التنفس الصناعي عن طريق الحنجرة

التنفس الصناعي

حاول الطبيب الروماني جالينوس إجراء التنفس الصناعي في القرن الثاني عبر نفث الهواء مباشرة داخل حنجرة أحد الحيوانات الميتة من خلال استخدامه لقصبة من النبات، ثم استمر البحث في هذا الموضوع حتى مجيء عام 1929، عندما حاول البعض استعمال ما يُعرف بالرئة الحديدية، التي جاءت على شكل حجرة أسطوانية تحيط بكامل جسم المريض حتى رقبته، وكانت لا تتطلب شق القصبة الهوائية أو وضع أنبوب داخل القصبة الهوائية، لكن المرضى كانوا يشكون كثيرًا من الضيق والانزعاج عند وضعهم داخلها، كما واجه الأطباء والممرضون مشكلة في تقديم الرعاية للمريض داخل هذه الحجرة، مما قاد إلى اكتشاف طرقٍ أخرى أكثر سلامة لتزويد المريض بالأكسجين عبر إدخال أنبوب داخل القصبة الهوائية وتزويد المريض بضغط هواء إيجابي، وظهرت الحاجة لتقنية التنفس الصناعي عبر شق القصبة الهوائية بعد ذلك في عام 1950 أثناء انتشار مرض شلل الأطفال في الدول الإسكندنافية والولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أدى استعمال التنفس الصناعي عبر شق القصبة الهوائية إلى تقليل نسبة الوفيات بحدود 50% في مشافي كوبنهاغن، وبات التنفس الصناعي منذ ذلك الحين يقوم على مبدأ إدخال أنبوب داخل القصبة الهوائية أو شق القصبة الهوائية من أجل تزويد المريض بضغط هواء إيجابي، كما ظهر للتنفس الصناعي بعد ذلك أهمية كبيرة في علاج الكثير من مشاكل جهاز التنفس الخطيرة[١].


التنفس الصناعي عن طريق الحنجرة

يلجأ الأطباء إلى شق القصبة الهوائية من أجل خلق ثقب داخل الرقبة لوضع أنبوب التنفس الصناعي داخلها، وعادةً ما يوضع هذا الأنبوب تحت الحبال الصوتية أو الحنجرة مباشرة، وسيكون بإمكان الهواء الدخول بعد ذلك إلى الرئتين دون المرور بالفم، أو الأنف، أو الحلق، وكثيرًا ما يلجأ الأطباء إلى إجراء شقٍ أو ثغرٍ في القصبة الهوائية أثناء قدوم المريض إلى الطوارئ في حال كان يُعاني من تضيقٍ شديد أو خطير في المسالك التنفسية، وقد يحدث هذا التضيق نتيجة للإصابة بأمورٍ أو مشاكل صحية كثيرة، منها الإصابة بسرطان في منطقة الرقبة، أو الإصابة بأمراضٍ مزمنة في الرئتين، أو الإغماء، أو التعرض للحروق في الوجه، أو التعرض لضربة أو إصابة مباشرة في الحنجرة أو الصدر، أو بسبب دخول جسمٍ غريب إلى المسالك التنفسية، أما في حال كان إجراء شق القصبة مخططًا له من قبل؛ فإن الطبيب قد يطلب من المريض الامتناع عن تناول الطعام قبل العملية ب12 ساعة، وسيلجأ الطبيب بالطبع إلى تخدير المريض تخديرًا عامًا، لكن التخدير سيكون موضعيًا في حال جاء المريض إلى الطوارئ، وسيستخدم الطبيب المبضع الجراحي لشق العنق تحت تفاحة آدم مباشرة من أجل الوصول إلى القصبة الهوائية ووضع أنبوب التنفس الصناعي داخلها، ثم تثبيت الانبوب في مكانه باستعمال شريط يلتف حول العنق، وعادةً ما يحتاج المريض ل1-3 أيام للتأقلم والتنفس عبر الأنبوب، كما قد يحتاج الأمر بعض الوقت لتعلم الكلام وإخراج الأصوات[٢].


مخاطر شق القصبة الهوائية والحنجرة

توصف عمليات شق القصبة الهوائية بكونها أمنة إلى حدٍ كبير، لكنها تبقى تحمل بعض المخاطر، خاصة عند إجرائها في الطوارئ ودون تخطيطٍ مسبق، وقد ينجم عنها أحيانًا حصول نزيف، أو دمار في القصبة الهوائية، أو انحباس للهواء داخل جلد الرقبة، أو تجمع الدم داخل الرقبة، أو انزياح أنبوب القصبة الهوائية من مكانه بعد وضعه داخل القصبة الهوائية، كما قد يؤدي شق القصبة الهوائية إلى مضاعفاتٍ كثيرة على المدى البعيد، مثل[٣]:

  • حصول تضيق في القصبة الهوائية.
  • تشكل أنسجة شاذة داخل القصبة الهوائية.
  • انسداد أنبوب القصبة الهوائية.
  • الإصابة بالناسور أو تشكل ممرٍ بين القصبة الهوائية والمريء.
  • الإصابة بأشكال العدوى المختلفة، بما في ذلك العدوى البكتيرية.

وعلى أي حال يُمكن للأفراد عيش حياة طبيعية حتى بعد إجراء عملية شق القصبة الهوائية بصورة دائمة لهم، لكن الكثير منهم قد يُواجهون بعض الصعوبات عند الكلام وتناول الطعام، كما سيكون من الضروري بالطبع الحفاظ على نظافة شق القصبة الهوائية لمنع حصول أي انسدادٍ فيها[٤].


المراجع

  1. Christopher D Jackson, MD (11-4-2019), "Mechanical Ventilation "، Medscape, Retrieved 7-5-2019. Edited.
  2. Gerhard Whitworth, RN (6-11-2018), "Tracheostomy"، Healthline, Retrieved 7-5-2019. Edited.
  3. "Tracheostomy", Mayo Clinic,3-1-2018، Retrieved 7-5-2019. Edited.
  4. "Tracheostomy", National Health Service ,11-1-2017، Retrieved 7-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :