حكم استخدام جوزة الطيب

ما حكم استخدام جوزة الطيب؟

هناك الكثير من المأكولات والمشروبات التي تتطلب تحري موجز قبل استخدامها في الطهو أو تناولها ومنها جوزة الطيب، وقد اتفق الفقهاء على أن استخدام الكثير منها يدخل في دائرة الحرام؛ وذلك لأنها مادة منومة إذا أُخذت بكميات كبيرة، وهي مفترة بكميات أقل من ذلك، إلا أنهم اختلفوا في حكم استخدام حتى القليل منها فذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى تحريم استخدام جوزة الطيب دون التفريق بين القليل والكثير مستدلين بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: [ما أسْكرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ]^[١]، وكذلك حديث أم سلمة رضي الله عنها: [نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَن كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ]^[٢].^[٣]

ما أضرار جوزة الطيب؟

تُستخلص جوزة الطيب من القشور المجففة لقشرة نبات (Myristica fragrans)، وهي تنمو في أندونيسيا بكثرة بالإضافة إلى دول أخرى استوائية كالبحر الكاريبي وماليزيا ولها استخدامات عديدة فهي تستخدم كمُنكه للأطعمة، وكعطر في الصابون ومستحضرات التجميل، لكن لها أضرارًا لا يمكن التغافل عنها أبرزها:^[٤]

• تصبح جوزة الطيب ضارة عند أخذها بجرعات أكبر من الجرعات الطبيعية المسموحة في الطعام ولفترة طويلة من الزمن، فالجرعة بكمية 120 ملغ منها قد تسبب الهلوسة وآثار جانبية عقلية ضارة أخرى.
• يعاني الأشخاص الذين تناولوا جرعات كبيرة من جوزة الطيب من الجفاف في الفم والغثيان والدوخة وعدم انتظام ضربات القلب والهلوسة والهياج، بل إن تلك الآثار قد تتصاعد مسببة الوفاة.
• تعد جوزة الطيب غير آمنة في حالات الحمل والرضاعة خاصة عندما تُؤخذ عن طريق الفم، إذ قد تسبب الإجهاض أو الإصابة بعيوب خلقية للجنين، ولهذا تُنصح النساء بالبقاء على الكميات القليلة الموجودة بالطعام.
• تشير الأبحاث المبكرة إلى أن تناول جرعات عالية منها قد يقلل من الخصوبة لدى الرجال، مما يلزمك بضرورة الابتعاد عنها إذا كنتَ تسعى لإنجاب أطفال.
• يمكن أن تسبب جوزة الطيب أضرارًا جانبية على جلد الإنسان ولكن ذلك ليس مؤكدًا حتى الآن.

قد يُهِمُّكَ: الأطعمة المسكرة

يعد الحديث الشريف الذي تناولناه في بداية هذا المقال الضابط الشرعي والدليل الصحيح للمسلم لما يجب أن يتنبه إليه من الطعام المسكر، وذلك يشمل العديد من الأطعمة والمشروبات كالكحول التي يعد كثيرها وقليلها حرام لأنه يؤثر على الجسم والعقل مباشرةً، وأما بعض الأطعمة الأخرى فالقليل منها لا يسكر لكن الكثير منها يدخل في دائرة الحرام لما له من تأثير على العقل والجسم كاملًا منها العنبر والزعفران بالإضافة إلى جوزة الطيب التي هي محور حديثنا في هذا المقال، وقد قال ابن حجر المكي في كتابه (الزواجر): "فهذه كلها مسكرة، ومرادهم بالإسكار هنا: تغطية العقل لا مع الشدة المطربة لأنها من خصوصيات المسكر المائع فلا ينافي أنها تسمى مخدرة، فما جاء في الوعيد على الخمر يأتي فيها لاشتراكها في إزالة العقل المقصود للشارع بقاؤه، ومثله زهرة القطن فإنه قوي التفريح يبلغ الإسكار -كما في التذكرة- فهذا كله ونظائره يحرم استعمال القدر المسكر منه دون القليل كما قدمناه فافهم".^[٥]

1. ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:500، صحيح.
2. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم سلمة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:9479، صحيح.
3. ↑ "يجوز القليل من جوزة الطيب ويحرم الكثير"، دار الإفتاء ، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.
4. ↑ "NUTMEG AND MACE", webmd, Retrieved 24/1/2021. Edited.
5. ↑ "حكم تناول القدر المسكر من بعض الأطعمة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.