أين تقع مدينة دبلن؟

أين تقع مدينة دبلن؟
أين تقع مدينة دبلن؟

مدينة دبلن

تعد دبلن العاصمة الرسمية لجمهورية إيرلندا، وهي المدينة الأكبر والأكثر اكتظاظًا من حيث عدد السكان، وهو ما جعلها تحظى بالمكانة العالية والاهتمام الشديد من قِبل الكثيرين ومنذ القِدم، وقد تأسست دبلن على يد شعب الفايكنج على الضفة الجنوبية من منطقة لافاي، وكانت آنذاك عبارة عن منطقة برية تعيش فيها الحيوانات الضارية والمفترسة، وكانت تسمى بأرض الأسود، وعندما وطأتها قدم الإنسان بُنيت فيها الأنفاق والجسور والخنادق وذلك في نهاية القرن الحادي عشر، وبدأ السكان في العيش بأكواخ خشبية صغيرة أسقفها من القش وعملوا بمهن حرفية مثل الحدادة والنجارة والتعدين وصبغ الجلود وغيرها، وكان عددهم لا يتخطى 4 آلاف نسمة آنذاك، ولقد تعاقبت الكثير من الحضارات فيها بعضهم جاء مسالمًا والآخر غازيًا، مثل؛ الدينماركيين والنورمانديين والبريطانيين، إذ سيطر الإنجليز عليها وعلى خيراتها وجعلوها مستعمرة تابعة لهم، ومع الوقت كبرت المدينة الصغيرة وازدهرت وبُنيت فيها الكنائس والأديرة والمحال التجارية والعربات، وفي عام 1229م عُين أول رئيس بلدية لها حتى بدأت ملامح الاستقرار النسبي بالظهور من خلال زراعة الأراضي وتصدير البقول والحبوب والجلود واستعادة ما سُلب منها من المعادن والمنتجات، وفي القرن العشرين ظهرت دبلن بحلّة جديدة من البنية التحتية ووسائل النقل والمواصلات وبناء المسارح وإقامة المعارض وتصنيع الكيماويات والإلكترونيات وغيرها[١].


موقع مدينة دبلن الجغرافي

تقع مدينة دبلن ضمن مقاطعة لينستر في منتصف الساحل الشرقي لإيرلندا، عند مصب نهر ليفي وتشمل مساحتها 115كيلو متر مربع وبتعداد سكاني يصل إلى 553 ألف نسمة، ويزداد عدد السكان فيها ازديادًا ملحوظًا بسبب توجه الكثير من الإيرلنديين للهجرة من الأرياف والمناطق الزراعية إلى المدن بحثًا عن وظائف أفضل ولتحسين طريقة العيش ونمط الحياة، وتحد دبلن من الجنوب مجموعة من سلاسل جبلية منخفضة، أما من الغرب والشمال فتحيط بها مساحة من الأراضي الزراعية المسطحة، ويقسم نهر ليفي المدينة إلى قسمين شمالي وجنوبي؛ ويبدأ الجزء الشمالي مع نهر دودر وصولًا إلى مصب ليفي، وتكثر به الطبقة العاملة من السكان، بينما يبدأ الجزء الجنوبي مع نهر تولكا وصولًا إلى خليج دوبن، وتعيش فيه الطبقة الوسطى من السكان، وتتميز دبلن بمناخ معتدل لطيف يتأثر بالمسطحات المائية المحيطة به، بينما تبلغ الحرارة في فصل الصيف 20 درجة مئوية كحدّ أقصى، وذلك ما يجعل دبلن عاصمة مميزة في الوسط الأوروبي عامة، وتنقسم إداريًا إلى 24 مقاطعة منها المنطقة الشمالية والجنوبية وغيرها[٢].


مناخ مدينة دبلن

يوصفُ مناخ مدينة دبلن بالمناخ البحري المعتدل، إذ تشهد المنطقة معدّلات ​​درجات الحرارة المنخفضة خلال شهر يناير وحتى شهر فبراير، وتصل درجة الحرارة في أشهر فصول الشتاء إلى حوالي 6 درجات مئوية تقريبًا، كما تشهد المدينة معدّلات درجات الحرارة المرتفعة خلال شهر يوليو وحتى شهر أغسطس، وتبلغ أعلى قيمةٍ فيها حوالي 20 درجة مئوية، ويظهر معظم إشراقٍ لأشعة الشمس في شهر مايو وحتى شهر يونيو، إذ يبلغ متوسط ظهورها حوالي 4 ساعات خلال اليوم، وتصل معدّلات ​​هطول الأمطار السنوية في مدينة دبلن بين حوالي 760 ميلي مترًا مكعبًا وحوالي 1,000 ملمتر مكعب، وتشهد المناطق الجبلية المحيطة المزيد من معدّلات الهطول أيضًا، كما تتساقط الثلوج في المنطقة على مدّة زمنية تبلغ أقل من عشرة أيام خلال العام.[٣]


تاريخ مدينة دبلن

سكن الناس في المنطقة المحيطة بخليج دبلن منذ عصور ما قبل التاريخ؛ إذ تلتقي أربعة من أكبر طرق إيرلندا من أصل خمسة قرب بقعة تسمى بيلي آثياث، وهو الاسم الذي يختم به ختم البريد في دبلن، ويوجد في المدينة دلائل على أنها سكنت منذ 2000 عام لكن التاريخ يشير إلى أن تواصل المدينة مع إيرلندا وغيرها من الدول الأوروبية كان قليلًا جدًا، إذ أسس أهل دبلن واحدًا من أكبر أسواق الرقيق في أوروبا وقاوموا معظم الهجمات المضادة الإيرلندية حتى عام 1014م، لكنهم هزموا في معركة كلونتارف على الشاطئ الشمالي للخليج الإيرلندي، وبقيت دبلن مدينة صغيرة حتى القرن السابع عشر، إذ كانت محاطة بسور ولا تملك سيطرة سوى على الشريط الرقيق للمستوطنة الإنجليزية على طول الساحل الشرقي لإيرلندا.

عندما بدأت حركات الإصلاح في المدينة تحولت دبلن إلى مدينة بروتستانتية ليستسلم المدافعون عنها بعد ذلك خلال الحروب الأهلية والذين كانوا يفكرون في توحيد صفوفهم مع اتحاد مسلح كاثوليكي أيرلندي، وكان سور المدينة البرجي بأبوابه الثمانية مصدر عار، وقلعته المتداعية والتي أطلق عليها الأسوأ من نوعها في العالم المسيحي، لكن الأمر تغير في القرن الثامن عشر؛ إذ أصبحت المدينة ثاني مدينة للإمبراطورية الرومانية.[٤]


الصحة والتعليم في دبلن

ألغت المدينة نظام المجالس الصحية المسؤول عن توفير الرعاية الصحية الوطنية، وأسست بدلًا منها الخدمات الصحية، وتمتلك دبلن العديد من المستشفيات العامة والخاصة، منها أربعة مستشفيات جامعية تضم جميعها أقسامًا معروفة على مستوى العالم، وتقدم خدمات عدة ما بين رعاية الأطفال وزرع الأعضاء وتشخيص الأمراض، وتعد كلية الجراحين الملكية في دبلن واحدة من الكليات الخمس المعترف بها في جامعة إيرلندا الوطنية، أما مستشفى بومونت والذي افتتح عام 1987م هو مركز التعليم الرئيسي والبحث العلمي والجامعي والمرتبط بالكلية الملكية وهو المركز الوطني لجراحة الأعصاب، إضافة إلى مستشفيات أخرى كمستشفى سانت فنسنت ومستشفى سانت جيمس الذي حلّ محل العديد من المستشفيات القديمة ومستشفيات أخرى عديدة، وكانت كلية ترينتي أول جامعة في البلاد والتي تأسست عام 1592م؛ إذ تعود معظم مبانيها إلى القرن الثامن عشر، عندما منع القانون الروم الكاثوليك من الحصول على شهادات، وأسقطت هذه الاستثناءات عام 1873م.[٤]


السياحة في دبلن

إن التاريخ العريق لهذه المدينة ميّز المدينة بمجموعة كبيرة من الأماكن التاريخية والأثرية الجميلة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة الإيرلندية لعاصمتها، وجعلها تحذو حذو العديد من الدول في إقامة المراكز الثقافية والمعارض والمؤسسات والمسارح، وفيما يلي سندرج مجموعة من أبرز وأهم المواقع السياحية في دبلن والتي ننصح السائح بزيارتها والتعرف عليها:[٥][٦]

  • كلية ترينتي وجرين: هي أقدم جامعة في إيرلندا إذ بُنيت في عام 1592م في عهد الملكة إليزابيث الأولى، مما يجعلها خير محطة يبدأ بها السائح جولته، وتنتشر فيها الحدائق والمتنزهات الجميلة كما تحتوي على مكتبة ضخمة فيها مخطوطات قديمة ترجع إلى القرن التاسع للميلاد وأكثر من 200 ألف كتاب مهم، بالإضافة إلى وجود بعض القطع الأثرية على رفوفها.
  • شارع جرافتون: هو شارع التسوق الرئيسي في دبلن ويقع في نهاية تمثال مولي مالون الشهير، ويمثل نقطة التقاء حيوية للعديد من العروض الموسيقية الكلاسيكية للجاز وغيرها لفن الشارع، كما تترامى المحال التجارية لبيع الأحذية والألبسة والمجوهرات على جنباته، بالإضافة إلى كثرة المطاعم والمقاهي العصرية.
  • حديقة سانت ستيفنسن جرين: هي واحة طبيعية ساحرة الجمال تبلغ مساحتها 22 فدانًا، وتمثل نقطة استجمام واسترخاء للعديد من السكان والموظفين في أوقات الراحة ونهاية اليوم أو في عطل نهاية الأسبوع، وتحتوي على نافورة مزخرفة وملعب للأطفال وبركة للبط بحيث يمكن للأطفال الاقتراب منها وإطعامها، والجدير بالذكر أن الحديقة بُنيت على أنقاض انتفاضة عام 1916م الإيرلندية، وذلك كرسالة مفادها أن أعمال القتال يجب أن تتوقف ليحل مكانها الهدوء والسلام الطبيعي.
  • متحف ليتل دبلن: يقع في نهاية شارع داوسون، ويستعرض رحلة إيرلندا عبر التاريخ وصولًا إلى الحاضر من خلال عدد من القطع الفنية والمنحوتات والمصنوعات اليدوية، ولقد افتتح عام 2011م، وقد تبرع الفنانون والعازفون وسياسيون بارزون بالكثير من المعروضات.
  • مبنى حكومة ديل: هو مبنى مميز من حيث التصميم المعماري ويقع أعلى شارع كليدر، وقد بدأ العمل على بنائه عام 1745م من قِبل السياسي البارز إيرل كليدر وذلك كي يعكس الحياة الاجتماعية في المجتمع الإيرلندي، ثم وفي عام 1766م غيّر اسمه ليصبح لينستر هاوس، ويحتوي على قسم للمتحف الوطني لإيرلندا؛ إذ يحتوي على مقتنيات تعود لعصر ما قبل التاريخ وكذلك عدد من متروكات الفايكنج، ومكتبة وطنية متخصصة في الأدب الإيرلندي الشهير ويمكن الدخول إليه مجانًا من قبل السياح والمقيمين.
  • مصنع غينيس ستور هاوس: واحد من أبرز وأكثر المناطق السياحية جذبًا للسكان، ويقع في قلب عاصمة دبلن ويتألف من 7 طوابق تستعرض التاريخ الشامل لعائلة غينيس الشهيرة التي تخصصت في صناعة النبيذ المعتق.


أهم المعالم السياحية في دبلن

تنتشر الهندسة المعمارية الجورجية الرائعة والحدائق الخلابة في أرجاء المدينة، كما تمتلك العديد من المعالم ونقاط الجذب السياحي التي يأتي إليها الزوار من شتى أنحاء العالم ونذكر بعضها فيما يلي:[٧]

