محتويات
التعنيف الجسدي للأطفال
يعد تأديب الطفل أحد الأمور الضرورية لإكمال عمليةالتربية بنظر الكثيرين، لكن البعض يلجؤون إلى العقوبة الجسدية المؤذية، وهذا الأمر أصبح ممنوعًا في الكثير من البلدان بسبب الآثار السلبية الذي يلحقها ذلك بصحة الطفل النفسية والبدنية، كما أن الأطفال عادةً لا يدركون الفرق بين الاعتداء الجسدي غير المقبول الذي يُعاقبون عليه؛ مثل الضرب واللطم الشديد، وبين الاعتداء الجسدي الذي يتلقونه كعقوبة عادية، لذا ليس من الغريب أن تولد العقوبة الجسدية العدوان لدى الاطفال، كما يؤثر ذلك على تصرفاتهم مع أطفالهم وعائلاتهم أيضًا في المستقبل، بالإضافة إلى العديد من الأضرار الجسدية التي تنجم عنها والتي سنناقشها لاحقًا في هذا المقال. [١]
ما هي الآثار الصحية والنفسية لضرب الطفل على وجهه؟
يمر الطفل في كل مرحلة من مراحل النمو بمراحل تعليمية مختلفة تمكنه من الإطلاع على معلومات جديدة عن نفسه والعالم من حوله، ومع ازدياد مستوى العدوانية والعنف والسلوك التخريبي في الرسوم الكرتونية للأطفال، فإن من غير المفاجئ مشاهدة تصرفات غير لائقة منهم وجعل مهمة تربيتهم أكثر صعوبة، لذا يلجأ الكثير من الآباء إلى استخدام القوة الجسدية بقصد التسبب في إصابة الطفل بالألم لكن ليس الضرر الشديد، وإنما لغرض تصحيح سلوك الطفل أو التحكم فيه فقط، لكن قد تصبح العقوبات أكثر شدة مع تقدم الطفل في السن أو زيادة الضغط على الوالد، والمخيف بالأمر هو إشارة الأبحاث إلى تأثير العقوبات الجسدية طويلة الأمد على الأطفال، خاصة تلك الناجمة عن صفع الطفل على وجهه، وهنالك بالطبع إمكانية أن يؤدي التعنيف الجسدي والضرب على الوجه إلى عاهات بدنية ونفسية للطفل على المدى الطويل. [٢]
ومن ناحية أخرى يؤدي التعرض للعقوبات إلى الشعور بمستويات عالية من القلق لدى الأطفال، كما يميل الأطفال إلى الهجوم على الأشقاء كرد فعل لما شهدوه أو اختبروه بأنفسهم من الألم والأسى، وكثيرًا ما يميل الطفل الذي يعاقب إلى الشعور بالذنب أو العار أثناء الحادث، وقد يتسبب صفع الطفل على وجهه في إلحاق ضرر دائم بتقديره لذاته؛ خاصةً إذا شاهده أفراد العائلة أو الأصدقاء الآخرون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعرض الأطفال للإذلال بسهولة شديدة ويمكن أن يتحول ذاك الفعل البسيط بسرعة كبيرة إلى حدث مرعب قد يستغرق سنوات من الاستشارات النفسية لتصحيحه، كما أن الضرب لا يساعد الأطفال في تعديل سلوكاتهم لأن الغايات لا تبرر الوسيلة، وإنما يتسبب ذلك بحدوث تأثير متصاعد على سلامته العاطفية والجسدية ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من الصعوبات في البيئات الاجتماعية مستقبلًا.[٢] وعلى أية حال، بوسعك معرفة المزيد عن آثار الضرب على الأطفال عبر الضغط هنا.
احذر من ضرب طفلك على تلك المناطق من جسمه
يتسبب العنف الجسدي في ظهور العديد من الآثار البدنية على جسد الطفل، ويتوجب الحذر من الضرب على بعض الاماكن تحديدًا؛ خاصةً منطقة الرأس؛ إذ يمكن أن يؤدي الضرب على الرأس إلى حدوث إصابة في الرأس أو الرقبة نتيجة الاهتزاز الشديد أو ضرب الطفل بشيء قوي، وقد تتسبب هذه الإصابات بتلف دائم في الدماغ أو الوفاة، ويمكن أن يتعرض الأطفال إلى ما يعرف بمتلازمة هز الرضيع، وهي حالة تحدث لدى الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنتين نتيجة سوء المعاملة من خلال استخدام القوة لهز الطفل، أو رمي الطفل أو إسقاطه عن قصد، أو عندما يضرب رأس الطفل أو رقبته بشيءصلب؛ مثل الأرض أو الأثاث، مما يؤدي إلى الإصابة البدنية نظرًا إلى أن الرضع يعانون من ضعف في قوة الرقبة ورؤوسهم كبيرة مقارنة بحجم أجسامهم وهو ما يتيح للرأس التحرك كثيرًا عند الاهتزاز، وبالتالي تحرك دماغ الطفل داخل الجمجمة، وهو ما قد يتسبب بتمزق الأوعية الدموية والأعصاب داخل الدماغ مُحدثًا نزيفًا وتلفًا في الأعصاب، ويمكن أن يؤدي تورم الدماغ إلى زيادة الضغط في الجمجمة وبالتالي صعوبة وصول الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ.[٣]
ومن ناحية أخرى، تتفاوت أوقات ظهور الآثار الجسدية طويلة المدى على أجساد الأطفال؛ فمنها ما يظهر على الفور ومنها ما يستغرق اكتشافه شهورًا أو سنوات، وقد ربط الباحثون بين الضرب على الرأس أو الظهر أو البطن أو الأذن أو الصدر وبين حصول زيادة في خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، والتي منها:[٤]
- التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو انتفاخ الرئة، أو الانسداد المزمن، وغيرها من أمراض الرئة.
- مرض السكري.
- سوء التغذية.
- مشاكل في الرؤية.
- نوبة قلبية.
- التهاب المفاصل.
- مشاكل في الظهر.
- إرتفاع ضغط الدم.
- تلف في الدماغ.
- الصداع النصفي.
- السكتة الدماغية.
- أمراض الأمعاء.
- متلازمة التعب المزمن.
- السرطان.
قد يُهِمُّكَ
هناك عدة أنواع لإساءة المعاملة مع الأطفال، من أهمها:[٥]
- الإساءة الجسدية: وهي عند تعرّض الطفل للعنف الجسدي من خلال الضرب بقوة باليد أو بشيء مثل الحزام، مما يؤدي إلى ظهور الكدمات أو الجروح والتسبب بالألم.
- الاعتداء الجنسي: وهي الأفعال الجنسية أو الأنشطة الجنسية بدون اتصال مثل التقاط أو مشاركة الصور الجنسية والمحادثات الجنسية بين شخص بالغ وشخص أقل من 18 عامًا، أو بين طفل أكبر سنًا أو مراهقًا وطفل أصغر بكثير، أو بين شخص له سلطة على شخص آخر، وللأسف تشمل معظم حالات الاعتداء الجنسي شخصًا بالغًا موثوقًا به أو فردًا من العائلة يسيء إلى الطفل، لكن يبقى هنالك طرق كثيرة لحماية الأطفال والأبناء من الاعتداءات الجنسية، تعرف عليها عبر الضغط هنا.
- الإهمال: وهو عدم قيام شخص بالغ بما هو مطلوب تجاه الطفل من حيث الرعاية أي عدم إعطاء الطفل ما يكفي من الطعام، أو المسكن، أو الملبس، أو الرعاية الطبية، أو الانتباه، أو التعليم، أو الدراسة.
- الإساءة العاطفية: وهي عندما يسيئ البالغون إلى الأطفال، أو يهددونهم، أو يحطون من شأنهم، أو يرفضونهم، مما يؤدي إلى شعورهم بالسوء تجاه أنفسهم أو أنهم لا قيمة لهم.
- تعاطي المخدرات: وذلك عندما يتعاطى البالغون المخدرات أو يفرطون في تناول الكحوليات مما يعرض الطفل للخطر، ويمكن أن يتسبب ذلك في إهمال البالغين للطفل أو إيذائه جسديًا. وتندرج بعض الأفعال تحت مفهوم الإساءة للطفل في حال كان يسمح البالغون للطفل بشرب الكحول أو تعاطي المخدرات، أو تعاطي أو بيع المخدرات بوجود الطفل،أو استخدام الأم لعقاقير غير مشروعة أثناء الحمل.
- الإساءة الطبية للأطفال: وهي عندما يتسبب مقدمو الرعاية البالغون بإذاء الطفل عن طريق تزويده بالكثير من الرعاية الطبية؛ بما في ذلك اعطائه الكثير من الأدوية، أو المواعيد، أو العمليات الجراحية، أو الفحوصات المخبرية التي لا تكون ضرورية له.
المراجع
- ↑ Holly Case (2018-12-17), "The Long-Term Effects of Physical Punishment on a Child", hellomotherhood, Retrieved 2020-11-21. Edited.
- ^ أ ب Mo Mulla (2020-11-09), "5 Effects Of Slapping A Child In The Face", parentalquestions, Retrieved 2020-11-21. Edited.
- ↑ "Abusive Head Trauma (Shaken Baby Syndrome)", kidshealth, 2019-10-31, Retrieved 2020-11-22. Edited.
- ↑ Administration for Children and Families, Long term consequences of child abuse and neglect, Page 2. Edited.
- ↑ "Child Abuse", kidshealth, 2019-10-31, Retrieved 2020-11-22. Edited.