التسرب المدرسي
تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أكثر المشكلات الشائعة في المجتمع عند فئة الأطفال، وتعرف على أنها انقطاع الفرد أو الطالب عن دراسته وعدم إتمامه لمرحلة معينة، وتعد كذلك من الظواهر الخطيرة والسّلبية المنتشرة كثيرًا في المجتمع، وتؤثر سلبيًّا على الطالب وتعيق تقدمه، وكذلك تطور المجتمع ونموه في مختلف النواحي الحياتية، ولقد اهتم التربويون والمعلمون بهذا الشأن اهتمامًا كبيرًا من خلال الالتزام والمطالبة بسن قوانين ومواثيق تمنع المسؤول المدرسي من السماح للطلبة بفعل ذلك، وكذلك الحرص على سد الفجوات والثغور التي تمنح الطالب فرصةً لمغادرة القاعة الصفية وعدم العودة إليها ثانية، ومن تلك القوانين ما أصدرته الجمعية العامة في عام 2001م والذي ينص على أن: (عدم ترك أي طفل ضحية للانفلات التعليمي والتسرب المدرسي، والحرص على خلق الظروف والوسائل المناسبة للتعامل مع جميع المشكلات التعليمية التي تواجه الأطفال والشباب).
وفي عام 2004م أُصدر قانون آخر يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الإعاقة، والذي ينص على: (ضرورة تحسين نوعية تعليم الأفراد من ذوي الإعاقة، والحرص على تعزيز دور الجهود التشريعية التي تخلق شكلًا من أشكال المساءلة في البرامج التعليمية)، كما اهتمت العديد من الجهات بإجراء دراسات موسعة عن ظاهرة التسرب المدرسي وتوصلت إلى أن معدلاته تختلف باختلاف مجموعة من الخصائص مثل الحالة الاقتصادية والمادية للأسرة، والعرق، والوضع الاجتماعي، والموقع الجغرافي، ونوع الإعاقة في حال وُجدت وغيرها.[١]
أسباب الانقطاع عن الدراسة
تحدث ظاهرة التسرب المدرسي لأسباب متعددة من المهم تسليط الأضواء عليها لمعالجتها، والاهتمام بضحدها للحيلولة دونها وتعليم الطلبة، وفيما يلي سنذكر أبرزها:[٢][٣]
- التأثير السلبي السيء من قِبل رفقاء أو أصدقاء السوء هو واحد من أبرز الأسباب، وذلك لأن الطفل يكون غير قادر على التفكير بنضج كافٍ ليميز الصواب من الخطأ، ومع ظهور بعض الأمور السلبية مثل تعاطي الكحول أو المخدرات ينصرف الطفل عن المتابعة الأكاديمية.
- الصعوبة الأكاديمية إذ يواجه بعض الطلبة ضعفًا في مدى قابلية التعلم، ومن المهم أن نذكر أن عدم القدرة على القراءة هي واحدة من أهم المشاكل التي تخلق مشاكل أخرى في مواد الحساب والعلوم وغيرها.
- المشاكل الأسرية اجتماعيًا واقتصاديًا فقد يكبر الطفل في جو مشحون وغير صحي، مثل وفاة أحد والديه وخصوصًا الأم، وذلك يجبر الفتيات تحديدًا على ترك المدرسة لتقوم مقام الأم ورعاية إخوتها الصغار، وكذلك عدم تشجيع أهل الطالب له على إكمال مسيرته الدراسية، وعدم مساعدته كذلك على تخطي مشاكل التعليم.
- المشاكل الصحية فقد تحول بعض الأمراض دون الطفل وتعليمه بسبب حاجته المستمرة للذهاب للمستشفى وتلقي جلسات علاجية، أو الخوف من التعرض للتعب والإجهاد المفرط عند الذهاب للمدرسة.
- بيئة المدرسة إذ قد تكون الظروف المدرسية في بعض المدارس المهمشة غير جيدة، مما يولد شعورًا بعدم الانتماء لدى الطالب ونفوره منها، أو ربما بسبب تعرضه للإساءة أو العقاب المعنوي، والعقاب البدني من قبل معلميه أو زملائه.
- الانتقال إذ تشير الإحصائيات إلى أن الانتقال المفاجئ للطالب وخاصة ما بين المرحلة الإعدادية والثانوية يؤثر سلبيًا على تحصيله الأكاديمي، مما يجعله يفقد ثقته بنفسه ورغبته بالذهاب للمدرسة والتعايش والتأقلم مع الجو من جديد.
