محتويات
الأُسرة
إن الهدف الرئيسي من التنشئة الأُسرية هو إعداد الأبناء لظروف وتقلبات وصعوبات الحياة المختلفة والتأكد من أن الأبناء يتقنون المهارات الحياتية اللازمة لتنمية شخصياتهم وقدراتهم وإرساء الأسس للتطور الفكري والأخلاقي والجمالي والبدني للأبناء وتشكيل الصفات الأخلاقية العليا في نفوسهم من الصدق والاحترام والانضباط وغيرها من السلوكيات، وترتبط التنشئة والتربية الأسرية ارتباطًا وثيقًا بالطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الأهل، وبمستوى تعليمهم وأخلاقهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم وهذه الأمور هي التي تضمن التأثير التربوي الفعال على الأبناء، وعند دخول الأنانية والإعتبارات المادية في موضوع تنشئة الأبناء سيؤدي ذلك لنشوء خلافات عميقة بين الأبناء وأهلهم وربما يؤدي لكره الوالدين.
ومن أهم جوانب التنشئة الأسرية هو التوجيه المستمر للأبناء ومشاركتهم شؤونهم الداخلية ولكن من دون مبالغة في ذلك، ويجب أن يوجد تعاون وتنسيق بين الأسرة والمدرسة والمجتمع بأكمله من أجل الحصول على تنشئة صحيحة للأبناء لأن تنشئة الأبناء وتربيتهم ليست من المهمات السهلة بل تحتاج للكثير من الجهد والصبر والمثابرة.[١]
أساليب التنشئة الأُسرية
يوجد عدد من الأساليب التربوية الناجحة التي على الأهل اتباعها مع أطفالهم ليتمكنوا من تنشئتهم تنشئة صحيحة وسليمة، ومن أهم هذه الأساليب:[٢]
- تعزيز احترام الأطفال لذاتهم: يبدأ الأطفال بتعزيز احترامهم لذاتهم منذ سن صغيرة من خلال طريقة تعامل الآباء معهم، فتساهم نبرة صوت الأهل ولغتهم الجسدية وكل تعبيراتهم غالبًا في بناء شخصية الطفل فعندما يجد الأطفال الحب والتشجيع والاستقلالية والفخر بهم وبإنجازاتهم؛ فإن ذلك سيرفع من معنوياتهم وقدراتهم على مواجهة العالم الخارجي بكل قوة وتحدٍ.
- الابتعاد عن الانتقاد: فمن الأفضل الابتعاد عن انتقاد الأطفال بكل صغيرة وكبيرة يعملونها، والابتعاد عن السلبية في التعامل معهم، بل يجب مدح الأطفال والثناء عليهم باستمرار وتعزيز الأمور الصحيحة التي يفعلونها وتشجيعهم عليها، وعلى الأهل الإكثار من العناق والقُبل وأسلوب المكافآت الذي يعزز من مهاراتهم ونموهم الفكري.
- تعيين الحدود وقواعد الانضباط: فالانضباط ضروري لكل أسرة والهدف منه تعليم الأطفال على السلوكيت المقبولة وتعليمهم على انضباط النفس حتى يصبحوا مسؤولين وقادرين على تحمّل المسؤولية ويجب أن تكون هذه القوانين واضحة وأن يتابع الأهل العواقب حتى يتأدب الأطفال ويسيروا على القوانين المرسومة لهم.
- تخصيص وقت للأطفال: فغالبًا ما ينشغل الأهل وينسون الجلوس مع أبنائهم أو لا يعطونهم أي وقت خاص لذلك يجب على الأهل تخصيص وقت لأبنائهم بعيدًا عن انشغالاتهم لأن المراهقين يحتاجون لاهتمام مضاعف من الأهل، ويفضل قضاء الوقت والخروج مع الأبناء لحضور الحفلات الموسيقية أو الخروج للعب.
- القدوة الحسنة: فالأبناء يتعلمون من أهلهم عن طريق مشاهدتهم وتتبع تصرفاتهم وسلوكاتهم، لذلك على الأهل مراقبة تصرفاتهم بحذر شديد لأن الأبناء هم نتاج الأهل وتصرفاتهم سواء كانت إيجابية أو سلبية فهم الذين يزرعونها بهم.
- إيجاد تبريرات لبعض السلوكات: فمن غير الجيد أن يتوقع الأهل أن يؤدي الأبناء بعض التصرفات والأمور لمجرد أن الأهل يريدون ذلك فقط، ولكن على الأهل تبرير هذه السلوكات وشرحها للأبناء.
- المرونة: على الأهل عدم الرفض دائمًا طلبات الأبناء ولكن يجب أن يكونوا مرنين ليغيروا من نمط الأبوة والأمومة؛ فالأسلوب الذي ينجح اليوم مع الطفل لن ينجح غدًا، فالأطفال وخاصة في فترة المراهقة يميلون للاستماع لأقرانهم أكثر من استماعهم لأهلهم لذلك على الأهل أن يغيروا من أساليب تربية أبنائهم وفقًا لأعمارهم، والتغييرات التي تحدث مع من حولهم مع الاستمرار في تقديم النصح والإرشاد والتوجيه للأبناء.
- الحب غير المشروط: فعلى الأهل أن يظهروا لأبنائهم بأن حبهم لهم غير مشروط ودون مقابل، وأنهم يحبونهم رغم كل الأخطاء والمساوئ.
- يجب أن يتعرّف الأهل على قدراتهم: فالكثير من الأهل لديهم نقاط قوة ونقاط ضعف فيما يخص تربية وتنشئة أبنائهم؛ إذ يجب عليهم تطوير نقاط قوتهم ومعالجة نقاط ضعفهم، وأن يكون لديهم توقعات واقعية لأنفسهم وأولادهم وأن لا يهملوا أنفسهم وهواياتهم بل يجب الاهتمام برفاهية النفس وبالهوايات الشخصية لأنها قيمة أخرى مهمة.
أنواع الأُسر
يوجد عدد من أنواع الأسر التي تختلف باختلاف ظروفها وعددها ونمطها المعيشي، ومن أهم أنواع الأسر هي:[٣]
- الأسرة النواة: والأسرة النووية هي أبسط أنواع الأسر وأصغرها وهي التي تتكون من الأب والأم وطفل واحد أو أكثر في نفس المنزل، وغالبًا ما تكون هذه الأسرة من الأسر المثالية والمتحابة والمتوافقة.
- الأسرة الممتدة: والأسر الممتدة هي الأسرة التي تتكون من الأب والأم والأبناء، وعادة ما تتكون من أكثر من ثلاثة أشخاص يعيشون داخل أسرة كبيرة تتكون من الجد والجدة والأقارب والأعمام والعمات والأحفاد، وهي من الأسر الأساسية والمهمة في بناء في المجتمعات، وهذا النوع من الأسر يكون أكثر ارتباطًا من غيره من الأسر، والسبب يعود لرغبة هؤلاء بأن يكونوا معًا وجنبًا إلى جنب ويعيشوا تحت سقف واحد ويتشاركوا السراء والضراء وهذا يجلب المزيد من الحب والرعاية والاهتمام للأفراد داخل الأسرة، ولكن بنفس الوقت قد يعني حصول بعض المشاكل والتدخلات في تربية الأبناء وتنشئتهم، وعلى الآباء والأمهات أن يحذروا من هذه النقطة المهمة.
- الأسرة ذات المعيل الواحد: وفي هذا النوع من الأسر قد يعيش الأب أو الأم مع طفل واحد أو أكثر تحت سقف واحد، وقد يكون السبب في أن تكون الأسر ذات معيل واحد؛ إما حدوث وفاة لأحد الوالدين أو حدوث انفصال بين الأبوين، وقد يكون هؤلاء الأطفال الذين يعيشون مع والد واحد أقل توازنًا مقارنة بغيرهم ممن يعيشون مع أم وأب، وقد يبذل الأب أو الأم جهدًا مضاعفًا لتلبية رغبات أطفالهم مما يقلل من وقت جلوسه معهم، وقد تحدث بهذه الأسر مشاكل مالية خاصة إذا كانت الأم هي المعيل الوحيد.
- الأسرة بلا أطفال: وهذا النوع من الأسر لا تحتوي على أطفال ربما لعدم قدرتهم على الإنجاب أو لأسباب أخرى، وعادة ما يكون هذا النوع من الأسر بوضع مالي وميزانية مستقرة وجيدة مقارنة مع الأسر الأخرى.
أنواع الآباء وتأثيرهم على الأبناء
يختلف تأثير الأهل أو الآباء على أطفالهم لاختلاف شخصية الآباء، ومن أهم هذه الشخصيات ما يأتي:[٤]
- الآباء المتسلطون: فهذا النوع من الآباء لا يهتمون بآراء أبنائهم في شأن أمورهم الخاصة، وغالبًا ما يميلون إلى إسداء الأوامر فقط من دون مناقشة العواقب مع أبنائهم، ولا يسمحون لهم بالتدخل أو إبداء الرأي في حل المشكلات، ويستخدم هؤلاء الآباء العقوبات بدل الانضباط وغالبًا ما يكون الأبناء معرضين للمعاناة أكثر، وقد يكونون عدوانيين أكثر من غيرهم.
- الآباء الواثقون: فغالبًا يهتم هؤلاء الآباء لمشاعر ورأي أبنائهم، ويأخذونها بعين الاعتبار، ويحافظون على علاقة إيجابية مع أبنائهم، ويعززون السلوكيات الجيدة في أبنائهم عن طريق الثناء والمكافآت، ويكون تأثير هذا النوع من الآباء على أبنائهم إيجابيًا لدرجة كبيرة؛ فيكون لديهم حس المسؤولية، ويكونون سعداء وناجحين في المستقبل.
- الآباء المتساهلون: غالبًا ما يتساهل هذا النوع من الآباء مع أخطاء وهفوات أبنائهم ولا يكون لهم نظام تنشئة معين يسيرون عليه، وهم متسامحون للغاية، وغالبًا ما يعاني أطفالهم في المستقبل من مشاكل أكاديمية في الدراسة ومشاكل صحية كالسمنة، وذلك لتساهل الآباء في تطبيق التعليمات وعدم وجود تعليمات صارمة.
- الآباء المهملون: عادة لا يشارك هؤلاء الآباء الأبناء في حياتهم اليومية، ولا يخصصون وقتًا للجلوس معهم وسماع مشاكلهم وتحدياتهم، ولا يقدمون المزيد من النصح والإرشاد لهم، وقد يظهر على الأبناء مشاكل في الشخصية وتحصيل دراسي ضعيف ومشاكل سلوكية متعددة.
المراجع
- ↑ "Family Upbringing", encyclopedia2, Retrieved 21-12-2019. Edited.
- ↑ "Nine Steps to More Effective Parenting", kidshealth, Retrieved 21-12-2019. Edited.
- ↑ "Types of Family Structures", lovetoknow, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ↑ Amy Morin, "4 Types of Parenting Styles and Their Effects on Kids"، verywellfamily, Retrieved 21-12-2019. Edited.