اتفاقية جنيف
تسعى الدول والشعوب إلى البحث عن حلول للمشاكل التي تدور فيما بينها من خلال الحوار كأساس مبدئي لفض النزاعات، ولهذا فإن هناك العديد من الاتفاقيات والمعاهدات التي ترتكز على هذا المبدأ ومنها اتفاقية جنيف، وهي مجموعة من المعاهدات والبروتوكولات الدولية التي كانت نتاجًا لجهود رجل الأعمال السويسري هنري دونان الذي حاول العثور على حل مضاد لما شهده في معركة سولفيرينو عام 1859م، وهو مؤسس منظمة الصليب الأحمر ذات الفروع المنتشرة في شتى أنحاء العالم ودوله والتي تهدف إلى مساعدة الإنسان بمفهومها البسيط التقليدي، وتعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجهة المكلفة بتعزيز القانون الإنساني الدولي والسهر على راحة الأفراد، ولقد أضيفت ثلاثة بنود للاتفاقية في في الفترة ما بين الأعوام (1977- 2005)م وهي تعديلات منفصلة لكن مكملة لما جاء آنفًا، وتنقسم الاتفاقيات تلك إلى أربعة أجزاء[١].
اتفاقيات جنيف الأربعة
كانت اتفاقيات جنيف على النحو التالي[٢].:
- اتفاقية جنيف الأولى: التي وُقعت في عام 1949م، وجاءت لتتحدث عن حقوق الإنسان في الحروب والمعارك وضرورة حماية الجرحى، والمرضى في الحروب البرية، وهي تشمل عددًا من الموظفين في القطاعات الطبية، وتتألف من 64 مادة.
- اتفاقية جنيف الثانية: التي وُقعت في عام 1949م، وتتضمن توفير الحماية اللازمة لجرحى الحروب والجنود الناجين من الغرق في الحروب البحرية، وأزاحت هذه الاتفاقية اتفاقية لاهاي (عام 1907م)، وهي تتسم بالتطابق مع اتفاقية جنيف الأولى من حيث المحتوى والهيكلية ولكنها تركز على الحروب البحرية بقدر أكبر، وتتألف من 63 مادة.
- اتفاقية جنيف الثالثة: التي وُقعت في عام 1949م التي تتعلق بأسرى الحروب وهي تتحدث عن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بظروف اعتقال الأسرى والحرص على حصولهم على قضاء عادل وزيارات ومأكل ومشرب صحي مناسب، وضرورة إطلاق سراحهم وإعادتهم لبلادهم بعد انتهاء الأفعال العدائية بين القوى المتحاربة، وتتألف من 97 مادة ولها خمسة ملاحق لها نماذج مختلفة.
- اتفاقية جنيف الرابعة: التي وُقعت في عام 1949م وتتعلق بضرورة حماية المدنيين في الأراضي المحتلة، وذلك بضرورة حصولهم على حق الحياة وتفعيل نظام الإغاثة بحقهم ومعاملة المعتقلين المدنيين وفق بروتوكول إنساني معين، وكان الدافع الرئيسي لها الحرب العالمية الثانية وما خلفته من جراح، وتتألف الاتفاقية من 159 مادة ولها ثلاثة ملاحق تتعلق بالمناطق الآمنة وكيفية التعامل معها وغيرها.
أسس اتفاقيات جنيف
اعتمدت الاتفاقيات في جنيف على عدد من الأسس الرئيسية في وضع البنود، وأهمها[٣].:
- النظر إلى النزاعات المسلحة التي تتعرض لها البشرية وبذات الصراعات والنزاعات الداخليه الأهلية.
- التعامل مع الجندي المحارب على أساس إنسانيته وبشريته وعدم فصل هذا التعريف حتى عن العدو.
- التركيز على حماية المدنيين وضمان أوضاعهم قبل الشروع بالحرب سواءً للدولة المحارَبة أو المحارِبة.
- تزايد أعداد القتلى في السجون بسبب الأوضاع الصحية التعيسة والتعرض للتعذيب البدني والنفسي.
- قتل الأطفال والقاصرين عشوائيًا والنيل منهم في الحروب دون مراعاة لصغر سنهم.
- ترك العشرات من الجرحى على أراضي المعركة لينزفوا حتى الموت دون السماح لطواقم الإنقاذ بالاقتراب منهم.
- محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية في حين يعد هذا غير مقبول أو صحيح.
المراجع
- ↑ "اتفاقية جنيف "، المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-4. بتصرّف.
- ↑ "اتفاقيات جنيف لعام 1949"، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-4. بتصرّف.
- ↑ "اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب"، جامعة مينيسوتا ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-4. بتصرّف.