  • كلية ترينيتي والكلية الخضراء: تعد هذه الكلية من أفضل الأماكن لبدء جولة في المدينة وهي قلب العاصمة المليء بالتاريخ وهي أقدم جامعة في البلاد والتي تأسست على يد الملكة إليزابيث الأولى؛ إذ تغطي مساحة 40 فدانًا وتشتهر حول العالم بمجموعتها من الكنوز العظيمة، منها المخطوطة المزخرفة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والجيتار الإيرلندي القديم وغيرها من القطع التي لا تقدر بثمن كما تحوي أكثر من 200000 كتاب، كما تستضيف عدة معارض أدبية منتظمة.
  • شارع جرافتون: يعد هذا الشارع شارع التسوق الرئيسي في المدينة، ويضم الشارع العديد من الأمور التي تجذب الزوار إليه كعازفي الكمان التقليديين والمنتشرين في أرجاء الشارع وتمثال مولي مالون الذي لا يمكن تفويته، كما تنتشر فيه العديد من محلات المجوهرات والمتاجر الكبرى كمتجر براون توماس.
  • متحف ليتل دبلن: افتتح هذا المتحف عام 2011م بعد مطالبات بافتتاح مكان لحفظ التذكارات والأعمال الفنية، والذي يقع في الجزء العلوي من شارع داوسون ويستضيف المعرض اليوم العديد من المعارض والفعاليات المؤقتة والدائمة منها معرض يو تو .
  • مبنى حكومة ديل: يعد هذا المبنى مقرًا للبرلمان الإيرلندي والذي بني عام 1745م بأوامر من كيلدار الذي أصبح بعد ذلك دوق لينستر عام 1766م؛ إذ بني في البداية كقصر على الطراز الجورجي ليعكس المكانة الاجتماعية لمالكه، وغير اسمه ليصبح لينستر هاوس
  • المعرض الوطني الإيرلندي: افتتح هذا المعرض عام 1864 ويضم أفضل مجموعة من الفن الأيرلندي في العالم إلى جانب مجموعة رائعة من الفن الأوروبي من العصور الوسطى وحتى هذا اليوم، ويضم المعرض سبع غرف مخصصة للفن الأيرلندي، والرسامين الإيطاليين، وغرفًا للاستحمام وغيرها، ويحظى بشعبية واسعة بين السكان المحليين والسياح الأجانب.
  • ساحة ميريون وليام ميرفي: يضم هذا الميدان العديد من المنازل المبنية على الطراز الجورجي، كما يضم مكاتب خاصة فخمة، كما يضم حديقة جميلة بها تمثال جميل نابض بالحياة، وتعد زيارة هذا الميدان رحلة عبر الزمن تعود بصاحبها إلى العصر الجورجي، إذ يمكن ملاحظة أن النوافذ العلوية في العديد من المباني أصغر من النوافذ السفلية وهي خدعة بصرية ليظهر المبنى أطول مما هو عليه، ويجتمع الفنانون المحليون في عطلات نهاية الأسبوع ليعرضوا لوحاتهم.


إيرلندا

هي إحدى دول أوروبا الغربية وتقع أقصى الغرب من بريطانيا على هيئة مجموعة من الجزر وبإطلالة ممتدة على طول 2000 ميل من ساحل المحيط الأطلسي، وتتميز بمناخ بارد وماطر بغزارة في فصل الشتاء، وهو ما ساهم في زيادة البقعة الخضراء من النباتات والأشجار وامتدادها على طول الدولة، بينما يميل الطقس إلى الاعتدال في فصل الصيف والربيع، وتبلغ مساحة إيرلندا ما يزيد عن 84 ألف كيلو متر مربع وبتعداد سكاني مقداره 4.7 مليون نسمة يعيشون في 32 مقاطعة وإقليمًا تنتشر على طول البلاد، ويتميز الشعب الإيرلندي بتمسكه بالعادات والتقاليد وإحياء الفلكلور الشعبي في الأفراح والمناسبات الخاصة؛ إذ ساهم العزل الجغرافي في تعزيز ذلك والتمسك به مما قلل من نسبة المهاجرين وزاد من معدل الاستقرار للسكان، وذلك على الرغم من المشاكل الاقتصادية الضخمة التي عانت منها الدولة على امتداد عقود والتي تسببت في رفع المديونية وتخفيض معدل الأجور وتراجع المستوى المعيشي للأفراد، مما جعل الدولة تنعش اقتصادها بخطط طارئة وجديد وتعتمد على رفع حجم الصادرات وتنمية القطاع الزراعي والصناعي، وفتح النوافذ والأبواب على العلاقات التجارية المتبادلة بين البلدان الرائدة الأخرى في العالم[٨].


المراجع

  1. "A BRIEF HISTORY OF DUBLIN, IRELAND"، localhistories، Retrieved 21-10-2019. Edited.
  2. " Overview of Dublin"، easy expat، Retrieved 21-10-2019. Edited.
  3. John O'Beirne Ranelagh, "Dublin"، britannica, Retrieved 10-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Dublin", britannica, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  5. "16 Top-Rated Tourist Attractions in Dublin"، planet ware، Retrieved 21-10-2019. Edited.
  6. "25 Best Things to Do in Dublin (Ireland)"، the crazy tourist، Retrieved 21-10-2019. Edited.
  7. "16 Top-Rated Tourist Attractions in Dublin", planetware, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  8. "Ireland"، britannica، Retrieved 21-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :