محتويات
علاقة الزوج بأهل زوجته يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم قدر الإمكان، فالزوج غالبًا ما يحرص على توطيد علاقته مع أهل زوجته من أجل إرضاءها وإسعادها، وذلك من خلال الزيارات المستمرة، ومجاملتهم في لحظاتهم السعيدة والمناسبات، ومن خلال مقالنا الآتي سنتطرق للحديث عن حكم زيارة الزوج لأهل زوجته.[١]
ما حكم زيارة الزوج لأهل زوجته؟
من المستحب زيارة الزوج لأهل زوجته وإكرامهم واحترامهم فهم من أرحام زوجته؛ كما أن ذلك سيُوطد علاقته بزوجته وأهلها، ويزيد المحبة بينهم، إذ لا يجب لاختلاف العادات والثقافات أن تشكل عائقًا على التواصل بين المسلمين، خاصةً لمن تجمع بينهم علاقة وطيدة كالمصاهرة، وفي حال الخوف من التأذيّ من عاداتهم السيئة يمكن التقليل من الزيارات والجمعات، ولكن دون مقاطعة فهذا لا يجوز خاصةً إن كانوا لا يسيئوا للزوج بشكل مباشر.[٢]
هل يأثم الزوج عند عدم زيارة أهل زوجته؟
لا إثم على الزوج في عدم زيارة أهل زوجته، فهم لا يُعدون من أرحام الزوج وغير مطالبين منه، ولكن كما ذكرنا في السابق من المستحب وصلهم، وإكرامهم، واحترامهم، والإنصاف في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة فهم من رحم الإسلام العامة، إلى جانب أن لهم حقًا زائدًا على الزوج بسبب مصاهرته لهم، فقد وصّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأصهار، فقال فيما رواه مسلم وغيره: "إنكم ستفتحون أرض مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما، أو قال: ذمة وصهراً".[٣]
ولكن يحق للزوج عدم التواصل مع أهل زوجته ومنعها من وصلهم في حال كان أهلها أصحاب معاصي، ويخشى على نفسه وعائلته من الفساد، أو في حال كانوا ممن يحاولون الإيقاع بينه وبين زوجته، أو ممن يحاولون إغراءه بارتكاب المعاصي والآثام.[٤][٥]
نصائح لتوطيد علاقة الزوج بأهل زوجته
ننصحك بالآتي من أجل تقوية وتوطيد علاقتك بأهل زوجتك:[٦][١]
تقبل أهل الزوجة
الطريقة الأفضل للتعامل مع أهل زوجتك هي تقبلهم بصفاتهم وعيوبهم وعدم المحاولة في تغييرهم، فذلك سيسهل عليك التعامل معهم دون حدوث أيّ مشكلات فيما بينكم.
المرونة
ننصحك في التعامل مع المشكلات البسيطة التي تحدث بينك وبين أهل زوجتك بمرونة وسلاسة دون إثارة الجلبة وتكبير المشكلة، خاصةً إن كان الأمر لا يستحق تعكير صفو الجميع بسببه، إذّ لا بدّ لك من احترام وجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم في بعض الأمور حتى إذا اختلفتم في الرأي، طالما أنهم لم يسيئوا لك شخصيًا.
الحفاظ على خصوصية المنزل
إن من أبرز الطرق التي ستُمكنكَ من توطيد علاقتك مع أهل زوجتك هي الحفاظ على خصوصية منزلك قدر الإمكان ورسم حدود معينة لمدى تدخلهم في حياة ابنتهم الزوجية، فالتدخلات العائلية غالبًا ما تُثير المشكلات، وتولد شعور الحقد والبغض، وبالتالي عدم المحبة والوفاق في بعض المواقف.
مجاملتهم في المناسبات
يمكنكَ زيادة روابط الود والمحبة التي بينكم من خلال مجاملتهم في مناسباتهم السعيدة كالأعراس والأعياد، وغيرها، أو حتى في المناسبات الحزينة، فوقوفكَ إلى جانبهم في هذه اللحظات سيريهم مدى اهتمامك بهم وحرصك على سعادتهم وراحتهم.
الابتعاد عن مناقشة المواضيع التي تثير الجلبة
ننصحكَ بالابتعاد عن مناقشتهم في المواضيع التي تثير الجلبة وتعكر المزاج، خاصةً إن كان أهل زوجتك من الأشخاص المقيدين برأي، ولا يتقبلون النقد البناء ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال.
إظهار الامتنان
إذا قام أيّ من أفراد أهل زوجتك بأمر لطيف تجاهك، أو قدم لك خدمة أو هدية فلا بدّ لك من شكره وتقديره وإظهار امتنانك له، فهذا سيكسر الحواجز، ويبني علاقة ودية مبنية على الاحترام والتفاهم والمحبة فيما بينكم.
المراجع
- ^ أ ب "10 Tips for Dealing with In-Laws and Setting Healthy Boundaries", familyeducation. Edited.
- ↑ "حكم ترك الزوج صلة أهل زوجته"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "هل أهل الزوجة من الرحم التي تشرع صلتها"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "حكم منع الزوجة من زيارة أهلها أو الاتصال بهم"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "حكم منع الرجل زوجته من زيارة أهلها"، الإمام ابن باز. بتصرّف.
- ↑ "7 Strategies to Deal With Difficult Family Members", psychologytoday. Edited.
فيديو ذو صلة :
ملخص المقال
يجب أن تكون علاقة الزوج بأهل زوجته مبنية على الاحترام والتفاهم، حيث يُستحب زيارة الزوج لأهل زوجته وإكرامهم لتعزيز العلاقة والمحبة بينهم. لا يُعتبر الزوج آثمًا إذا لم يزر أهل زوجته، ولكن يُفضل وصلهم واحترامهم. يمكن للزوج تجنب التواصل معهم إذا كانوا يؤذونه أو يحاولون الإيقاع بينه وبين زوجته. ولتوطيد العلاقات، يُنصح بتقبل أهل الزوجة، التعامل بمرونة، الحفاظ على خصوصية المنزل، مجاملتهم في المناسبات، تجنب المواضيع المثيرة للجدل، وإظهار الامتنان.
أسئلة شائعة
تشير الدراسات إلى أن الدعم العاطفي من العائلة يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات التوتر والقلق.
التواصل الجيد يساعد في حل النزاعات وفهم احتياجات الآخرين، مما يعزز الروابط الأسرية ويزيد من التفاهم المتبادل.
الاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل الأعياد والأعراس يعزز الشعور بالانتماء ويقوي الروابط بين أفراد العائلة.
لا يحق لأهل الزوجة التدخل في حياتها الزوجية إلا من أجل الإصلاح، فلا يجوز لهم نصب أنفسهم أوصياء على الزوجة أو رسم حياتها والتحكم بها كما يريدون متجاهلين وجود زوجها الذي يُعد قوّام ومسؤول عنها، إذ يحق للزوجين أن يتمتعوا بحياة مستقلة بعيدًا عن التدخلات العائلية من كلا الطرفين.
إن الأهل الذين يقومون بتحريض بناتهم على أزواجهم يقعون في ذنب خطير وهو التخبيب، أيّ الدخول بين الزوج وزوجته بقصد إفساد العلاقة بينهما وهذا محرم شرعًا ويؤثم مرتكبه.