أثر الرياضة على الصحة النفسية

أثر الرياضة على الصحة النفسية
أثر الرياضة على الصحة النفسية

الرّياضة

الرّياضة هي واحدة من أكثر الأنشطة القيّمة للبشرية عامة، وهي نشاط متأصل في جميع الثقافات حول العالم، وتؤدي الرّياضة إلى التطوّر الجسدي والعقلي والتأثير الإيجابي على ممارسيها طوال حياتهم إذا انتظموا في ممارستها ولو 10 دقائق يوميًا، وجميع أنواع الرّياضة ذات فائدة للجسم ولا تقتصر الفائدة على رياضة بعينها دون غيرها.

والرّياضة هي نشاط تنافسي وحماسي يتطلّب مجموعة من القدرات البدنيّة والمهارات لممارستها، وتوجد أربعة أنواع رئيسيّة من الرّياضة على مستوى العالم، وهي الرياضة البدنيّة كالمشي والسباحة والجمباز، والرياضة الآليّة وهي التي تستخدم فيها الآلات كرياضة السيارات والدراجات الناريّة، ورياضة العصف الذهني والذّكاء كرياضة الشطرنج، ورياضة الحيوانات كركوب الإبل والخيل، والرّياضة مهمّة، خاصة للأطفال الصغار، فهي تساعدهم على معرفة المزيد عن محيطهم واستكشاف العالم من حولهم، وهي طريقة مثاليّة ليتحلّى الأطفال بروح رياضيّة عالية وفهم أهميّة العمل الجماعي إذا لعبوا الرياضة عن طريق مجموعات، وتطوّرمن مهاراتهم الجسديّة لدرجة كبيرة، ويكونوا صداقات جديدة، ولا يقتصر أثر ممارسة التمارين الرياضية فقط على البدن بشده وإزالة ترهلاته والتّخلص من الوزن الزائد، بل يتعدى أثرها للصحة النفسيّة والرّوحانية، ومن أهم أنواع الرياضات المعروفة؛ رياضة كرة القدم، والتايكواندو، والجودو، والتزلج، والسباحة، والقفز عن الحواجز، والكاراتيه، والكونغ فو، وغيرها الكثير من الرياضات، وسنتحدّث في هذا المقال عن أثر الرياضة على الصحة النفسيّة والجسديّة والعقليّة والاقتصاديّة.[١]


أثر الرّياضة على الصحة النفسيّة

للرياضة أثر كبير على كافة مناحي الحياة العقلية والجسميّة والاجتماعيّة والنفسيّة، ومن أهم فوائدها وآثارها على الصحة النفسيّة:[٢]

  • تطوير المهارات الذاتيّة: فالمشاركة في الألعاب الجماعيّة تحسّن من مستوى تقدير الذات وصورة الجسم، وتطوّر الرياضة عددًا كبيرًا من المهارات المهمة في حياة الأشخاص اليوميّة من مثل مهارة القيادة والصبر والمثابرة والاجتهاد والتصميم لتحقيق الهدف، وتُعدّل المزاج وتُبعد الشخص عن التقلبات النفسيّة، وتوسّع المدارك العقلية والذهنية، وتجعل الشخص أكثر تقبلًا للتحديات اليوميّة.[٢]
  • تحسين الحالة المزاجيّة والدّخول في النوم: فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة يوميًّا أقدر على الدخول بنوم مريح متواصل من أولئك الذين لا يمارسون أي نشاط أو أي تحرك بدني، والرياضة تحسّن من الحالة المزاجيّة لا سيما تمارين الايروبيك والمقاومة، وتعزز الرياضة من احترام الذات وتساعد على مقاومة التعب الإجهاد وتحسّن من القدرة الإدراكيّة والرّفاهيّة العقليّة وخاصة للأشخاص البالغين.[٣]
  • الابتعاد عن السلبيّة: ممارسة التمارين الرياضية تشغل الدماغ بمواجهة الحاجة الجسمانية لزيادة النشاط البدني ما يبعد الشخص عن التفكير بالأمور السلبيَّة مما يعطيه فرصةً للراحة من المتاعب، وتحسّن التمارين الرياضية من حالة الأشخاص المصابين بأمراض عقليّة كالفصام فهي تُحسّن من نوعية حياة الأشخاص المصابين بالفصام إلى درجة كبيرة.[٤]
  • زيادة الثقة بالنفس: فالنشاط البدني يحسّن من ثقة الإنسان بنفسه إلى درجة كبيرة إذا مارس الشخص التمارين باستمرار فتزيد من لياقة البدن والقوة والقدرة على التّحمّل وعندما يتحسّن الإنسان جسديًا سيصبح أقوى عقليًا ويصبح أكثر ثقة وأكثر سعادة.[٥]
  • الحد من القلق: يعاني الأشخاص من الكثير من الأمور التي تقلقهم ولكن مع ممارسة النشاط البدني لا داعي للقلق، فالرياضة تخفف من القلق بنسبة كبيرة.[٥]
  • الحد من التّدهور المعرفي: فالرياضة تقلل من خطر التدهور المعرفي وتحد من الخرف، وتساعد على تجديد خلايا الدماغ التي تتآكل بسبب الخرف والزهايمر، فإذا مارس الشخص الرياضة بانتظام يوميًا لا سيما رياضة اليوغا فإنها ستساعده على التركيز وستتحسن قدرته على التّعلم والتّذكر.[٥]
  • الحد من التوتر: فالرياضة تّفرّغ من شحنات الغضب التي بداخل الشخص، إذ تنخفض مستويات الهرمونات المسؤولة عن الغضب والحدَّة والانفعالية، مما يؤدّي إلى تهدئة النفس ورجوع الرشد للشّخص واتضاح الرؤية والتمكن من التفكير بشكل سليم، فالرياضة وسيلة لتخفيف الضغط النفسي والتخلّص من التوتر الناتج عن الإجهاد[٥]، وتقلل الرّياضة إلى درجة كبيرة من هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين عن طريق إطلاقها للببتيدات العصبيّة مثل الأندروفين.[٢]
  • الشعور بالسعادة: فهرمون الأندروفين الذي يتولّد خلال النشاط البدني يؤدي إلى زيادة السعادة والنشوى والرّضا الذاتي ويثير الشعور الإيجابي ويقلل من نسبة الشعور بالألم، فكلما كانت التمارين أكثر كثافة زاد الجسم من إنتاج هرمون الأندروفين وبالتالي زيادة الشعور بالسعادة.[٥]
  • تقليل الإكتئاب: للتمارين الرياضيّة أثر كبير في تخفيف الاكتئاب وربما يفوق دورها دور أدوية الاكتئاب في شفاء الشخص المصاب، فالرياضة تدعم نمو الخلايا العصبيّة في الدماغ مما يساعد في علاج الاكتئاب وتحسين الصحة العقليّة.[٥]


أثر الرياضة على الصحة الجسديّة

فمع الاستمرار في ممارسة الرياضة فإن الكثير من المهارات الحركيّة للجسم ستحسّن وتصبح أكثر مرونة كمهارات التنسيق وقوّة العضلات، وهذه المهارات ستُحسّن من الحياة الشخصيّة لممارسة الرياضة، وتساعد الرّياضة في تحسين التمثيل الغذائي في الجسم، لذلك فهي تعالج جميع المشكلات المتعلّقة بالسمنة، وزيادة الوزن عن طريق حرق الدهون الزائدة في الجسم والحصول على جسم متناسق ورشيق، وتحل الرياضة جميع المشكلات الناجمة عن السمنة، مثل السّكري وارتفاع الضغط والخمول والكسل، وتساعد الرياضة كبار السن لدرجة كبيرة في الحفاظ على حركتهم ونشاطهم الطبيعي وبعدهم عن الخمول.

وللرياضة أثر كبير في تحسين صحّة الأشخاص، فهي تُحسّن من قدرة القلب والأوعية الدمويّة على التحمّل مما يُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة والأمراض المرتبطة فيها، كالضغط والسكري والسرطان والكثير من الأمراض الخطيرة، والرياضة تبني العظام وتزيد من كثافتها وتمنع من الإصابة بالأمراض المتعلّقة بالعظام كهشاشة العظام والكسور بأنواعها، وتحسّن الرياضة من الصحة الجسديّة على المدى الطويل وعند التقدّم بالعمر.[٢]


أثر الرياضة على الناحية الاجتماعية

فمن الناحية الاجتماعيّة فإن الرياضة تعزز من الصداقة والعلاقة بين الأفراد أثناء ممارسة الرياضة لا سيما الرياضات الجماعيّة، وتحسّن الرياضة من المهارات الاجتماعية بين الأفراد، وتتيح فرصة التواصل وتبادل الخبرات التي يمكن نقلها فيما بعد للأكاديميات والمدارس والجامعات، والمجتمعات التي تهتم بالرياضة وتعدّها جزءًا من حياتها فإنّ أفرادها يميلون إلى البعد عن ارتكاب بعض الجرائم كالسرقات والقتل وغيرها من الجرائم، بالإضافة إلى أنّ هذه المجتمعات تنخفض فيها نسبة تغيّب الطلاب عن مدارسهم إلى درجة كبيرة لأن ممارسي الرياضة عادة ما يتّسمون بالمسؤوليّة والالتزام في كافة مناحي حياتهم.[٢]


أثر الرياضة على الناحية الاقتصاديّة

بالإضافة لجميع الفوائد السابقة للرياضة فإن لها الكثير من الفوائد الاقتصاديّة، فالرياضة تدر الملايين على الدول المستضيفة لها من خلال إحراز أفرادها للبطولات، ففي العام 2012 م شكّلت الرياضة ما نسبته 2% من الناتج المحلي للمملكة المتحدة، ووفرت الرياضة فرص عمل لآلاف الأشخاص حول العالم عن طريق مدققي السعرات الحراريّة عبر الإنترنت والمدربين الشخصيين، وتدعم الرياضة الاقتصاد بطريقة غير مباشرة عن طريق استضافة البطولات من خلال الإيرادات التي تحصلّها الدول المستضيفة من حقوق البث والتذاكر والجهات الراعية وتنشّط الكثير من المجالات الأخرى مثل السياحة والنقل، فتصبح الدول المستضيفة للأحداث الرياضية أكثر إنتاجيّة وأكثر صحة[٢].


المراجع

  1. "List of Sports", lingokids, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Introduction - Benefits of Sport", pacehealth, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  3. "The influence of physical activity on mental well-being", cambridge, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  4. "Exercise: a neglected intervention in mental health care?", onlinelibrary.wiley, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Top 6 benefits of sports and physical activity on mental health", moodistory, Retrieved 19-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :