الإفراط في العمل وتأثيره على أدائك

الإفراط في العمل وتأثيره على أدائك
الإفراط في العمل وتأثيره على أدائك

الإفراط في العمل

يمكن تعريف الإفراط في العمل بأنه التأخّر في ساعات العمل فوق الحدّ الطبيعي والعمل بروتين خلال عطلة نهاية الأسبوع واستمرار العمل إلى جانب التخلّي عن الحياة الشخصية والاسترخاء[١]، ويُؤثر الإفراط في عملكَ على مستوياتٍ عدة منها الصحيّة والنفسية والعقلية، ومن المهم للغاية أن تبادر بمنح نفسكَ وقتًا أقل من العمل والمزيد من الراحة والاسترخاء في حال كنتَ من المفرطين في أعمالهم، ووفقًا لدراسة أُجريَت بواسطة CareerBuilder لحوالي 3067 عاملًا أمريكيًا يعملون في أعمال غير حكومية وبدوام كامل، فقد ظهر أن عامل من بين كل أربعة عمّال تقدّموا للاستطلاع يعانون من صعوبة في التوقّف عن التفكير بالعمل عقب انتهاء دوامهم أي ما يُعادل 24%، والغريب أن عامل من بين كل خمسة عمّال قال أنه يحلم بعمله عند خلوده للنوم أي ما يُعادل حوالي 19%، وفي دراسة أخرى عبر الإنترنت بواسطة Harris Interactive فقد أفاد حوالي 51% من المتقدّمين لها بأن أعباء أعمالهم قد زادت في الأشهر الستة الماضية، وحوالي 52% منهم يعملون ما يزيد عن 40 ساعة أسبوعيًا و14% عملوا ما يزيد عن 50 ساعة أسبوعيًا حتى أن البعض لا يترك عمله في نهاية اليوم، وأفاد 31% أنهم يضطرون لأخذ أعمالهم لمنازلهم لاستكمالها مرة واحدة في الأسبوع على أقل تقدير، وقد أفاد شخص واحد من بين 10 أشخاص منهم أنهم يفعلون ذلك يوميًا على أقل تقدير، وعلى الرغم من تقدير الشركات لما يبذله الموظفون في سبيل وصول شركاتهم لأهدافها إلا أن المفرطين في أعمالهم أفادوا بتعرّضهم لبعض الآثار الجانبية نتيجةً للإفراط في العمل على النحو التالي:[٢]

  • يتعرّض 26% منهم للإجهاد ولمشاكل صحيّة أخرى.
  • لا يجد 22% منهم وقتًا كافيًا لمتابعة المصالح الشخصيّة.
  • ظهر أن 12% منهم يعانون من احتكاك مع عائلاتهم.

وقالت روزماري هيفنر نائبة رئيس الموارد البشرية في CareerBuilder: "مع تزايد متطلّبات العمل وسهولة الوصول إلى الموظفين بفضل التطورات التكنولوجية فإن يوم العمل لا ينتهي أبدًا لبعض الموظفين"، ومن خلال ما سبق ينبغي عليكَ أن تبدأ بجدولة أوقات العمل وأوقاتكَ الشخصية، وذكر هايفنر: "أغلق كافة الأجهزة التكنولوجية في وقتٍ ما لرعاية مصالحكَ الشخصيّة".[٢]


تأثير الإفراط في العمل على الآداء

من غير الضروري أن تكون علامات الإرهاق نتيجة العمل الزائد ظاهرة عليك، وإنما قد تكون الأمور واضحًا على آدائك في العمل، ومن المهام المناطة لموظفي الموارد البشرية القدرة على تحديد عوامل الإجهاد الزائدة، ولكن في الكثير من الأحيان يتجاهل المخّتصون علامات إفراطك في العمل والذي بدوره يؤثر على آدائكَ على النحو التالي:[١]

  • النسيان وضعف التركيز : عادةً ما يُصاحب إفراطك في العمل كلًّا من الإرهاق والإجهاد مما يؤدي إلى قصور في المعرفة لديك بما يخص التركيز والاهتمام وما إلى ذلك، وبالتالي خلق المزيد من الحوادث والأخطاء خلال عملك، ومن الجدير ذكره أن تعاملك مع التفاصيل الصغيرة لعملكَ يشكّل نوعًا غريبًا من القلق لديك يوصلكَ لنقطة معينة تشعر حينها بعدم التقدّم في إنجاز أعمالكَ إلى جانب تراكم الأعمال.
  • عدم الالتزام : يؤثر الإفراط في العمل على حماسكَ وشغفكَ لعملك، كأن تفقد الرغبة في الاستمرار أو أن تصبح غير مكترث لوقت حضوركَ للعمل إلى جانب عدم الاهتمام بالنتائج المتوقّعة.
  • نقص الإنتاجية وضعف الآداء : لعلكَ تظن أن العمل لساعاتٍ طويلة يزيد من إنتاجيتكَ دون التنبّه لبعض سلبيات الإفراط في العمل، ومن الجدير ذكره أن الإجهاد الكبير الناتج عن الإرهاق بفعل ساعات العمل الطويلة يقلل من إنتاجيتكَ حتمًا، ويعاني الموظفون المفرطون في أعمالهم من ضعف الآداء والإنتاجية بسبب النسيان وقلة التركيز والتعب، كما وظهرت نتائج لأبحاث عديدة تشير إلى أن إنتاج الموظفين ينخفض عند تخطي حاجز 50 ساعة عمل أسبوعيًا، وينخفض كثيرًا عند تجاوز 55 ساعة عمل أسبوعية، وهذا دليل كافٍ على أن إفراطكَ في العمل يؤدي إلى نتائج عكسية لا فائدة تُرجى منها.


تأثير الإفراط في العمل على الصحّة

توثر ساعات عملكَ الطويلة على صحتكَ دون فائدةٍ تُرجى من ذلك، ولأن صحتكَ أغلى ما تملك، نقدّم لكَ فيما يلي بعض التأثيرات الناتجة عن إفراطك في العمل لتوخي الحذر والمحافظة عليها دائمًا، ومن هذه الآثار ما يلي:[٣]

  • عدم حصولك على قدر كافٍ من النوم وبالتالي شعوركَ بالتعب في اليوم التالي مما يساهم في إصابتكَ بعدة أمراض؛ كالسكري وبعض الأمراض القلبيّة على المدى البعيد.
  • يؤثر العمل خلال نهاية الأسبوع على صحتكّ العقلية.
  • تطلق ساعات العمل الإضافية هرمون الكورتيزول داخل جسدكَ وهو ما يؤثر على القلب وبالتالي ارتفاع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية أو السرطان وبعض الأمراض الأخرى.
  • وفقًا لدراسة نُشِرَت في مجلة الطب المهني والبيئي ظهر أن ساعات العمل الطويلة تسبب جملة من الآلام لمناطق معينة في جسدكَ أبرزها أسفل الظهر.[٤]


قد يُهِمّكَ

عليكَ الاهتمام بصحتكَ الجسدية والعقلية وتجنّب الإفراط في العمل، وفيما يلي سنقدّم لك مجموعة من الحلول الهامة التي تجنّبكَ الإفراط في العمل:[٥]

  • رتّب أولوياتكَ ونظّم وقتكَ جيدًا لدرجة عدم السماح للمهام بالتداخل مع بعضها البعض، إلى جانب أهمية البدء بالمهام الأكثر أهمية ثم الانتقال تدريجيًا للأقل أهميّة.
  • أنجز المهام الخاصة بك واحدةً تلو الأخرى لضمان زيادة التركيز في إنجاز المهام، وبالتالي إنهاء العمل سريعًا.
  • لست مجبرًا على أن تنجر كافة المهام لوحدكَ، بل عليكَ تفويض بعض المهام الصغيرة لزملائكَ المتفرغين في العمل لكسب بعض الوقت.
  • أطلب لقاء مديركَ عند إنجازكَ أعمالًا أكثر من اللازم واشرح له الأمر واطلب منه تخفيف بعض المهام عنك.
  • أوقف تشغيل إشعارات البريد الإلكتروني خلال عملكَ لتجنّب إهدار الوقت أو الدخول بأعمال جديدة لا يمكن إنجازها.
  • مهما تأخرت في العمل لا تأخذ أعمالك ومهامكَ للمنزل، وعليكَ تقديم العمل في اليوم التالي مهما كانت النتائج.
  • مارس بعض التمارين الرياضية، فهي تساهم في تخفيف التوتر والقلق لديك، إلى جانب إفراز مواد تُشعِرُكَ بالتفاؤل حيال عملك.
  • دلل نفسكَ قليلًا وخذ وقتًا لاستنشاق الروائح الجميلة كالأزهار مثلًا.
  • فكر بطرق إيجابية للتخفيف من التوتر والقلق والإجهاد.


المراجع

  1. ^ أ ب "Working Hard or Overworking?", statustoday, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Excessive Work Is Problematic for Some", shrm, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  3. "7 Red Flags You’re Working Too Much", healthline, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  4. "Working hours spent on repeated activities and prevalence of back pain", NCBI, Issue 59, Folder 10, Page 680-688. Edited.
  5. "13 Ways to Deal With Being Overworked In The Workplace", educba, Retrieved 6-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :