موقع قرقيسيا
قرقيسيا هي مدينة البصيرة حاليًا، وتقع عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات، وهي الآن بقايا وأطلال أثرية بالقرب من مدينة دير الزور السورية، قرقيسيا اسم معرب من كركيسيا مأخوذ من كركيس ويعني اسم لإرسال الخيل والذي يسمى بالعربية الحلبة، وتقع دير الزور قرب الحدود العراقية السورية على مفترق الطرق، إذ تصل الرمادي في العراق ورأس العين وحمص وحلب وحسكة ودمشق، وكانت تعرف بكركيسيوم وهو اسم لاتيني ويعني الحصن الدائري أو المعقل، تقوم البلدة فوق تل أثري ارتفاعه 12 م، وتبعد 40 كم جنوب شرق مدينة دير الزور.
خضعت المدينة تحت الحكم الفارسي في عهد الملك دارا الأول، إذ احتل منطقة خابور، ومن ثم خضعت تحت حكم الرومان بعد أن استولوا على سوريا، وقد مر القائد خالد بن الوليد بها وهو قادم من العراق، وقد فُتحت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، سميت بقرقيسيا بعد الفتح الإسلامي، ويقال بأنها سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك.[١][٢]
معركة قرقيسيا
تشير العديد من الروايات على كثرة الفوضى والفتن والحروب في آخر الزمان قبل ظهور المهدي، يصل السفياني إلى منطقة قرقيسياء شمال سوريا وهو قادم من العراق، إذ تندلع الحروب والنيران، ويقال بأن الصراع كان لأجل الحصول على الكنز الموجود بالقرب من الفرات، إذ ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الفرات ستنحسر عن كنز.
وقد ذُكر في مصادر أخرى أن القيامة لن تقوم حتى ينحسر الفرات عن جبل ذهب وسوف يتقاتل الناس عليه ويقتل أغلبهم، وحسب الروايات فإن الذين يتقاتلون على الذهب هم الروم، وتقول الروايات أنه توجد أربع مجموعات ستتقاتل في المعركة وهم الأتراك والسفياني وهم المسيطرون على الأردن والشام والروم في فلسطين وقيس القائد في مصر والذين يأتون من العراق وهم أبناء عباس، ويقال بأنه سيجتمع الروم والترك ليتقاتلوا وسوف ترفع ثلاث رايات ثم سيقاتلهم السفياني حتى يصل إلى قرقيسيا، وفي مقولة أخرى بأن السفياني سيقاتل الأتراك والروم بقرقيسياء ثم يتوجه إلى مكة، ويقال بأنه لن ينتصر أحد منهم وأنهم لن يحصلوا على الذهب والكنز بل سينشغل كل منهم بأحداث أخرى، ويقال بأن المعركة في شهر شوال ستحدث بين حدثين مهمين وهما خروج السفياني، والآخر ظهور المهدي.[٣][٤]
فتح قرقيسيا
تقع قرقيسيا على الحدود السورية العراقية، تعاون الروم وأهل الجزيرة ضد المسلمين خلال حركة الفتح الإسلامي للعراق وبلاد الشام، إذ هجم أهل الجزيرة على المدن التي فُتحت بهدف استرداد الأراضي وطرد المسلمين منها، وذلك عام 1 رمضان 638م.
كُلّف سعد بن أبي وقاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بإرسال حملة لتهذيب أهل الجزيرة الذين سكنوا مدينة قرقيسيا، فأرسل سعد حملة عسكرية إلى مدينة هيت بقيادة عمر بن مالك، ليجد أمامه مدينة محصنة، ففكر بحيلة حربية ذكية، إذ ترك المعسكر منصوبًا، وأخذ نصف الجيش واتجه إلى قرقيسيا وفتحها على غفلة من أهلها الذين اعتقدوا أن المسلمين منشغلين بحصار هيت، وقد عُد الفتح من الحيل والخدع العسكرية الذكية.[٢]