كيف تعترض دون أن تخسر وظيفتك؟

كيف تعترض دون أن تخسر وظيفتك؟
كيف تعترض دون أن تخسر وظيفتك؟

الاعتراض في الوظيفة

كثيرًا ما تتفاقم المشاكل بين المدراء والموظفين نتيجة اعتراض أحد الموظفين على تولّي مهمة ما، فقد تشعر بعد دراسة متأنية أنك بحاجة لقضاء الليل كاملًا لإنجاز الأعمال الموكلة إليك، مما يدفعك إلى رفض هذه الأعمال، أو أن المهمة تتطلب مهارات خارجة عن إمكانيتك، ففي حين وجود بعض الأسباب الوجيهة لرفض مهمة ما، إلا أن مديرك يصنف معظمها على أنها مجرد حجج لتتهرب من أداء المهمة،[١]لذلك يُنصح بتحسين تعامل الموظف مع مديره لما لذلك من آثار إيجابية قد تسهل من التفاهم والتواصل بين الموظف والمدير، إضافة إلى زيادة رغبة الموظف في المُبادرة لأداء مهامه.[٢]


كيف تعترض دون أن تخسر وظيفتك؟

يتجنب البعض رفض المهام الموكولة إليه من مديره في العمل خوفًا من تفاقم المشكلة وخسارة الوظيفة، لذلك إليك بعض النصائح التي تمكنك من الاعتراض دون أن تخسر وظيفتك:[٣]

  • تعرف على مهمة الشركة وقيمها وثقافتها قبل قبول الوظيفة، إضافة إلى معرفة مدى تفهّم مديرك للظروف الخاصة التي قد تطرأ فجأة.
  • تعرف على حقوقك وما يمكنك الاعتراض عليه قبل تنفيذ أي إجراء أو شكوى، علمًا أنه يمكن للعمال الانخراط في ما يشار إليه بالنشاط المنسق المحمي، إذ يشير هذا المفهوم إلى تمتع الموظفين ببعض الحماية القانونية من الطرد من العمل.
  • حافظ على اتزانك وإصرارك عند الاعتراض على مهمة، ولا تتردد لمجرد أن مديرك أعلى مكانة منك ولديه صلاحيات أكثر منك في العمل.


حالات تستطيع فيها الاعترض في الوظيفة

قد يعرضك قبول جميع المهام الموكلة من مديرك إلى اضطرابات وضغوطات شديدة في العمل، إضافة إلى أن قبول بعض المهام قد يعرضك إلى المساءلة القانونية، لذلك إليك بعض حالات التي تستطيع فيها الاعترض على تولي مهمة ما:[٤]

  • تستطيع رفض خطة إكمال مشروع ما في حال عدم وجود ساعات كافية للالتزام بالموعد النهائي، إذ يجب شرح عدم كفاية الوقت بدلًا من الصمت؛ نظرًا لأن نهاية ذلك هو الفشل في إكمال المهمة.
  • تستطيع رفض تولي مشروع جديد في حال إهمال أعمالك الأخرى في حال توليه، إذ يجب توضيح مدى تأثير ذلك على مهامك الأخرى، ومن ثم يأخذ مديرك القرار بتخفيف بقية عبء العمل وتوليك للمشروع، أو تكليف موظف آخر بمساعدتك لتستطيع الاهتمام ببقية عملك.
  • تستطيع رفض أي مهمة تحتوي على خرق للقانون كتزوير مستندات أو سجلات معينة، إذ لن يعفيك النظام القانوني لمجرد كونك موظف ملتزم بأوامر رئيسه، فعلى الرغم منم أنك قد تفقد وظيفتك في حال رفضك للمهمة، إلا أنك لن تضطر إلى الخضوع للمساءلة القانونية، ومن الأمثلة الأخرى على مهام تعارض القانون: كشف معلومات ملكية وظيفة سابقة، الانخراط في معاملات غير لائقة مع العملاء كالابتزاز والتخويف، طرد موظف أدنى منك مكانًة في العمل دون وجود سبب وجيه لذلك.


حالات لا تعترض فيها في وظيفتك

على الرغم من وجود العديد من الحالات التي تستطيع فيها الاعترض على مهمة وجهت إليك من قبل مديرك، إلا أنه توجد حالات قد يؤدي رفضها إلى فصلك من العمل، لذلك تجنب رفض المهام في كل من الحالات التالية:[٤]

  • المهمة صعبة للغاية: يلجأ البعض إلى رفض مهمة ما في العمل لمجرد صعوبتها، ففي حين يفضل الموظف المثالي المحاولة على إنجاز المهمة الصعبة؛ كونها فرصة ثمينة للنمو، والنجاح الوظيفي، وإظهار مدى كفاءته في العمل، إلا أن غيره يفضل أن يظهر نفسه على أنه عامل كسول وغير كفؤ، وليس لديه أي مبادرة لإنجاز المهام، إذ يقع على عاتقك مسؤولية القيام بجميع المهام المتعلقة بالعمل بصفتك موظفًا لدى إحدى الشركات سواء أكانت صعبة أم سهلة، فطالما تمتلك المهارات والمعدات اللازمة لإنجاز المهمة لن تحتاج سوى إلى العزيمة والإصرار للبدء، كما يجهل البعض أن المدراء يكلفون المهام الصعبة لأشخاص معينين؛ لاختبار مدى قوتهم وثباتهم في العمل، لذلك اغتنم الفرصة وابدء في العمل الجاد لتحقيق النجاح المنتظر منك والمتوقع من قبل مديرك، وإثبات استحقاقك للارتقاء في عملك، كما أن رفض هذه الفرصة يشير إلى عدم اهتمامك في العمل وتقدمه بسلاسة.
  • المهمة خارج الوصف الوظيفي المعني بك: قد يؤدي رفض المهمة لمجرد أنها خارج الوصف الوظيفي المعني بك إلى تعطل سير العمل في يوم ما، إذ يفضل أرباب العمل والمدراء الموظفين القابلين للتكيف والتأقلم في جميع الظروف والحالات، مما يعني أنهم يريدون موظفين ديناميكيين يستطيعون التعامل مع جميع المهام في الأوقات العصيبة خاصة بغض النظر عن اختصاصه، فمبجرد امتلاكك للمهارات والقدرات اللازمة لإنجاز المهمة لا يجب عليك أن ترفض المهام الموكلة إليك من مديرك في العمل، وإلا ستظهر كموظف كسول منغلق ذهنيًا، كما قد يعتقد مديرك أنك غير قابل للتعلم النشط في حال رفضك لمهمة خارج الوصف الوظيفي الخاص بك.
  • أسباب شخصية: كثيرًا ما نتعرض لمشاكل شخصية تجبرنا على رفض مهام معينة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة مع مدير العمل وقد تضطر إلى ترك العمل نتيجة لذلك، إذ يجب ألا ترفض توجيهات مديرك أبدًا بغض النظر عن وجود مشاكل في حياتك الشخصية، فمثلًا قد تفاجأ بتوليك مهمة ما من مديرك في العمل في نفس الوقت المخصص لحضور حفل زفاف ما، أو قد تضطر لمغادر عملك على عجله دون إخبار مديرك؛ بسبب تعرض صديقك لحادث سيارة، مما قد يسبب الكثير من المشاكل لك ولمديرك ولسير العمل، لذلك لا يجب أن تضع الأحداث الشخصية قبل عملك، ولكنك تستطيع شرح مدى أهمية الأمر لمديرك، إضافة إلى توضيح اهتمامك بالعمل وخط سيره على الرغم من أنك على عجله، فقد يتفهم مديرك ذلك في حال كان شخصًا متفهمًا للظروف الاضطرارية.


قَد يُهِمُّكَ

يجهل الكثير من الموظفين كيفية التعامل مع مدرائهم، لذلك إليك بعض النصائح للتعامل مع مديرك في العمل بسلاسة:

