محتويات
موقع جزيرة سقطرى
تعد جزيرة سقطرى، جزيرة يمنية، إذ تقع شرق خليج عدن وتبعد حوالي 480 كم عن رأس فرتك في محافظة المهرة، وتبعد عن أقرب نقطة في الساحل اليمني 300 ميلًا، وتبعد عن محافظة عدن بحوالي 553 ميلًا، والجزيرة كانت تابعة لمحافظة حضرموت، حتى ديسمبر 2013م، إذ أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارًا باستحداث محافظة أرخبيل سقطرى. أما بالنسبة لاسمها فيعد اسم سقطرى الاسم الأصلي لهذه الجزيرة منذ القدم، أي أنه الاسم الأول لها، ويرجع الأصل في اسمها إلى العربية، واسم سقطرى اسم منذ القدم كان قد ذكره المؤرخون القدامى، وقد جاء في المعاجم بضمتين وطاء ساكنة وراء وألف مقصورة بينما أهلها يسمونها سَـقـَطـْرِي، وقد اتضحت طريقة كتابة اسم الجزيرة في كتب المعاجم اللغوية والتاريخ والخرئط الجغرافية بأشكال متعددة، منها؛ سوقطرة، سقوطرة، سوقطرا، سقطرا، سقوطرى، أسقطرى، سكوترة، سكوطرة، سوقوتيرا، ديوسقوريدس.[١]
أهمية جزيرة سقطرى
حازت جزيرة سقطرى على أهمية كبيرة، ومنها ما يأتي:[٢]
- احتلت جزيرة سقطرى مكانة مميزة منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، إذ تعدّ محطة هامة لإنتاج السلع الدينية؛ وقد حازت على شهرة وأهمية وذلك؛ لإنتاجها السلع الدينية التي كانت مصدرًا مهمًا للطقوس الدينية في العالم القديم، ولقد اعتقدوا أن سقطرى أرضًا مقدسة، وذلك بسبب اعتقادهم أنها أرض مباركة من الآلهة.
- تلقب سقطرى بالجزيرة العذراء؛ فهي تضم 680 نوعًا من النباتات النادرة والدوائية، وتعد أكبر مستوطَن لـ 270 نوعًا من النباتات تنفرد به عن بقية مناطق العالم.
- تحتوي جزيرة سقطرى على أشجار ونباتات قديمة جدًا ومعمرة تبلغ أعمار بعضها أكثر من 20 مليون سنة، بحسب الباحثين والعلماء.
- الأرخبيل؛ وهو موطن للطبيعة السحرية، تلقب المنطقة بكنز الطبيعة لأنها تضم أعدادًا كبيرة من الطيور والنباتات؛ وتعد مسكنًا للطيور المهاجرة بالإضافة الى ذلك الكائنات البحرية.
- تؤدي الجزيرة دورًا مهمًا؛ لأنها تعد مركزًا سياسيًا وحضاريًا وتجاريًا مهمًا في العالم؛ فهي تقع وسط الممر البحري الدولي بين دول المحيط الهندي وبقاع العالم الأخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا، إذ تعدّ ممرًا هامًا للتجارة العالمية والملاحة البحرية.
- تتميز سقطرى بتضاريس متنوعة، كالجبال والوديان والشلالات والهضاب والسهول؛ ففي وسط الجزيرة توجد هضبة تعج بالكثير من التضاريس، وتتكون من الصخور الجيرية، والجبال المخروطية التي تشتهر بشدة ارتفاعها وانحدارها.
المقومات السياحية في جزيرة سقطرى
جزيرة سقطرى اليمنية جزيرة تمتاز بتنوع طبيعي فريد ومزايا اقتصادية كثيرة، فحظيت باهتمام وعناية رسمية للاستفادة من هذه الخيرات الطبيعية للمنطقة، وتعد الجزيرة أيضًا وجهة سياحية مهمة في اليمن كونها عبارة عن متحف للتاريخ الطبيعي الذي يتألف من كل ما تزخر به الجزيرة من تنوع بيولوجي نادر، فأطلقت الحكومة برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة ووصفها أنها محمية طبيعية يجب الحفاظ عليها، إلى جانب مشروع حماية التنوع البيولوجي في الجزيرة مع تزايد النمو السكاني والاقتصادي في المنطقة ونشر الوعي العام بأهمية هذه المنطقة وضرورة تحقيق توازن طبيعي بيئي في الجزيرة، ومن أبرز مقومات الجزيرة السياحية ما يأتي:[٣]
- التنوع البيولوجي: تتفرد الجزيرة بتنوع حيوي فريد من نوعه على مستوى العالم، فيوجد في جزيرة سقطرى اليمنية نحو 900 نوع من أنواع النباتات؛ من بينها نباتات طبية، وأكثر من 300 نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من جزيرة سقطرى الموطن الوحيد لها في العالم، إلى جانب ما يتمتع به أرخبيل سقطرى من تنوع وتفرد بيولوجي هائل، وتعد الجزيرة من بين أهم أربع جزر عالمية في التنوع الحيوي النباتي؛ فهي الموطن الأصلي لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المتعددة الأصناف والأنواع؛ إذ تضم الجزيرة نحو 190 نوع من الطيور، ويعيش فيها الكثير من الحيوانات المائية كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ.
- الكهوف والمغارات: يوجد في جزيرة سقطرى الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية التي كانت في الماضي المسكن الأبرز لسكان سقطرى، وتكونت هذه المغارات والكهوف بفعل عوامل التعرية الطبيعية، ومعظمهت مغارات وكهوف مأهولة بالسكان، ومن أبرز هذه المغارات وأكبرها حجمًا مغارة دي جب الواقعة في سهل نوجد، وتبعد عن مركز حديبو مسافة 75 كم، إذ يمكن للسيارة الوصول إليها لنقل الزوارلرؤية المغارة من الداخل والخارج بكل سهولة ويسر.
- الشواطئ: تمتلك الجزيرة شواطئ ممتدة لمسافات تصل إلى 300 ميل، وتتميز هذه الشواطئ بكثبان رملية بيضاء نقية تبدو وكأنها كثبان من نبات القطن لشدة بياضها، إضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي تشتهر به جزيرة سقطرى منذ القدم، تشرف هذه الشواطئ على مياه البحر النقية الخالية من التلوث التي تعج بالأسماك والعديد من الأحياء النادرة مثل السلاحف الخضراء الكبيرة، جميع هذه الشواطئ تعد مكان مثالي للاستجمام والغوص والسياحة.
- الشلالات: تنتشر في جزيرة سقطرى الكثير من الشلالات الغزيرة مثل شلالات دنجهن الموجودة في حديبو وتبعد عن المركز مسافة 6 كم فقط، وشلالات حالة، وقعرة وغيرها، ومعظم هذه الشلالات تنحدر من أعالي قمم الجبال على مدار العام.
المعالم الأثرية في سقطرى
أما عن معالمها الأثرية فتعد المواقع الموجودة فيها من أقدم المواقع من حيث الآثار التي عثر عليها، إذ يوجد موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة فبين الشك واليقين فقد يرجح أن يكون بقايا مشغل يصنع الأدوات الحجرية من أحجار الصوان في العصر الحجري، وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة، إذ تغطي فيها اللقى الأثرية ولها مساحة تقدر ب 1600متر مربع وأيضًا عُثر في القرية على مجموعة من المدافن، توجد داخلها هياكل وجماجم وعظام، أي بقايا إنسان وكذلك وجدت بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وإناء كروي من الفخار الأحمر، أي للدلالة على المهن البشرية التي كانت تمارس في تلك الجزيرة ويعتقد أن تلك المدافن تعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد وفي منطقة أريوش عثر على خربشات ورسوم صخرية لم يكتشف لها تاريخ لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة، وذلك أيضًا للدلالة على ما يمارس سكانها من حرف، كما عثر على بعض النقوش والرسوم التي وجدت في الجزيرة العربية وتضم صورًا سحرية ومناظر للإنسان والحيوان.[١]
تاريخ جزيرة سقطرى
وردت جزيرة سقطرى في المصادر الكلاسيكية، وهي إحدى المصادر القديمة فقد ذكرها بليني، وذلك ضمن كتاب التاريخ الطبيعي (ديوسكريدو) وأيضًا ضمن كتاب الطواف حول البحر الأريتري الذيورد ضمن محتواه أن سقطرى ديوسكريدس وقيل فيه أنها جزيرة كبيرة عدد سكانها محدود وتعددت الأجناس فيها من العرب والهنود وبعض الروم، والجزيرة وقعت تحت أيادي ملك بلاد اللبان ويتاجر مع أهل الجزيرة ملاحون من ميناء موزع، وقد وردت معلومات أخرى عن جزيرة سقطرى في كتاب صفة جزيرة العرب لأبي الحسن محمد الهمداني في القرن العاشر الميلادي، فقد كانت تابعة للجزر اليمنية، إذ قال: "وإليها يُنسب الصبرالسقطرى وفيها من جميع قبائل مهرة ويقدر عدد المقاتلين بحوالي عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى".[١]
حقائق عن جزيرة سقطرى
وفيما يأتي أبرز الحقائق المتعلقة بجزيرة سقطرى:[٤]
- تضم الجزيرة 4 جزر في المحيط الهندي قرب خليج عدن وهي؛ جزيرة سمحة، وجزيرة عبد الكوري، وجزيرة درسة، وجزيرة سقطرى وهي الأكبر، وعليه فإن تسميتها بالأرخبيل هي الأنسب.
- كانت تتبع محافظة عدن، ولكنها ضمّت إلى محافظة حضرموت سنة 2004 بسبب القرب المكاني، ولكن بحلول عام 2013 أصبحت محافظة مستقلة تعرف باسم محافظة سقطرى وعاصمتها مدينة حديبو.
- مساحة جزيرة سقطرى 3,796 كيلومتر مربع.
- سميت الجزيرة إبان العهد الروماني باسم دو سكريدس بمعنى جزيرة السعادة، وذلك لأنها مشهورة بإنتاج السلع المقدسة مثل البخور، اللبان، المر، وغيرها.
- تعد الجزيرة واحدة من أكثر مناطق العالم غرابًة، وعليه فقد أدرجتها الجهات المختصة على لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو.
- اسم الجزيرة ليس عربيًا بل سنسكرينيًا ويعني بالعربية جزيرة النعيم.
- سكن المسيحيون الجزيرة فترة زمنية طويلة لكن معتقداتهم الدينية اختفت منذ القرن السابع عشر الميلادي.
- سيطر سلاطين المهرة في جنوب شرق البلاد مدة طويلة قبل أن ينتزعها الاحتلال البريطاني بين عامي 1507-1511.
- حاول البريطانيون شراء الجزيرة سنة 1834 إلا أنهم فشلوا، فيما قبل سلطان السلطنة فرص الحماية على الجزيرة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وقد انتهت السلطة سنة 1967 عندما أصبحت الجزيرة جزءًا من اليمن الجنوبي قبل الوحدة.
- يوجد فيها أنواع نادرة من النباتات لا توجد في غيرها من المناطق، وتقدّر بثلث نباتات الجزيرة، وجميعها من الأنواع القديمة والمعمرة، إذ تعود إلى ملايين السنين مثل شجرة دم الأخوين المستخدمة في مجال الكيمياء، وشجرة اللبان ومنها تسعة أنواع، بالإضافة إلى نبتة الوردة الصحراوية الغريبة وهي نبتة ذات لون بنيّ فاتح وأزهار زهرية، يصفها البعض بأنها شجرة عملاقة تشبه اللفت السويدي.
- يوجد فيها حشرات غريبة من نوعها، من الأمثلة عليها فراشات الليل، وفراشات النهار، وحشرات طائرة متنوعة تقدر بنحو 80 نوعًا.
- يوجد فيها مخلوقات بحرية وكأنها مدربة لإعداد مشهد استعراضي يسلب العقول مثل الدلافين، كما يوجد فيها أسماك بأشكال وألوان متنوعة، وقشريات، وسرطانات، و60 نوعًا فريدًا من الإسفنج، وحوالي 352 نوعًا من الشعب المرجانية، بالإضافة إلى السلاحف الخضراء على الشواطئ.
- يوجد فيها 291 نوعًا من الطيور المختلفة الوافدة إلى الجزيرة، منها؛ صقر الحوام السقطري، وطير الجشنة، وطائر الهازجة.
- تعرف الجزيرة بأسماء وألقاب عديدة وهي؛ عذراء اليمن الفاتنة، وجزيرة البخور، وجزيرة النعيم، وجزيرة البركة، وجزيرة اللؤلؤ، وجزيرة اللبان، وجزيرة دم الأخوين.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت Editors of Al Moheet (2018-5-16)، "تاريخ جزيرة سقطرى"، almoheet، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25.بتصرّف.
- ↑ الخليج أونلاين (2017-7-14)، "جزيرة سقطرى.. "عذراء اليمن الفاتنة" وأغرب جزر العالم"، alkhaleejonline، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "جزيرة سقطرة"، tourism_site، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "جزيرة سقطرى اليمنية"، arabicpost، 27-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "جزيرة سقطرى أو سوقطرة اليمنية: سحر بلا حدود!"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.