من ماذا خلق الانسان

من ماذا خلق الانسان
من ماذا خلق الانسان

خلق الإنسان

بدأ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بخلق آدم عليه السلام، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه كيف خلقه، فذكر أنه خلقه من تراب، ثم جعله طينًا، ثم صوره بيده عز وجل، وجعل طوله ستين ذراعًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:[إن اللهَ خلَقَ آدمَ مِن قبضةٍ قَبَضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ: جاء منهم الأحمرُ، والأبيضُ، والأسودُ، وبينَ ذلك، والسَّهْلُ، والحَزْنُ، والخبيثُ، والطيِّبُ وبين ذلك][١]، وبعد أن خلق الله تعالى آدم على هذه الصورة تركه في الجنة ما شاء قبل أن ينفخ فيه من روحه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إبْلِيسُ يُطِيفُ به، يَنْظُرُ ما هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنَّه خُلِقَ خَلْقًا لا يَتَمالَكُ][٢].[٣]

وبعد أن أتم الله تعالى خَلْقَ آدم أمر ملائكته بالسجود له فسجدوا جميعهم إلا إبليس استكبر وامتنع فطرده الله من الجنة ولعنه، ثم خلق الله تعالى من آدم زوجته وأسكنهما الجنة، ولما عصى آدم ربه أهبطه هو وزوجته وإبليس إلى الأرض، وجعل من نسلهما البشرية كلها من الرجال والنساء، وقد أكرم الله الإنسان فسخر له ما في السماوات والأرض، وفطره على التوحيد، وميزه بالعقل ليعرف به خالقه، والخير والشر، وما يضر وما ينفع.[٤]

ولا بد لكلّ موجود قائم بنفسه أن يكون له صورة يكون عليها، والصورة تعني: الهيئة، والشكل، والصفة، والحقيقة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:[ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن][٥]، ومعنى الحديث عند أهل العلم أن الله خلق آدم بصيرًا، سميعًا، متكلمًا إذا شاء، وهذا وصف الله جل وعلا فهو بصير، سميع، متكلم إذا شاء، ولكن سمعه وبصره وكلامه تعالى ليس كسمع الإنسان وبصره وكلامه، بل لله صفاته التي تليق بجلاله، وهي كاملة لا يعتريها النقص ولا الفناء، وصفات الإنسان يعتريها النقص والفناء.[٦]


من ماذا خُلِقَ الإنسان؟

لا بد من أنك تساءلت يومًا من ماذا خلقت أنت وجميع البشر، وإذا سلكت طريق القرآن للإجابة على هذا التساؤل فقد تعددت الآيات التي تذكر أصل المادة التي خُلق منها الإنسان، ويمكن أن تفهم منها أن الطين كان بداية النشأة الإنسانية، ثم تسلسلت تلك النشأة، ويمكن أن نلخص ذلك التسلسل بثلاث مراحل:

  • المرحلة الطينية: وهي أول مرحلة فقد قال تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ}[٧]، وكان هذا الطين لزجًا لقوله تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ}[٨].
  • المرحلة الحمئية: وفيها تحول الطين إلى مادة أخرى تسمى بالحمأ أو الطين المنتن.
  • المرحلة الصلصالية: والصلصال في هذه المرحلة هو تحوّل الحمأ المسنون إلى مادة صلصالية تشبه الفخار، وهو الطين المشوي والمطبوخ حتى إذا يبس أصبح له صوت وصلصلة عند الضرب عليه، وقد قال تعالى:{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}[٩].