- الأساليب المملمة والتقليدية المتبعة من قبل العديد من المعلمين في عملية التدريس، مما يقلل من جودة المحتوى، ويجعل الطالب يفقد حماسته للمعرفة والتعلم شيئًا فشيئًا، وكذلك ضعف المنهاج التربوي وافتقاره للتطبيق العملي واقتصاره على المادة النظرية الرتيبة، مما يفصل بين البيئة المحيطة بالطالب والكتاب ويجعله يشعر بعدم جدوى ما يتلقاه من تدريس.
- عدم وجود أشخاص مقربين من الطالب في مدرسته، فلا يجد من يقدم له المساعدة في تخطي المشاكل الكبيرة والصغيرة التي يواجهها، وكذلك عدم قدرته على صنع الأصدقاء.
حلول الانقطاع عن الدراسة
يجب إيجاد حلول مجدية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وإعادة الطلبة لدروسهم الصفية من أجل تلقي التعليم النافع لهم وللمجتمع بأسره، وفيما يلي سنقترح مجموعة من الحلول المفيدة:[٤]
- إشراك الوالدين في العملية التعليمية وتفعيل دورهما التشجيعي للطالب على الصعيد النفسي والأكاديمي، فعلى الرغم من أن الطالب يسعى للحصول على استقلاليته منذ بلوغه سن المراهقة إلا أن على الوالدين السعي إلى متابعته ومراقبته من خلال اللقاءات والاجتماعات الدورية.
- توطيد العلاقة بين الطالب والمدرس بحيث يتبوأ المدرس دوره الإنساني بأن يكون أخًا وأبًا للطلبة، وقريبًا منهم بما يمكنه من الاطلاع على أحوالهم، والتعرف على المشاكل واستدراكها، وتقديم النصح والمشورة المطلوبة، فالكثير من المدارس تنظم مجموعات استشارية من هيئة تدريسية مهمتها دعم احتياجات الطالب الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية.
- التنبه إلى أي إشارة تحذيرية توحي بخطر أو ميل للتسرب المدرسي من قِبل الطلبة، وتحليل البيانات والتقارير الصادرة عن الطلبة، مع التركيز أكثر على الطلبة الذين تبدر منهم أي إشارة للبعد عن الخطة التعليمية.
- توفير بيئة تعليمية ممتعة وصحية للطالب حتى يقبل على التعليم بنفسٍ جيدة وطاقة كبيرة، ورغبة بنهل المعارف و المعلومات، فقد أفادت العديد من الإحصائيات أن سبب ترك العديد من الطلاب للتعليم هو أن فصولهم لم تكن مثيرة للاهتمام.
- تطوير طبيعة المادة والمنهاج التعليمي سيجذب أنظار الطلبة لمادة تراعي التطور المعرفي وتزيد من أعداد دفعات الخريجين كل عام.
- التفكير بالأساسيات هو واحد من أهم أساليب تحسين التعليم المدرسي ومنع الطلبة من ترك الدراسة، ونعني بذلك الاهتمام بالمدارس الصغيرة وإعادة تنظيم المدارس الكبيرة.
الدراسة
الدراسة تشير في العادة إلى التحاق الطالب بالمعاهد والمراكز التعليمية التي توفر له قدرًا من المعلومات، أما اصطلاحًا فتعني الدراسة تطبيق المهارات العقلية والإدراكية لاكتساب المعارف من خلال القراءة والتفكير والتحقيق، وذلك لا يكون خلال يوم أو يومين بل سنوات متواصلة طويلة، وتتضمن الدراسة كذلك محاولة الفرد الحصول على فهم شامل لفكرة معينة من خلال اتباع التفكير المنهجي أو الشامل، وكذلك تعزيز قدرة الإنسان على حل المشاكل والعقبات التي تواجهه من خلال إصلاحها وإبداء اهتمام وثيق بها قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها، وذلك باتباع الوسائل والطرق المناسبة لطبيعة تلك المشكلة، وتساعد الدراسة على خلق نوع من الموازنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، بحيث يَعتَبِر الفرد من التجارب السابقة ويستلهم منها ما يساعده على المضي قدمًا لتحقيق أحلامه وطموحاته، وتوجد مجالات متعددة للدراسة تختلف تبعًا لميول الفرد ورغبته ومن ذلك الدراسات العلمية، الطبيعية، والأدبية، والفلسفية، والطبية وغيرها.[٥]
المراجع
- ↑ "School Dropout", sciencedirect, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "7 Most Common Reasons Kids Drop Out Of School", momjunction, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "Student retention: 8 reasons people drop out of higher education", u-planner, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "How to End the Dropout Crisis: Ten Strategies for Student Retention", edutopia, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "study", dictionary, Retrieved 2019-12-9. Edited.