محتويات
مدينة قرطاج
تأسست مدينة قرطاج عام 814 قبل الميلاد على يد أميرة فنيقية تُسمى أليسار، حين خرجت من لبنان من مدينة صور هربًا من بطش أخيها الذي قتل زوجها، وقيل بأن كاهنًا ما تنبأ لها بأنها ستصبح أميرة لمدينة مقابلها يقال جبل له قرنان، هربت في البحر الأبيض المتوسط في سفينة حتى رأت جبل بوقرنين فرست سفيتها هناك، وطلبت من أهل المدينة أن يُوهبوها قطعة أرض صغيرة بحجم جلد الثور، ولدهائها صنعت من جلد الثور خيطًا رفيعًا طويلاً مدته على الأرض على طول الخيط وحازت على قطعة أرض كبيرة جدًا أسست عليها مدينة قرطاج الحالية وأسمتها قرت حدشت؛ وتعني بالفنيقية المدينة الجديدة، أسست الأميرة على هذه الأرض واحدة من أكبر الحضارات الفنيقية، فازدهرت المدينة اقتصاديًا وعسكريًا حتى فاقت المدن الفنيقية الأُخرى.[١]
موقع مدينة قرطاج
قرطاج هي مدينة تقع في جمهورية تونس بالقرب من العاصمة التونسية في الجهة الشمال شرقية ،وتبعد عنها قرابة 15 كيلومتر، يحد قرطاج من الشرق البحر الأبيض المتوسط؛ إذ يبلغ شريطها الساحلي عليه قرابة 3 كيلو متر، ويحدها من الشمال بلدية سيدي أبي سعيد، أما من الغرب فتحدها بلدية المرسى، ومن الجنوب تحدها بلدية الكرم، يبلغ عدد سكان قرطاج قرابة 16 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها 640 هكتارًا، أما المناطق الأثرية فيها فتبلغ مساحتها قرابة 407 هكتارًا ما نسبته 63.58% من المساحة الإجمالية لقرطاج، وتتميز قرطاج بمناخها الجميل اللطيف في الشتاء والبارد في الصيف، كما ضمت مدينة قرطاج لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتعد قرطاج من مناطق الجذب السياحي في العالم؛ إذ يزورها أكثر من مليون سائح سنويًا.[٢]
تاريخ مدينة قرطاج
تأسست مدينة قرطاج على يد الأميرة الفينيقية عليسة في عام 814 ق.م، عندما هربت الأميرة من ظلم أخوها لها وبقيت تبحث عن منطقة حول البحر الأبيض المتوسط لكي تؤسس لها مدينة فيها، حسب ما ورد في كتب المؤرخين، وفي الفترة الواقعة بين القرن السابع والرابع قبل الميلاد توسعت إمبراطورية قرطاج وامتدت من غرب البحر الأبيض المتوسط حتى حدود المحيط الأطلسي لسواحل وسط إفريقيا، وفي الفترة الواقعة بين 264 قبل الميلاد إلى 146 قبل الميلاد خاضت قرطاج 3 حروب كبيرة ضد روما والتي أطلق عليها الحروب البونقية وأدت هذه الحروب إلى سقوط مدينة قرطاج، وانضمت لتلتحق بالإمبراطورية الرومانية وفي أواخر القرن الأول قبل الميلاد أعيد بناء المدينة، وفي عام 440 م سقطت قرطاج بيد الوندال الذي دامت هجماتهم عليها قرابة 8 سنوات، وتعرضت الكثير من معالمها للسرقة والتدمير، بعد ذلك حرّر بيليزار قرطاج من الوندال في عام 534 م وعادت لتشهد نهوضًا حضاريًا كبيرًا، أما في عام 698 م فقد تمكن القائد المسلم حسان بن نعمان من فتح مدينة قرطاج وإدخالها تحت الحكم الإسلامي.[٣]
المعالم الأثرية في قرطاج
من أهم المعالم الأثرية في قرطاج :[٤]
- متحف قرطاج : يقع متحف قرطاج على قمة هضبة بيرسا، بني المتحف في عام 1875م، يعرض المتحف الكثير من التحف الأثرية الموجودة في قرطاج، وتعود هذه التحف إلى الحضارات الفينيقية البونية والحضارة الرومانية الإفريقية والحضارة العربية الإسلامية.
- حمامات أنطونيوس : بنيت هذه الحمامات في القرن الثاني للميلاد في الفترة بين عامي 145م إلى 162م، وتوجد الحمامات على شاطئ البحر ثم طمرت الحمامات تحت الرمال واكتشفت في عام 1945م، تحتل الحمامات المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الحجم، ولم يتبقى منها لليوم غير الطابق الذي تحت الأرض الذي يحتوي على قاعات فخمة.
