القمر
يعدّ القمر أجمل الكواكب في السماء بعد الشمس، وهو القمر الوحيد في المجرّة التي تقع فيها الأرض، وشكّل جمال القمر على مّر العصور مصدرًا للسحر، وقد ألهم الثقافات العديدة والحضارات الماضية الغنية على مرّ التاريخ، ويعدّ القمر في الحضارات القديمة إلهًا وتجلّت هيمنته في تلك الفترة بسبب سيطرته على المدّ والجزر ودورة الخصوبة عند الإناث، كما تروي الأساطير القديمة قدرة القمر في ممارسة السحر على البشر وتحويلهم لوحوش وقدرته في التلاعب بمشاعرهم وأمزجتهم وجعل سلوكهم يتأرجح بين العقل والجنون، كما كان الشعراء والملحّنون يستعينون بجمال القمر لوصف المشاعر الرومانسية والحبّ والجمال وكان الكتّاب يذهبون بخيالهم إلى القمر ويصفونه وذلك قبل إرسال أول رائد فضاء إلى القمر بزمن طويل.[١]
حاولت العديد من الأبحاث والمراكز العلمية قديمًا أن تعرف طبيعة القمر، فسمحت الدراسات المبكرة آنذاك بمعرفة حركة القمر والتنبؤ بموقعه وتأثيره على المدّ والجزر، كما كان القمر أول عالم جديد تطأه قدم الإنسان، فسمحت البعثات الاستكشافية بالإضافة إلى المعلومات التي جمعها الإنسان عن القمر بواسطة المركبات الفضائية الآلية ورصد الاستشعار عن بعد معرفة القمر أكثر من معرفة أي جسم آخر في الكون باستثناء كوكب الأرض، وعلى الرغم من التساؤلات العديدة حول تاريخ القمر وبنيته وتكوينه فقد أصبح واضحًا أنه يحمل مفاتيح مهمة لفهم الأرض والشمس والكواكب الأخرى الموجودة في المجموعة الشمسية.[١]
أسماء أشكال القمر
يدور القمر حول الأرض، وتتم هذه العملية في ثماني مراحل مختلفة تظهر من خلالها أشكال القمر وتحدث المراحل الأساسية الأربعة في حوالي الأسبوع الأول من الشهر، وتسمى أشكال القمر:[٢]
- المحاق: يكون القمر في هذه الحالة بين الأرض والشمس على استقامة واحدة ولا يستقبل جانب القمر الذي يقع مواجهًا للأرض أشعة الشمس مباشرة ويضيء فقط من خلال أشعة الشمس الخافتة المنعكسة من الأرض.
- الهلال: مع تحرّك القمر في هذه المرحلة تلقي أشعة الشمس ضوءها على الجزء الصغير الظاهر من القمر ويسمى هذا الجزء بالهلال.
- التربيع الأول: تسمى هذه المرحلة بالربع الأول لأن القمر يكون قد قطع ربع دورته حول الأرض، وهنا يبعد القمر عن الشمس 90 درجة ويراه الإنسان على الأرض بأنه نصف مضاء.
- الأحدب المتزايد: تزداد في هذه المرحلة المنطقة المضاءة من الشمس ويبدو أن أكثر من نصف وجه القمر مضاءً بالنسبة للإنسان.
- البدر: في هذه المرحلة يبعد القمر 180 درجة عن الشمس ومن منظور الإنسان على الأرض يكون القمر مضاءً بالكامل بواسطة الشمس.
- الأحدب المتناقص: في هذه المرحلة من دورة القمر يبدو أن أكثر من نصف وجه القمر مضاءً بأشعة الشمس ولكن هنا تبدأ كمية الضوء بالتناقص.
- التربيع الثاني: يقطع القمر في هذه المرحلة ربعًا آخر من طريقه، ويكون في المرحلة الثالثة من دورته، وهنا يضيء ضوء الشمس النصف الآخر من القمر.
- الهلال الثاني: يحصل أقل من نصف وجه القمر على ضوء أشعة الشمس ويزداد متناقصًا ليعود أخيرًا إلى موقعه للبدء بدورة جديدة في شهرٍ جديد.
دورة القمر
إن المراحل الدورية للقمر هي عبارة عن رؤية القمر من زوايا مختلفة، وتتحكم بهذه الزوايا مواقع كل من الشمس والقمر والأرض بالنسبة لبعضها البعض ويستمد القمر ضوءه من أشعة الشمس طوال النهار لينير الأرض في الليل باستثناء حالة الكسوف القمري، أي عندما يكون القمر خلف الأرض مباشرة، وبتلك الحالة لا تصل أشعة الشمس إلى القمر أبدًا، فحركة الشمس والقمر والأرض الدورية في الفضاء هي التي تحدد الجزء المضاء الظاهر إلينا من القمر والجزء المظلم من القمر لا يكون مرئيًا للعين المجردة، أما بالنسبة لدورة القمر الشهرية فتعادل 29.53 يومًا وهذا الوقت الذي يستغرقه القمر حتى يدور حول الأرض.[٣]
حقائق عن القمر
توجد العديد من الحقائق الغريبة عن القمر نظرًا لأنه جسم غريب بعيد عن كوكب الأرض، ومن هذه الحقائق ما يأتي:[٤]
- الجانب المظلم من القمر هو خرافة: في الحقيقة أن كلا جانبي القمر تصله كمية الضوء من الشمس نفسها، لكن لم يظهر على سطح الأرض سوى وجهًا واحدًا للقمر، ولأن القمر يدور حول نفسه بالوقت الذي تدور به الأرض، فالأرض تواجه دومًا وجه القمر نفسه، والجانب الآخر من القمر لا يُرى إلا من المركبات الفضائية.
- القمر هو سبب المدّ والجزر على سطح الأرض: يحدث المدّ والجذر بسبب جاذبية القمر التي تؤثر على الأرض فتنتقل هذه الذبذبات مع دوران الأرض إلى المحيطات مما يسبب ارتفاع المدّ والجزر في جميع أنحاء الكرية الأرضية.
- بعد القمر عن الأرض: تشير التقديرات إلى أن القمر يبتعد عن الأرض بحوالي 3.8 سم كل عام وأن القمر سيستمر بالابتعاد عنها لنحو 50 مليار سنة قادمة، وبذلك سيستغرق مدار القمر حول الأرض 47 يومًا بدلًا من 27.3 يومًا كما هو الحال الآن.
- وزن الشخص على القمر أقل منه على الأرض: بسبب حجم القمر الصغير فإن لديه ثقل أعلى وبالتالي فإن وزن الإنسان على القمر يقدّر بحوالي سدس وزنه على الأرض، لذلك يستطيع رواد الفضاء القفز بسهولة وخفّة على سطح القمر.
- اثنا عشر شخصًا فقط صعدوا إلى القمر: يعدّ نيل أرمسترونغ في مهمة أبولو 11 أول شخص يمشي عى القمر في عام 1969 ميلاديًا في حين أن آخر رجل صعد إليه في عام 1972 هو جين سيرنان وذلك في مهمة أبولو 17 ومنذ ذلك الحين لم يُزار القمر سوى من قبل المركبات الفضائية دون طيّار.
- ليس للقمر غلاف جوي: إن سطح القمر غير محمي من الأشعة الكونية والنيازك وفيه تباينات كبيرة في درجات الحرارة.
- تحدث الزلازل على القمر: اكتشف رواد الفضاء حدوث بعض الزلازل الصغيرة على القمر ويعود سبب ذلك إلى الجاذبية الأرضية فرصدوا حدوث عدّة زلازل على بعد عدة كيلو مترات من سطح الأرض، ويعتقد العلماء أن للقمر نواة كالتي توجد في جوف الأرض، ويذكر أن أول مركبة فضائية وصلت إلى القمر كانت لونا 1 وذلك عام 1959 ميلاديًّا.
- القمر هو خامس أكبر قمر صناعي طبيعي في المجموعة الشمسية: يبلغ قطر القمر 3475 كيلو متر وهو أصغر بكثير من كوكب المشتري وزحل، ويبلغ حجم الأرض حوالي 80 ضعف حجم القمر مع أن كلاهما في العمر الزمني نفسه، والنظرية السائدة أن القمر كان جزءًا من الأرض، وتشكّل بعد ذلك بسبب انفجار كبير حدث نتيجة اصطدام جسم ضخم في كوكب الأرض.
المراجع
- ^ أ ب "Moon ", britannica, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "2019 Moon Phases Calendar", space, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "Phases of the Moon", planetfacts, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "Moon Facts ", space-facts, Retrieved 15-12-2019. Edited.