موت الفجأة
يُعد موت الفجأة أحد المشاكل الصحية المنتشرة في جميع بقاع العالم، ولقد أرجع الباحثون معظم حالات الإصابة بالموت المفاجئ إلى مشاكل القلب، لكن البعض باتوا يتحدثون أيضًا عن وجود أسبابٍ عصبية للموت الفجأة؛ كالتعرض للسكتة الدماغية، أو النوبات الصرعية، أو إصابات الدماغ، وتشير تقارير الباحثين والخبراء إلى مسؤولية الموت المفاجئ عن حالة وفاة واحدة من بين خمس حالات وفاة تقريبًا، ولقد اتفق الباحثون فيما بينهم على عدم وجود طريقة فعالة للتنبؤ بالموت المفاجئ، أو إيقاف حدوثه، أو حتى التعامل معه؛ وذلك بسبب تعدد أسباب حصول الموت المفاجئ ودرجة التعقيد العالية التي تتميز بها الأمراض والمشاكل المؤدية إلى الموت المفاجئ، وعلى العموم أرجع الكثير من الخبراء حدوث الموت المفاجئ إلى حصول اختلالاتٍ في طريقة تحكم أو سيطرة الدماغ والحبل الشوكي على الجهاز الدوراني والجهاز التنفسي[١].
أسباب موت الفجأة
نسب الكثير من الباحثين حدوث حالات الموت المفاجئ بين الأفراد بأعمار أقل من 35 سنة إلى وجود تشوهات أو مشاكل قلبية غير مكتشفة من قبل، وعادةً ما تحدث هذه الوفيات بين هؤلاء الأفراد بعد قيامهم بأنشطة بدنية أو رياضية، وتنتشر حالات الموت المفاجئ بين هذه الفئات بين الذكور بنسب أكثر من الاناث، أما بالنسبة إلى حالات الموت المفاجئ بين الكبار بالسن، فإن أغلبها يحدث نتيجة للإصابة بتوقف القلب، خاصة في حال كانوا مصابين أصلًا بأمراض الشرايين التاجية، وعلى أي حال ينسب الباحثون الموت المفاجئ عند الشباب إلى حصول مشاكل صحية أدت إلى خروج نبضات القلب عن السيطرة، وهذا الأمور قد تتضمن الآتي[٢]:
- الإصابة باعتلال عضلة القلب الضخامي: ينجم هذا المرض عن أسبابٍ وراثية في العادة، ويؤدي إلى حصول زيادة بسماكة جدران عضلة القلب، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على المنظومة الكهربية للقلب، مما يؤدي إلى تسارع أو عدم انتظام في نبضات القلب وارتفاع خطر الإصابة بالموت المفاجئ، وفي الحقيقة يُصنف اعتلال عضلة القلب الضخامي على أنه سبب الوفاة الرئيسي عند حالات الموت المفاجئ بين الأفراد بأعمار أقل من 30 سنة، خاصة عند الرياضيين، وللأسف فإن الأطباء يفشلون في ضبط المرض مبكرًا عند معظم الحالات.
- مشاكل الشرايين التاجية: يولد بعض الأفراد وهم يمتلكون شرايين تاجية مرتبطة مع بعضها بطريقة غير طبيعية، وهذا يجعل الشرايين التاجية لديهم عرضة أكثر للضغط والتوتر أثناء القيام بمجهود بدني ويجعل القلب غير قادرٍ على الحصول على حاجته الطبيعية من التروية الدموية.
- اضطرابات عدم انتظام نبضات القلب: يُصاب بعض الأفراد باضطرابات تمس انتظام نبضات القلب، مما يؤدي إلى حصول تسارع واختلالاتٍ في نبضات القلب وزيادة في خطر الإغماء والموت المفاجئ أحيانًا.
- أمراض القلب الأخرى: ترجع بعض حالات الموت المفاجئ إلى الإصابة بالتهاباتٍ قلبية ناجمة عن التعرض لأحد أنواع الفيروسات، كما يُمكن للبعض أن يُصابوا بما يُعرف بارتجاج القلب نتيجة لتعرضهم لضربة مباشرة على الصدر.
- أسباب عصبية: يحدث الموت المفاجئ أحيانًا عند الأفراد الأصحاء نتيجة لتعرضهم للخوف أو الذعر الشديد، ولقد أرجع بعض الباحثون حدوث هذا الأمر إلى تسبب الخوف الشديد في إطلاق الجسم لآلية هرمونية وعصبية لها انعكاسات مباشرة على عمل القلب، ولقد استنتج بعض الباحثون اليابانيون أن الكثير من حالات الموت المفاجئ يُمكن عزوها إلى الحزن الشديد أو العميق، خاصة عند النساء، وبالطبع لا يغيب عن الخبراء التذكير بأن للسكتات الدماغية دورٌ في حدوث الكثير من حالات الموت المفاجئ أيضًا[١].
عوامل خطر حصول الموت الفجأة
يتحدث الخبراء عن وجود عوامل خطر كثيرة تؤدي إلى موت الفجأة، منها الآتي[٣]:
- الإصابة بالفشل القلبي.
- ادمان العقاقير غير القانونية.
- الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
- الإصابة بتوقف مفاجئ للقلب من قبل.
- المعاناة من السمنة أو مرض السكري.
- المعاناة من حصول نوبات من الأغماء مجهولة السبب في السابق.
- الإصابة بنوبة قلبية من قبل، خاصة أثناء الأشهر الستة الأولى بعد الإصابة بالنوبة القلبية.
- وجود تاريخ مرضي للعائلة أو أفراد أصيبوا بتوقف مفاجئ للقلب أو مشاكل القلب في العائلة.
- وجود عوامل خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية؛ كالتدخين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.
المراجع
- ^ أ ب Nina Japundžić-Žigon, Olivera Šarenac, Maja Lozić, et al (1-2018), "Sudden death: Neurogenic causes, prediction and prevention", European journal of preventive cardiology, Issue 1, Folder 25, Page 29–39. Edited.
- ↑ "Sudden death in young people: Heart problems often blamed", Mayo Clinic,9-1-2019، Retrieved 17-7-2019. Edited.
- ↑ James Beckerman, MD, FACC (1-6-2018), "Heart Disease and Sudden Cardiac Death"، Webmd, Retrieved 17-7-2019. Edited.