- حي المنازل الرومانية : وهو حي يضم الكثير من المنازل الارستقراطية وتتوزع المنازل هذه بشكل منسق على الهضبة الشرقية للاديون وتمر من خلالها الممرات والشوارع المرسومة على الطرز الرومانية القديمة، ومن بين هذه المنازل والمباني مبنى السكولا؛ وهو مبنى تقام فيه الطقوس الإمبراطورية، وتوجد فيه أيضًا كنائس مسيحية ومقابر بونيقية.
- المسرح الدائري بقرطاج : يقع هذا المسرح على مدخل المدينة من جهة الطريق الواصل بين تونس وقرطاج، وكان فيه ساحة للقتال بين المصارعين والمحكومين بالإعدام والحيوانات المفترسة، وكان الهدف من هذه الصراعات هو تنبيه الشعب لمصير من يخرج عن القانون في الدولة، يبلغ طوله 120 مترًا ويبلغ عرضه 93 مترًا، أما حلبته فيبلغ طولها 64 مترًا وعرضها 36 مترًا، ويستوعب المسرح قرابة 41 ألف شخص.
الآثار في مدينة قرطاج
دخلت مدينة قرطاج في التصنيف العالمي ضمن الأماكن الأثرية المحمية في العالم في عام 1973 اليونسكو، وجُمع 12 فريقًا للتنقيب عن الآثار والأماكن الأثرية فيها، وتضم الفرق العشرات من علماء الآثار العالميين، وبدأت أكبر حملة للتنقيب عن الآثار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، قُسّمت الأفرقة للتنقيب عن الآثار كلٌ حسب تخصصه؛ فمنهم من نقّب عن الآثار الإسلامية وآخرون تخصصوا في الآثار الفنيقية وآخرون عن البيزنطية والرومانية والمسيحية والوندالية، وقد كُشف عن آثار وخبايا وتاريخ لم تُذكر من قبل، كما رُممت بعض الآثار لكشف المزيد عن التاريخ والآثار الموجودة في المنطقة.
من أهم الآثار المُرممة المُكتشفة الحي الفنيقي، وقد أصبح المكان منتزه أثري يزوره العديد للتعرف على الحياة الفنيقية بين القرن الخامس إلى الثالث قبل الميلاد، ومن الآثار الرومانية المُرممة فيلا المطيرة، وحمامات أنطوان التي تمتاز بحجمها وارتفاعها الكبير خاصةً عامود كلسي رمادي طويل يعلوه تاج أبيض اللون، كما تحتوي المدينة القديمة على آثار مدافن للفنيقيين وميناء قرطاج المقسوم إلى حوضين؛ أحدهما مستطيل الشكل ترسو به السفن التجارية، والآخر دائري مُخصص للسفن الحربية تتوسطه جزيرة عليها برج المراقبة لتنظيم وإصدار الأوامر مع المراكز الساحلية الأُخرى في قرطاج، وهو من أهم معالم مدينة قرطاج الأثرية والحالية.
أما عن مهرجان قرطاج الدولي فيُقام في كل عام على المدرجات الرومانية القديمة، ومن الآثار البيزنطية المشهورة عُثر على كاتدرائية قديمة، وقد كان من الغريب العثور على مثل تلك المعالم الدينية في تلك الحقبة في بلاد المغرب العربي، أما للراغبين بزيارة المتاحف التاريخية والتعرف على تاريخ الحُقب التي توالت على قرطاج ورؤية الوثائق التاريخية والفخاريات بجانب أدوات صُنعت من معادن مُختلفة وقطع صغيرة من الآثار وُجدت في أماكن التنقيب والترميم والتماثيل؛ فالمكان الأنسب هو متحف قرطاج الواقع في مدينة بيرصة الذي أُنشئ عام 1875 وطوّرت عدة مرات، والزائر لمدينة قرطاج لا يتمتع بالمدن والآثار التاريخية العريقة فحسب، بل يستشعر عظمة الحضارات التي شغلت قرطاج على مدار 28 قرنًا، فتعد تونس مثالًا على أهم المدن وأقدمها في العالم أجمع، والتي جعلت قرطاج تدخل ضمن قائمة التراث العالمي بجدارة.[٥]
المراجع
- ↑ روعة قاسم (14-4-2018)، " قرطاج أيقونة المتوسط وإحدى أهم مكونات الهوية التونسية"، alquds، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
- ↑ ".مدينة تزورها..قرطاج..عندما يتكلم التاريخ"، turess، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-3.بتصرّف.
- ↑ "قرطاج"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-26.
- ↑ "Exploring the Ruins of Ancient Carthage: A Visitor's Guide"، /planetware، Retrieved 25-4-2021. Edited.
- ↑ " قرطاج: من آثار الفينيقيين إلى منارة جامع العابدين"، middle-east-online، 19-11-2003، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.