محتويات
الآثار الرومانية
كانت الإمبراطورية الرومانية قد وصلت لأقصى حدودها عندما توفي الإمبراطور تراجان قبل 1900عام، وامتدت من لوسيتانيا وصولًا لبلاد ما بين النهرين؛ أي العراق شرقًا، ولبريطانيا غربًا، ولمصر جنوبًا، مسيطرة على ما يقارب 3.22 مليون كلم مربع، وحوالي 21% من سكان العالم القديم؛ أي أكثر من 70 مليون نسمة، وقد حقق الرومان تقدمًا مذهلًا في البنية التحتية وهندسة المباني، وما زالت معالم هذا التقدم والازدهار ظاهرة ليومنا هذا، وتكاد لا تخلو بقعة على الأرض من بصمة تاريخيّة لحضارة روما، والعدد الهائل من الآثار القائمة في أرجاء المعمورة ما هي إلا شاهد عيان على تفوّق هذه الحضارة.[١]
الآثار الرومانية في تونس
تشتمل تونس على عدد من الآثار الرومانية التي استطاعت الصمود أمام الحضارات المتتالية عبر العصور على البلاد، ومن هذه الآثار:[٢]
- مدينة الجيم: تقع مدينة الجيم الأثرية في جنوب تونس، وقد نشأت المدينة على أنقاض مدينة تيسدروس الرومانية، وكانت المدينة إحدى أكثر المدن ازدهارًا في شمال إفريقيا، وقد فُقِدَت أغلب الآثار في المدينة، لكن المعلم الرئيسي ما زال قائمًا وهو مُدرَّج الجيم، والمدرج من أهمّ المعالم الرومانيّة خارج روما، وبني بين أعوام 230-238 ميلاديًا ليكون مشابهًا للكوليسيوم في روما، ويتسع مدرج الجيم لحوالي 60 ألف متفرج، وقد كان يستضيف عروض المصارعة للبشر والحيوانات، وسباقات العربات، وصُنّف من ضمن معالم اليونيسكو السياحية العالمية.
- مدينة دقة الأثريّة: مدينة دقة الرومانية من أهم المعالم الأثرية الجميلة في تونس، وهي إحدى أكثر المُدن التي تحتوي على معالم رومانية وقائمة على شكلها الرومانيّ القديم، ومن هذه المعالم المدرج، والمنتدى، والحمامات العامة، والمسرح الذي يتسع لحوالي 3500 شخص والعديد من الآثار الأخرى، وأكثر ما يميز المدينة هو الإرث التاريخي القديم جدًا فيها، فبأرضها عاشت الكثير من الحضارات قبل الحضارة الرومانية، ونشطت الحضارة الرومانية في المدينة بين القرنين الثاني والثالث في المدينة، وفي عام 1997 ميلاديًا اختيرت المدينة كموقع أثري عالمي من قبل منظمة اليونسكو.
- مدينة سبيطلة: في العصر الروماني كان يُنظر للمدينة باعتبارها مستوطنة رئيسية، وهذا قبل التحول للمسيحية، وقد سيطر البيزنطيون على المدينة ومن بعدهم جاء المسلمون، ومن أهم معالم موقع سبيطلة معابد الآلهة جوبيتار ومينيرفا، والمدينة تستحق الزيارة لرؤية التسلسل الزمني الذي حدث في المدينة عبر التاريخ.
- موقع أوذِنة: وهي من أهم المواقع الأثرية في تونس، ومن أقدم المواقع الأثرية اليونانية في إفريقيا، ويقع تل أوذِنة على منحدرات كروم العنب في جبل ميكريما، وقد بلغت المدينة ذروتها الحضارية في القرن الثاني الميلادي، ومن أهم آثار التل مُدرج قديم ومميز يعود عهد بنائه للإمبراطور هادريان، ويتسع هذا المُدرج لحوالي 16 ألف شخص، وفي الجزء العلوي من التل يقع الكابيتول الكبير، وفي الموقع حُجرات كثيرة جميلة ذات قبب تعود للعهد الروماني والبيزنطي، وفي نهاية الموقع الأثري في الجهة الجنوبية الشرقية توجد قناة مائية تزود الينابيع بمياهها وتصب من جبل الرساس القريب، ويوجد بقايا قطع أثرية لحمامات عامة في شرق الكابيتول، وفي شمال أوذنة توجد حمامات لابيري، وكان يوجد في الحمامات فسيفساء رائعة نُقلت لمتحف الباردو في مدينة تونس، وبجانب الحمامات يوجد فيلا تتكون من 30 غرفة، وتحوي على اثنتين من روائع الفسيفساء، والموقع الأثري رائع ويستحق الزيارة، لكن الزائر يحتاج سيارة للوصول للتل بسبب صعوبة توفر المواصلات العامة للموقع.[٣]
تونس في العهد الروماني
ازدهرت تونس في كنف الحضارة الرومانية كثيرًا، ففي عام 146 ق.م وفي نهاية الحروب البونية الثالثة حُسم أمر قرطاج، ودُمرت المدينة من قبل الجيش الروماني، وأنشئت أول مدينة رومانية على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط وسميت أفريقيا، وبدايةً كانت الأراضي الرومانية تشمل فقط الجزء الشمالي الشرقي من دولة تونس الحالية، وكانت عاصمتها تسمى يوتيكا، وهي مدينة ساعدت الرومان ضد القرطاجيين، ثم وُسِّعت الأراضي الرومانية بعد هزيمة ملك نوميديا وامتدت لمنطقة طرابلس في ليبيا، ولكن إعادة بناء مدينة قرطاج الفعلي لم يحدث إلا في القرن الأول قبل الميلاد، وقد جعل الإمبراطور أوغسطس قرطاج عاصمة للمقاطعة الرومانية في شمال أفريقيا، وقد تبوّأت قرطاج آنذاك مكانة عظيمة عند الرومان، وقد كانت المدينة في المرتبة الثانية بعد روما نتيجة لثقافة سكانها العالية، وبسبب الثروة الزراعية الطائلة التي كانت تحصدها روما من الحبوب ومخازنها في المدينة، وقد ساعد كثيرًا مرور نهر مجيردة في شمال البلاد، وقد كان نهرًا كبيرًا مما أدى إلى ازدهار الملاحة النهرية فيه.[٤]
في بداية القرن الرابع وكرد فعل على اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس لسكان قرطاج وإجبارهم على اعتناق المسيحية، انقسم السكان انقسامًا دينيًا وعرقيًا في قرطاج وفي كامل مقاطعة أفريقيا، وقد سهل هذا الانقسام الغزو الجرماني من قبل قبائل الفاندالز في عام 439 ميلاديًا، وفي عام 533 ميلاديًا غزا البيزنطيون المدينة وحولوا أغلب آثارها لحصون صغيرة وتسبب هذا التحول بهدم جزء كبير من المباني الأثرية، وفي نهاية القرن السابع غزا العرب المنطقة كاملة وسيطروا على المقاطعة ومدينة قرطاج، وقد استخدموا أعمدة كنائس قرطاج لبناء عدة مساجد.[٤]
جمهورية تونس
تونس دولة تقع في شمال إفريقيا، ومساحة تونس تقارب 63170 كم مربع، ويحدها البحر الأبيض المتوسط والجزائر وليبيا، ويوجد في تونس تضاريس عديدة؛ إذ تمر داخل أراضيها جبال أطلس، وجزء من أراضيها صحراوية، ويعيش أغلب سكان تونس البالغ عددهم قرابة 10982754 نسمة في المناطق الحضرية، وفي تونس العديد من المُدن السياحية المميزة، ومن أهمها:[٥]
- العاصمة تونس: عاصمة البلاد الرسمية منذ عام 1228 ميلاديًا إلى الآن، وهي مدينة مأهولة بالسكان منذ القرن الثاني قبل الميلاد، وأكبر مُدن تونس والأكثر اكتظاظًا فيها، ويبلغ عدد سكانها مع ضواحيها قرابة 2.7 مليون نسمة، وهي مركز البلاد السياسي والاقتصادي والثقافي، وتفصلها عن البحر الأبيض المتوسط بحيرة تونس، وبسبب موقعها الجغرافي المُهم تعرضت المدينة للاحتلال ثلاث مرات، بداية من العثمانيين، وثم من قبل الإسبانيين، ومن ثم الفرنسيين، وهي مدينة تعتمد في اقتصادها على تجارة السجاد، والمنسوجات وزيت الزيتون، وعلى القطاع المالي والصناعي.
- مدينة صفاقس: تأسست المدينة في عام 849 ميلاديًا، وهي ثاني أكبر مُدن تونس، ويبلغ عدد سكانها قرابة 330440 نسمة، وتبعد عن العاصمة قرابة 273 كم إلى جنوبها الشرقي، وفي الحرب العالمية الثانية كانت المدينة قاعدة لقوات المحور، وقد اشتهرت المدينة منذ القدم بتجارة الأسماك وصيدها بسبب موقعها الساحلي المُميز، وتشتهر أيضًا بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون والفوسفات.
- مدينة سوسة: سوسة ثالث أكبر مُدن تونس، ويبلغ عدد سكانها قرابة 271428 نسمة، وتبعد عن العاصمة قرابة 87 كم جنوبًا، ويعود تاريخ المدينة للقرن الحادي عشر قبل الميلاد وقد أسسها الفينيقيون، وتشتهر المدينة بكونها مركزًا سياحيًا رئيسيًا رافدًا للاقتصاد التونسي، وتشتهر المدينة أيضًا بإنتاج زيت الزيتون.
المراجع
- ↑ "10 Ancient Roman sites to explore outside Italy", martinrandall,16-10-2017، Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Top 23 Tistoric Tites in Tunisia", tourismtunisia, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Uthina", lonelyplanet, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Rome in the Footsteps of an XVIIIth Century Traveller", romeartlover, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Biggest Cities In Tunisia", worldatlas, Retrieved 3-10-2019.