محتويات
الأطفال
يشترك جميع الأطفال في العالم بأنَّ جميعهم يسيؤون التصرّف في الكثير من المواقف، مما يتسبب بالغضب الشديد من قبل الوالدين، الذين يواجهون أصعب تحدٍ لهم؛ وهو كيفية عقاب طفلهم، لذلك لا بد من وضع عدد من القواعد والحدود للسير عليها والمساعدة في تغيير سلوكهم للأفضل، ويرغب جميع الأهالي؛ الآباء والأمهات أن يتصف أطفالهم بالأدب والاحترام والانضباط وأن يشعروا بالسعادة في الوقت ذاته، بالإضافة إلى أن يُحسنوا التّصرف عندما يكبروا ويشقّوا طريقهم في هذا العالم، مع ضرورة التنبيه على أنَّ لا أحد يحب أن يُتّهم بتربية طفل شقي ومدلل.
ويُعرف الانضباط بأنه تعليم الأهل أبناءهم للسلوك المقبول والسلوك المرفوض، واتباع القواعد التي رسمها لهم الوالدين، ويكون الانضباط من خلال عدد من الإجراءات التي يتبعها كلا الوالدين؛ كالتعزيز الإيجابي للأطفال، والمديح، والدعم النفسي، بالإضافة إلى الأسرة المحبة، إلا أنه في بعض الأحيان لا بدّ من اللجوء إلى العقاب؛ لإيقاف تصرفات الأبناء السيئة، ومفتاح انضباط الطفل هو فهم طفلك ومزاجه جيدًا، واستخدام أسلوب العقاب المناسب له، بشرط أن لا يكون الهدف من العقاب تغيير صفات طفلك الطبيعية وتحويله لشخص آخر، مثل تحويل طفل عصبي لطفل هادئ، كما يجب أن يكون العقاب واضحًا للطفل لفهم أسبابه وعواقبه ونتيجته، وتعد الاستمرارية في العقاب وعدم التساهل والاستسلام من الأمور المهمة في تعليم الطفل الانضباط، وسنتحدّث في هذا المقال عن طرق العقاب الرئيسية وكيفيّة تطبيقها.[١]
أفضل عقاب للأطفال
يوجد العديد من طرق العقاب التي يتخذها الأهل لمحاسبة أطفالهم على تصرف معين، وبالتالي تقويم سلوكهم وتصرفاتهم، ومن أهم طرق العقاب ما يأتي:[٢]
- تحديد مهلة للعقاب: فعند ممارسة الطفل لسلوك غير مقبول، يجب إخباره عن هذا السلوك أولاً وأنه لا يجوز التصرّف بهذه الطريقة، ومن ثم معاقبته عن طريق وضعه في منطقة محددة؛ على كرسي أو درج سفلي، وعليه عدم الخروج منها قبل أن تنتهي الدقيقة مثلاً أو الدقيقتين ويجب أن لا تزيد المدة عن ذلك خاصة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.
