محتويات
الذاكرة
يتكرر لفظ الذاكرة بيننا دائمًا، وربما تسمعه أو تستخدمه كثيرًا في أحاديثك اليومية، فما هي الذاكرة؟ تُشير الذاكرة إلى العمليات الحيوية داخلنا والتي تُستخدم للحصول على المعلومات وتخزينها ثم الاحتفاظ بها ثم استرجاعها متى أردنا، وهذه العمليات تتضمن ثلاث مراحل رئيسية وهي؛ الترميز والتخزين والاسترجاع، وللذاكرة البشرية القدرة على حفظ البيانات المكتسبة من التعلّم أو التجربة مع القدرة على استرجاعها، ولكن هذه العملية لا تسير بصورة ثابتة دائمًا، فأحيانًا ننسى تجارب خضناها أو معلومات درسناها أو نتذكرها بشكل ضبابي، وهنا نعرف أنه قد لا تُخزّن الأشياء بصورة صحيحة بالذاكرة في المقام الأول، كذلك تتعدد مشاكل الذاكرة وتتفاوت بين المشاكل البسيطة مثل انزعاجك من نسيان المكان الذي تركت فيه مفاتيح سيارتك إلى الأمراض الرئيسية التي تصيب الذاكرة؛ مثل الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى التي تؤثر على جودة الحياة والقدرة على العمل، والذاكرة البشرية بمفهومها وآلية عملها من أهم المواضيع الجاذبة للعلماء والفلاسفة، فقد كانت وما زالت من أكثر مواضيع علم النفس المعرفي التي تُدرس منذ آلاف السنين وحتى وقتنا الحالي، وللذاكرة نماذج عديدة تُحدد وفقًا لدراسات كلّ ريتشارد أتكينسون وريتشارد شيفرين بثلاث مراحل منفصلة وهي:[١]
- الذاكرة الحسيّة: تخزن فيها المعلومات الحسية من البيئة المحيطة لفترة وجيزة، والتي لا تزيد عن نصف ثانية للمعلومات المرئية و3 أو 4 ثوانٍ للمعلومات السمعية.
- الذاكرة قصيرة المدى: تُعرف أيضًا باسم الذاكرة النشطة، وهي مسؤولة عن المعلومات التي ندركها حاليًا أو نفكر بها، وهي ذاتها العقل الواعي كما أشار فرويد، وتحفظ المعلومات المخزنة في الذاكرة النشطة لمدة 20-30 ثانية تقريبًا.
- الذاكرة طويلة المدى: وهي المرتبطة بالتخزين المستمر للمعلومات، واسمها في علم النفس الفرويدي "ذاكرة طويلة الأمد" أو "اللاوعي"، وتكون هذه الذكريات خارج إطار إدراكنا ولكن يمكن استدعاؤها في الذاكرة الواعية "قصيرة المدى" لاستخدامها عند الحاجة، وتجدُر الاشارة إلى أنه من السهل على أدمغتنا استحضار ذكرياتنا اللاواعية.
هل الذاكرة فردية أم جماعية؟
يتواصل الإنسان مع محيطه الحالي معتمدًا على إحساسه وإدراكه ويتواصل مع مستقبله بالخيال، أما الطريقة التي يربط الإنسان من خلالها نفسه بماضيه هي الاعتماد على ذاكرته التي تحفظ كلّ ما قد مرّ به من معارف سابقة وتجارب خاصة وقدرته على استرجاعًا حين يحتاجها ليتكيّف مع وضع جديد يحتاج للتأقلم معه، فالذاكرة وظيفة نفسية تقوم على مبدأ إعادة تمثيل أو استحضار حالة شعورية ماضية، وقد اختلف الفلاسفة حول طبيعة الذاكرة، فبعضهم ينظر إليها على أن لها طبيعة فردية ترتبط بدماغ الفرد نفسه وإحساسه الداخلي الخاص، والبعض الآخر يرى أنها ذات طبيعة اجتماعية أو جمعية، أي أنها تُراكم الأحداث والتجارب كنتيجة لتفاعل الفرد داخل المجتمع وتأثره به، وفيما يلي استعراض للرأي المؤيد لكون الذاكرة خاصية فردية، وأيضًا بيان وجهة النظر التي ترى أن الذكريات ذات طابع اجتماعي.[١]
الذاكرة كطبيعة فردية
إن حفظ الذكريات واسترجاعها عملية فردية مرتبطة بالسلامة النفسية والجسدية الفيسيولوجية للفرد نفسه، فأي خلل عضوي جزئي لقشرة الدماغ ينتج عنه غياب للوعي أو الشعور يؤثر بالضرورة على الذاكرة، فيضعفها أو يصيبها بالعجز فلا تؤدي وظيفتها كما يُفترض، ويرى مؤيدو هذه النظرية أن الذاكرة كونها متأثرة بالجانب العضوي للفرد نفسه أنها ذات طبيعة فردية ويُعدون العامل الرئيسي لحفظ وتخزين الذكريات أو حتى تثبيتها يرجع إلى أجهزة الفرد العضوية الموجودة في الدماغ، ويُستدل على هذا بأنه عندما يُصاب الإنسان بفقدان الذاكرة فإنه غالبًا ما تعود عليه الذاكرة بنفس الإصابة أو الصدمة، وهذا بحدّ ذاته دليل على مادية الذاكرة وحسيتها، والدماغ هو العضو المسؤول عن ترسيخ الذكريات وتثبيتها بالتكرار، فالذكريات تخزن أولًا في ذاكرتك ذات المدى القصير بسبب انتباهك وتركيزك لفترة قصيرة، والبيانات والمعلومات المخزنة في هذه الحالة تكون عرضة للنسيان، ومع تكرارك لهذه البيانات "المعلومات والخبرات"، تنتقل من مستودعها هذا وتُخزن في مكان آخر يُسمى الذاكرة ذات المدى الطويل.[٢] ذكرياتك طبعًا، تترك أثرًا على جهازك العصبي الأمر الذي يُساهم باسترجاعها عن طريق منبهات خارجية، "المنبهات الخارجية التي تحفز الذاكرة هي أفكارك"، أو التشابه مثل مرورك بموقف مشابه فتستعيد ذكرياتك أو حتى مصادفتك لشخص يشبه اخر تعرفه، أو التضاد، فالأشياء والأمور المتضادة ترتبط صورها في أذهاننا، المحفز الأخير للذاكرة يُدعى الاقتران، وهو عبارة عن اقتران الأحداث أو الذكريات بمكان أو زمان ما، فتُتسترجع عفويًا داخل أدمغتنا إذا ما أُعيد زمانها أو عبرنا بمكان حدوثها. ترى النظرية النفسية أن الذاكرة صفة فردية ترتبط بشعور الفرد بذاته وحالته النفسية، وتقول بأنها عملية نفسية بحتة ترتكز على الشعور والإحساس وتخزينهما. وترى بأن الحالة العاطفية و الوجدانية ثؤثر كثيرًا على آلية تخزين الذكريات وحفظها، فاتجارب العاطفية والمعلومات المرتبطة بانفعالات أسهل للحفظ والاسترجاع، وتخزن بأذهاننا بكل تفاصيلها على عكس التجارب المجردة من المحتوى العاطفي، بالإضافة لهذا فإن اهتمامك ورغبتك تحدد إذا ما كانت هذا التفاصيل ستحفظ أم لا، فكل ما يتسق مع ميولك ورغباتك يسهل حفظه بالنسبة لك.[٣]
الذاكرة كطبيعة جمعية
تبنى الهوية الاجتماعية من خلال رواية القصص التاريخية وتوارث التقاليد التي تجعل الأفراد أكثر انتماءً لمجموعتهم الاجتماعية، فقد تكون المجموعة الاجتماعية صغيرة كالأسرة أو كبيرة تضم أمة كاملة، وبغض النظر عن حجم وتعقيد المجموعة الاجتماعية، فإنها تحتاج للحفاظ على هوية أفرادها ووحدتهم، ومن هنا بدأ أستخدم مصطلح "الذاكرة الجماعية"، وكان يُقصد به القصص والتحف والطعام والشراب والرموز والتقاليد والصور والموسيقى التي تشكل الروابط التي تربط الأعضاء معًا، وأول عالم اجتماع عرف الذاكرة الجماعية وربطها بمفاهيم كالعادات والتقاليد هو موريس هالبواكس، إذ رأى هالبواكس أن الذاكرة الخاصة الفردية تُبنى وتتشكل داخل إطار مجتمعي، وأنها لا تُفهم إلا من خلال سياق جماعي سواء أكانت هذه الجماعة تتمثل بالعائلة، أو بمنظمة ما أو حتى على سياق كبير كالدول، وأضاف أنه وبالرجوع للذاكرة الجمعية فإن الأفراد يتمكنون من تنظيم وفهم الأحداث والمفاهيم في سياق جمعي مشترك، وبالتالي يتذكرونها بطريقة مرتبة ومنظمة وعقلانية؛ وذلك لأن لها بناء أو طابع اجتماعي واحد، ومن الطبيعي والمرتبط بذهنك أن الذاكرة تساعدنا على استحضار الأحداث الماضية، إلّا أن هذا لم يكن رأي يعض الفلاسفة مثل "هالبواكس" و"دوركايم" و"بيير نورا"، فكان كلّ واحد منهم يرى بأن هياكل أو أساسيات ذاكرتنا الاجتماعية قد تتأثر باحتياجات الحاضر، أو بمعنى آخر أننا كأفراد نتذكر بشكل جمعي لنتأقلم، وبالتالي فإن ذكرياتنا –الاجتماعية- تتشكل من خلال القضايا والتفاهمات الحالية، الأمر الذي يربطها بالحاضر.[٤] وترتبط الذاكرة الجماعية غالبًا بمفاهيم كالذاكرة الفردية وأحيانًا بالماضي أو التاريخ، وبالرغم من كون التاريخ والذاكرة الفردية ليسا الشيء ذاته، فبينما التاريخ هو الأحداث والقصص الحقيقية الماضية المتفق عليها فإن التذكر الجماعي عملية غالبًا ما تتضمن نزاعًا وخلافًا بين الناس على الحقائق والمعرفة، فمنهم من يرى بأن واقعة ما حدثت والطرف الثاني قد لا يتذكرها، وتعد الذاكرة الاجتماعية امتيازًا أو وسيلة لتشكيل هوية المجتمع نفسه، وعلى الرغم من أن التذكر الجماعي يشمل العقول الفردية، إلّا أنه لا ينظر له بصورة خاصة ومنفصلة، فهو يتم بمجمل الأحداث وما يمكن سرده أو تناقله مثل العادات واللغة وسواها.[٥]
الدمج بين الذاكرة الفردية والجمعية
تعد السلامة المادية والنفسية للفرد العامل الأساسي في تشكيل وتخزين الذكريات، إلا أن هذا لا يعني أن المجتمع لا يؤثر بذاكرة الفرد، أي أن الذاكرة ليست فردية فقط، فالواقع يؤكد على وجود الكثير من الذكريات الجماعية المشتركة، والتي تكون بطبعها متجاوزة لحدود الذات الفردية، وتمثل الكثير من المواقف الجمعية التي ترتبط ببيئة أو مجتمع ما دون سواه؛ مثل العادات والطبائع والتقاليد، فلولا البيئة المحيطة "المتمثلة بالمجتمع" لما كان للإنسان الفرد ذاكرة وتاريخ، فالنظريتان المادية والفسيولوجية ارتكزتا على حصر الذاكرة في الفرد فقط، واعتبرته منغلقة على نفسها لها قوقعة خاصة ولا تتصل بالمحيط أو بالحياة الاجتماعية، وفي الحقيقة للمجتمع دور في تشكيل ذاكرة الفرد، إلا أن هذا لا يعني "تعويم الذاكرة الفردية"، أيّ أنه لا تُصهر الذكريات الفردية في نطاق الذكريات المجتمعية، فالمجتمع مسؤول عن الذكريات المشتركة فقط، أما الذكريات الخاصة فلا يمتلك المجتمع القدرة على تحفيزها، ولكن يمكنك القول أن للذاكرة طبيعة فردية وأخرى اجتماعية، فسلامة وصحة الجهاز العصبي للفرد متمثلًا بشعوره تمكَنه من تكوين إحساس وذكريات معينة يُساهم بتشكيلها وحفظها المحيط الاجتماعي ويساعده على بنائها حتى تُصبح ذكريات فعلية مخزنة، ثم يُساعده في عمليات التثبيت والاسترجاع، وعليه فإن الذكريات جزءًا منها يكون شخصيًا أيّ فردي وخاص يعبر عن تركيبة الفرد الشخصية ورغباته وميوله ولا يحتاج إلى المحيط لتثبيتها واسترجاعها المعلومات المعرفية، والجزء الآخر منها جمعي أو اجتماعي يتمثل بتفاعل الفرد مع غيره من المحيطين وتأثره بجماعته التي ينتمي إليها مثل؛ الأعراف والطبائع والعادات والتقاليد، والأعياد والاحتفالات أو المناسبات الدينية والوطنية، وتعد الذاكرة عملية ليست بالبسيطة تتشابك فيها مفاهيم كثيرة وعوامل مختلفة، فهي محصلة لتفاعلات العامل الفردي بشقيه السايكولوجي والفيسيولوجي مع العامل الاجتماعي أو الجمعي، وخاصة أُطره ومرتكزاته المختلفة، فالذكرى في النهاية تخزن للشعور، وهي أشبه بتيار عصبي دماغي، وهي ظاهرة اجتماعية تنتج من تفاعل الفرد واحتكاكه بمجتمعه، وبناء عليه لا يُعد أحدهما كافيًا لتفسير طبيعة الذاكرة، لذا لا يمكن حصر الذاكرة في جانب واحد أو طبيعة واحدة، فالذاكرة في المحصلة هي مزيج له طبيعة فردية واجتماعية تتأثران وتحفزان بعضهما البعض. [٦]
قد يُهِمُّكَ
دون ذكرياتنا لن نتمكن من تكوين علاقات أو التقدم في وظائفنا أو حتى تذكر أبسط التفاصيل اليومية؛ مثل نوع الأطعمة التي نحبها أو نكرهها، والذاكرة بالطبع من المفاهيم المهمة جدًا في حياتنا اليومية، لذا قد يُهمك قراءة بعض الحقائق المذهلة عن ذاكرتك، ومنها:[٧]
- يمكن لأدمغتنا تخزين كمية لا حصر لها من المعلومات: قال أستاذ علم النفس في جامعة نورث وسترن بول ريبر، أن لأدمغتنا القدرة على تخزين ما يصل إلى 2.5 بيتابايت من البيانات، ويعادل هذا القدر ثلاثة ملايين ساعة من العروض التلفزيونية.
- أنت تبدأ بنسيان ذكريات طفولتك وأنت ما تزال طفلًا: من المرجح أنك لا تتذكر لحظات مشيّك الأولى أو شعورك في أول يوم لك في الروضة، وقد حاول علماء النفس في جامعة إيموري معرفة السن الذي تبدأ عنده بنسيان ذكرياتك في الطفولة، ووجدوا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة يتذكرون أكثر من نصف أحداث حياتهم المبكرة، بينما يتذكر الأطفال في سن الثامنة والتاسعة أقل من نصف ذكرياتهم.
- يساعدك النوم الجيد تخزين الذكريات بصورة أفضل: هل تعلم أن أدمغتنا تعمل بصورة أفضل عندما نكون مرتاحين جيدًا، تؤكد الدراسات التي أجراها ماثيو ووكر على هذا الذي قال: " عندما تكون نائمًا، يبدو أنك تقوم بتحويل الذاكرة إلى مناطق تخزين أكثر كفاءة داخل الدماغ" ، فأجريت دراسات على بعض الأشخاص الذين تعلموا حركات أصابع معينة (تعلموا العزف على البيانو)، فالمشاركون الذين نالوا قدرًا من النوم بحوالي 12 ساعة كانوا أكثر قدرة على تذكر الحركات.
- المشي عبر أماكن معينة قد يدفع الدماغ إلى النسيان: صرّح عالم النفس غابرييل رادفانسكي بأن الدخول أو الخروج من مدخل ما "ممرانبوبي" يعد حدثًا بالنسبة لأدمغتنا، الأمر الذي يجعلها تفصل حلقات النشاط وتفقد الترابط فلا تُخزن المعلومات، فبعدما أتم بعض الدراسات وُجد أن المشاركين كانوا أكثر عرضة بمرتين إلى ثلاث مرات لنسيان ما كان من المفترض أن يفعلوه بعد المشي عبر مدخل".
- لا يتذكر دماغك الأصوات جيدًا: أنت تحتفظ بحوالي خمس ما تسمعه فقط، وهي نسبة بسيطة جدًا عند مقارنتها بذاكرتنا المرئية، فأغلب الناس يصنفون لكوّنهم متعلمين بصريين، أي أنهم يحتاجوا إلى رؤية ما يتعلمونه، لذا يُلجأ دومًا إلى الوسائل البصرية، إذ أنها تساعد على تحسين التعلم بنسبة تصل إلى 400%.
- يوجد رقم قياسي عالمي للذاكرة: حصل الطفل البالغ من العمر 10 سنوات فقط "وقتها" Nischal Narayanam على أول رقم قياسي له في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عن فئة " أكثر الأشياء العشوائية المحفوظة"، فقد حفظ 225 قطعة عشوائية فيما يقارب 12 دقيقة، كما أُدرج اسمه في مجلة ناشيونال جيوغرافيك باعتباره واحدًا من العقول السبعة الرائعة في العالم.
- توجد فترة ذروة للذاكرة: لا يستمر دماغك عمومًا وذاكرتك خاصة بالقيام بالعمليات الحيوية بنفس الكفاءة مع مرور الوقت، فإن قدرتك على الجمع بين الوجوه والأسماء ستزداد سوءًا بعد الثلاثين من عمرك، فوفقًا لدراسة من كلية دارتموث وجامعة هارفارد، فإنه من الواضح أن قدرتك على تحديد هويات الأشخاص الذين تقابلهم تكون في أحسن حالاتها وأنت في عمر ا بين سن 30-34 عامًا، وبعد ذلك تبدأ قدرتك على التمييز تقل ببطء حتى تتمكن من التعرف على 75% فقط من معارفك في السبعينيات.
المراجع
- ^ أ ب Kendra Cherry (15-5-2020), "What Is Memory?"، verywellmind, Retrieved 23-6-2020. Edited.
- ↑ "Memory", psychologytoday, Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ Daniel L. Schacter , Angela H. Gutchess , Elizabeth A. Kensinger (2009), Specificity of Memory: Implications for Individual and Collective Remembering, Cambridge: Cambridge University Press, Page 87-102. Edited.
- ↑ "What is Collective Memory?", memorialworlds, Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ James V. Wertsch, Henry L. Roediger III (6-3-2008), "Collective memory: Conceptual foundations and theoretical approaches"، tandfonline, Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ Kourken Michaelian (2014), " Review essay For Individual and collective memory consolidation: Analogous processes on different levels."، researchgate, Retrieved 2020-06-22. Edited.
- ↑ MORGAN GREENWALD (28-6-2018), "35 Crazy Facts about Your Memory"، bestlifeonline, Retrieved 23-6-2020. Edited.