وإذا بحثت في آيات القرآن الكريم فستجد آيات كثيرة تدل على أن الإنسان خُلق من الطين؛ وهو الماء الممزوج بالتراب، وكذلك تجد في العلم أدلة على أصل ذلك الخلق، فعند تحليل العناصر التي يتركب منها جسم الإنسان وجد العلماء أنه يتركب من عناصر التراب والماء، ووجدوا أن الماء يشكل أعلى نسبة في مكونات الجسم، ونسبته 65-70% من وزن الجسم، ويدخل في تكوين الدم، والنخاع وكثير من خلايا الجسم، ولا يستطيع الإنسان الاستمرار بالحياة أكثر من أربعة أيام دون ماء. ويتكون التراب من أكثر من مئة عنصر، وفي التحليل المخبري لجسم الإنسان وجد العلماء أنه يشترك في تركيبه 25 عنصرًا رئيسيًا وهي: الأكسجين، والكربون، والهيدروجين، والنيتروجين، والكالسيوم، والفسفور، والكبريت، والبوتاسيوم، والصوديوم، والكلور، والمغنيسيوم، وعناصر نادرة مجموعها يشكل نسبة 0.014% وهي: الفلور، واليود، والحديد، والبروم، المنجنيز، والنحاس، والزنك، والكروم، والنيكل، والكوبالت، والموليبدينوم، والقصدير، والألمنيوم، والكادميوم، وهذا التركيب يشبه التركيب الكيميائي للطين؛ أي تراب الأرض المخلوط بالماء، وجميع هذه العناصر تركب منها جسد آدم عليه السلام وهي موجودة في نسله وحتى قيام الساعة؛ لأنهم كانوا في صلبه عندما خلقه الله لقوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}[١٠].

ومن الأدلة العلمية أيضًا أن الإنسان يتغذى على ما تنبت الأرض من الفواكه، والخضار، والبقول، وهي بدورها تتغذى من العناصر الموجودة في الماء والتراب، وكذلك يتغذى على لحوم الطيور والأنعام التي تعيش على ما تنبت الأرض من المراعي والكلأ، وبذلك يكون غذاء الإنسان من المادة التي خلق منها، ومن الشواهد الأخرى الصورة العكسية للخلق التي تبدأ من الموت وخروج الروح ثم ينتفخ الجسد ويتيبس، فإذا ما قرعته تسمع له صلصلة، ثم يتحول إلى طين أسود منتن يشبه الحمأ المسنون، ثم يتحول إلى طين لازب، ثم يعود ترابًا حين يتبخر منه الماء.[١١]


الغاية من خلق الإنسان

اعلم أنك لم تخلق عبثًا ولم يخلق الله سبحانه وتعالى شيئًا عبثًا، بل لله حكمة بالغة في جميع خلقه، فمن أسمائه الحكيم، ومن أعظم صفاته الحكمة، وقد قال تعالى: { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[١٢]، ولم يخلقك الله لتأكل وتشرب وتتمتع بشهوات الدنيا فحسب، وقد بين الله تعالى أنه خلق الموت والحياة والسماوات والأرض لاختبار الناس وابتلائهم، فيعاقب المسيء، ويثيب المطيع، إذ قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[١٣]، وبهذا الابتلاء تظهر صفات الله تعالى وأسماؤه الحسنى؛ كاسم الغفور، والحكيم، والرحيم، ومن أعظم الابتلاءات أمْر الله تعالى الناس بعبادته وحده، وتوحيده توحيدًا خاصًا من الشرك، وقد ذكر الله عز جل هذه الحكمة في كتابه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[١٤]، أي إن الله خلق الإنس والجن وهو ليس محتاجًا إليهم، وإنما خلقهم ليقروا بعبادته وليعرفوه بأسمائه وصفاته وأمرهم بذلك، ووعدهم أن يجمعهم في الدار الآخرة، وهي دار الجزاء، فمن أدى ما أمر به وانقاد لله فهو من الفائزين، ومن أعرض عن ذلك فهو من الخاسرين.[١٥]

ومن غايات خلق الإنسان الاستخلاف في الأرض، وهو تشريف للجنس البشري وتكريم له، ومعنى الاستخلاف أن كل ما هو موجود على الأرض من الأرزاق قد خلقه الله وسخره للجنس البشري وحده، ليستغلوه في حياتهم ثم يتركوه لمن خلفهم، ولا بد لك أن تترك أثرًا في هذه الحياة، وأن تحقق المهمة التي أنزلت إلى الأرض من أجلها، وهي إعلاء كلمة الله في الأرض، ونصرة دينه، وهداية الناس، وكذلك إقامة العدل بين الناس، والإصلاح في الأرض، والعمل لجمع كلمة المسلمين.[١٦]

والاستخلاف يعني تحميل الإنسان جملة من الفضائل؛ كالحرية والمسؤولية والإخلاص لله والتناغم مع سنن الله في الكون ونواميسه حتى تتبلور فكرة الخلافة لتحقيق تلك الفضائل ورفع شأنها، وإخلاص العبودية لله وحدة، وقد حددت سورة البقرة في بداية القرآن الكريم معنى الاستخلاف في الأرض: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[١٧]، فهو إرادة الله وحده، وخلافة الإنسان من الله قدره لا يستطيع أن يحيد عنه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[١٨]، وقد بينت تلك الآية الخطوط العريضة للميثاق المعقود بين الإنسان وخالقه، وأضافت مفهوم الأمانة إلى معنى الاستخلاف، تلك الأمانة التي خير الله السماوات والأرض في حملها، فأبين أن يحملنها، وقبلها الإنسان بإرادته.[١٩]


نظرية التطور بين التأييد والإنكار

لا بد أنك قرأت أو سمعت أو درست عن نظرية التطور في مرحلة ما من حياتك، فهل بحثت يومًا عن آراء تختلف معها؟ يمكننا أن نلخص لك النظرية وبعض الردود عليها، تعد نظرية التطور لصاحبها تشارلس روبرت دارون من أشهر النظريات التي طرحت في العصر الحديث، وتتحدث عن نشأة الكائنات الحية على الأرض، وقد وضع دارون أسس نظريته في كتابه (أصل الأنواع)، وقد كانت أسس نظريته مطروحة طرحًا فذًا ورائعًا، وقد تضمنت نظرية دارون عدة أمور، أهمها: أن الإنسان ما هو إلا حيوان من جملة الحيوانات على الأرض، وقد حدث عن طريق النشوء والارتقاء، وأنه لا يمنع أن يكون قد اشتق هو والقرد من أصل واحد، وتمت عملية التطور عند دارون في عدة نقاط، من أهمها الانتخاب الطبيعي؛ وفيها تُفني عوامل الهلاك الكائنات الهزيلة والضعيفة وتُبقي على الكائنات القوية والسليمة التي تورث صفاتها لذريتها، ومع مرور الزمن تتكون صفة جديدة في الكائن، وهذا الذي يسمى بالنشوء الذي يجعل الكائن يرتقي بالصفات الناشئة إلى كائن أعلى، وفي هذه الطريقة يستمر التطور وهذا هو الارتقاء، وسمي هذا القانون بقانون البقاء للأصلح.

وقد ردّ الكثير من العلماء على هذه النظرية؛ إذ يقول الدكتور (سوريال) في كتاب (تصدع مذهب دارون): "إن الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب، فلا توجد حلقات بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة، والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة، ولا بين الحيوانات الرخوة ولا بين المفصلية، ولا بين الحيوانات اللافقارية ولا بين الأسماك والحيوانات البرمائية، ولا بين الأخيرة والزحافات والطيور، ولا بين الزواحف والحيوانات الآدمية، وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية"، كما رد كثير من علماء الطبيعة على نظرية التطور، ومنهم العالم دلاس الذي قال: "إن الارتقاء بالانتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان، ولابد من القول بخلقه رأسا"، أما العالم هكسلي وهو صديق لدارون فقد قال: "إنه بموجب مالنا من البينات لم يثبت قط أن نوعًا من النبات أو الحيوان نشأ بالانتخاب الطبيعي، أو الانتخاب الصناعي".[٢٠]


تأملات في خلق الإنسان

لو تأملت في خلق الإنسان لوجدت في خلقه أعظم الدلائل على عظمة الله خالقه وفاطره، وقد أمرك الله تعالى بالتفكر والتأمل في خلق الإنسان، هذا الإنسان الذي جعله أفضل العالمين وخلقه في أحسن تقويم، كل فرد منهم سينتقل من حال إلى حال، ومن دار إلى دار، وقال تعالى{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}[٢١]، فهو يكون جنينًا، ثم مولودًا، ثم رضيعَا، ثم يفطم، ثم شابًا، وبعدها شيخًا، ويهرم ويموت، ثم يبعث ويحاسب ثم يصير إلى النار أو الجنة، وفي أثناء هذه الأطباق أحوالًا عديدة؛ كالعافية والبلاء، والصحة والمرض، والفقر والغنى، والسعادة والشقاء، إلى أن يستقر في دار القرار الجنة أو النار، وهذه آخر طبقة يعلمها العباد.

وحيث وقفت تتأمل في عجائب الإنسان ستلقى أسرارًا وآيات في تكوينه الجسدي والروحي، وأعظم أسرار هذا التكوين تكمن في النفس وطاقاتها الروحية المعلومة والمجهولة، وطريقة إدراكها للأشياء، وحفظها وتذكرها، وكيف انطبع كل هذا الكم الهائل من الصور والكلمات، وكيف تستدعى عند الضرورة، ولو أردت أن تنتقي قطرة من بحر الإبداع في خلق الإنسان فانظر إلى عجيب صنع العين، وكيف جمّلها وغطاها بالأجفان، وركبها من سبع طبقات، لكلّ طبقة منها وظيفة خاصة، وخلق داخل هذه الطبقات عدسة العين وأودع فيها النور الذي تبصر به، والضوء الباهر، وجعلها بالرغم من صغر حجمها تنطبع فيها صورة السماوات والأرض، ولها قدرة على حفظ نصف مليون صورة في اليوم.[٢٢]


مَعْلومَة

إذا قرأت القرآن الكريم فستجد مراحل تطور الجنين مذكورة في الكثير من الآيات، كما أنك ستجد تدرجًا في الآيات في الحديث عن خلق سلالة الإنسان، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[٢٣]، ونقدم لك تفصيلًا لهذه المراحل:[٢٤]

  • النطفة: وقد ورد ذكرها في القرآن في اثنتي عشرة آية، وهي البويضة المخصبة التي تبدأ بالانقسام وهي في طريقها إلى الرحم.
  • العلقة: وهي قطعة من الدم الجامد، تتعلق في جدار الرحم، وتكون من طبقتين؛ طبقة خارجية آكلة ومغذية، وطبقة داخلية منها يخلق الجنين.
  • المضغة: وهي قطعة صغيرة من اللحم بحجم ما يمضغ، وتبدأ في الأسبوع الثالث من الحمل، وحتى الأسبوع الرابع تكون غير مخلقة وليس فيها أيّ تمايز لأيّ عضو أو جهاز، وبعد الأسبوع الرابع تبدأ المضغة بالتخلق، وتنمو الخلايا وتتطور، وتستمر حتى نهاية الشهر الثالث.
  • العظام: وتتحول المضغة في هذا الطور إلى هيكل عظمي.
  • كساء العظام باللحم: وتكون حين ينمو اللحم والعضلات وتلتف حول العظام.
  • الخلق الآخر: وتكون هذه المرحلة بعد أربعة أشهر من مرحلة العلقة، وحينها تنفخ الروح، وينشأ بعدها جنين الإنسان خلقًا آخر، خلقة مستعدة للارتقاء والكمال.


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 4693، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2611، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  3. "خلق آدم وحواء عليهما السلام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2020. بتصرّف.
  4. "خلق الإنسان"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2020. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6227، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  6. "شرح حديث " خلق الله آدم على صورته ""، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
  7. سورة السجدة، آية: 7.
  8. سورة الصافات، آية: 11.
  9. سورة الرحمن، آية: 14.
  10. سورة الأعراف، آية: 172-173.
  11. "بيان لكيفية خلق الإنسان "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  12. سورة الدخان، آية: 38-39.
  13. سورة الملك، آية: 2.
  14. سورة الذاريات، آية: 56.
  15. "الحكمة مِن خَلْق البشر"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  16. "الاستخلاف في الأرض"، dedewnet، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  17. سورة البقرة، آية: 30.
  18. سورة الأحزاب، آية: 72.
  19. "الاستخلاف والأمانة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020.بتصرّف.
  20. "نظرية دارون ومناقضتها للقرآن الكريم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
  21. سورة الانشقاق، آية: 19.
  22. "خلق الإنسان"، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  23. سورة المؤمنون، آية: 14-12.
  24. "أطوار خلق الإنسان في القرآن بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :