الآثار الرومانية في الجزائر

الآثار الرومانية في الجزائر
الآثار الرومانية في الجزائر

الجزائر

تقع الجزائر شمال أفريقيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها 2.381.741 كيلو متر مربع، وتعد 90% من مساحتها منطقة صحراوية، وهي من أكبر البلاد العربية في أفريقيا، وهي عاشر أكبر بلد في العالم، تحدها تونس من الشمال الشرقي، وليبيا من الجهة الشرقية، والمغرب من الجهة الغربية، والصحراء الغربية وموريتانيا ومالي من الجنوب الغربي، ومن الجنوب الشرقي النيجر، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، وتمتلك الجزائر أكبر جيش في شمال أفريقيا وأكبر ميزانية دفاع في أفريقيا. وقد تعاقبت على الجزائر العديد من الحضارات والإمبراطوريات والسلالات، منها؛ النوميديون القديمة والفينيقيون والقرطاجيون والوندال والبيزنطيون والأمويون والعباسيون والإدريسية والأغالبة والرستميون والفاطميون والزيري وحماد والمرابطون والموحدون والعثمانيون والإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية، وقد تميزت الجزائر بالعديد من الآثار والمعالم السياحية والتي كانت منها الآثار الرومانية القديمة التي باتت آثارها قابعة في بعض المدن الجزائرية.[١]


الآثار الرومانية في الجزائر

من أبرز المناطق والمُدن التي توجد فيها آثار رومانية في الجزائر هي:[٢][٣]

مدينة تيبازة

مدينة تيبازة الأثرية هي واحدة من سبع مواقع للتراث العالمي لليونسكو في الجزائر، وواحدة من الآثار الرومانية الأكثر شهرة في شمال إفريقيا، وتيبازة هو الاسم الحالي لمدينة تيبازا الرومانية التي تقع على بُعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من المدينة الحديثة التي بنيت عام 1857 ميلادي، وتبعُد المدينة حوالي 70 كم من العاصمة الجزائر، وهي واحدة من أكثر الأماكن السياحية شعبية سواء للسكان الجزائريين أو السياح الأجانب، وبرزت أهمية المدينة كونها كانت أول مركز تجاري قرطاجي في القرن السادس إلى الثاني قبل الميلاد، وواحدة من أهم المدن الساحلية البونيقية قبل أن يحتلها الرومان، وبعد أن احتلوها أصبحت موقعًا تجاريًا رومانيًا صغيرًا مهمًا للإمبراطورية الرومانية، وقد بنى الرومان فيها عدة مبانٍ جميلة ما زالت قائمة لغاية الآن أشهرها معبد حُوّّل لكنيسة اسمها القديسة سالسا توجد على التل الشرقي، كما يوجد حمامان رومانيان بتصميم مميز، ومسرح ومدرج روماني. تختلف تيبازة عن الآثار الرومانية الأخرى في الجزائر، إذ أنها مبنية مباشرة قبالة الشاطئ، مما يجعلها مكانًا رائعًا للسباحة والاسترخاء بجانب البحر في مكان تاريخي قديم، وبالنسبة للسكان المحليين تعد المدينة مكانًا رائعًا للاستمتاع بالبحر أكثر من أن يكون مكانًا تاريخيًا، ويوجد في المدينة أماكن سياحية حديثة أهمها متحف تشيرشل، ومسجد عبد الرحمن الذي بُني في عام 1574 ميلادي كمسجد ولكنه حُوّل لكنيسة في عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر، وبعد أن استقلت الجزائر عاد ليصبح مسجدًا، وفي الموقع يوجد ضريح ملكة موريتانيا والذي يقال بأنه مكان دفن كل من كليوباترا سيلين الثانية وبربر جوبا الثاني آخر ملوك مملكة موريتانيا.

مدينة تيمقاد

تيمقاد أو تيمجاد واحدة من أرقى المواقع الرومانية الموجودة في وقتنا الحالي، تمتد أنقاض تيمجاد إلى أقصى حدّ يمكن أن تراه العين على سهل بارد شتاؤه موحش، وفي فصل الصيف يتحول الطقس إلى حار وجاف، وبداية الآثار في المدينة هي مُتحفها الذي أثغلق أمام الجمهور حاليًا للمحافظة على آثار المدينة وترميمها من قبل العلماء، وفي المتحف يوجد حوالي 200 فسيفساء بعضها بحجمِ منزلٍ، وأشهرها التي تصور انتصار فينوس، وفسيفساء الإله المشتري (جوبيتير)، وإلى شمال غرب المتحف توجد الحمامات الكبرى، وهي مكان ضخم يحوي 40 غرفةً تتوزع بين الساخنة والباردة، وتحوي غرف استرخاء بعد الاستحمام، صُممت المدينة الرومانية لتكون مكانًا مثاليًا للتجارة، ويبلغ طول ساحتها التجارية القديمة 355 مترًا، وفيها بوابة في منتصف جدارها الشمالي، ويتفرع من الساحة الشارع الرئيسي إلى الشمال والجنوب، وهو امتداد طويل مستقيم للرصيف الممتد إلى وسط المدينة بعرض خمسة أمتار وطول 180 مترًا، وشرق الساحة توجد حمامات أخرى بُنيت عام 146 ميلادي، وبوابة كاسكولا، وإلى الجنوب يوجد أحد أشهر معالم المدينة وهو المدرج أو المسرح الذي يتسع لحوالي 3500 شخص، وقلعة بنيت عام 539 ميلادي، وفي منتصف المدينة القديمة يوجد مبنى الكابيتول أو بالأصح بقاياه، وهما عامودان كبيران يقفان على منصة مرتفعة، وكان مبنى الكابيتول قد صُمم ليُشبه المعابد الرومانية، وبُني خصوصًا لآلهة كوكب المشتري، وفي بداية القرن الثالث الميلادي بعد شهرة المدينة الواسعة في العالم القديم بنى الإمبراطور تراجان قوس تراجان في المدينة، وهذا القوس هو أكثر الهياكل القديمة الناجية من الدمار في تيمقاد.


مدن سياحية جزائرية

تتميز أراضي الجزائر بالجمال الأخاذ ووجود العديد من المناطق الأثرية والسياحية فيها، وتوجد العديد من المُدن الرائعة للزيارة بجانب العاصمة الجزائر والمُدن الرومانية القديمة، وأهم هذه المُدن هي:[٤]

  • مدينة عنابة: تعد مدينة عنابة من أجمل المُدن الجزائرية، وهي مدينة ذات هندسة معمارية رائعة ومنابع ماء منعشة وأراضٍ زراعية خصبة، وتاريخ وثقافة عنابة يمنحها سحرًا خاصًا أيضًا.
  • مدينة قسنطينة: نشأت المدينة بين أحضان الطبيعة بعد أن كانت محمية تاريخية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لقسطنطين إمبراطور روما، وهي مدينة تتميز بأجوائها الساحرة المليئة بالتاريخ رغم تطورها الحديث، وتفتخر قسنطينة بالموسيقى الأندلسية العريقة التي تجذب وتغري الزوار للمدينة.
  • مدينة تلمسان: تتميز مدينة تلمسان بتاريخ غني وثقافة متنوعة، وتُعد المنسوجات والحرف اليدوية فيها أمثلة جميلة على التراث البربري والأندلسي العربي، والهندسة المعمارية لمبانيها رائعة أيضًا، وأشهر هذه المعالم هو مسجد المدينة التحفة الفنية الجميلة في البلاد.


السفر إلى الجزائر

يُعدّ السفر إلى الجزائر والحصول على التأشيرة الجزائرية أمر ليس سهلًا نوعًا ما عند بعض الدول، أما لحاملي جواز السفر الإسرائيلي أو أي إثباتات أخرى مُتعلقة بإسرائيل يمنع دخولهم للأراضي الجزائرية، وقبل الحصول على التأشيرة يجب من الجميع تقديم إثبات للدخل ووجود التأمين الصحي، وحجوزات الطيران والفنادق، وربما تطلُب السفارة الجزائرية ورقة إثبات دخل موقّعة من إدارة العمل، والوصول إلى الجزائر سهل إذ توجد عدة طرق للوصول، إما عن طريق البر من تونس؛ لأنّ الحدود البرية مع المغرب وليبيا ومالي وموريتانيا جميعها مغلقة، أو عبر الطيران، إذ يوجد 18 مطارًا دوليًا حول الجزائر، أشهرها مطار الجزائر الجديد الذي أُفتتح في إبريل عام 2019 ميلادي.[٥]


التسلسل الزمني للتاريخ الجزائري

للجزائر تاريخ قديم وعظيم، فيما يلي سنذكر أهم الأحداث التاريخية التي حصلت أرضها:[٦]

  • عام 3000 قبل الميلاد استقر البربر في المناطق الساحلية في شمال أفريقيا.
  • عام 1000 قبل الميلاد استعمر الفينيقيون الساحل الجزائري.
  • عام 200 قبل الميلاد نشأت مملكة نوميديا في شمال الجزائر.
  • عام 148 ميلادي ضم الرومان مملكة نوميديا لأراضيهم.
  • عام 46 قبل الميلاد شكل يوليوس قيصر مقاطعة رومانية جديدة مركزها نوميديا.
  • عام 429 ميلادي انتهى حكم الرومان في الجزائر.
  • عام 683 ميلادي انتشر الإسلام في الجزائر.
  • عام 1000 ميلاد غزا المرابطون الأراضي الجزائرية وسيطروا عليها.
  • عام 1509 ميلادي سيطر الإسبان على أجزاء من الجزائر أهمها مدينة وهران.
  • عام 1516 ميلادي أسس القرصان اليوناني التركي أروج باربروسا مدينة الجزائر العثمانية.
  • عامي 1620-1621 ميلادي قُتل ما بين 30-50 ألف مواطن بسبب الطاعون.
  • عام 1790 ميلادي ضرب زلزال الجزائر ومات 3000 شخص تحت الأنقاض.
  • عام 1830 ميلادي غزت فرنسا الجزائر وطردت العثمانيين منها.
  • عام 1939 مادي أعلنت فرنسا الحرب على ألمانيا، ونقلت 350 ألف جندي من شمال أفريقيا وأغلبهم جزائريين.
  • عام 1962 ميلادي أعلن استقلال الجزائر.


المراجع

  1. اسماء سعد الدين (2015-7-29)، "اهم المناطق السياحية في الجزائ"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-13. بتصرّف.
  2. "Tipasa Roman Ruins, A Unesco World Herritage Sites In Algeria.", unusualtraveler,25-8-2018، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  3. "Timgad", lonelyplanet, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. Rebecca Wilkinson (5-12-2016), "The 10 Most Beautiful Towns In Algeria"، theculturetrip, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  5. "Algeria 11 Thing´s You Should Know Before Going To The Biggest Country In Africa.", unusualtraveler,11-8-2018، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  6. "Algeria History Timeline", worldatlas, Retrieved 17-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

906 مشاهدة