الضحك: فوائده وأضراره

• ذات صلة
• فوائد الافوكادو للرضع
• فوائد الافوكادو

الضحك

يُعد الضحك جزءًا أساسيًا وطبيعيًا من التصرفات الحياتية العملية التي من النادر أن يتساءل الناس ولو للحظة عن فوائدها أو مساوئها، وعادةً ما ينشأ الضحك كاستجابة غير واعية للدلالات أو الكلمات الاجتماعية المضحكة أو الطريفة، وتتخذ الضحكة مقاطع لغوية مألوفة للكثير من الناس بغض النظر عن لغاتهم أو أطيافهم الاجتماعية، لكن وعلى الرغم من وجود الضحك عند جميع البشر، إلا أن العلماء ما زالوا يواجهون مشكلة في فهم مغزى ومعنى الضحك من ناحية علمية بحتة، بينما يرى آخرون بأن الضحك هو مجرد لغة عالمية خفية تجمع الناس جميعهم وهي ربما تكون جزءًا من جيناتهم الوراثية، ومن الجدير بالذكر أن عدد الدراسات التي بحثت في كيفية وهدف الضحك ما يزال قليلًا نوعًا ما،^[١]لكن وعلى العموم، يبقى هناك الكثير من الفوائد والأضرار المرتبطة بالضحك، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

فوائد الضحك

يرى بعض الخبراء أن للضحك قدرة على تخفيف حدة الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، فضلًا عن الوقاية من مشاكل كثيرة أيضًا، وبالإمكان إيجاز بعض فوائد الضحك الصحية على النحو الآتي:^[٢]

• تخفيف حدة الآلام: قدم مجموعة من الأطباء السويسريين عام 2013 ورقة بحثية حول قدرة الضحك على الحد من مستوى الألم المزمن، ولقد أرجع الخبراء سبب هذا الأمر إلى قدرة الضحك على تحفيز الجسم على إفراز هرمونات الإندورفين وتقليل التوتر العضلي.
• زيادة القدرات المناعية: يُضطر الجسم إلى التنفس عبر استخدام الحجاب الحاجز أثناء الضحك، وهذا يُساهم في تنظيف الجهاز اللمفاوي وإزالة السموم، فضلًا عن زيادة عدد الخلايا الليمفاوية التي تحمي الجسم من الأمراض، كما يُساهم الضحك أيضًا في الحد من مستوى الالتهابات، خاصة عند الذين يُعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.
• الحد من التوتر: تنخفض مستويات هرمونات التوتر بصورة ملحوظة نتيجة للضحك، ومن بين أشهر أسماء هذه الهرمونات؛ هرمون الأدرينالين وهرمون الكورتيزول، وهذا الأمر قد أثبته الباحثون بعد إجراء بعض التجارب السريرية.
• خفض سكر الدم: بحثت إحدى الدراسات الصغيرة في تأثير الضحك على مستوى السكر في الدم عند 19 من مرضى السكري، وكانت نتيجة الدراسة هي التأكيد على أن تناول الطعام بجانب مشاهدة أحد البرامج الكوميدية قد يكون كافيًا لخفض مستوى السكر في الدم، على الأقل عند المشمولين بالدراسة.^[٣]
• الوقاية من أمراض القلب: أفضت نتائج إحدى الدراسات التي أجرتها مجموعة من أخصائيي القلب عام 2000 إلى نتيجة مفادها أن للضحك قدرة محتملة على الحماية من الإصابة بالجلطة أو النوبة القلبية، وعلى الرغم من جهل الباحثين بالآلية الدقيقة وراء حدوث هذا الأمر، إلا أن بعض الخبراء ينسبونها إلى قدرة الضحك على مقاومة التوتر الذهني القادر على إحداث تغيرات في إحدى الطبقات التي تبطن الأوعية الدموية.
• حرق السعرات الحرارية: يجهل الكثيرون بأن للضحك قدرة على حرق مزيدٍ من السعرات الحرارية، ولقد توصلت دراسة أجريت عام 2005 إلى إمكانية حرق 10-40 سعرة حرارية يوميًا عبر الضحك ل10-15 دقيقة.
• تقوية الصلات الاجتماعية: يُعد الضحك أحد الوسائل التي تربط الناس ببعضهم وتقوي أواصر المحبة بينهم، ولا يخفى على أحد كذلك أن الضحك ينتقل كالعدوى بين الناس ويتسبب في تحسن المزاج لديهم ويلطف الأجواء بينهم.^[٤]
• فوائد مختلفة: وجدت إحدى الدراسات النرويجية بأن الأفراد الذين يتمتعون بحس الدعابة قد تمكنوا من العيش لفترة أطول من الأفراد الذين لا يضحكون كثيرًا، ولقد ظهر هذا الأمر جليًا عند المصابين بالسرطان، كما بات يشير بعض الباحثين إلى إمكانية اعتبار الضحك أحد الأساليب المناسبة لإطفاء نار الغضب في قلوب الناس.^[٥]

ومن الجدير بالذكر أن الضحك ليس مقتصرًا على البشر فحسب كما يعتقد البعض، وإنما توجد حيوانات قادرة على الضحك أيضًا؛ فوفقًا لأحد منشورات جمعية علم وظائف الأعضاء البريطانية، فإن الضحك موجود لدى قرود الشمبانزي، والغوريلا، والأورانجوتان، كما أن بعض الباحثين باتوا يتحدثون عن ملاحظتهم لوجود أصوات شبيهة بالضحك لدى الفئران أيضًا، لكن هذه الأصوات عادةً ما تهدف إلى تحفيز الفئران الأخرى على اللعب والمتعة معًا.^[٦]

