تعريف علم النفس المعرفي

تعريف علم النفس المعرفي
تعريف علم النفس المعرفي

علم النفس المعرفي

علم النفس المعرفي هو الدراسة العلمية للعقل البشري كمعالج للمعلومات، ويحاول علماء النفس من خلاله بناء نماذج معرفية لمعالجة المعلومات التي تدور داخل عقلكَ بما في ذلك؛ الإدراك والانتباه واللغة والذاكرة والتفكير والوعي، واكتسب علم النفس المعرفي أهمية كبيرة في منتصف الخمسينيات وأثرت في ذلك عدة عوامل منها؛ عدم الرضا عن النهج السلوكي في تركيزه البسيط على السلوك الخارجي بدلًا من العمليات الداخلية، وتطوير طريق تجريبية أفضل، والمقارنة بين معالجة المعلومات البشرية والحاسوبية، وتحوّل بذلك تركيز علم النفس من دراسة السلوك والمفاهيم التحليلية حول دراسة العقل إلى محاولة فهم معالجة المعلومات البشرية باستخدام الاستقصاء الصارم والدقيق.[١]


الافتراضات الأساسية لعلم النفس المعرفي

وضع علم النفس المعرفي ثلاثة افتراضات أساسية لدراسة عمليات العقل البشري، وهي:[١]

  • تحدث العمليات الوسيطة بين التحفيز والاستجابة: رفض علماء النفس السلوكيين فكرة دراسة العقل لتعذّر ملاحظة العمليات العقلية الداخلية، ومن جهة أخرى يعتقد علماء النفس المعرفي أنه من الضروري النظر إلى العمليات العقلية للكائن الحي ومعرفة كيف تؤثر على سلوكه وأنه لا يمكن لعلماء نفس السلوك أن يفهموا سلوك الإنسان كاملًا ما لم يتعرفوا على العمليات العقلية الداخلية.
  • يجب النظر إلى علم النفس كعلم: يُفضل علماء النفس السلوكيين والمعرفيين على حدّ سواء الأساليب الموضوعية والمضبوطة للتحقيق في سلوك الإنسان، ويستخدمون نتائج تحقيقاتهم أساسًا لاستنتاجاتهم حول العمليات العقلية.
  • البشر هم معالجو المعلومات: تشبه عملية معالجة المعلومات عند البشر معالجة المعلومات في أجهزة الكمبيوتر، وتستند هذه العملية إلى تحويل المعلومات وتخزينها واسترجاعها من الذاكرة، وتفترض نماذج معالجة المعلومات للعمليات المعرفية كالذاكرة والانتباه أن العمليات العقلية تتبع تسلسلًا واضحًا على النحو التالي:
    • تهتم عمليات الإدخال بتحليل المحفّزات، وهي قادرة على فهمها.
    • تغطي عمليات التخزين كلّ ما يحدث للمنبهات داخل الدماغ، ويمكن أن تشمل أيضًا ترميز المنبهات ومعالجتها.
    • عمليات الإخراج هي المسؤولة عن إعداد استجابة مناسبة للمنبه.


مجالات علم النفس المعرفي

يشتمل علم النفس المعرفي على مجالات عدّة، ويركّز كل مجال على عملية معرفية في عقل الإنسان، وهذه المجالات هي:[٢]

  • الإدراك: يسعى علماء النفس الذين يدرسون الإدراك إلى فهم كيفية بناء التفسيرات الذاتية للمعلومات القريبة من البيئة، وتتكون الأنظمة الإدراكية من حواس منفصلة كالحواس السمعية والبصرية ووحدات معالجة كالشكل والحركة ووحدات فرعية التي تمثّل جوانب مختلفة من معلومات التحفيز، ودرس علماء النفس المعرفي هذه الخصائص باستخدام الأساليب النفسية الفيزيائية وتصوير الدماغ.
  • الانتباه: يحلّ الانتباه مشكلة زيادة المعلومات في أنظمة المعالجة المعرفية عن طريق اختيار بعض المعلومات لمزيد من المعالجة أو عن طريق إدارة الموارد المطبقة على العديد من مصادر المعلومات في وقت واحد، وركّز الاستقصاء التجريبي للانتباه على كيفية وسبب تحسين الانتباه للآداء أو كيف يعيق نقص الانتباه الآداء.
  • التعلّم: يحسّن التعلّم استجابة الكائن الحي للبيئة، ويدرس علماء النفس التعلّم بتحليل ظواهر التعلّم في الحيوانات أيّ التعوّد والتكيّف والتعلم الآلي والترابط، ويمتد هذا إلى تعلّم المعلومات المعرفية أو المفاهيمية عند البشر، وتؤكد الدراسات الأثر التلقائي للتجربة السابقة على الآداء، ودرس أولئك الذين يستخدمون المناهج الحسابية طبيعة النفاهيم التي يمكن تعلّمها بسهولة.
  • الذاكرة: تعد دراسة الذاكرة من أكثر جوانب علم النفس المعرفي تطورًا، وتركز الدراسات على كيفية اكتساب الذكريات وتخزينها واسترجاعها، وقٌسّمت مجالات الذاكرة وظيفيًا إلى ذاكرة للحقائق والإجراءات أو المهارات، وسعة الذاكرة العاملة وقصيرة المدى، وتصف الأساليب الحسابية الذاكرة على أنها شبكات مقترحة أو تصويرات ثلاثية الأبعاد، كما أنها مركّبة وفيها عمليات استرجاع.
  • تشكيل المفهوم: تشكيل المفهوم هو القدرة على تنظيم تصور ما وتصنيف التجارب من خلال بناء الفئات التي لها صلة وظيفيًا، وتُحدد الاستجابة لمحفز ما عن طريق التصنيف في الفئة وارتباط المعرفة بهذه الفئة، كما أثبتت الدراسات أن القدرة على تعلّم المفاهيم تعتمد على تعقيد الفئة في الفضاء التمثيلي وعلاقة الاختلافات بين نماذج المفاهيم بأبعاد التمثيل الأساسية التي يمكن الوصول إليها.
  • الحكم والقرار: تعتمد المناهج الحسابية الجديدة على تحليلات الأنظمة الديناميكية للحكم والاختيار وشبكات المعتقدات التي تتخذ خيارات بناءً على معايير متعددة في المواقف الأكثر تعقيدًا، وأصبحت دراسة عملية صنع القرار موضوعًا نشطًا في علم الأعصاب الإدراكي.
  • المنطق: المنطق هو العملية التي يتم من خلال تقييم الحجج المنطقية أو إنشائها، وركزت الدراسات على مدى تطبيق البشر الصحيح لقواعد الاستدلال المستمدة فلسفيًا من الاستنباط، ويتأثر المنطق غالبًا بالأحكام الاسترشادية والمغالطات وتمثيل الأدلة وظواهر أخرى.
  • حلّ المشكلات: علم النفس المعرفي لحلّ المشكلات هو دراسة كيفية متابعة البشر للسلوك الموجه نحو الهدف، وحلّ المشكلات هو إيجاد عمليات للانتقال من الحالة الأولية إلى حالة الهدف في مساحة المشكلة باستخدام الحلول الخوارزمية أو مجريات الأمور، كما يعد تمثيل المشكلة أمرًا هامًا في إيجاد الحلول، وقد ينطوي حلّ المشاكل على الإدراك والذاكرة والانتباه والوظيفة التنفيذية، وتشارك بهذه المهمة العديد من مناطق الدماغ.
  • معالجة اللغة: يركّز علم النفس المعرفي على اكتساب اللغة واستيعابها وإنتاجها وعلم نفس القراءة، وقد درس علم اللغة النفسي الترميز والوصول المعجمي للكلمات وعمليات مستوى الجملة للتحليل والتمثيلات العامة للمفاهيم والجوهر والاستدلال والافتراضات الدلالية، وقد طُوّرِت النماذج الحسابية لجميع هذه المستويات بما في ذلك الأنظمة المعجمية وأنظمة التحليل وأنظمة التمثيل الدلالي والقراءة بصوت عالٍ.


أهمية علم النفس المعرفي

كان علم النفس المعرفي فرعًا صغيرًا من علم النفس ولكنه نما بسرعة كبيرة ليصبح واحدًا من أكثر حقول علم النفس شعبية، وتوجد العديد من التطبيقات العملية لهذا المجال العلمي مثل؛ تقديم المساعدة للتعامل مع اضطرابات الذاكرة، وزيادة الدقة في عملية صناعة القرارات، وتنظيم المناهج التعليمية لتعزيز التعليم، كما أن معرفة المزيد حول كيفية تفكير الإنسان ومعالجة الملعومات يمكّن الباحثين من اكتساب فهم أعمق لكيفية عمل دماغ الإنسان، بالإضافة إلى تطوير طرق جديدة لمساعدة الأشخاص في التعامل مع الصعوبات النفسية، كما حسّنت نتائج علم النفس المعرفي فهم الإنسان لكيفية تكوين البشر للذكريات وتخزينها واسترجاعها ومن خلال هذه المعرفة، إذ يمكن لعلماء النفس تطوير طرق جديدة لمساعدة الناس على تحسين ذكرياتهم ومكافحة مشاكل الذاكرة المحتملة.[٣]


مَعْلومَة

يعود تاريخ علم النفس المعرفي إلى أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين، ويعود القلق من الإجراءات العقلية تدريجيًا إلى جهد عالمي النفس بياجيه وتولمان، وقد كانت هنالك عوامل إضافية للتطور المبكر للمنهجية المعرفية كخيبة الأمل من النهج السلوكي بدلًا من الإجراءات الداخلية وتطوير مناهج تجريبية أخرى، ويعد جهاز الكمبيوتر هو الذي ساهم في تقدّم علم النفس المعرفي وسمح بدايةً بممارسة وحدات المعالجة المركزية لعلماء النفس بمحاولة فهم صعوبات الفكر البشري من خلال ربطها بشيء أبسط أيّ نظام غير طبيعي مثل جهاز الكمبيوتر.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Cognitive Psychology", simplypsychology, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  2. "Cognitive psychology", scholarpedia, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  3. "Cognitive Psychology: The Science of How We Think", verywellmind, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  4. "Cognitive Psychology: Introduction, Scope and Importance", ukessays, Retrieved 11-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :