آثار الاكتئاب على الجسم

الاكتئاب

ظن الباحثون في السابق بان الاكتئاب يحدث نتيجة لاختلالاتٍ في المركبات والمواد الكيميائية داخل الدماغ، لكن الأبحاث الحديثة توصلت إلى أن الاكتئاب لا ينجم عن قلة أو كثرة بمستويات أحد المركبات الكيميائية في الدماغ، وإنما عن أسبابٍ وعوامل كثيرة ومتنوعة لها علاقة بالمواقف الحياتية المثيرة للتوتر، والأدوية التي يستهلكها الفرد، والجينات، وغيرها الكثير من العوامل التي تتظافر معًا وتتسبب بحدوث الاكتئاب في النهاية، لكن هذا لا يعني عدم وجود دورٌ للمركبات الكيميائية في الدماغ في التسبب بالاكتئاب بالطبع؛ فهنالك ملايين وربما المليارات من التفاعلات الكيميائية المسؤولة أصلًا عن انتاج المزاج، والادراك، والتجارب الذهنية الأخرى، وعلى الرغم من أن معظم الناس يتصورن بأن العواطف هي نابعة من القلب، إلا ان العلم يخبرنا بغير ذلك ويؤكد على أن العواطف يجري السيطرة عليها داخل مراكز خاصة في الدماغ وليس القلب^[١].

آثار الاكتئاب على الجسم

لا يؤثر الاكتئاب على عواطف ونفسية الانسان فحسب، وإنما يؤثر كذلك على صحته البدنية والجسمية أيضًا، وبالإمكان ذكر أبرز الآثار التي يتسبب بها الاكتئاب على الصحة البدنية كما يلي^[٢]:

• فقدان أو زيادة الوزن: يمر المصابون بالاكتئاب بتقلبات في الشهية، مما يدفع ببعضهم إلى كسب مزيدٍ من الوزن أو خسارة بعض الوزن، ومن المعروف أن زيادة الوزن والسمنة هي أحد الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، بينما يتسبب فقدان الوزن بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والمشاكل الإنجابية، والاجهاد البدني.
• الآلام المزمنة: يشعر بعض المصابون بالاكتئاب من آلام وتشنجات يصعب تفسير أسبابها، وقد تظهر هذه الآلام على شكل صداع، أو آلامٍ في العضلات، أو آلامٍ عند لمس الثديين تحديدًا.
• أمراض القلب: يبدأ المصاب بالاكتئاب بتجاهل الأنماط الحياتية الصحية ويميل أكثر نحو اتباع العادات السيئة التي تُساهم في زيادة خطر إصابته بأمراض القلب؛ كتناول الأطعمة غير الصحية وإهمال ممارسة الأنشطة البدنية، لذا ليس من الغريب أن يكون الاكتئاب أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما ليس من الغريب أن يوجد الاكتئاب عند مريض واحد من بين خمس مرضى يُعانون من الفشل القلبي أو أمراض شرايين القلب التاجية.
• الالتهابات: يُصاب الجهاز المناعي بتغيراتٍ واختلالاتٍ ملحوظة نتيجة للاكتئاب، ويُصبح المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية والأمراض الالتهابية؛ كالقولون العصبي، والتهاب المفاصل، وسكري النمط الثاني، لكن الخبراء ما زالوا بحيرة من امرهم فيما إذا كان الاكتئاب يؤدي إلى الالتهابات أو أن الالتهابات هي التي تؤدي إلى الاكتئاب.
• المشاكل الجنسية: يشكوا الكثير من المصابين بالاكتئاب من فقدان الرغبة الجنسية، ومن حاجتهم لزمن أطول للوصول إلى الرعشة أو النشوة الجنسية، بالإضافة إلى حصول مشاكل بينهم وبين شركاء حياتهم بسبب الاكتئاب.
• تفاقم المشاكل الصحية المزمنة: تجنح أعراض المشاكل الصحية المزمنة نحو الأسوأ عند المصابين بالاكتئاب؛ وذلك لإن الاكتئاب يجعل من الصعب على المصابين التقيد بالعلاجات الطبية التي وصفها الأطباء لهم.
• مشاكل النوم: تنتشر المعاناة من الأرق وقلة النوم بين المصابين بالاكتئاب، وهذا بالطبع يزيد من حدة المشاكل الذهنية والبدنية التي يُعانون منها أصلًا.
• المشاكل الهضمية: يشير بعض الخبراء إلى زيادة في معدل الشكاوى من الأمراض والمشاكل الهضمية عند المصابين بالاكتئاب؛ كالإمساك، والإسهال، والغثيان، والتقيؤ، بالإضافة إلى الامراض الهضمية المزمنة؛ كالقولون العصبي، ولقد أرجعت أحد الدراسات هذه الأمور إلى تسبب الاكتئاب بحدوث تغيراتٍ في طريقة استجابة الدماغ إلى التوتر.

الوقاية من الاكتئاب

ينفي الباحثون وجود طريقة مثالية أو مبتكرة لوقاية النفس من الاكتئاب، لكن يبقى بالإمكان اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة لوقاية النفس شر الاكتئاب، مثل^[٣]:

• إيجاد خطواتٍ مناسبة لتقليل حدة التوترات الحياتية لزيادة الثقة بالنفس وزيادة مستوى المرونة في التعامل مع التوتر.
• التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين أثناء الأزمات الصعبة.
• التواصل مع الأطباء لعلاج الاكتئاب عند الإحساس بوجود أعراض الاكتئاب في بداياتها.

المراجع

1. ↑ "What causes depression?", Harvard Health Publishing,24-6-2019، Retrieved 4-8-2019. Edited.
2. ↑ Timothy J. Legg, PhD, CRNP (9-7-2018), "How does depression affect the body?"، Medical News Today, Retrieved 4-8-2019. Edited.
3. ↑ "Depression (major depressive disorder)", Mayo Clinic,3-2-2018، Retrieved 4-8-2019. Edited.