محتويات
الزمخشري
الزمخشري هو محمود بن عمر بن عمر الخوازمي الزمخشري، والذي كان يُكنى بأبي القاسم، وهو من الأئمة الذين فسروا القرآن الكريم، وبرز في الفقه وعلم الحديث، كما أنه ممن كانوا معروفين بالبراعة في اللغة العربية، إذ كان الزمخشري متمكنًا من البيان والنحو، ولقبه العلماء بجار الله كونه مكث فترة من الزمن في مكة المكرمة، أما عن مسيرته فقد ولد الزمخشري في عام 467هـ 1074م في زمخشر الواقعة في منطقة خوازم ببلاد فارس، والتي كان لها دورًا هامًا في التاريخ الإسلامي بعد فتحها زمن حجاج بن يوسف، وعلى يد القائد العظيم قتيبة بن مسلم، فقد أنجبت العديد من العلماء الذي ما زال فضلهم في إحياء الدين الإسلامي حتى يومنا هذا؛ كالقاسم بن الحسين الخوازمي، وسراج الدين السكاكي، وأبو بكر الخوارزمي، إذ يفيد المؤرخون بأن نشأته كانت في أسرة دينية، وبدأ بتعلم اللغة العربية منذ نعومة أظافره، ثم رحل إلى بخارى في فارس التي كانت مشهورة بالعلماء وازدهار العلوم، فتأثر بمجموعة من علمائها أهمهم: محمود الضبي وأبو مضر النحوي، ومن المعروف عن الزمخشري انتمائه للمعتزلة ودفاعه عنهم في مذهبهم القائم على خمسة أصول؛ هي التوحيد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل، ومن صفات الزمخشري أنه كان كريمًا، ويعتقد بأهمية اللغة العربية ويفضلها على لغته الأم أي الفارسية، الأمر الذي جعله من أشهر من درّسوا علم الحديث والبراعة في تفسير القرآن والنحو، فتنقل بعلمه بين مكة التي مكث فيها فترة طويلة من حياته، وبلاد فارس بمدنها وأقاليمها ينشر الدين الإسلامي ويدافع عن اللغة العربية، لا سيما فترة بروز حركة سًميت "الشعوبية"، وهي حركة تدعو لأفضلية العجم على العرب، وأخيرًا توفي الزمخشري في عام 538هـ عن عمر ناهز 69 عامًا، فكانت وفاته في بلدة تُسمى"غرغانج" التابعة لبلاد فارس التي دفن فيها أيضًا. [١]
إسهاماته العلمية
للزمخشري عدد من المؤلفات أهمها الكشاف في التفسير، والفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة، والمفصّل في النحو، والمستقصي في الأمثال، أما مصنفه الكشاف فهو من كتب التفسير بالرأي مع الانحياز للاعتزال، وقد اعتمد في تفسيره على اللغة العربية وأساليبها التي كانت موجودة عند العرب، فقد ركز في تفسيره على علم البلاغة ليثبت الوجوه المتعددة في اعجاز القرآن الكريم، أما أسلوب تفسيره فقد تميز بخلوه من الحشو والإطالة، واستبعد فيه القصص التي وردت في الإسرائيليات، كما أعتمد أسلوبه في توضيح المعاني على لغة العرب وطرقهم البيانية، فقد عُرف عنه تنقيح الكثير من الأحاديث الموضوعة، وأنه كان يستخدم العقل في صحة الأحاديث المنسوبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان له أسلوب مميز في بيان ما يقصد بطرح السؤال والإجابة عليه، وأخيرًا كان للزمخشري أشعارًا، فهو محب للشعر وإلقائه، وكانت أكثر أشعاره بروزًا فترة وجوده في مكة المكرمة، وقد عُرف بشعره البليغ يوم قدوم الإمام أبي منصور بن الجواليقي في موسم الحج، فاستقبله الزمخشري بالشعر وأبدع في ذلك. [٢]
أقوال أهل السنة والجماعة عن الزمخشري
كان الزمخشري من العلماء الذي يجاهرون في انتمائهم للمعتزلة، وقد أثر ذلك في مصنافته العلمية، وقد واجه العديد من الانتقادات لا سيما من أهل السنة والجماعة، وأعتبروه أنه عالم متمكن في البلاغة وتبيان الإعجاز في القرآن الكريم، لكنه كان يحمل ألفاظ القرآن الكريم قد لا تحتملها حسب تقييمهم له، وفيما يأتي بعض من تحدثوا في هذا الموضوع: [٣][٤]
- كتب الإمام عبد لله بن يوسف الزيعلي رسالة لتخريج الأحاديث التي وردت في مصنف الزمخشري "الكشاف"، وبين صحة أو ضعف ما ورد فيه، وكذلك كتب الإمام ابن حجر العسقلاني ولخص كتاب الزيعلي وعقب عليه، وحذر من المعتقدات الاعتزالية التي فيه، وقد سمى رسالته الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف.
- قيم الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة تفسير الكشاف للزمخشري على أن أفضل كتب التفسير لولا الأفكار الاعتزالية التي حملها لبعض الآيات القرآنية، إذ يعتبره كتابًا قيمًا دون هذه النزعات الاعتزالية، إذ يعد الزمخشري أول من ذكر الأسرار الإعجازية في القرآن الكريم، وهو الذي وضح الكثير من المعاني الدقيقة لتعمقه في علم البلاغة.
- قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية أن تفسيره به الكثير من البدع، وفيه نزعة المعتزلة من إنكار الصفات أو الرؤية، والقول بخلق القرآن، وكذلك انتقد شيخ الإسلام بوجود الكثير من الأحاديث الموضوعة.
- قال الذهبي عند ترجمة كتاب الكشاف للزمخشري أنه صالح لكنه يدعو للإعتزال، وحذر من كشافه الذي انتهى من ميزان الاعتدال.
- قال العلامة تاج الدين السبكي أن كتاب الكشاف للزمخشري كتاب عظيم في بابه وفنه، إلا أنه ابتدع وجاهر بهذا، كما أنه يقلل من قدرة النبوة كثيرًا، وله إساءات لأهل السنة والجماعة، وبالتالي يجب حذف ما فيه من هذا كله.
شيوخ وتلاميذ الزمخشري
كان أكثر الشيوخ الذين تأثر الزمخشري بعلمهم هم أبي مضر الأصهباني، وأبي الحسن النيسابوري، وكذلك كان يسمع من الشيخ أبي منصور الحارثي، ومن أبي سعد الشقاني، ونصر بن البطر وأبو منصور الجواليقي، أما تلاميذه ممن تأثروا به فأشهرهم عالي بن إبراهيم الحنفي، وعلي بن محمد بن هارون الذي لُقب بحجة الأفاضل وفخر المشايخ، وكذلك الأديب أبو الحسن الخوارزمي الذي قرأ أدبه على الزمخشري، وكان من أقرب أصحاب له، وكذلك من تلاميذه من روى عنه أبو طاهر السلفي، وزينب بنت الشعري، ومن روى عنه الأناشيد إسماعيل بن عبد الله الخوارزمي، وأبو سعد الشاشي. [٥]
المراجع
- ↑ "قصة حياة الزمخشري الإمام الكبير في التفسير"، nojomy، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "الزمخشري 467- 538 هـ"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "الإمام الزمخشري .. وكتابه الكشاف"، albayan، 9-10-2005، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "انتقادات أهل السنَّة على " تفسير الكشاف " للزمخشري"، islamqa، 22-11-2011، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "الزمخشري المفسر (467 – 538 ه = 1075 – 1144 م)"، sunnionline، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.