الكون
عندما كان الكون نصف حجمه الحالي، أنتجت التفاعلات النووية في النجوم معظم العناصر الثقيلة التي تتكون منها الكواكب الأرضية، وإنّ نظامنا الشمسي صغير نسبيًا، إذ قد تشكل قبل خمسة مليارات سنة، عندما كان الكون يبلغ ثلثي حجمه الحالي، ومع مرور الوقت، استهلك تكوين النجوم إمدادات الغاز في المجرات، وبالتالي فإن عدد النجوم يتضاءل، وبعد 15 مليار سنة من الآن ستكون النجوم مثل شمسنا نادرة نسبيًا.
وإنّ فهمنا لتكوين الكون وتطوره هو أحد الإنجازات العظيمة لعلم القرن العشرين، إذ تأتي هذه المعرفة من عقود من التجارب والنظريات المبتكرة، وتكتشف التلسكوبات الحديثة على الأرض وفي الفضاء الضوء القادم من المجرات التي تبعد مليارات السنين الضوئية، وتبين لنا كيف يبدو الكون عندما كان صغيرًا، وتكتشف الأقمار الصناعية إشعاع الخلفية الكونية المتبقي من المراحل الأولى من التمدد، مما يوفر صورة للكون على أكبر المقاييس التي يمكننا مراقبتها، وتتجسد أفضل جهودنا لشرح هذه الثروة من البيانات في نظرية تعرف باسم النموذج الكوني القياسي أو علم الكون الضخم، وإنّ الادعاء الرئيسي للنظرية هو: أنّ الكون يتوسع بطريقة متجانسة تقريبًا.[١]
عجائب خلق الله في الكون
قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[٢]، فقد أبدعَ الخالق سُبحانه وتعالى في خلقه، ومن الأمثلة على إبداعه ما يأتي:[٣]
- القمر، فعندما يتفكّر الإنسان بإبداع الله تعالى في خلق القمر، فيجد أنّ أحوال الإنسان كأحوال القمر، إذ يولد صغيرًا وضعيفًا ثم يُصبح شابًا قويًا ثم يعود شيخًا ضعيفًا، وقال الله عز وجل:{الله الذي خلقكم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قُوةً ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفًا وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}[٤].
- الأرض، إذ قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "وإذا نظرت إلى الأرض كيف خلقت، رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها"، إذ خلقها الله تعالى فراشًا ومهادًا، وذللها لعباده، وجعلهم يسعون فيها ليُحقّقوا أرزاقهم، وجعل الله تعالى فيها السبل ليتنقّلوا فيها، وجعل الله تعالى وجه الأرض وطن للأحياء، وبطنها وطن للأموات، وقد أكثر تعالى من ذكر الأرض في القرآن الكريم، ودعا عباده إلى التفكر في خلق الأرض، وقال تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[٥].
- النّفس البشريّة، قال الله عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}[٦]، إذ إنّ الإنسان يتقلب من سرور إلى حزنٍ، ومن فرح إلى غمّ، حتى أن الإنسان في أحد اللحظات يجد نفسه متغيرًا بلا أيّ سبب، ويكون منشرح الصدر، وفجأة يحزن ويغتم بدون سببٍ، والعكس كذلك، وقد تجد الإنسان في بعض الأحيان يمتلك من اليقين كأنه يُشاهد أُمور الغيب مُشاهدة حسية، وفي بعض الأحيان يقلّ يقينه وإنّ الأسباب قد تكون معلومةً، ومنها؛ قلَّةُ الطاعة، إذ إنّ قلة الطاعة من أسباب ضعف اليقين، وذلك ما قاله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}[٧].
عجائب خلق الله للإنسان
كما نعلم فإنّ الله تعالى خلقَ الإنسان في أحسن صورة وكرّمه ووجّه الله تعالى خطابه في القرآن الكريم للإنسان، وجعل الله للإنسان نعم عظيمة، منها:[٨]
- تكريم بني آدم، فالإنسان أكرم المخلوقات الموجودة على الأرض، ومن تمام كرامته سبحانه وتعالى أنه لما خلقه في أول الأمر وصف نفسه بالأكرم، فقال سبحانه: {اقرأ وربك الأكرم}[٩].
- سُخّرَ له البرّ والبحر.
- تفضيل الإنسان على كثير من المخلوقات.
- ألهم الله تعالى الإنسان أن يأكل من الطّيبات التي بها نفع مما يروق له.
المراجع
- ↑ "The Evolution of the Universe", scientificamerican, Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 190-191.
- ↑ "التفكر في عجائب خلق الله جل جلاله "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية: 54.
- ↑ سورة الجاثية، آية: 3.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 21.
- ↑ سورة المائدة، آية: 49.
- ↑ "ولقد كرمنا بني آدم.."، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية: 3.