محتويات
العلاج بالألوان
يهدف العلاج بالألوان إلى استخدام الألوان المرئية لعلاج الأمراض، وعلى عكس ما يظن به الكثيرون، فإن العلاج بالألوان ليس بالأمر الحديث مطلقًا، وإنما يرجع إلى قرون طويلة ولقد استخدمه بعض المعالجين بنجاح خلال السنوات السابقة لعلاج أمراض مختلفة، بل إن هنالك بعض الأدلة التي تشير إلى كونه موجودًا أيام الفراعنة، والإغريق، وفي الصين والهند أيضًا، وجذور هذا العلاج ترجع إلى المبادئ الفيزيائية الأولى التي وضعها العالم الشهير إسحق نيوتن، وكثيرًا ما يروج مناصرو العلاج بالألوان إلى كون الجسم البشري يتكون من ألوان أصلًا وبأن بوسع الألوان أن تتسبب في حدوث تحفيزات أو تأثيرات في بنية الجسم، بل إن البعض منهم يذهبون بعيدًا إلى حد القول بأن الألوان مسؤولة عن عمل أجهزة الجسم وأن كل جهاز أو عضو في الجسم يمتلك لونه الخاص أيضًا، وعادةً ما يُفسرون ذلك بالقول بأن لكل عضو أو خلية أو ذرة فيزيائية طاقة اهتزازية يُمكن تجسديها على شكل ألوان[١].
كيف يعمل العلاج بالألوان؟
يعتقد بعض العلماء بأن للألوان إشارات قادرة على التأثير على جهازك العصبي وتحسين حالتك النفسية، ومن المعروف أن الألوان هي أصلًا عبارة عن طاقة ضوئية ذات أطوال موجية محددة، وغالبًا ما تتحول هذه الطاقة الضوئية إلى ألوان مرئية عند دخولها إلى عينيك وملامستها للمستقبلات الضوئية الموجودة في شبكية عينيك، ولقد ادعى مناصرو العلاج بالألوان بأن للألوان تأثيرًا مباشرًا على أفكارك، ومزاجك، وحتى سلوكك، ولقد أرجعوا سبب ذلك إلى قدرة الطاقة الضوئية والألوان على التأثير على الغدتين النخامية والصنوبرية اللتين تفرزان هرمونات مهمة، كما أن البعض يدعون بأن للون الأحمر قدرة على تحفيز الجهاز العصبي الودي، بينما يمتلك اللون الأزرق قدرة على تحفيز الجهاز العصبي اللاودي، وعلى العموم فإن الألوان لها دورٌ مهم في الهندسة الداخلية وهندسة الديكور، كما أن هنالك فرعًا منفصلًا من علم النفس يختص بتأثير الألوان على النفس البشرية[٢].
لماذا يستخدم العلاج بالألوان؟
لا يوجد الكثير من الدراسات أو الادلة العلمية التي بحثت في موضوع فاعلية أو استخدامات العلاج بالألوان، كما أن البعض ينظرون إلى العلاج بالألوان بصفته فرعًا جديدًا من أفرع الطب الحديث على الرغم من وجوده منذ القدم كما ورد مسبقًا، ولقد واجه العلماء مشكلة في الحصول على دعم مادي للبحث في استخدامات العلاج بالألوان بسبب عدم ثقة الجهات المانحة في نجاعة أو أهمية هذا العلاج أصلًا، لكن على أية حال، تبقى هنالك بعض الأدلة العلمية التي تحدثت عن كون العلاج بالألوان والضوء مفيدًا لغرض[٣]:
- علاج الاكتئاب الموسمي الذي يظهر في الشتاء والخريف.
- علاج اليرقان أو اصفرار الجلد عند الأطفال الرضع.
- تحسين اليقظة، والانتباه، والمزاج عمومًا.
- الحد من مستوى آلام الصداع النصفي.
يجب التذكر هنا بأن العلاج بالألوان ينتمي أصلًا إلى العلاج بالفن، الذي يمتلك آثارًا إيجابية فيما يتعلق بعلاج بعض أنواع السرطانات، وإصابات الدماغ، والربو، والخرف، والنزيف الدماغي أو الجلطات الدماغية[٤]، ومن الضروري الإشارة هنا كذلك إلى حقيقة أن مفهوم العلاج بالألوان يشير أساسًا إلى تسليط الأطوال الموجية الكهرومغناطيسية على الأجهزة أو الأجسام الحية، وهذا يشتمل بالطبع على الضوء الليزري، الذي يُستخدم بكثرة في المساقات الطبية لغرض شفاء الجروح وعلاج التقرحات الجلدية وعلاج بعض المشاكل العصبية أيضًا، ومن المثير للاهتمام كذلك وجود نوع من العلاج بالألوان يُدعى بالعلاج بالألوان السمعي، الذي يدمج القدرات السمعية مع قدرات رؤية الألوان لعلاج الأمراض، ولقد نشرت دراسة عام 2018 للبحث في نجاعة هذا النوع في علاج المشاكل النفسية والفوبيا والهلع[٥].
