محتويات
حديث: من عال جاريتين حتى تبلغا ..
حثّ الإسلام على إكرام الأبناء، والإحسان إليهم، وخصّ الإحسان للبنات، والإنفاق عليهنّ، وكفايتهنّ حاجتهنّ ضمن المقدرة الماليّة، إلى جانب حسن معاملتهنّ، وتربيتهنّ تربية إسلاميّة، بمرتبة عظيمة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح الذي رواه عنه أنس ابن مالك رضي الله عنه: [مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ][١]، أمّا المقصود بهذا الحديث فهو كما يلي:[٢]
- قوله "جاريتان": تعني ابنتين له، أو أعمّ من ذلكَ.
- قوله "من عال": تعني أوفاهما حقّهما من الإنفاق عليهما.
- قوله "حتّى تبلغا": أي حتّى تصلا لسن البلوغ، أو حتّى تتزوّجا وتنتقلا من ولايته لولاية الزوج.
- قوله "جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو": تعني أنّ من يحسن إلى ابنتين من بناته فأكثر يأتي مصاحبًا للنّبي صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة.
- قوله "وضَمَّ أصابِعَهُ": أي جعل إصبعيه متلاصقين لبعضها البعض، للدّلالة على القرب الشّديد للمحسن للبنات من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة.
ما هي مظاهر اهتمام الأب بابنته؟
تحتاج ابنتكَ إلى الشّعور بحبّكَ الأبوي الذي يمنحها الأمان والسّعادة، وقد تكون من الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يعبّرون عن مشاعرهم تلكَ، ونستطيع أن نمد لكَ يد العون من خلال النّصائح التّالية التي تساعدكَ على إشعار ابنتكَ بأنك تهتم بها:[٣]
- أعلمها أنّك ستحبّها دائمًا، مهما حدث، وأنّ هذا الحب غير مشروط، وهو لا يعتمد على سلوكها الجيّد، فسواء اقترفت الأخطاء أم لا، أنتَ ستحبّها، فالأخطاء من الطّبيعيّة البشريّة.
- حاول أن تقوّي ثقتها بنفسها بالتّعبير عن جمالها الخارجي والدّاخلي، وأن تقول لها بعض الكلمات الإيجابيّة المحفّزة لها للشّعور بهذا الأمر، وذكر صفاتها التي تدعّم قولكَ هذا.
- أشعرها أنّكَ دائمًا موجود لحمايتها، وإن أحسّت بأي خطر أو صعوبة فكل ما عليها فعله هو الهروب لحضنكَ، والارتماء به، كيف لا وأنتَ والدها، ولكن لا يعني هذا أن تحل مشاكلها بالنّيابة عنها، فأنتَ بذلكَ تجعلها متّكلة عليكَ، ضعيفة الشخصيّة، بل ساعدها ووجّها على مواجهة المصاعب، وحل مشاكلها، واتركها لتخوض تجربتها بنفسها.
- لا تبخل عليها بعواطفكَ، فمصارحتكَ لها بحبّك، واهتمامكَ بها لا تضعف هيبتكَ كوالد، بل تقوّيها.
- اقضِ معها الوقت الذي تحتاجه، وشاركها بفعاليّات حياتها، واهتماماتها، وشجّعها على تحقيق أهدافها.
قد يُهِمُّكَ
وضح الإسلام طرق تربية البنات تربية صحيحة، وتنشئتهنّ تنشئة قويمة، فإن كانت لديكَ بنت تمعّن بالنّصائح التّالية التي تمكّنكَ من تربيتها التّربية الإسلاميّة الصّحيحة، التي لكَ برّها وصلاحها:[٤]
- اختر الزّوجة الصّالحة، ذات الدّين والخُلق، وهذه أولى حقوق ابنتكَ عليكَ، ومن أهم النّصائح في هذا المجال.
- كن قدوة لابنتك باتّباع السّلوك الإسلامي القويم، من حيث محافظتكَ على صلاتكَ، وصيامكَ، وأخلاقكَ الحسنة، فالأطفال يتعلّمون بالتّقليد أكثر من التّلقين.
- أدخل معلومات من القرآن الكريم والسنّة النبويّة لحياتها بالتّدريح بما يتوافق مع فئتها العمريّة، واربط هذه المعلومات بحياتها اليوميّة، إذ لا بد لكَ أن تجعلها قريبة من القرآن الكريم لتتعلّم منه اللّغة السّليمة، والسّلوك القويم، وتنشأ على عدم هجرانه.
- علّمها الصّلاة وهي في سن صغيرة، ولا تهملها حتّى تصل لسن كبيرة يصعب معه تعويدها على الصّلاة، فتستطيع أن تذهب معها للوضوء، وتصلّي إلى جانبها.
- عوّدها على الصّيام في سن صغيرة أيضًا، كأن تصوم ما تستطيعه من رمضان، وغيره من الأيّام المباركة، حسب تحمّلها بالاعتماد على سنّها، وتستطيع استخدام أسلوب الثّواب، والتّحفيز بتقديم الهدايا لها، إن فعلت.
- اغرس فيها أسس التّربية الصّالحة، من تعليمها للعادات والتّقاليد الإيجابيّة التي عليها أن تتحلّى بها، لتحافظ على سمعتها، وعلّمها كيف تتعامل مع الغرباء خارج إطار المنزل.
- راقب جميع تصرّفاتها، وقوّمها باللّين إن أخطأت، وتعرّف على صديقتها، فالصّديقات لهنّ تأثير كبير على بعضهنّ، وانهرها عن رفقة السّوء، ووجها لتكوين صداقات مع فتيات على نفس قيمها الأسريّة، وأخلاقها.
- إيّاكَ أن تفرّق في المعاملة المعنويّة، أو الماديّة بينها وبين إخوتها الذّكور، فهذا الأمر قد يكسر خاطرها، وقد يدفعها للتمرّد، والابتعاد عنكَ، والبحث عن العاطفة الأبويّة مع غيركَ من الغرباء.
- حفّزها لتنجح في دراستها العلميّة، وأعطها أمل أن تبني مستقبلها المهني الذي يقوّي شخصيّتها، ويصقلها، ويجعلها معتمدة على ذاتها، وقويّة الشخصيّة، فلا بد أن يأتي يوم وتخوض معترك الحياة لوحدها.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2631، صحيح .
- ↑ "شرح حديث من عال جاريتين"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
- ↑ "10 important phrases parents can use to empower their daughters", mother, Retrieved 2020-10-29. Edited.
- ↑ "نصائح في تربية البنات"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.