محتويات
يوم الكرامة
في الحادي والعشرين من آذار من كل عام يستذكر الشعب الأردني الشامخ ذكرى معركة الكرامة، هذه المعركة التي كانت الحد الفاصل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ استطاع الجيش العربي أن يحرز أول وآخر نصر عربي على الجيش الإسرائيلي الذي فشل في تحقيق مقاصده ومُني بالهزيمة، بدأت هذه معركة المشرفة بشكل مباغت، وذلك حين حاولت القوات الإسرائيلية العبور إلى الأراضي الأردنية في صبيحة يوم الخميس 21 آذار عام 1968، إذ قامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم مفاجئ على الجيش الأردني الباسل، وكان الجيش الإسرائيلي مجهز بقوةٍ عسكرية مدعومة بسلاح الجو وسلاح المدفعية، لكن حدث ما لم يتوقعه الجيش الإسرائيلي، فقد وقف أبناء الجيش العربي، أبناء القوات المسلحة الأردنية في وجه هذا العدو الغاصب وقفة الأسد الشامخ الذي لا يُبالي ولا يهاب، وقدّم الجيش العربي الأردني الباسل أروع البطولات في الدفاع عن حمى الوطن، ما اضطر الجيش الإسرائيلي أن يطالب بوقف إطلاق النار ولأول مرة في تاريخه العسكري، إلّا أن موقف جلالة الملك الحسين رحمه الله لم يكن كما أرادوا، فقد رفض رحمه الله مطلب الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار ما دام هناك جنديّ إسرائيلي واحد شرق نهر الأردن، مما أجبر قوات الجيش الإسرائيلي على الانسحاب وهم يجرون خيباتهم خاسرين مدحورين خائفين مما رأوه من أسود جيش الأردن.[١]
أهداف معركة الكرامة
المطامع الإسرائيلية لا تتوقف، فمنذ القدم وإسرائيل تحاول إحكام قبضتها على جميع المناطق الحيوية في البلاد العربية وخاصة الأردن، الذي يتميز بموقع إستراتيجي هام:[٢]
- تحطيم القوة العسكرية والمعنوية للقوات المسلحة الأردنية، وزعزعة الروح المعنوية للجيش الأردني ولقيادته.
- الهدف الأهم لإسرائيل هو احتلال المرتفعات الشرقية من المملكة وخاصة مرتفعات البلقاء.
- الاقتراب من العاصمة الأردنية عمان بهدف الضغط على القيادة الأردنية الهاشمية وقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل دون اعتراض، .
- تطلع الجيش الإسرائيلي إلى توسيع حدودهم بضم أجزاء جديدة من الأردن، ولكن موقف جلالة المغفور له الحسين بن عبد الله كان صاعقًا لهم.
- أحد أبرز الأسباب التي دفعت إسرائيل لشن هذا الهجوم المباغت على الأراضي الأردنية هو محاولة احتلال الأراضي الأردنية الواقعة شرقي نهر الأردن والتشبث بها بهدف المساومة عليها، وذلك نظراً للأهمية الإستراتيجية لهذه المرتفعات الأردنية ولزيادة العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.
- ضمان الأمن والهدوء ووقف إطلاق النار مع الأردن.
- توجيه ضربة قوية للجيش الأردني الذي كان يوفر الحماية والدعم والمساندة لجميع المقاومين العرب.
- بث الرعب والخوف في نفوس الأردنيين القاطنين في منطقة الأغوار، بهدف نزوحهم من أراضيهم ومزارعهم، وحرمان المقاومة العربية من وجود مكان لها بين السكان في المنطقة.
نبذة عن مجريات معركة الكرامة
وقعت معركة الكرامة التي استطاع فيها جنود الجيش الأردني الباسل صد العدوان الإسرائيلي في بلدة الكرامة الواقعة في غور الأردن، في 21 من آذار مارس من عام 1968، وقد خسر الجيش العربي 86 جنديًا من جنوده الأوفياء، بينما أصيب 108 جندي آخرين بجروح، وقد استطاعوا فرسان الأردن صد الغارات الإسرائيلية، والحقوا بهم خسائر فادحة، فقد استخدم الجيش الأردني القصف المدفعي على الدبابات الإسرائيلية مما أدى إلى مقتل 250 جندي اسرائيلي وإصابة 450 جندي آخرين، قاتل الجيش الأردني بشجاعة لا مثيل لها، مما اضطر العدو الإسرائيلي إلى المطالبة بوقف إطلاق النار في تمام الساعة الخامسة من يوم المعركة، لكن المغفور له الملك حسين -طيب الله ثراه- رفض طلبهم، وأمر الجيش في الإستمرار بالقتال حتى لا يبقى في أرض المعركة أي جندي إسرائيلي، استمر الجيش الأردني بالقتال حتى حقق النصر وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة وعاد إلى دياره مدحورًا مهزومًا، متيقنًا أن الشعب الأردني وقيادته الهاشمية حدودًا لا يجب عليه أن يتخطاها، وأعطى الجيش الأردني للجيش الإسرائيلي ولغيره درسًا عن معنى الكرامة وكيف تكون الكرامة.[٣]
نتائج معركة الكرامة
انتصر الجيش الأردني ودحر الجيش الإسرائيلي الذي ذهب وهو يجر أذيال الخيبة والفشل، هذه هي النتيجة المشرفة لمعركة الكرامة، فلم يسمح الجيش العربي الباسل للعدو من تحقيق أهدافه التي بدأ المعركة لأجلها، وأثبت لإسرائيل أنه قادر على مواصلة المعركة، وتحطيم محاولات العدو للنيل من الأردن وصموده، واستطاع هذا الجيش الباسل الحفاظ على المرتفعات الشرقية من الإحتلال، وقد القى المغفور له جلالة الملك الحسين في اليوم التالي للمعركة كلمة قال فيها: "وإذا كان لي أن أشير إلى شيء من الدروس المستفادة من هذه المعركة يا إخوتي، فإن الصلف والغرور يؤديان إلى الهزيمة، وإن الإيمان بالله والتصميم على الثبات مهما كانت التضحية هما الطريق الأول إلى النصر، وإن الاعتماد على النفس أولاً وأخيراً ووضوح الغاية ونبل الهدف هي التي منحتنا الراحة حين تقرر أننا ثابتون صامدون حتى الموت، مصممون على ذلك، لا نتزحزح ولا نتراجع مهما كانت التحديات والصعاب". لقد استطاع الجيش الأردني من خلال البطولات والتضحيات التي قدمها أن يُعلم العالم أجمع أن الروح المعنوية العالية أهم من العتاد والعدة، فلا فائدة من التجهيزات والتحضيرات المادية إذا لم تكن روح الجندي المعنوية مجهزة ومحملة بحب الوطن الذي يدفعها لبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليه.
.[٤]
بالإضافة إلى ذلك فقد استطاع المقاتلين الفلسطينيين الذين شاركوا في معركة الكرامة وللمرة الأولى تحقيق النجاح والنصر على الجيش الإسرائيلي، وحققوا نصرًا رمزيًا كبيرًا، فقد منح الملك حسين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولحركة فتح بعض الفضل في النصر على إسرائيل على الرغم من قيام الجيش الأردني بأغلب العمليات العسكرية أثناء الحرب، مما عزز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أدى هذا الأمر أيضًا إلى توافد الآلاف من الشبان الفلسطينيين بعد معركة الكرامة وانضمامهم إلى أجنحة حرب العصابات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وبدأوا في التدريبات شبه العسكرية.[٥]
قد يُهِمُّكَ: أبطال معركة الكرامة
شارك في معركة الكرامة عدد من ضباط وجنود الجيش العربي الأردني الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل وطنهم الأردن، وعلمّوا القاصي والداني ماذا يعني حب الوطن، إليك بعضًا من أسماء هؤلاء البواسل:[٦]
- ملازم أول خضر شكري يعقوب درويش العبيد.
- ملازم أول محمد هويمل حتمل الزبون.
- الملازم عيسى سليمان عبد الرحمن صياحين.
- الجندي هزيل سلمان سليم العوازم.
- العريف سليم مفلح محمد بني صخر.
- الجندي زهير حماد حامد العياصرة.
- الجندي أشتيان أحمد مفلح الصرايرة.
- الجندي علي عبدالله بخيت العموش
- الجندي بركات محمد علي الزعبي.
- العريف جبر محمود جابر دار جابر.
- العريف عبدالله شعبان عبد الغني شعبانه.
- المرشح راتب محمد سعد البطاينة.
المراجع
- ↑ "ذكرى معركة الكرامة"، التراث الملكي الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "معركة الكرامة تاريخ مشرق ونصر وشهادة"، عمون، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "Kingdom Marks 51st Anniversary of Karameh Battle", ujnews2, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "معركة الكرامة… أيام خالدة في سجل الشرف والمجد والبطولة"، جريدة الغد، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "Karama, Battle Of (1968)", encyclopedia, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "شهداء معركة الكرامة"، القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. بتصرّف.