أثر المخدرات على الشباب

أثر المخدرات على الشباب
أثر المخدرات على الشباب

تعاطي المخدرات

انتشرت في العقود الأخيرة الكثير من العادات والممارسات الخاطئة بين أفراد المجتمع وخاصة بين فئة الشباب، ومن هذه العادات الإدمان على تعاطي المخدرات بأنواعها، ومن المعروف بأن المخدرات تفتك بصحة الشباب وتؤدي إلى تدهور المجتمع، ويترتب على تعاطي الشباب للمخدرات العديد من الآثار السلبية الضّارة سواء على صحتهم الجسدية أو قدراتهم العقلية، إضافة إلى زيادة مستوى الضغوطات النفسية التي قد تصل بهم إلى الاكتئاب والعزلة، والاستخدام المفرط للمخدرات، أو الإدمان على الأدوية لأغراض غير طبية مما يسبب العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية والبدنية، ومن المواد التي أسيئ استخدامها الستيرويدات التي يستخدمها بعض الرياضيين ولاعبو كمال الأجسام لتسريع نمو العضلات وزيادة قوتها، والتي يمكن أن تسبب أمراض القلب وتلف الكبد ومشاكل جسدية أخرى.[١]


أثر المخدرات على الشباب

للمخدرات أثر خطير ومدمّر على الشباب، ومن الآثار الأولية التي تصيب الشباب قلة الإنجاز والإنتاج، إذ يصبح شخصًا بكفاءة متدنية، وغير قادر على العمل أو الدراسة، الأمر الذي يؤدي إلى الفشل اجتماعيًا وبالتالي عدم القدرة على تلبية احتياجات الأسرة بل محاولة الاستغناء عنهم مقابل جرعات المخدرات، ومن الآثار السلبية الأخرى للمخدرات ما يلي:[٢]

  • مشاكل نفسية وعاطفية: يمكن أن يؤدي تعاطي الشباب للمخدرات إلى معاناتهم من حالات القلق والاكتئاب وتقلب المزاج، فضلًا عن الفصام والأفكار الانتحارية، وفي الواقع تشير إحدى الأبحاث العلمية إلى أن 34.6% من الشباب المصابين بحالات الاكتئاب الشديد هم من متعاطي المخدرات، ومن جهة أخرى تبين دارسة أخرى أن المراهقين الذي يتعاطون الماريجوانا أسبوعيًا معرضون لخطر الإصابة بالقلق والاكتئاب على نحو مضاعف.[٣]
  • المشاكل السلوكية: يعاني الشباب الذي يتعاطون المخدرات من اضطرابات خطيرة في سلوكهم الاجتماعي، ويغدون أكثر ميلًا للعنف في تصرفاتهم، فوفقًا لدراسة استقصائية أجرتها مؤخرًا إدارة معالجة تعاطي المخدرات والصحة العقلية، فإن متعاطي المخدرات من المراهقين يميلون إلى الانخراط في سلوكيات إجرامية مثل السرقة أو القتال بشكل يفوق أولئك الذين لا يتعاطونها، وقُدِّرت خسائر إدمان المخدرات بحوالي 245.7 مليار دولار أمريكي في عام 1992 م.[٣]
  • الإدمان: تؤكد نتائج الدراسات العلمية أن فئة الشباب والمراهقين من متعاطي المخدرات يصبحون مع مرور الوقت من مدمنيها، كما يجدون مشقة كبيرة في التخلص منها.[٣]
  • مشاكل التعلم: يضر تعاطي المخدرات بين المراهقين بالذاكرة قصيرة الأمد والذاكرة طويلة الأمد، مما يعني معاناتهم من صعوبات في التعلم والذاكرة في وقت لاحق من الحياة.[٣]
  • الإصابة بالأمراض : يعد الشباب الذين يتعاطون المخدرات بوساطة الإبر معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض المنقولة عبر الدم مثل؛ فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد من النوعين B و C.[٣]
  • تلف الدماغ: قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى الإصابة باضطرابات نفسية شديدة أو أضرار خطيرة ودائمة في الدماغ أو الجهاز العصبي لا سبيل للتعافي منها مستقبلًا، وتشمل قائمة الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمتعاطي كلًّا من ضمور الدماغ، وضعف القدرة على التفكير والإدراك، وضعف قدرات التعلم لديه، وحدوث تغيرات واضطرابات في الرغبة الجنسية لديه، بالإضافة إلى انخفاض أو زيادة قدرته على الاندماج في المجتمع.[٣]
  • حوادث السيارات: تشير الإحصائيات إلى كون المراهقين والشباب الذين يتعاطون المخدرات أكثر عرضة للموت أو الإصابة في حوادث السيارات، وتبين الأرقام أن نسبة تتراوح بين 4-14% من السائقين الذين يصابون أو يموتون في حوادث السيارات، تكون نتيجة تعاطي المخدرات.[٣]
  • آثار أخرى: تشمل الآثار الأخرى للمخدرات على الشباب كلّ من:[٢]
    • آثار وأضرار جسدية تصيب مدمن أو متعاطي المخدرات، وأخطرها على الجهاز التنفسي.
    • أعراض واضطرابات متعددة كاضطرابات المعدة وما يصاحبها من إسهال، وإمساك وقرحة.
    • النوبات القلبية.
    • الإصابة بالسكتة الدماغية أو تلف في الدماغ.
    • التغيرات في الشهية، وفي درجة حرارة الجسم وأنماط النوم.
    • علامات الضعف الجنسي كانخفاض معدل إفرازات الغدد الجنسية.
    • التشوه الجسدي الناتج عن تعاطي الحقن الدائمة، كما أن الشخص المدمن قد يقدِم على إلحاق الأضرار والتشوهات الجسمية بجسده، وغالبًا تُرصد تلك التشوهات في أجزاء معينة من الجسم دون غيرها كالذراعين، ومنطقة الصدر ومنطقة البطن، ومن الممكن أن تمتد إلى الأجزاء السفلية.
    • انخفاض مستويات المتعة في الحياة اليومية.
    • الرغبة بالانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر.

ختامًا، كلما أسرع الأهل والأقرباء في مدّ يدّ العون إلى الشخص المتعاطي، زادت احتمالية تجنب العواقب طويلة الأمد لديه، وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى مصحّات إعادة التأهيل المخصصة للمراهقين والشباب باعتبارها المكان المثالي لتلقي العلاج المناسب، فهناك يخضع المتعاطي إلى الإشراف والمراقبة الدائمين مع وجود استشاريين مختصين لتقديم الدعم النفسي والحوار معه حول احتياجاته النفسية والجسدية والأسباب التي دفعته إلى تعاطي المخدرات.[٣]


العلامات الدالة على إدمان المخدرات

يؤثر تعاطي المخدرات على الناس كافة والشباب خاصة من جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ومهما كان السبب الذي يجعل الشخص يبدأ بتعاطي المخدرات سواء أكان ذلك ترفيهيًا أو حسب الوصفات الخاطئة فسيتطور الأمر، وعندما يتطور تعاطي المخدرات سيكون من الصعب للغاية التوقف عن التعاطي دون علاج احترافي، ولمحاولة المُساعدة أو العلاج يجب معرفة العلامات الدالة على التعاطي لمساعدة المتعاطين قبل فوات الأوان، ومن أبرز العلامات الدالة على أن الشخص يتعاطى المخدرات ما يلي:[٤]

  • تغييرات في الدم بوضوح، وتحوّل شكل عين المصاب لما يشبه العيون الزجاجية.
  • تغيرات مفاجئة في الوزن.
  • تغييرات في النظافة وإهمال النظافة الشخصية.
  • تأثر الأسنان وتلفها.
  • تغير شكل ولون الجلد.
  • مشاكل في النوم، أو النوم أكثر من اللازم.
  • ملاحظة الرعشة على أطراف المُصاب.
  • أعراض ضيق في التنفس.
  • الضغط النفسي والقلق الذي يؤدي في الحالات المتقدمة إلى الاكتئاب والتوتر الدائمين.
  • ضعف القدرة على التركيز والاتزان، وظهور الخمول الواضح على المدمن.
  • الأضرار المتنوعة التي تصيب الدماغ؛ ومنها ضعف الذاكرة، وإصابة الفرد بنوبات صرعية تنتج بسبب هيجان الأنسجة الدماغية.
  • اضطرابات واختلالات متنوعة كزيادة الحسّ العدواني والمشاركة في النشاط الإجرامي، والتغييرات المفاجئة في الشبكة الاجتماعية، كما يحدث تغيرات جذرية في العادات والأوليات.


انتشار المخدرات حول العالم

تعد المخدرات سيئة وخطرة جدًا، وربما يسيئ الشباب استخدام أيّ مادة دون معرفة جيدة بها، ولكن يُدرك الكثيرون أضرار تعاطي مواد قانونية مثل الكحول أو غير القانونية مثل حشيش الماريجوانا، والكوكائين، أو استنشاق المنظفات المنزلية والأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، ومن أشكال هذه المواد القانونية وغير القانونية والمخدرات المختلفة في عالمنا ما يلي:[٥]