أكثر الألوان المستخدمة في هذا العلاج
يلجأ أخصائيو العلاج بالألوان إلى استخدام طيف الألوان المرئية لدى البشر، بما في ذلك الألوان الحمراء، والخضراء، والزرقاء، والألوان الأخرى الناجمة عن مزج هذه الألوان ببعضها البعض[١]، وبغض النظر عن الشكوك الكبيرة التي تحيط بفاعلية العلاج بالألوان، إلا أن لكل لون من الألوان المرئية معنى وصفة خاصة لدى الثقافات المختلفة، كما أن استخدام الألوان له رواج كبير بين خبراء التسويق والمبيعات بسبب قدرة الألوان على جذب المستهلكين لشراء المنتجات، وعلى العموم فإن لكل لون من الألوان قدرة علاجية محددة، وبوسعك أخذ لمحة سريعة عن أبرز الألوان المستخدمة للعلاج على النحو الآتي[٦]:
- اللون الأحمر: يُستخدم هذا اللون لغرض تحفيز الجسم والعقل وزيادة التروية الدموية في جسمك.
- اللّون الأصفر: يمتلك هذا اللون قدرة على تحفيز الأعصاب وتنقية جسمك.
- اللون البرتقالي: يتمكن هذا اللون من شفاء مشاكل الرئة وزيادة مستوى الطاقة في جسمك.
- اللون الأزرق: بمقدور هذا اللون تحسين حالة الأمراض وعلاج الآلام.
- اللون النيلي: يعتقد البعض بأن لدرجات اللون النيلي قدرة على علاج مشاكل الجلد.
مَعْلومَة
احتل العلاج بالألوان مكانة مهمة في الكثير من الثقافات والأساطير القديمة؛ ولقد أرجعت التعاليم السحرية القديمة سبب استخدام المصريين والإغريق القدماء لصبغات الألوان والحجارة والمعادن الملونة إلى اعتقادهم بأن ذلك من أنواع من العلاج، وهذا ظهر بجلاء أيضًا على جدران المعابد القديمة التي تحمل ألوانًا كثيرة، ومن المثير للاهتمام أن الطبيب الشهير ابن سينا قد تحدث أيضًا عن العلاج باستخدام الألوان، وقد قال" إن اللون هو عبارة عن عرض أو علامة ظاهرة دالة على وجود أحد الأمراض"، ولقد طور ابن سينا مخططًا لربط الألوان مع الحرارة والحالة المرضية للبدن، وقال بأن اللون الأحمر يُساعد على سريان الدم في الجسم، بينما يُساعد اللون الأزرق أو الأبيض على تبريد الدم، أما اللون الأصفر، فكان قادرًا بنظره على تخفيف الآلام العضلية والالتهابات، وهذا في المحصلة جعل العلماء بنطرون إلى ابن سينا بصفته أحد أبرز واضعي أسس العلاج بالألوان منذ تلك الأيام[١].
المراجع
- ^ أ ب ت Samina T. Yousuf Azeemi & S. Mohsin Raza (2005-12-01), "A Critical Analysis of Chromotherapy and Its Scientific Evolution", Evid Based Complement Alternat Med., Issue 4, Folder 2, Page 481 488. Edited.
- ↑ Sunil Shroff, MBBS, MS, FRCS (UK), D. Urol (Lond) (2018-06-13), "Colors and Moods - Color Psychology, Color Therapy or Chromotherapy", www.medindia.net, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ Alana Biggers, M.D., MPH (2020-07-30), "The Mood-Boosting Benefits of Color Therapy", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ Mi Kyoung Kim & Sung Don Kang (2013-01-01), "Effects of Art Therapy Using Color on Purpose in Life in Patients with Stroke and Their Caregivers", Yonsei Med J. , Issue 1, Folder 54, Page 15 20. Edited.
- ↑ Alexandre Massao Yoshizumi, MS, Daniel Guillermo Asis, MD, and Fabiola Andrade Luz, PhD (2018-06-01), "Auricular Chromotherapy in the Treatment of Psychologic Trauma, Phobias, and Panic Disorder", Med Acupunct., Issue 3, Folder 30, Page 151 154. Edited.
- ↑ Steven Gans, MD (2020-05-28), "Color Psychology: Does It Affect How You Feel?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.