  • المبادرة والتعامل بذوق: في حين يتجنب بعض الموظفين التعامل مع المدراء، إلا أن البعض الآخر يسعى لتكوين علاقات طيبة معهم؛ وذلك لخلق بيئة عمل مرغوبة ومريحة، إذ يتقرب بعض الموظفين إلى مدرائهم بتقديم المجاملات اللطيفة أثناء العمل دون المبالغة في ذلك، إضافة إلى حفظ الخصوصيات المعنية بالعمل، مما يبرز مدى تعامل الموظف باحترام مع مديره، كما أن إلقاء التحيّة على المدير صباحًا أو عند المغادرة لا تشير إلى تطفل العامل على مديره، بل إن قيام الموظف بمثل هذه التصرفات البسيطة يشير إلى حسن النية في التعامل مع مديره، ولكن من الجدير يالذكر أن كثرة الكلام وسوء المعاملة مع الآخرين بهدف لمعان الموظف أمام المدير ليس إلا محاولات فاشلة للتقرب من مدير العمل، إذ يجب الانفتاح أثناء الحوارات، واللجوء إلى التواصل البصري الهادف، والابتسامة الجميلة غير المفرطة، إضافة إلى التواضع بما يكفي للاعتذار في حال كنت مخطئًا، فعلى الرغم أنك لست مجبرًا على ذلك، إلا أن ذلك يساعدك على المضي قدمًا دون الحاجة إلى القلق أو الشعور بالذنب، مما يوفر بيئة عمل مريحة.[٥]
  • إدارة العمل وتحمل المسؤولية: في حين يسعى بعض الموظفين إلى الىرتقاء في جودة عملهم، إلا أن البعض الآخر يتجنب تحمل مسؤوليات العمل خوفًا من توسع تعاملهم مع المدراء والفشل في إكمال العمل على أكمل وجه، إذ إن التأقلم في بيئة العمل مع الموظفين والآخرين والمسؤولين والمدراء لا يتحقق إلا باهتمام الموظف لوظيفته وإدارتها، لذلك يجب على الموظف إيجاد أساليب تواصل وتعامل مع المدراء للحفاظ على عمله، والتكيف في العمل مع مديره والموظفين الآخرين، إضافة إلى جدولة المهام وفقًا للأولويات والضروريات، إذ يجب البدء بالأمور الأساسية المنظمة لعمل الآخرين بما يتناسب مع وقتك واحتياجاتك ومهامك؛ وذلك لكسب ثقة واحترام المدير وزملاء العمل الأخرين بصورة أساسية، وفخر الموظف بعمله وإنجازاتها بصورة خاصة، كما يجب غلى الموظف تنمية مهاراته وقدراته، إضافة إلى تطوير شخصيته في التواصل مع مديره وإقناعه، وذلك بأخذ دورات مكثفة للتواصل لزيادة مكانته في العمل والارتقاء بها، إضافة إلى معرفة كيفية التعامل مع مديره، وتقبّل نقده الهادف للاستفادة منه دون انزعاج أو تذمر، إذ أوضحت الأستاذة الجامعية في كلية هارفارد للأعمال Linda Hill ذلك بقولها: "تجنب الخلاف مع رئيسك في العمل ليس وسيلة لكسب الاحترام، بل لِحاجته إلى معرفة أنك تساندها".[٦]
  • تعرف على ردود أفعال مديرك: في حين يجهل البعض إمكانية سؤال المدير عن مدى تألقه بأداء وظيفته، إلا أن البعض الآخر يتجنب ذلك ظنًا أنه لا يمكن إجبار المدير للتعرف على إنجازاته، إذ أوضح رئيس Genesis Advisers والأستاذ الجامعي Michael Watkins ذلك بقوله: ""ستحصل على اعتراف بمستوى أدائك، ومدى ميل رئيسك في العمل للتعرف على الأداء عند تسليم نتائج أعمالك"، لذلك يُمكن للعامل أن يسأل مديره عن مستواه الوظيفي، ويطلب تقييم مهاراته وسلوكياته، علمًا بأن ذلك يظهر مدى اهتمام الموظف بعمله، إضافة إلى الأخذ بنصيحته حول كيفية تحسين العمل وتطويره لإنجاز العمل في وقت أقصر وكفاءة أعلى.[٦]
  • عدم الشكوى لرئيس المدير ورؤية الأمور بمنظوره: في حين يجهل البعض كيفية التعامل مع المدير، إلا أن البعض الآخر يرى الشكوى لرئيس المدير حلًا جذريًا، إلا أن اللجوء إلى هذا الأسلوب قد ينعكس على صاحبه عكسيًا؛ وذلك لعدم امتلاك الموظف رؤية واضحة عن علاقة المدير برئيسه، إضافة إلى احتمالية توسع المشكلة وازديادها لتصبح العلاقة بين المدير والموظّف أسوأ، فغالبًا ما يكره المدراء أن تقدم شكوى في حقهم إلى أشخاص أعلى منصبًا، لذلك حاول رؤية الأمور بمنظور مديرك الخاص، إذ يضع البعض نفسه مكان مديره ليتمكّن من فهم ما يتعرض له من ضغوطات،مثل: مجالس الإدارة، وكبار المدراء والموظّفين، والعملاء والمستثمرين، علمًا بأنه لا يوجد ضمان بأن هذا سيغير طريقة تفكيرك الخاصة اتجاه مديرك وردوده، إلا أن التعاطف وسيلة قوية لبناء بيئة عمل مريحة.[٧]
  • حاول أن تكون موظفًا نموذجيًا: إذ إن أسرع طريقة لكسب محبة واحترام المدير في العمل تتمثل بالمثابرة على تحقيق الأفضل في العمل، ومحاولة أن تكون موظفًا نموذجيًا يراه الجميع مرجعًا لمعرفة مدى صحة أعمالهم، لذلك يتعمد بعض الموظفين الوصول باكرًا إلى عملهم، ويتجنبون التأخر غالبًا، إذ إن أكبر دليل إلى إخلاص الموظف لعمله تتمثل بالتزامه بمواعيد عمله، مما يزيد من مكانته واحترام المدير له، كما يحرص البعض على الالتزام بالنظام، وتنظيم أعمالهم ومهامهم قبل المباشرة في العمل عليها؛ وذلك بترتيب الملفات، والاهتمام برسائل البريد الإلكتروني، والحرص على عدم تراكمها دون الرد عليها، والمحافظة على ترتيب ونظافة سطح مكتبه، وذلك بإظهاره أنيقًا بصورة تعكس شخصيته، ومن الجدير بالذكر أن قبول الأعمال الإضافيّة، وتحمّل ضغط العمل، ومساعدة زملاء العمل والمدراء عند الحاجة، والمُشاركة في المشاريع الخاصة، وغيرها من الأمور المعنية بمد يد العون في العمل، جميعها أمور تندرج تحت مسمى الاستجابة لضروريات العمل.[٨]
  • بناء علاقات مع الآخرين: يعرف البعض أن كسب احترام مديره جزءًا لا يتجزأ من كسب احترام زملاء العمل الآخرين، إلا أن البعض الآخر يلجأ إلى سوء التعامل مع الآخرين بهدف الظهور بأنموذج الموظف المثالي أمام مدير العمل، ولكن يجهل البعض أن المدير يجري تقييمات لأداء العمل من فترة الأخرى، ويزود بعض الموظفين بالملاحظات مباشرة اعتمادًا على عدة عوامل، بالإضافة إلى مدى توافق الموظف مع الفريق، ومدى قدرته على بناء علاقات مع الموظفين الأخرين، إذ ينصح الأستاذ الجامعي Michael Watkins بالتواصل مع الآخرين، ومحاولة تقديم الدعم إذا أمكن ذلك، فقد أوضح ذلك بقوله: "يتمحور السؤال الأكثر فائدة والذي يمكنك طرحه بسؤالهم عن مدى إمكانياتك في مساعدتهم"، كما أوضحت الأستاذة الجامعية في كلية هارفارد للأعمال Linda Hill إمكانية طلب نصيحة الزملاء الآخرين حول أفضل السبل لإقامة علاقة مع مدير العمل، فقد قالت: "اكتشف ما يصلح وما لا يصلح".[٦]
  • التفكير في مدى احترام المدير لك: لا يمكن لأحد أن يشعر بالسعادة عندما لا يعامل باحترام من قبل غيره، فقد تشعر بأنك تتعرض للتمييز من مديرك، أو بعدم الحصول على الاحترام الكافي منه، ففي حين أن ذلك من أكثر مشكلات، إلا أن تجنب الاستنتاجات الشخصية والاحتمالات الواردة تمثل الطريقة الأسلم للتعامل مع ذلك، فقد أوضحت Linda Hill ذلك بقولها: "ربما يسألك رئيسك عن العمل ليس لأنه لا يحترمك، ولكن لأنه لا يفهم تمامًا المشكلات التي تتعامل معها"، إذ يقع على عاتقك مسؤولية تثقيف رئيسك في العمل، ومنحه السلطة الكاملة فيما يتعلق بمعايير وظيفتك والصعوبات التي تواجهها، كما ترى Linda Hill أن مدير العمل ليس قارئًا للأفكار لمعرفة ما يدور في ذهنك من أفكار، مما يشير إلى وجوب مشاركتك في مسؤولية جعل العلاقة تعمل، كما وافقها Michael Watkins بقولها: "لا تريد أن تصل إلى النقطة التي تطالب فيها بالاحترام، ولكن عليك معرفة سبب ذلك إذا كنت تشعر أنك لا تحصل على الاحترام الكافي".[٦]


المراجع

  1. "How to Say No to Your Boss", thebalancecareers, Retrieved 25-8-2020. Edited.
  2. Debby Mayne (2019-12-12), "Boss-Employee Relationship Etiquette", www.thespruce.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  3. Kathryn Vasel (2019-07-08), "How to protest your company -- and keep your job", edition.cnn.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  4. ^ أ ب Martin Luenendonk (2019-12-09), "How to Say No to Your Boss Without Being Rude", www.cleverism.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  5. Debby Mayne (2019-12-12), "Boss-Employee Relationship Etiquette", www.thespruce.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Rebecca Knight (2016-12-02), "How to Earn Your Managers Respect", hbr.org, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  7. Victor Lipman (2017-10-02), "Good Ways to Deal with Bad Bosses", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  8. Lauren Krasny (2020-07-08), "How to Please Your Boss", www.wikihow.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.

فيديو ذو صلة :