية المحيطة، فيوجد تعريفات طبية بيولوجية للتخلف العقلي، وتوجد تعريفات نفسية وتربوية واجتماعية كذلك، عدا عن اختلاف المصطلحات التي تشير إلى الشخص الذي يعاني من التخلف العقلي؛ مثل لفظ المعتوه التي كانت تطلق على الشخص الذي لديه إعاقة واضحة جدًا في العقل، ولفظ الأبله وهي تطلق على الشخص الذي يعاني من إعاقة عقلية بسيطة، والأحمق كانت تطلق على الشخص الذي يعاني من إعاقة عقلية متوسطة إلى شديدة، وغيرها الكثير من المسميات التي لم تعد مقبولة في الوقت الحاضر لما تحمله الكثير من الإشارات السلبية، ويبقى التعريف الأكثر قبولًا للتخلف العقلي هو التعريف الذي قدمته الجمعية الأمريكية، بالإنجليزية (American Association on Mental Deficiency) ويرمز لها بـ (AAMD)، ونص هذا التعريف للتخلف العقلي هو انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام، وذلك بقياس درجة الذكاء بناء على اختبارات الذكاء المعتمدة مثل اختبار (ستانفورد – بينيه)، ويرافقه عجز في السلوك التكيفي التي تظهر في مرحلة النمو في السنوات الثماني عشر الأولى من العمر، وعليه فإن انخفاض درجة الذكاء دليل قوي ولكنه ليس كافيًا لتشخيص التخلف العقلي، إذ يجب أن يرافقه انخفاض في عجز السلوك التكيفي، وذلك بعد اختباره على أحد مقاييس السلوك التكيفي، لذا فقد أعادت الجمعية الأمريكية تعريف التخلف العقلي على هذا النحو: (التخلف العقلي هو انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام يرافقه عجز في جانبين أو أكثر من جوانب السلوك التكيفي الآتية: التواصل، العناية بالذات، الحياة الأسرية، المهارات الاجتماعية، الصحة والسلامة، المهارات الأكاديمية الوظيفية، وغيرها، ويظهر الفرق بين هذا التعريف والتعريف السابق في أن هذا التعريف يؤكد على أن التخلف العقلي هو أن الطفل يعاني من صعوبات أساسية في التعلم، وفي أداء بعض المهارات اليومية، وأنه يعاني من ضعف شديد في الذكاء المفهومي والاجتماعي والعملي، ويتميز هذا التعريف بأنه يحدد مجالات الكفاية التي يحتويها السلوك التكيفي بوضوح، ومن الجدير بالذكر أن المقصود بالسلوك التكيفي هو فاعلية الشخص في عدة معايير منها الاستقلالية الشخصة، وتحمل المسؤولية المتوقعتين ممن هم في عمره الزمني وحصيلته الثقافية، أي أن السلوك التكيفي لا يتعلق بالتعلم المدرسي ولكنه يتعلق بالتعلم غير الأكاديمي وأداء الشخص وسلوكه في الأسرة والبيئة المحيطة به، وتختلف عناصر السلوك التكيفي من مرحلة عمرية إلى أخرى.[٢]
الإعاقة العقلية وأنواعها
تعدّ الإعاقة العقلية مرض عقلي يؤثر سلبًا على حالة المريض وسلوكه وتفكيره، وعلاقاته الاجتماعية، ويكشف الطب عن حالات عديدة للإعاقات العقلية بدرجات متفاوتة وأنواع مختلفة، ومن أبرز هذه الإعاقات العقلية ما يأتي:
- اضطرابات القلق: شكل من أشكال المرض العقلي أو الإعاقة العقلية، إذ تبدو آثارها على المريض من خلال نوبات متكرررة من الخوف والقلق الشديد ولفترات طويلة بسبب التعرض لأزمة نفسية صعبة، فتكرار هذه المشاعر السلبية من قلق وتوتر وهلع يؤدي إلى هذا المرض العقلي وإلى اضطرابات القلق التي يصاحبها نوبات هلع قوي، وألم وصداع في الرأس والشعور بالغثيان أحيانًا، ويصاحب المريض باضطرابات القلق أفكار انتحارية وخوف شديد من مغادرة المنزل.
- اضطرابات المزاج: تتميز حالة اضطرابات المزاج بالاستدامة في هذه الحالة النفسية السيئة؛ مما يؤثر على صحتهم العقلية والنفسية يومًا بعد يوم، ومن أنواعه الأكثر انتشارًا هو حالات الاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، هذه الحالة إن تركت دون علاج قد تتسبب في اضطرابات صحية بدنية مزمنة كالسكري وأمراض القلب.
- الفصام والاضطرابات الذهنية: يُعد الفصام اضطراب خطير في الدماغ؛ يؤثر سلبًا على قدرة الدماغ على آداء وظائفه المعرفية العاطفية، ويشمل تأثير هذه الحالة على الجوانب الإنسانية الأساسية في الحياة كاللغة والتواصل وكره الأشياء، ومن أبرز أعراض هذه الحالة: الهلوسة، والأوهام، وكلام متزن.
- الخرف: هو مرض عقلي يعطل الوعي لدى المريض، ويفقده الذاكرة وبعض أهم المهارات الحركية، ومن أبرز أشكاله وأكثرها انتشارًا الزهايمر.[٣]
أسباب التخلف العقلي وأعراضه
توجد عدة أسباب تؤدي إلى التخلف العقلي، منها عوامل أولية وراثية، وعوامل ثانوية مكتسبة، وهي كالآتي:[١]
- الأسباب الأولية (الوراثية): وهي الصفات التي تحملها الأمشاج الذكورية والبيويضة الأنثوية قبل لحظة الإخصاب، هي التي تحدد درجة الذكاء ونسبة حدوث تخلف عقلي، ويلاحظ هذا النوع من تاريخ العائلة.
- الأسباب الثانوية (المكتسبة): وهي العوامل التي يُصاب بها الجنين بعد التلقيح وبعد تحديد الصفات الوراثية، فهذه الأسباب ليست وراثية ولا تنتقل عبر الأجيال، ولكنها حدثت بفعل بعض العوامل والاصابات؛ مثل استسقاء الدماغ، والتهابات السحايا والدماغ ، وعوامل نفسية واجتماعية.
وأما الأعراض العامة للتخلف العقلي :[١]
- انخفاض واضح وملحوظ في درجة الذكاء والأداء.
- انخفاض ملحوظ في الحصيلة اللغوية والقدرة على التواصل والتعبير، وعجز واضح في القراءة والكتابة.
- عجز كبير وقصور شديد في ملكة الحساب.
- عجز كبير في القدرة على التركيز والانتباه.
- اضطرابات جسمية-حركية.
- في بعض الحالات قد تظهر بعض العلامات الجسمية على المصاب بالتخلف العقلي مثل تشوهات خلقية في الأطراف أو الوجه.
المراجع
- ^ أ ب ت د.محمود أبو العزائم، "الأمراض النفسية"، psychologue2013، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف التخلف العقلي"، arabcitycare، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أنواع الإعاقة العقلية"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرّف.