محتويات
تضخم البروستاتا
تعد البروستاتا جزءًا من الجهاز التنّاسلي الذّكري، وهي غدّة جنسيّة تقع أمام المستقيم وتحت المثانة مباشرةً، وتحيط بالجزء العلوي من الإحليل، وتحيط بالبروستاتا شبكة من الأنسجة الضامة تحتوي على العديد من الألياف العضلية، وتساهم في إنتاج السّائل المنوي المغذّي للحيوانات المنويّة وتوفير البيئة الآمنة لها التي تضمن بقائها على قيد الحياة[١]، ومن المشاكل التي قد تصيب البروستاتا هي تضخمها، ويعد تضخم البروستاتا حالة صحية شائعة عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، ويسبب هذا التضخم أعراضًا في المثانة مثل؛ التبول المتكرر والحاجة الملحة للتبول، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تضخم البروستاتا والتي تشمل؛ الالتهاب، والتغيرات الهرمونية، والسرطان، ويعتمد علاج هذه الحالة على المسبب، ويحتاج المصاب لعمل عدة فحوصات للدم والتصوير بأنواعه للكشف عن مسبب التضخم، ويكون العلاج فعالًا وذو نتائج مرضية في الكثير من الحالات، وبما أن السرطان أحد مسببات تضخم البروستاتا يجب تجنب إهمال أعراض هذه الحالة.[٢]
أعراض تضخم البروستاتا
يُصاب حوالي 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 - 60 سنة بتضخم البروستاتا، وقد تكون هذه الحالة أكثر شيوعًا أيضًا لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا لتصل إلى ما نسبته 90% منهم، وتختلف الأعراض تبعًا لشدّة الحالة المرضيّة، وقد تبدأ بسيطة وخفيفة ثم تشتد تدريجيًّا، وتشمل ما يأتي[٣][٤]
- عدم القدرة على التفريغ الكلّي للمثانة، وهو السّبب وراء الشّعور الملح الدائم والعاجل للتبوّل وزيادة عدد المرّات عن الحدّ الطّبيعي خاصّةً في اللّيل.
- احتباس البول في بداية التبوّل وصعوبة نزوله.
- ضعف قوّة تدفّق البول أو حدوث تدفق متقطع.
- سلس البول نتيجة عدم القدرة على التحكم في التبول.
- التبول أكثر من 8 مرات في اليوم.
وقد تتطور هذه المشاكل للإصابة بالتهاب المسالك البولية، كما يمكن أن تتطور لمشاكل أكثر خطورة مثل؛ حصوة المثانة، وظهور دم في البول، واحتباس البول.[٥]
أسباب تضخّم البروستاتا
تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة، ويمر بها الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج القضيب، لذا فإنه عند تضخمها يتسبب ذلك بمنع تدفق البول، وقد يحدث هذا الانسداد في تدفق البول نتيجة تضخم البروستاتا الناتج عن استمرار نموها، إذ تستمر البروستاتا في النمو طوال الحياة لدى الرجال، وبالرغم من أن السبب الرئيسي لتضخم البروستاتا غير واضح تمامًا إلا أنه غالبًا ما يعود ذلك لحدوث بعض التغيرات في توازن الهرمونات الجنسية مع تقدم الرجال في السنّ، ولا يصاب الأشخاص الذين تعرضوا لإزالة الخصيتين خلال حياتهم بتضخم البروستاتا، كما يمكن أن يتضخم البروستاتا كعرضٍ للإصابة بالتهاب البروستاتا، وهي حالة صحية يصاب بها الرجال في كل الأعمار ويمكن علاجها باستخدام الأدوية، كما يمكن أن يكون تضخم البروستاتا ناتجًا عن الإصابة بالسرطان، وهو أمر خطير لا يجب إهماله،[٦] كما تزيد بعض العوامل من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، مثل:[٧]
- التقدم بالعمر: إذ يعد من النادر مواجهة تضخم البروستاتا لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، في حين يعاني حوالي ثلث الرجال من أعراض معتدلة إلى حادة بحلول عمر 60 عامًا.
- التاريخ العائلي: تزداد فرص الإصابة بتضخم البروستاتا في حال وجود عامل وراثي وإصابة أحد الأقارب؛ مثل الأب أو الأخ.
- مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أن مرض السكري وأمراض القلب واستخدام حاصرات بيتا تزيد من فرص الإصابة بتضخم البروستاتا.
- أنماط الحياة: تلعب أنماط الحياة دورًا في مشاكل البروستاتا، مثل؛ السمنة التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا الحميد، في حين تقلل ممارسة التمارين الرياضية من هذه المخاطر.
تشخيص تضخّم البروستاتا
عندما يذهب المصاب إلى الطّبيب بعد ظهور واحدة أو أكثر من الأعراض السابقة، ويلجأ الطّبيب إلى تشخيص الحالة للتأكّد من وجود تضخّم في البروستاتا من عدمه عن طريق إحدى الطّرق الآتية:[٧]
- اختبار المستقيم الرّقمي: عن طريق إدخال الطّبيب لأحد أصابعه في مستقيم المريض للتأكّد من وجود تضخّم أو تورّم في حجم البروستاتا من عدمه.
- اختبار البول: وذلك من خلال فحص عيّنة البول للتأكّد من وجود عدوى أو حالة أخرى ذات أعراض مشابهة.
- اختبار الدّم: للكشف عن وجود مستضد البروستاتا النّوعي؛ وهو عبارة عن مادّة تفرزها غدّة البروستاتا بمستويات معيّنة في الدّم، وعندما تزيد عن الحدود الطّبيعيّة قد تكون مؤشرًا على وجود تضخّم البروستاتا الحميد، ولكن قد تدل زيادة مستوياتها أيضًا على وجود سرطان البروستاتا.
- اختبار قوّة تدفّق البول: وذلك بالتبول في وعاء متصل بجهاز يقيس قوة وكمية تدفق البول، وتساعد نتائج الاختبار في تحديد مدى تحسن الحالة مع مرور الوقت.
- القسطرة: للتأكّد من إفراغ المثانة تمامًا، وذلك عن طريق إدخال قسطرة إلى المثانة بعد التبوّل مباشرةً لقياس كميّة البول المتبقّي فيها للتعرّف على مدى قدرة المثانة في التخلّص من البول، ويمكن إجراء هذا الاختبار باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالأشعّة فوق الصوتيّة عبر المستقيم: ويحدث ذلك من خلال إدخال مسبار من فتحة الشّرج إلى المستقيم لقياس حجم البروستاتا وتقييم مدى التضّخم أو التورّم في حجمها.
- الخزعة: إذ تؤخذ خزعة من أنسجة البروستاتا لفحصها من أجل استبعاد وجود أورام سرطانيّة.
علاج تضخّم البروستاتا
توجد عدة خيارات لعلاج حالات تضخم البروستاتا، وعادة ما يراقب الطبيب الحالة عن كثب خلال مراحل العلاج، وتشمل أهم خيارات العلاج كلًا مما يأتي: [٤]
- العلاجات الدوائية: تساعد العلاجات الدوائية في هذه الحالة في السيطرة على نمو البروستاتا، بالإضافة إلى تحسين الأعراض، وتشمل:
- حاصرات مستقبلات ألفا: تساعد على استرخاء عضلات البروستاتا وتحسين آداء الجهاز البولي.
- مثبطات الفسفوديستراز -5 (PDE5): وهي الأدوية التي توصف لحالات ضعف الانتصاب، ولكن يمكنها أيضًا المساعدة في استرخاء العضلات في المسالك البولية للمساعدة في تخفيف أعراض تضخم البروستاتا.
- مثبطات إنزيم 5-ألفا: وهي الأدوية المساعدة في الحدّ من نمو غدة البروستاتا.