  • الكحول: على الرغم من أن الكحول قانوني إلا أنه مادة سامة، وهو أحد الإدمانات الأكثر شيوعًا، ويعد نوعًا رئيسيًا من أنواع الإدمان.
  • المواد الأفيونية: هي مجموعة أنواع من المخدرات والمواد الأفيونية التي تعد من أخطر المواد المُخدرة التي تسبب اختلالات في الجسم والدماغ، وتشمل المخدرات الأفيونية: الهيروين، والكودايين، والهيدروكودون، والمورفين، والميثادون والفيكودين وعدة مواد أخرى، وتُقلل هذه المجموعة الأفيونية كثيرًا من آداء الجهاز العصبي، وغالبًا ما تكون المواد الأفيونية قاتلة نتيجة اضطرار المدمن إلى استخدام كميات أكبر لتحقيق نفس المستوى من الرضا، وهذا الرضا بالحقيقة هو تسمم الجسم، وفي نهاية المطاف تصل الجرعة المطلوبة لنفس مستوى الجرعة المميتة، ويتوقف تنفس المتعاطي ويفارق الحياة.
  • الأمفيتامينات: مجموعة من الأدوية والوصفات الطبية مثل الميثيلفينيديت، والريتالين، والكونسيرتا، والداليكستر، والأمفيتامين والأمفيتامين، وتستخدم هذه الأدوية بطرق غير شرعية، وتصبح مضرة للجسم كبقية أصناف المخدرات.
  • المنشطات الابتنائية: وهي عبارة عن مجموعة من المواد التي يساء استخدامها في الغالب من قبل رياضيي كمال الأجسام والرياضيين الآخرين، ويمكن لهذه المجموعة من الأدوية أن تؤدي إلى أعراض عاطفية مدمرة مثل جنون العظمة، بالإضافة إلى تأثيرات جسدية طويلة المدى كالعقم وفشل الأعضاء.
  • الحشيش: الحشيش (القنب) أو البانجو، وهو ما يطلق عليه الماريجوانا في العديد من البلدان، واسمه العلمي هو رباعي هيدروكانابينول (THC)، ويعد الماريجوانا النوع الأكثر شيوعًا منه، وما يقارب 14 مليون شخص أبلغوا عن استخدامهم للماريجوانا في عام 2018، والعدد غير المُبلغ عنه أكثر بكثير، ويسبب الحشيش العديد من الآثار السلبية كالعقم، وصعوبات الآداء الجنسي وجنون العظمة، ومما يزيد الأمور تعقيدًا هي حقيقة خلط الحشيش عادةً بمواد أخرى حتى يتمكن تجّار المخدرات من بيع المزيد من المادة، وهذا يُعرض المستخدم للمخاطر المرتبطة بهذه المواد المضافة، ومن الأمثلة على المواد المُضافة: الأوريغانو، وسائل التحنيط، والفينسليكدين، والأفيونيات والكوكايين.
  • الكوكائين: وهو مسحوق يميل إلى تحفيز الجهاز العصبي، ويُشم الكوكائين الذي على شكل مسحوق، أو يُدخن عندما يكون في صورة صخور، أو يُحقن بالجسم عند تحويله إلى سائل.
  • عقار النشوة: يُسمى أيضًا عقار (MDMA) للإشارة إلى تركيبته الكيميائية (ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين)، ويميل هذا العقار إلى خلق الشعور بالنشوة وحب كبير أو رغبة في رعاية الآخرين، وفي جرعة زائدة منه من الممكن أن تزيد درجة حرارة الجسم لدرجة التسبب في الوفاة.
  • المهلوسات: تشمل المهلوسات أدوية (LSD) والميسكالين، وبعض المهلوسات الطبيعية مثل عيش الغراب، وهذه الأدوية يمكن أن تكون خطيرة في قدرتها على تغيير تصورات وأفكار المستخدم، ويمكن أن تؤدي الأفكار الخاطئة التي تعطيها جرعة المهلوسات للعقل إلى سلوكيات خطرة؛ مثل القفز من النافذة لأن الشخص يعتقد أن لديه أجنحة ويمكنه الطيران.
  • المستنشقات: هي واحدة من أكثر مجموعات المواد التي يتعاطاها المدمنون كثيرًا بسبب سهولة الوصول إليها، وعادةً ما تكون المستنشقات في المنظفات المنزلية؛ مثل الأمونيا ومواد التبييض وغيرها من المواد التي تنبعث منها أبخرة، وهذه الأبخرة من الممكن أن تُحدث تلفًا في الدماغ، وتصل الحالات المتطورة في التعاطي لمرحلة الوفاة.


المراجع

  1. " Drug abuse ", britannica,22-8-2019، Retrieved 29-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Natasha Tracy , "Effects of Drug Addiction (physical and psychological)"، healthyplace, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "The Effects of Drug Abuse on Teens", casapalmera, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  4. " Symptoms and Signs of Substance Abuse ", drugabuse, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  5. Roxanne Dryden-Edwards, "Drug Abuse and Addiction"، medicinenet, Retrieved 29-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

622 مشاهدة