- المساعدة في إعادة إصلاح ما أفسده الطفل: فعند كتابة الطفل على الجدران يجب تنبيهه لهذا السلوك أولاً، وإذا قام بإعادته سيكون عقابه بالمساعدة في تنظيف الحائط، وإذا كرر ذلك تُسحب منه الأقلام أو الطباشير التي استعملها بالكتابة على الحائط.[٢]
- العواقب الطبيعية: فعندما ممارسة الطفل لسلوك خاطئ، يجب السماح له بتجربة النتائج الطبيعيّة لهذا السلوك الخاطئ، فعلى سبيل المثال؛ إذا رمى الطفل قطع البسكويت على الأرض عوضًا عن أكلها، حينها لا يجب على الوالدين التقاطها أبدًا وبالتالي، سيدرك الطفل مرة تلو الأخرى أن رمي طعامه على الأرض يعني بالضرورة منع التقاطه عن الأرض وتناوله، أو أن رمي ألعابه نحو الجدار أو كسرها معناه عدم قدرته على اللعب بها مجددًا، وتظهر أهمية النتائج الطبيعيّة جيدًا عندما لا يستمع الأطفال لنصائح والديهم بشأن سلوكياتهم الخاطئة.[٣]
- العواقب المنطقية: وهي شبيهة بالعواقب الطبيعية ولكنها تتضمّن شرحًا للطفل عن نتيجة السلوك غير المقبول، فالنتيجة ترتبط بالسلوك، فعلى سبيل المثال؛ إخبار الطفل أنه إذا لم يرتّب ألعابه فإنَّه سيُحرم من اللعب بتلك الألعاب لمدة أسبوع كامل، ولا بد في هذه الحالة أن يحرص الأبوان على أن يكون رد فعلهما ملائمًا قدر الإمكان لتصرف الطفل.[٣]
- الاستغناء عن شيء قيّم: فإذا مارس الطفل سلوكًا خاطئًا، يجب على الوالدين حرمانه من شيء قيّم يحبّه؛ كمصروفه حتى لا يعود لتكرار الخطأ.[٣]
- سحب الامتيازات: وتتمثل فكرة هذا العقاب بأخذ شيء محبب للطفل حتى لا يعود لتكرار الإساءة أو الخطأ مرة أخرى، فمثلاً إذا لم يُنجز الطفل واجباته المدرسيّة بالوقت المحدد سيُسحب منه امتياز مشاهدة برامج التلفاز في المساء.[٣]
ولا يُنصح باستعمال العقاب البدني؛ لأنّ هذا النوع من العقاب يُسبب الأذى النفسي والألم والانزعاج للطفل، ويجعل هذا النوع من العقاب الأطفال أكثر عدوانية وعنف، وربما قد يؤدي بهم الأمر إلى إيذاء باقي الأطفال وضربهم، ومن أمثلة العقاب البدني؛ الضرب؛ كالضرب باليد أو بالعصا أو بالسوط، وينصح الخبراء بضرورة الابتعاد عن أي عقوبات تتضمن عنفًا جسديًا، نظرًا للأذى الكبير الذي تلحقه بالطفل، كما يجب على الوالدين إدراك أنَّ هدف هذه العقوبات أولًا وأخيرًا هو تقويم سلوك الطفل، وأنَّ العقاب البدني قد يُقوّم من سلوك الطفل لفترة معينة ولكن لا يلبث الطفل أن يعود لتكرار الخطأ مرّة أخرى.
أنواع الآباء
يوجد ثلاثة أنواع من الآباء والأمهات الذين صُنفوا من قبل جمعية الصحة العقلية الأمريكية، وفيما يأتي تفصيل لتلك الأنواع:[١]
- الوالد الموثوق: وهو الوالد الذي يملك توقعات ونتائج واضحة لطفله وتصرفاته، ويمتاز بأنه والد حنون ويمتاز بالمرونة عند حل المشكلات التي تواجه طفله، وهذا هو أفضل نوع من الآباء.
- الوالد الإستبدادي: وهو الوالد الذي يملك توقعات واضحة تجاه طفله، ولكن تتمثل مشكلته بأنه لا يُظهِر الكثير من الحب والود تجاه طفله، وهذا الأب أقل فاعلية في التواصل مع أبنائه وحل مشكلاتهم.
- الوالد المُتسامح: يُظهر هذا الوالد الكثير من المحبة والمودة تجاه أطفاله، ولكن مشكلته بأنه متسامح لدرجة كبيرة مع الكثير من أخطاء وهفوات أبنائه، كما أنه لا يستطيع أن يضبطهم بالطريقة المطلوبة.
كيفيّة تربية الأطفال
يوجد العديد من الطرق التي يجب اتباعها عند تربية الأبناء، وأبرز تلك الطرق ما يأتي:[٤]
- تعليم الاطفال السلوكيات الصحيحة: وتبدأ تربية الأطفال بتعليمهم التمييز بين السلوكيات الصحيحة والسلوكيات الخاطئة، وذلك باستخدام أسلوب هادئ وكلمات مؤثرة.
- وضع الحدود: فيجب على الآباء وضع القواعد الواضحة والمناسبة مع عمر الطفل حتى يتمكن من تطبيقها، ويمكن للوالدين شرح هذه القواعد بلغة سهلة ومناسبة لعمر الطفل حتى يستوعبها.
- إعطاء النتائج: فيمكن شرح عواقب تصرفات الطفل الخاطئة بأسلوب هادئ وحازم بنفس الوقت، فمثلاً يمكن إخبار الطفل أنه إذا لم يُرتب ألعابه فستضعها الأم بعيدًا عنه لباقي اليوم.
- الاستماع: فبدلاً من إملاء الأوامر على الطفل أو تطبيق العقاب عليه، يجب الاستماع له ولحاجياته وحل مشكلته إذا كان يعاني من أي شيء.
- الاهتمام: وهي من أفضل أدوات تربية الأبناء، فالانتباه للأطفال والاهتمام بهم ومكافأتهم على السلوكيات الجيدة يعزز السلوكيات الجيدة ويُثبّط السلوكيات الخاطئة لديهم.
- الدّعم: فيحتاج الأطفال أن يعرفوا متى يقومون بشيء جيد ومتى يقومون بشيء سيء، ولكن عندما يفعلون شيئًا جيدًا يجب مدحهم عليه والإشادة بهم، وتحديد ذلك السلوك، فعلى سبيل المثال؛ عند ترتيب الطفل لغرفته سنمدحه على ذلك السلوك بقولنا لقد قمت بعمل جيد في ترتيبك لغرفتك.
- تجاهل السلوك السيء: فقد يكون تجاهل بعض السلوكيات السيئة غير الخطيرة وسيلة لجعل الطفل يتوقّف عن فعلها وينساها تلقائيًا.
- إعداد الطفل: فيجب على الوالدين التخطيط للمستقبل إذا كان لدى الطفل مشكلة في التصرف؛ وذلك من خلال توجيهه إلى كيفية التصرف لاحقًا.
- إعادة توجيه السلوك السيء: فقد يتصرف الأطفال بطريقة سيئة لأنهم لا يعرفون إن كان هذا السلوك خاطئ أو لأنهم يشعرون بالملل، لذلك يجب إعادة توجيههم للسلوك الجيد عن طريق توجيههم للسلوك الخاطئ وأثره.
أهداف العقاب
تُعد تربية الأطفال وتأديبهم ليس بالأمر اليسير على الإطلاق، كما أنها مهمة صعبة تقع على عاتق الوالدين، ولا بد على الأهل من التحلي بالصبر وضبط النفس لكي يتمكنوا من تقويم سلوك الطفل بأفضل صورة، فالأبوة والأمومة هي تربية الأطفال وتزويدهم بالرعاية والاهتمام النفسي والعاطفي بنفس الوقت؛ وذلك لتعزيز نموهم الجسدي والعاطفي والنفسي والاجتماعي والمعرفي، ويساعد العقاب الطفل على الإندماج بالمجتمع بسعادة وفاعلية، كما يساعدهم على الانضباط الذاتي والفعّال والإيجابي وليس فقط الإنصياع للأوامر.
ويجب أن يعرف الطفل أن الوالد يحبه ويدعمه ويقوّم سلوكه وهذا هو الهدف الرئيسي من العقاب ليصبح الطفل منضبطًا، ويكون قادرًا على أن يراعي حاجات الآخرين وأن يكون حازمًا من دون أن يكون عدوانيًا، بالإضافة إلى أنه يجعله يتحمّل مسؤولية أفعاله وتصرفاته ويحترم سلطة الوالدين وحقوق الآخرين، فالعقاب الفعّال هو الذي يُطبق بطريقة حازمة وعادلة ومتوازنة مع احترام الطفل، والهدف الرئيسي من العقاب هو حماية الطفل من الخطر وتطوير إحساسه الداخلي بالمسؤولية، بالإضافة إلى غرس القيم في نفسه وتعليمه التمييز بين السلوكيات الصحيحة والخاطئة، والعيش بصورة تعاونية مع الآخرين.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Parents, Kids, and Discipline", webmd, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Lauren M. O'Donnell, "Disciplining Your Child"، kidshealth, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Parents, Kids, and Discipline", webmd, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "What’s the Best Way to Discipline My Child?", healthychildren, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Effective discipline for children", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 15-11-2019. Edited.