- المضادات الحيوية: تستخدم المضادات الحيوية في علاج التهاب البروستاتا المزمن، والمؤدي إلى تضخمها. [٨]
- مزيج من الأدوية: قد يوصي الطبيب بالاستخدام المتزامن لنوعين أو أكثر من أنواع الأدوية المختلفة للمساعدة على تحسين أعراض تضخم البروستاتا.
- التدخّل الجراحي: قد لا تجدي الإجراءات البسيطة والعلاجات الدوائية نفعًا في حالات تضخم البروستاتا، مما يستدعي إجراء عملية جراحية وخاصة في حال اشتداد الأعراض سوءًا أو ظهور المضاعفات؛ مثل الألم الشديد وصعوبة في التبول، والتهابات المسالك البولية المتكررة، وخروج الدم مع البول، والعجز الجنسي، وتلف الكلى، وتشمل خيارات الجراحة لحالات تضخم البروستاتا كلًّا مما يأتي:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل: وهي أكثر نوع شائع وفعّال لجراحة البروستاتا، وتكون هذه العملية بإدخال منظار في العضو الذكري، وإزالة البروستاتا قطعة بعد قطعة.[٨]
- استئصال البروستاتا البسيط: وتستخدم هذه العملية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من البروستاتا ذات الحجم الكبير، وهي عملية مفتوحة أسفل البطن، وتكون بإزالة الجزء الداخلي لغدة البروستاتا، ويمكن استخدام الليزر أو الحرارة في بعض العمليات الجراحية لإزالة الأنسجة الزائدة من البروستاتا.[٨]
- جراحة الليزر.
- التغييرات في أنماط الحياة: تساعد بعض التغييرات في أنماط الحياة في تخفيف أعراض تضخم البروستاتا، وتشمل أهم الاستراتيجيات كلًّا مما يأتي:
- الحدّ من استهلاك الكافيين والكحول.
- تقليل استهلاك السوائل قبل النوم بساعتين مع الذهاب إلى المرحاض قبل النوم أو في الرحلات الطويلة أو المناسبات الأخرى.
- إفراغ المثانة بالكامل قدر الإمكان عند كل التبول.
- ممارسة التمارين المساعدة في تقوية عضلات قاع الحوض.
- طلب مساعدة الطبيب لتدريب المثانة على حبس المزيد من البول لفترة أطول.
- تناول المزيد من الألياف للمساعدة في منع الإمساك المسبب لتفاقم حالات تضخم البورستاتا.
- تجنب الأدوية التي تملك آثارًا جانبية تجعل الأعراض أكثر سوءًا، مثل مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اعتماد نظام غذائي صحي قليل الدسم والحدّ من الأطعمة الغنية بالتوابل.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- التبول مباشرة عند الشعور بذلك، أو اتباع جدول زمني للتبول.[٨]
- المحافظة على الجسم دافئًا.[٨]
- التقليل من الضغط والتوتر النفسي.[٨]
المراجع
- ↑ Tim Newman (11 - 1 - 2018), "What is the prostate gland?"، medical news today, Retrieved 24 - 3 - 2019. Edited.
- ↑ Matthew Schmitz (June 19, 2019), "An Overview of Enlarged Prostate"، verywellhealth, Retrieved 30/7/2019. Edited.
- ↑ Laura J. Martin (18 - 11 - 2018), "What Is the Prostate? What's Normal?"، webmd, Retrieved 24 - 3 - 2019. Edited.
- ^ أ ب Danielle Dresden (11 - 7 - 2018), "What are the treatment options for BPH?"، medical newst oday, Retrieved 24 - 3 - 2019. Edited.
- ↑ Jeanie Lerche Davis ( August 29, 2011), "Enlarged Prostate: A Complex Problem"، webmd, Retrieved 30/7/2019. Edited.
- ↑ Verneda Lights and Matthew Solan (July 17, 2017), "What Do You Want to Know About Enlarged Prostate?"، healthline, Retrieved 30/7/2019. Edited.
- ^ أ ب "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", mayoclinic,2- 3 - 2019، Retrieved 27 - 12 - 2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Sobol (8/26/2017), "Enlarged prostate"، medlineplus, Retrieved 30/7/2019. Edited.