جزيرة سقطرى اليمنية

جزيرة سقطرى اليمنية
جزيرة سقطرى اليمنية

جزيرة سقطرى اليمنية

تعد جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية، وهي عبارة عن أرخبيل يضم أربع جزر تقع في بحر العرب، كانت في السابق جزءًا من محافظة عدن اليمنية، وهي الآن تتبع محافظة حضرموت منذ عام 2004 ميلادي، إلى أن أطلق عليها اسم محافظة، وأصبحت عام 2013 محافظة مستقلة من أربع جزر هي: سمحة، عبد الكوري، درسة، سقطرى وهي الجزيرة الأكبر؛ إذ تبلغ مساحتها 3796 كم مربع، كان يطلق على هذه الجزيرة في عهد الرومان قديمًا اسم دو سكريدس، أو جزيرة السعادة؛ لما تتمتع به الجزيرة من إنتاجها للبضائع المقدسة التي تستخدم في العبادات مثل: البخور، اللبان، الند، المر، الصبر، أدرجت اليونسكو اسم جزيرة سقطرى اليمنية موقعًا تراثيًا في قائمة التراث العالمي، وحظيت الجزيرة لقب أكثر الأماكن غرابةً في العالم، ويرصد هذا المقال جزيرة سقطرى اليمنية من عدة جوانب[١].


موقع جزيرة سقطرى اليمنية

تقع جزيرة سقطرى جنوب الجمهورية اليمنية مقابل مدينة المكلا شرق خليج عدن، على بعد 380 كم من رأس فرتك الواقعة في محافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني على بعد يقدر بنحو 300 ميل، وتبعد عن محافظة عدن حوالي 553 ميلًا، ويشير هذا الموقع على قرب الجزيرة من خط الإستواء وهذا ما يفسر مناخها المداري، إذ إن موقعها الفلكي يقع بين خطي عرض 12.18ْ و12.24ْ شمال خط الإستواء، وخطي طول 53.19ْ و 54.33ْ شرق جرينتش، هذا الموقع الخاص أضاف سمات خاصة على مناخ الجزيرة وتنوع غطائها النباتي[٢].


تاريخ الجزيرة

عُرفت جزيرة سقطرى منذ مطلع الأف الأول قبل الميلاد بأنها مركز مهم لإنتاج أفضل أنواع السلع المقدسة، فانتشهرت شهرة المكان كونها مصدرًا مهمًا لتصدير هذه السلع التي كانت تستخدم في كثير من الطقوس الدينية لمختلف ديانات العالم القديم، وساد اعتقاد بأن الأرض التي تنتج هذه السلع المقدسة هي أرض مباركة مقدسة، وعليه فقد ورد ذكرها في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء وبقيت ترد أخبارها على مر التاريخ، فيظهر التاريخ القديم ارتباط الجزيرة بمملكة حضرموت وحديثًا فإن ارتباطها يتبع لسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية، ومع بداية القرن السادس عشر في مرحلة الاستكشافات الجغرافية الأوروبية كانت جزيرة سقطرى محط أطماع الغزاة، ففي عام 1507 ميلادي وقعت الجزيرة تحت نير الاحتلال البرتغالي، ثم احتلتها القوات البريطانية واتخذوا منها قاعدة خلفية للسيطرة على مدينة عدن عام 1839 ميلادي، عانت جزيرة سقطرى طيلة سنوات من الزمن العزلة والتهميش، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية استعادت الجزيرة مجدها التليد نظرًا لما تمثله من أهمية حضارية لليمن، إلى جانب موقعها الاستراتيجي في نهاية مضيق عدن المطل على طريق الملاحة الإفريقي غربي المحيط الهندي، وما تحويه من موارد وثروات طبيعية فهي من أبرز مناطق التنوع البيولوجي[٢]، وأظهرت بعض الآثار التي وجدت في قرية مجاورة لجزيرة سقطرى أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ الألف الأول قبل الميلاد؛ فقد عثر على بعض المدافن التي تضم عظامًا بشرية، وبقايا أدوات حديدية كان يستخدمها الإنسان قديمًا في شؤونه اليومية مثل بعض الأدوات الحادة كالسكاكين، وعثر على دبوس برونزي ووعاء من الفخار الأحمر، وأكد عالم الآثار الكسندر سيدروف أن تاريخ هذه المنطقة يرجع إلى تاريخ العصور الحجرية، ورجح أن جزيرة سقطرى كانت قديمًا جزءًا ملتحمًا بقارات العالم، وتبين من بعض المنقوشات والمخطوطات أن ديانة سكان الجزيرة في الماضي كانت هي ديانة سكان حضرموت وهي تقديس الإله سين (ذو عليم)[٣].


مساحة الجزيرة وسُكّانها

أطلق العرب على جزيرة سقطرى اليمنية قديمًا اسم سقطرى، وهو اسم مشتق من عدة كلمات هي سقطراء، سكاترا، وسوكتر، وقد بين ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان معاني هذا الاسم القديم؛ منها الأرض السعيدة، أو أرض السعادة، وقيل أنه من هنا حظيت بلاد اليمن باسم بلاد اليمن السعيد، بلغ عدد سكان الجزيرة نحو 135 ألف نسمة في إحصائيات عام 2004، بينما يمتد طول جزيرة سقطرى إلى نحو 125 كم، وعرضها يتسع إلى نحو 42 كم، وتمتد الجزيرة على طول الشريط الساحلي مسافة 300 كم[٣].


المقومات السياحية في الجزيرة

جزيرة سقطرى اليمنية جزيرة تمتاز بتنوع طبيعي فريد ومزايا اقتصادية كثيرة، فحظيت باهتمام وعناية رسمية للاستفادة من هذه الخيرات الطبيعية للمنطقة، وتعد الجزيرة أيضًا وجهة سياحية مهمة في اليمن كونها عبارة عن متحف للتاريخ الطبيعي الذي يتألف من كلّ ما تزخر به الجزيرة من تنوع بيولوجي نادر، فأطلقت الحكومة برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة ووصفها بأنها محمية طبيعية يجب الحفاظ عليها، إلى جانب مشروع حماية التنوع البيولوجي في الجزيرة مع تزايد النمو السكاني والاقتصادي في المنطقة ونشر الوعي العام بأهمية هذه المنطقة وضرورة تحقيق توازن طبيعي بيئي في الجزيرة، ومن أبرز مقومات الجزيرة السياحية ما يأتي[٢]:

  • التنوع البيولوجي: تتفرد الجزيرة بتنوع حيوي فريد من نوعه على مستوى العالم، فيوجد في جزيرة سقطرى اليمنية نحو 900 نوع من أنواع النباتات؛ من بينها نباتات طبية، وأكثر من 300 نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من جزيرة سقطرى الموطن الوحيد لها في العالم، إلى جانب ما يتمتع به أرخبيل سقطرى من تنوع وتفرد بيولوجي هائل، وتعد الجزيرة من بين أهم أربع جزر عالمية في التنوع الحيوي النباتي؛ فهي الموطن الأصلي لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المتعددة الأصناف والأنواع؛ وتضم الجزيرة نحو 190 نوعًا من الطيور، ويعيش فيها الكثير من الحيوانات المائية؛ كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ.
  • الكهوف والمغارات: يوجد في جزيرة سقطرى الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية التي كانت في الماضي المسكن الأبرز لسكان سقطرى، تكونت هذه المغارات والكهوف بفعل عوامل التعرية الطبيعية، وأغلبيتها مغارات وكهوف مأهولة بالسكان، ومن أبرز هذه المغارات وأكبرها حجمًا مغارة دي جب الواقعة في سهل نوجد، وتبعد عن مركز حديبو مسافة 75 كم، إذ يمكن للسيارة الوصول إليها لنقل الزوارلرؤية المغارة من الداخل والخارج بكلّ سهولة ويسر.
  • الشـــواطيء: تمتلك الجزيرة شواطيء ممتدة لمسافات تصل إلى 300 ميل، وتتميز هذه الشواطئ بكثبان رملية بيضاء نقية تبدو وكأنها كثبان من نبات القطن لشدة بياضها، إضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي تشتهر به جزيرة سقطرى منذ القدم، وتشرف هذه الشواطئ على مياه البحر النقية الخالية من التلوث التي تعجّ بالأسماك والعديد من الأحياء النادرة مثل السلاحف الخضراء الكبيرة، وجميع هذه الشواطئ تعد أمكان مثالية للاستجمام والغوص والسياحة.
  • الشلالات: تنتشر في جزيرة سقطرى الكثير من الشلالات الغزيرة مثل؛ شلالات دنجهن الموجودة في حديبو، وتبعد عن المركز مسافة 6 كم فقط، وشلالات حالة، وقعرة وغيرها، ومعظم هذه الشلالات تنحدر من أعالي قمم الجبال على مدار العام.


المراجع

  1. عمر علي (31-3-2019)، "سقطرى.. لماذا سُميت «أغرب مكان في العالم»؟"، الأيام، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "جزيرة سقطرة"، tourism_site، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب احمد عبد العليم، "معلومات عن جزيرة سقطري اليمنية"، لحظات، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :