الجزائر
يطلق عليها رسميًا اسم جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، وهي الأكبر من حيث المساحة في قارة إفريقيا والوطن العربي على الإطلاق وذلك بما يزيد عن 381.2 مليون كيلومتر مربع وبتعداد سكاني يبلغ 42 مليون نسمة، وتعد الجزائر إحدى أهم مدنها وأكبرها مساحة، وهي العاصمة الرسمية للدولة، وللجزائر العديد من الحدود المشتركة مع الدول المجاورة منها تونس وموريتانيا والصحراء الغربية والنيجر والمغرب ومالي، كما أن لها حدودًا بحرية في الشمال مع إيطاليا وإسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، وتتأثر الجزائر بمناخ لطيف ومعتدل على مدار فصول العام الأربعة وخاصة في المناطق الشمالية، أما الجنوبية فيغلب عليها الطابع الصحراوي، ويستغل السكان مساحتها لزراعة العديد من الخضراوات والفواكه والتمور، وتحمل الجزائر تاريخًا عريقًا يعود لآلاف السنين، إذ تعاقبت عليها العديد من الحضارات مثل العرب والرومان والفرس والبربر الأمازيغ الذين لا زالت ثقافتهم ولغتهم حاضرةً حتى يومنا هذا[١].
الآثار الرومانية في تبسة
انتهى الحكم الروماني في الجزائر على يد قبائل الوندال الجرمانية، وبدأت بعدها مرحلة جديدة من الاقتصاد والبناء والنماء، ولكن الآثار التاريخية التي خلفها الرومانيون على مدى عقود ظلت ماثلة أمامنا حتى اليوم لتحكي قصصًا عديدة عما حدث فيها في حقبة ما، وهو ما يعلل سبب تزايد إقبال السياح عليها من كافة أنحاء العالم، وفيما يلي سنستعرض أهم المواقع التاريخية الرومانية في تبسة:[٢][٣]
- قرية جميلة: تقع في الشمال الشرقي من العاصمة الجزائر على قمة جبلية، وقد عاش فيها الرومان وعدد من قبائل بيتيي البربرية، وتمكن علماء الآثار من العثور على عدد من الأدوات والمقتنيات القديمة فيها واستكشاف أقواس ومسارح ومعابد وشوارع ومنازل تحت الأنقاض، مما جعل منظمة اليونسكو العالمية تضعها على قائمة المواقع التاريخية في عام 1982م.
- تميغاد: أو تاموجاس أو تامو جادي أو تيمقاد، وهي آثار لمدينة رومانية بناها الإمبراطور تراجان إحياءً لذكرى والدته، وتقع على مسافة 35 كيلومترًا من شرق مدينة باتنة الجزائرية، وقد أًعجب علماء الآثار بدقة تصاميم أزقتها وشوارعها القديمة والطرق المفتوحة التي تسمح بعبور العربات والأشخاص، وهو ما دعا منظمة اليونسكو لوضعها على قائمة المواقع العالمية المميزة عام 1982م.
- قوس كاراكالا: وهو تحفة فريدة ضخمة بناها الرومان في تبسة في عام 75م بعد الميلاد، وهو مقام على مساحة حجرية مربعة الشكل بحيث تظهر مجموعة من الأعمدة الكبيرة التي تنتهي بأقواس فريدة، ويقع خلفها سور كبير عالٍ من حجارة كبيرة الحجم، ويحرص السياح على التقاط صورة تذكارية له أثناء زيارتهم لتبسة.
- الكنيسة الرومانية: وهي كنيسة قديمة كان المسيحيون الرومان يقصدونها للصلاة وآداء الطقوس الخاصة بدينهم، ويعود الفضل في اكتشافها إلى العالِم ستيفن قزيل في عام 1901م، وقد تمكن المختصون والخبراء من التعرف على الكثير عن الحضارة الرومانية من خلالها من حيث الثقافة والعلوم واللغات وطبيعة الحياة آنذاك.
- معبد مينارف: أنشأه الجنود في عام 217م بأمر من الإمبراطور الروماني سبتيم سيفار والذي أهداه إلى أحد الآلهة كقربان محبة وهو إله الحكمة الشهير، فقد كانوا الرومان يؤمنون بوجود عدد من الآلهة كل منها تتخصص في مجال ما، فهنالك آلة للجمال وأخرى للحب وثالثة للأرض وغيرها الكثير.
- المدرج الروماني: وهو واحد من المعالم الشهيرة في مدينة تبسة، وقد عثر عليه عام 1859م، وهو عبارة عن نصب دائري ضخم يحيط به مدرجات حجرية تتسع لسبعة آلاف متفرج، ويمكن الوصول إلى المقاعد من خلال مداخل عدة، وقد قام علماء الآثار بالعديد من الحفريات التي أفضت لأنفاق ومقتنيات رومانية قديمة مدفونة، وضع الكثير منها في المتاحف ليتسنى للسياح والمقيمين التمتع برؤيتها والتعرف على الحضارة الرومانية من خلالها[٤].
تبسة
هي واحدةٌ من أهم المدن الجزائرية التاريخية القديمة، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع قبل الميلاد على يد البربر في شمال إفريقيا، فقد كانت تسمى آنذاك مملكة نوميديا، وبسبب التوسع وزيادة عدد السكان فيها أُتخذت كمركز لمدينة قرطاج الشهيرة، وفي عام 146م ضمتها الإمبراطورية الرومانية إلى حدود سيطرتها في عهد الملك تراجان، وعندما سطع نجم الإمبراطورية العثمانية وسيطرت على أنحاء ممتدة من قارات العالم كانت تبسة واحدة من أهم المراكز انتشارها أيضًا؛ إذ كان الحرس الخاص بالسلطان يجتمع فيها على الدوام، ومع نهاية القرن السابع عشر تمكنت قوات الاحتلال الفرنسية من السيطرة عليها وأطلقت عليها اسم تبسة المشتق من اللغة الأصلية للسكان الأمازيغ فيها، وتتميز المدينة اليوم بعدد من شبكات النقل والربط بين المدن المجاورة، مما يؤمن للمقيم والسائح أريحية في السفر منها وإليها وإمكانية التعرف عليها عن كثب بصورة أفضل، والجدير بالذكر أن عدد سكانها اليوم يزيد عن 630 ألف نسمة[٥].
السفر إلى تبسة
إلى جانب الآثار الرومانية في تبسة، فإن هذه المدينة ما زالت تحمل في جعبتها الكثير للسياح والمقيمين سواء من حيث المواقع الترفيهية أو العلمية أو التاريخية، ولكن خطة الرحلة والوصول إليها تتطلب اطلاعًا ومعرفة على العديد من الأمور الأساسية فيها، وهو ما سنتطرق إليه فيما يلي:[٢]
- النقل: يمكن الوصول إلى تبسة باقتطاع تذكرة إلى الجزائر عبر الخطوط الجوية المتاحة، وتخصص الخطوط الجزائرية رحلات إلى مطار تبسة الدولي أو المطار العربي كما يسمى، والذي يقع على بعد 3 كيلومترات فقط من قلب تبسة المدينة، ومن ثم يمكن التنقل بين المواقع السياحية عبر الحافلات المتاحة من المحطة والتي تغطي كافة الأماكن.
- الديانة: يعتنق غالبية سكان مدينة تبسة الديانة الإسلامية بما يصل إلى 90% منهم، بالإضافة إلى 10% من الأقليات كالمسيحيين وغيرهم، ويعيشون مع بعضهم بتراحم وسلام ويرحبون بالضيوف والسياح على أفضل وجه.
- الطعام والشراب: تنتشر المطاعم الشعبية في تبسة في جميع الأنحاء، وتقدم لائحة طعام تقليدية في الغالب رغبةً من سكانها بنشر المطبخ الجزائري والسماح للسياح بتذوق نكهاتهم الأصيلة.
- المواقع السياحية: من المواقع الجميلة الأخرى التي يمكن أن يعرج إليها السائح؛ حديقة القلعة الوطنية، استاد الأول من نوفمبر الرياضي، الجدران البيزنطية الشهيرة، استاد صفوحي الرياضي، حديقة إدوغ الوطنية، شواطىء عنابة الساحلية، بالكونز دي غوفي، كنيسة القديس أوغسطين في فرس النهر، استاد العلماء، مقبرة حرب العظام.
المراجع
- ↑ "53 Important Facts About Algeria"، the factfile، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Tourist Attractions in Tebessa, Algeria, North Africa"، attractions in tebessa،Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "The Arch of Caracalla, Theveste, Algeria – The Soul of Romanized Africa"، roman city theveste، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "L’amphithéâtre romain de Tébessa sous la neige"، amphitheatre، Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑ "THE ANCIENT WONDERS OF TÉBESSA"، algeria، Retrieved 11-10-2019. Edited.