محتويات
كلمة إسرائيل
هي كلمة تطلق على مجموعة من الناس انحدروا من نسل يعقوب عليه السلام الذي أطلق عليهl هذا اللقب الذي معناه المجاهدة مع الله، أو الله ذو قوة عظيمة الشأن، وهو لقب أطلق على كل جماعة كانت مكونة من مجموعة صغيرة من الناس، لا يتعدى عددهم خمسة عشر شخصًا، ولا يوجد لهم مسكن معين للجوء إليه كما ذكر في كتابهم، وأُطلق الاسم على المجموعة التي انشقت عن يهوذا وبنيامين وكانوا يعيشون في الأسباط الذين كانوا يسكنون في الشمال مملكة يهوذا لتميزهم عن سكان يهوذا وبنيامين، وأطلق عليهم اسم بني إسرائيل.
ولكن هذا الاسم ليس لهم، وإنما لأبيهم يعقوب، وسموا بذلك نسبة له، ولكن يهود اليوم أو ما يطلق عليهم إسرائيل ليسوا من قوم يعقوب وسوف يتبرأ منهم يوم القيامة كما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن بعد دخولهم أرض فلسطين واحتلالها أطلقوا على أنفسهم إسرائيل لتكون الأرض المقدسة مباحة لهم وأنهم شعب الله المختار كما في كتابهم المقدس [١][٢].
أصل تسمية إسرائيل
كلمة إسرائيل كلمة عبرية لها شقان؛ الشق الأول هو إسر وهي تعني العبد، والشق الثاني هو إيل وتعني الله، بعنى عبد الله لأنهم يعدّون أنفسهم عباد الله المختارين، وكلمة إسرائيل كما ذُكر سابقًا هو لقب أطلق على نبي الله يعقوب عليه السلام، وقد أطلقوا اسم يعقوب عليه السلام عليهم ليكون لهم الحق في القول أنهم هم أصحاب أرض فلسطين والأحق فيها، وهذا غير صحيح لأنه في الأصل يطلق عليهم اليهود وهو الاسم الأصح لهم لأنهم في الأصل انفصلوا عن بني إسرائيل، وسيدنا يعقوب عليه السلام ليس له علاقة بهم، ولا يجوز نسب اسم إسرائيل لهم.
وقد أُطلق عليهم اسم اليهود بسبب كفرهم وطغيانهم،ولكن بعد ذلك ادّعوا زورًا وبهتانًا بأنهم قوم إسرائيل وشعب الله المختار الذين كانوا ضالين في الأرض ورجعوا إلى أرض المعياد حتى يعطيهم ذلك الأحقية في فلسطين التي لا دخل لهم فيها من شيء، وبقيت اليهود دون اسم إلى أن جاء رئيس الكيان الصهيوني دايفيد بن غوريون وأطلق اسم إسرائيل على هذا الكيان المغتصب لأرض ليس لهم أي جذور فيها، ويعدّ بن غوريون أول يهودي استخدم هذا الاسم عند قيام دولة إسرائيل، وبالتالي يكون إطلاق هذا الاسم عليهم مما يحقق لهم مطامعهم في الأرض المقدسة، والدليل على ذلك أنهم لم يستخدموا الاسم قبل ذلك أبدًا، وتوجد الكثير من الدلائل والقرائن التي تدل على ذلك، إلى أن جاءوا إلى أرض فلسطين، وأطلقوا الاسم على أنفسهم، وأصبح كل يهودي يدخل الأراضي المحتلة يأخذ الجنسية الإسرائيلية[٣].
إسرائيل في القرآن الكريم
ذكر اسم إسرائيل في القرآن الكريم في العديد من المواضع دلالة على اسم نبي الله يعقوب عليه السلام، ولقب بني اسرائيل نسبةً لأبيهم وخاطبهم باسمه حتى يدعوهم ويعظهم ويهديهم إلى طريق والدهم الصالح الذي ضلوا عنه، وتكررت مخاطبتهم في الكثير من الآيات التي كانت تبارك لهم بالنعم التي أنعم الله عليهم بها، مثل قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" [سورة الجاثية: 16-17]، ولكن في آيات أخرى لعنهم الله لكفرهم ومعصيتهم وتكبرهم في الأرض ونشر الفساد فيها وقتلهم الأنبياء بغير حق، وتوعدهم الله سبحانه وتعالى بسوء العذاب في الآخرة والخزي في الدنيا في قول الله عز وجل:"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" [سورة الأعراف: 167]، وقد ذُكرت قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم لأخذ العبرة والموعظة منها، لأنهم كانوا شعب الله المختار الذين أرسلت لهم رسلٌ كثيرة لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور ولكنهم لم يستجيبوا لدعوات الرسل وازدادوا كفرًا وطغيانًا وتكبرًا وبسبب كفرهم وطغيانهم لعنهم الله وحرمهم من نعمه التي أنعمها عليهم.[٤].
ضياع بني اسرائيل في الأرض
ذهب رسول الله موسى عليه السلام وقوم بني إسرائيل معه من مصر إلى الشام خوفًا من جبروت فرعون وجنوده وتنكيله بهم وبعد إيمانهم بالله عز وجل، وقد منَّ الله عليهم أن نجاهم من فرعون وجنوده بأنه فلق البحر نصفين وساروا منه ثم أغرق الله فرعون وجنوده، وساروا مع نبي الله موسى ولكنهم بعد ذلك اتخذوا من عجل إلهًا لهم ولكنهم تابوا بعد ذلك ومن الله عليهم بالغفران وأعلى من شأنهم، وساروا في الأرض وعندما وصولوا إلى مشارف أرض الشام طلب منهم نبي الله موسى عليه السلام الجهاد في سبيل الله لدخول أرض كنعان، وقد رفضوا وأصروا على الرفض إلا رجلين منهم دعوهم للقتال معهم وأن الله سوف بنصرهم ويعزهم في الأرض ولكنهم رفضوا أشد الرفض واستهزؤوا بذلك وذهب الرجلان وقاتلا في سبيل الله، وبعد رفض بني إسرائيل الجهاد في سبيل الله ودعاء نبي الله موسى عليه السلام عليهم وغضب الله عليهم جعلهم يتيهون في الأرض أربعين عامًا وحُرّم عليهم دخول أرض كنعان وبقوا منفيين في الأرض إلى أن جاءوا إلى فلسطين محتلين لها مسمّين أنفسهم بهذا الاسم[٥].
المراجع
- ↑ "معنى اسرائيل في قاموس المعاني"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019.
- ↑ "اسرائيل بني اسرائيل مملكة اسرائيل المملكة الشمالية"، الأنبا تكلا هيمانوت، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ عيسى القدومي (5-10-2006)، "اسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخين الجدد الجزء الثاني"، مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019.
- ↑ حسام العيسوي ابراهيم (16-1-2013)، "بنو إسرائيل في القرآن الكريم"، الأوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019.
- ↑ إيمان سامي (25-9-2017)، "قصة تيه بني إسرائيل"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019.