تونس
تونس أو الجمهورية التونسية من الدول الإفريقية التي تقع شمال إفريقيا على الحدود مع البحر الأبيض المتوسط بين الجزائر وليبيا، وتقع تونس على أحداثيات دائرة عرض 34 شمالًا، و خط طول 9 شرقًا، ومساحة تونس هي 163,610 كم مربع، ولها مجموع حدود برية يبلغ طولها 1,495 كم، ويبلغ عدد السكان في تونس 11,516,189 نسمة أي أنها تحتل المرتبة 78 عالميًا بالنسبة لعدد السكان. حوالي 98% من السكان عرب والقية من الأوروبيين واليهود، وتصل نسبة المسلمين في الجمهورية التونسية إلى 99.1٪ والباقي من المسيحيين واليهود والبهائيين، مما يعطي انتماء للدولة التونسية بعيدًا عن النزاعات والتفرقة الطائفية والعرقية، ويتحدث سكان الجمهورية التونسية العربية، كما ويتحدث السكان اللغة البربرية (الأمازيغية) واللغة الفرنسية أيضًا، إذ كان مُسيطر عليها من قبل فرنسا لفترة طويلة، وطقس تونس مُعتدل في الشمال، وفصل الشتاء فيه معتدل وماطر، والصيف حار وجاف خاصة في الصحراء الجنوبية، ومن أبرز المنتجات التونسية والتي تُصدَّر للخارج الزيتون وزيت الزيتون، كما تزرع الطماطم والحمضيات وقصب السكر، وتصدر اللحوم ومنتجات الأبقار، والبترول، والأحذية، والفوسفات، والمنسوجات وغيرها من المنتجات.[١]
الآثار التونسية
تشتهر تونس بآثارها الكثيرة والمتنوعة، ومن أهم آثار الحضارة التونسية ما يلي:[٢]
- قرطاج: كانت قرطاج واحدة من أقوى مدن العالم القديم، وكبرت ونمت لتصبح الإمبراطورية القرطاجية القوية التي سيطرت على معظم أراضي غرب البحر المتوسط، واليوم أنقاض هذه المدينة الشهيرة موجودة على مشارف العاصمة تونس، وأفضل طريقة لبدء استكشاف قرطاج هي زيارة بيرسا هيل ومتحف قرطاج، إذ يحوي المتحف مجموعة من القطع الأثرية الرومانية والقرطاجية بما في ذلك نموذج عن قرطاج البونيقية، ويوجد في قرطاج العديد من الفلل التاريخية، والمدرج الروماني والمسرح الروماني، والعديد من المباني الأثرية المذهلة.
- مدينة دقة: دقة (Dougga) موقع مليء بالآثار القديمة المحفوظة جيدًا في موقع قديم سكنته العديد من الحضارات؛ كالنوميديين والإغريق القدماء والرومان، ويحوي الموقع الأثري على مسرح كبير يتسع لحوالي 3,500 شخص، وفي دقة معابد قديمة عديدة كمعبد زحل (Saturn)، ويوجد العديد من الفلل الفاخرة، وثلاثة أقواس نصر، وبقايا حمامات عامة وسوق قديم، وفي عام 1997 ميلادي أُدرِجَت دقة كموقع تراثي عالمي لليونيسكو.
- مدرج الجم: مدرج ضخم يستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، وهو من الآثار الرومانية المهمة، ويُشبه هذا المدرج بشكل واضح مدرج الكولسيوم في روما، ويتسع لعدد ضخم من المتفرجين، وفيه مقاعد متدرجة، والعديد من الأقواس، والجدران الحجرية التي يصل طولها لحوالي 35 مترًا، وما زالت سليمة في العديد من الأماكن، والجدال ما زال قائمًا بين أفضلية مدرج الجم أو مدرج الكولسيوم في روما.
- موقع بولا ريجيا: بولا ريجيا (Bulla Regia) موقع أثري روماني كبير فيه مجموعة رائعة من الفلل المبنية تحت الأرض وغيرها من المعالم الأثرية، وتتميز فلل المنطقة بأنها مبنية من طابقين تحت الأرض لحماية السكان، وتحوي أرضيات الفلل على مجموعة من الفسيفساء الرومانية الرائعة.
- كركوان التاريخية: كركوان من أهم المناطق السياحية التونسية وأكثرها جذبًا للسياح، وتقع كركوان المستعمرة القديمة المُدرجة ضمن معالم اليونسكو في منحنى فيروزي لمنطقة ساحلية رئيسية، وهي أفضل مثال في العالم عن مدينة قرطاجية أصيلة، إذ هجرت المدينة خلال الحرب البونيقية الأولى ولم تحتل المدينة من قبل الرومان، لذلك بقيت الشوارع والمنازل وورش العمل كما كانت دون تغييرات، وتشتهر منازل كركوان بأحواضها ذات اللون الوردي، وقد كانت كركوان مدينة جيدة التخطيط تحميها تحصينات مزدوجة، ولكن لا يُعرف إلا القليل عن تاريخها ولا حتى اسمها الأصلي، وكركوان كان لقب أحد علماء الآثار الفرنسيين الذين عثروا على الموقع في عام 1952 ميلادي، ويعود تاريخ أقدم البقايا إلى أوائل القرن السادس قبل الميلاد، ولكن معظم الأثآر بنيت ما بين القرن الرابع إلى الثالث قبل الميلاد، ويوجد متحف صغير في الموقع يحوي مجموعة من الفخار والمجوهرات والتماثيل، وتشير القطع الأثرية اليونانية والإيطالية والمصرية إلى ثروة السكان وتطورهم، وكذلك أذواقهم العالية.[٣]
- مدينة أوتيك: أوتيك أو عتيقة المعاصرة وأطلق عليها ابن خلدون اسم وطاقة، وهي مدينة تونسية تقع في شمال تونس في ولاية بنزرت تحديدًا، وتبعد عن العاصمة تونس 30 كيلو متر، وتعد المدينة من أقدم المستوطنات التي كانت تابعة للفينيقيين في سهول تونس، تأسست المدينة عام 1101 قبل الميلاد، ويعد موقعها الاستراتيجي مهمًا جدًا؛ لأنها كانت تتوسط الطريق الواصل بين قرطاجة ومدينتي هيبواكرا وهيبو ريجيوس، مما جعل المدينة تشهد ازدهارًا كبيرًا، ووقعت أوتيك تحت السيطرة القرطاجية ووقعت المدينة تحت سيطرة اغاثاكوليس في الحرب التي خاضها ضد مدينة قرطاجة في عام 348 قبل الميلاد، ولكنها تخلصت من سيطرة القرطاجيين بعد الحرب التي وقفت فيها المدينة مع الرومان ضدها، واتخذها الرومان مقرًا للحكم الروماني في قارة أفريقيا، وبنيت فيها الكثير من المباني الضخمة مثل؛ الكابيتول والمسرح والفوروم والسيرك وحماماتها الكبيرة والكثير من الأبنية الفخمة المزخرفة، ثم وقعت المدينة تحت حكم العرب عام 698م، ووجدت في المدينة الكثير من الآثار والقبور العائدة للحضارات الفينيقية والرومانية القديمة.[٤]
مدن تونس
تونس دولة جميلة يوجد فيها تضاريس عديدة، جزء من أراضيها صحراوية، والجزء الأكبر جبلي بسبب جبال أطلس المارة فيها، وفي تونس عدة مُدن سياحية مميزة نذكر منها:[٥]
- تونس: العاصمة تونس، وهي المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في تونس، ويبلغ عدد سكان المدينة 1,056,247 نسمة، وحوالي 2,700,000 شخص يسكن المنطقة الحضرية في المحافظة، وكانت تونس منطقة مأهولة بالسكان منذ القرن الثاني قبل الميلاد بسبب موقعها الاستراتيجي على التلال، إذ تفصل بحيرة تونس المدينة عن البحر الأبيض المتوسط، وأُعيد بناء المدينة بعد السيطرة الإسلامية عليها، وفي عام 1159 ميلادي أصبحت تونس عاصمة إقليمية للمنطقة، وفي عام 1228 ميلادي أصبحت عاصمة للملكة، وبعد ذلك احتلها العثمانيون ثم الإسبان والفرنسيون، وبقيت مُحتلة حتى عام 1956 ميلادي حين نالت البلاد كلها استقلالها، وظلت تونس عاصمة للبلاد.
- مدينة صفاقس: صفاقس ثاني أكثر المدن كثافة بالسكان في البلاد بعد تونس، ويبلغ عدد سكانها 330,440 نسمة، وتقع على الساحل بعيدة حوالي 273 كم إلى جنوب شرق العاصمة تونس، وقد تأسست صفاقس في عام 849 ميلادي، وتأثرت بالعديد من الثقافات التي غزتها، وخلال الحرب العالمية الثانية كانت صفاقس قاعد رئيسية لقوات دول المحور، ثم استولت عليها القوات البريطانية، ومن بعد الحرب عادت السيادة الفرنسية على المدينة مرة أخرى، وبسبب موقعها البحري فإن تجارة وصيد السمك شهيرة جدًا في صفاقس، وتنتج المدينة أيضًا الفوسفات، والزيتون، وزيت الزيتون والمُكسرات.
- مدينة سوسة: ثالث أكبر مدينة في تونس، وعدد سكانها يقارب 271,428 نسمة، وتقع سوسة على طول البحر المتوسط على بعد حوالي 140 كم جنوب العاصمة، ويعود تاريخ تأسيس سوسة إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد عندما استوطنها الفينيقيون لأول مرة، وتحت الحكم الإسلامي أصبحت المدينة الميناء الرئيسي للبلاد، وتُمثل السياحة في سوسة رافدًا أساسيًا للدولة التونسية، وتشتهر المدينة بالزراعة خاصة زراعة الزيتون.
الثقافة التونسية
الثقافة التونسية هي مزيج من الحضارات المختلفة التي تعايشت وعاصرت واحتلت الأراضي التونسية، وفي العصور القديمة تأثرت ثقافة تونس بشدة بقرطاج وروما، وفي تلك الأوقات كانت تونس أمة غنية بالنشاط الثقافي ومكان للمتاحف والمؤسسات الثقافية المرموقة، وهذا أدى إلى توافد السياح بالملايين لتونس في وقتنا الحالي بسبب تحول المواقع الأساسية القديمة لمواقع أثرية مهمة كأنقاض مدينة قرطاج القديمة التي هزمتها الإمبراطورية الرومانية بعد ثلاثة حروب بونيقية، وعلى مرّ القرون احتلت العديد من الشعوب الأخرى تونس كبعض القبائل البربرية والعرب والمسلمين، وبالرغم من أن الإسلام هو الديانة السائدة في تونس إلا أن الجاليات اليهودية والمسيحية لها حرية ممارسة اعتقاداتهم، ولهم العديد من الإسهامات في إثراء تنوع الثقافة التونسية، أما عن اللغة فالعربية هي اللغة الرئيسية في تونس، لكن تستخدم اللغة الفرنسية في الغالب في وسائل الإعلام والمؤسسات التجارية والدوائر الحكومية، وفي المنتجعات السياحية يتكلم موظفو الفنادق عادة ثلاث أو أربع لغات أوروبية، وتوجد ثلاث صحف يومية فرنسية تصدر في تونس، وتوجد قناة تلفزيونية تونسية تبث برامجها باللغة الفرنسية.[٦]
المراجع
- ↑ "Tunisia", cia,5-11-2019، Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "What are the best Historic Sites in Tunisia?", triphistoric, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Kerkouane", lonelyplanet, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "الــــــموقــــع الأثــــــري بــــــأوتــيـــــــك"، العهد الوطني للتراث، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
- ↑ "Biggest Cities In Tunisia", worldatlas, Retrieved 3-10-2019.
- ↑ "Tunisia", newworldencyclopedia, Retrieved 11-11-2019. Edited.