أضرار الضحك

على الرغم من الفوائد الكثيرة المرتبطة بالضحك، إلا أن هناك الكثير من الأضرار المحتملة للضحك أيضًا، خاصة عند الإفراط بالضحك لفترات طويلة، ومن بين هذه الأضرار ما يلي:^[٧]

• انتفاخ وتمزق شراريين الدماغ: يُطلق الأطباء والخبراء على انتفاخ الشرايين اسم "أم الدم"، ويُمكن للكثير من حالات هذا المرض أن تمر دون تشخيص أو علاج، لكن يبقى انتفاخ الشرايين أحد الأمور المؤدية إلى تمزق الشرايين وحصول نزيف، خاصة داخل الدماغ، وللأسف يُمكن للضحك الشديد أن يؤدي فعلًا إلى تمزق الشرايين المنتفخة، وهذا بالطبع أمر خطير للغاية على صحة الدماغ.
• التعرض لنوبة الربو: تنشأ نوبات الربو أحيانًا عن الاستجابات العاطفية؛ كالبكاء، أو التوتر، أو حتى الضحك، ويُمكن للضحك الشديد أن يؤدي إلى نوبة شديدة للغاية من نوبة الربو أحيانًا، ومن المعروف أن الربو يعني صعوبة في التنفس وزيادة محتملة في خطر الإصابة بالفشل التنفسي.
• الإصابة بالصرع الضحكي: تتميز النوبات الصرعية الضحكية بإمكانية مجيئها أثناء النوم أو أثناء اليقظة، ويظهر الشخص المصاب بهذا النوع من الصرع وكأنه يضحك أو يبتسم بمحض إرادته، لكن على أرض الواقع هو مصاب بنوبة صرعية لا يُمكنه إيقافها أو التحكم بها، وعادةً ما ينشأ الصرع الضحكي عن نمو الأورام الدماغية في منطقة تحت المهاد الموجودة داخل الدماغ.
• الإصابة بالاختناق: تبقى احتمالية الإصابة بالاختناق وربما الموت واردة لدى البعض نتيجة للضحك الشديد؛ لأن الضحك الشديد يؤدي إلى انخفاض معدل التنفس ونقصان مستوى الأكسجين في الجسم، لكن غالبًا ما يرتبط الموت من الضحك مع استنشاق الكثير من غاز أكسيد النيتروز، الذي يُعرف أصلًا باسم غاز الضحك ويكثر استخدامه عادةً أثناء إجراء بعض عمليات الفم والأسنان.
• حدوث الإغماء: يصل الأمر ببعض الأفراد إلى الوقوع ضحية للإغماء أو فقدان الوعي نتيجة لكثرة الضحك وانخفاض مستوى الأكسجين في الدماغ، وهذا الأمر يحدث عادةً بالتزامن مع الجفاف، وانخفاض ضغط الدم، والإرهاق الشديد.

التحفيز على الضحك

لا يرى الباحثون عيبًا في تحفيز النفس على الضحك وتقوية حس الدعابة للوصول إلى الفوائد الكثيرة للضحك، وهناك بالطبع الكثير من الخطوات البسيطة التي يُمكنك اتباعها لتقوية حس الدعابة، مثل:^[٨]

• أحط نفسك بمصادر الضحك والترفيه؛ كالصور المضحكة، والأفلام، والمجلات الفكاهية، وبالإمكان بالطبع زيارة أحد النوادي الكوميدية أو البحث عن النكات في الإنترنت.
• انظر إلى أحداث اليوم وإيجاد الأمور المضحكة والمثيرة للفكاهة في الأحوال والمواقف الشخصية؛ فهذا الأمر قد يكون كافيًا لتخفيف التوتر والشعور بشعورٍ أفضل.
• احرص على قضاء الوقت مع الأصدقاء الذين يتميزون بقدرٍ عالٍ من الفكاهة والمرح.
• تجنب الضحك على حساب معاناة الأفراد الآخرين.

المراجع

1. ↑ Robert Provine (9-6-2016), "The Science of Laughter"، Psychology Today, Retrieved 28-12-2019. Edited.
2. ↑ Therese Borchard (11-8-2017), "Good-for-You Guffaws: 5 Health Benefits of Laughter"، Everyday Health, Retrieved 28-12-2019. Edited.
3. ↑ Michael W. Smith, MD (10-4-2008), "Give Your Body a Boost -- With Laughter"، Webmd, Retrieved 28-12-2019. Edited.
4. ↑ Steven Gans, MD (30-6-2019), "The Health Benefits of Laughter"، Very Well Mind, Retrieved 28-12-2019. Edited.
5. ↑ Lawrence Robinson, Melinda Smith, M.A., and Jeanne Segal, Ph.D (11-2019), "Laughter is the Best Medicine"، Help Guide, Retrieved 28-12-2019. Edited.
6. ↑ Sophie Scott (1-4-2017), "The science of laughter"، The Physiological Society, Retrieved 28-12-2019. Edited.
7. ↑ Stacy Sampson, DO (11-6-2019), "Can Laughing Too Hard Kill You?"، Healthline, Retrieved 28-12-2019. Edited.
8. ↑ "Stress relief from laughter? It's no joke", Mayo Clinic,5-4-2019، Retrieved 28-12-2019. Edited.