محتويات
طهو الطعام
يمد الطعام الجسم بالنشاط والحيوية اللازمة، وتتعدد أنواع الأطعمة التي يجب أن يتناولها الإنسان، فمنها ما يمكن تناوله دون طهو؛ كالفواكه والخضراوات، وهي أطعمة صحية يمتص الجسم العناصر الموجودة فيها كاملة دون هدر، وبعضها يجب طهوه على النار مثل؛ اللحوم مما يجعلها مستساغة الأكل، كما تمنحه مذاقًا شهيًا، ويمكن طبخ بعض الخضراوات إلا أنه قد يُغيّر المُحتوى الغذائي فيها، ويدّعي البعض أن الأطعمة النيئة مغذية أكثر من الأطعمة المطبوخة؛ لأن الإنزيمات وبعض العناصر الغذائية تُدمّر في عملية الطهو، ويعتقد البعض الآخر أن الطعام المطبوخ سام؛ إذ تحتوي بعض الأطعمة على البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الخطرة، ويُقضى عليها فقط عن طريق الطهو، ويجب الحذر عند تناول الأكل الساخن بعد طهوه، إذ يؤثر ذلك على صحة الجسم.[١]
أضرار الأكل الساخن
قد يُسبّب الأكل السّاخن حرقًا في اللسان والحلق والمريء، وقد يُسبب سرطان اللسان، وسرطان المريء على المدى البعيد، إذ تقول إحدى النّظريات المدروسة في الثلاثينات من القرن العشرين أنّ السائل الساخن يمكن أن يدمر البطانة الداخلية للمريء، مما يتطلب تجديد الخلايا باستمرار، وتوجد فرصة أكبر لحدوث خطأ ما وتحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية خلال هذه العملية، وأشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن المشروبات الساخنة جدًا قد تسبب ضررًا مثل؛ سرطان المريء، وتكون معدلات سرطان الفم أعلى لأن بطانة الفم تتعرض للسائل أولًا،[٢] وقد يحدث تلف في الغشاء المخاطي المبطن لجدار الأمعاء الدقيقة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأمعاء بسبب ارتفاع حرارة الأكل المطبوخ، واُثبت من خلال دراسة أجريت على الفئران، إذ لوحظ حدوث إصابة سريعة وكبيرة للبطانة المعوية التي يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي.[٣]
فوائد طهو الطعام
من فوائد طهو الطعام ما يلي:
- يحلل الطهو المُركبات الموجودة في الغذاء ليصبح لينًا وسهل الهضم، إذ إنها تحطم بعض الألياف وجدران الخلايا النباتية، مما يسهل على الجسم هضم وامتصاص العناصر الغذائية.[١]
- يُحسن من المظهر العام للطعام مثل؛ الرائحة، والملمس، والطعم، واللون، والشكل.[١]
- يقتل البكتيريا والفطريات وبيوض الديدان الملوثة للغذاء والمسببة للعديد من الأمراض.[١]
- يساعد على حفظ الطعام لمدة أطول دون تعرضه للتلف، ومن الطرق التي تساعد على حفظه؛ طهوه مع نسبة عالية من السكر، أو سلقه بالماء الساخن.[٤]
- توفير قيمة غذائية عالية، ففي الطهو يمكن استخدام أكثر من نوع واحد من الأغذية وخلطها مع بعضها مما يؤدي إلى التنوع في العناصر الغذائية الهامة في الجسم، ويعد النظام الغذائي على طراز البحر المتوسط مثالًا على التآزر الغذائي لأنه يشمل العديد من أنماط الأطعمة الصحية، مثل؛ الأغذية النباتية والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك، وانخفاض في اللحوم ومنتجات الألبان، ويحتوي على الدهون غير المشبعة أكثر من الدهون الأحادية المشبعة، وذلك بسبب التركيزعلى الزيتون وزيت الزيتون، والجوز، ووجدت إحدى الدّراسات أنّ اتباع نظام غذائي متوسط مرتبط بنسبة أقل من 23 ٪ من خطر الوفاة المبكرة من جميع الأسباب.[٥]
- يزيد من قدرة مضادات الأكسدة لبعض الخضروات، منها؛ البيتا كاروتين وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ، واللايكوبين المضاد للأكسدة، إذ يحصل عليه الجسم بسهولة من الأطعمة المطبوخة بدلًا من الأطعمة النيئة، وتعد مضادات الأكسدة مهمة؛ لأنها تحمي الجسم من الجزيئات الضارة التي تسمى الجذور الحرة، ويرتبط النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.[١]
نصائح لزيادة الاحتفاظ بالمغذيات أثناء الطهو
توجد عشر نصائح لتقليل فقد المواد الغذائية أثناء الطهو، منها:[٦]
- استخدام أقل قدر ممكن من الماء للغليان.
- استهلاك السائل المتبقي في المقلاة بعد طبخ الخضروات.
- إضافة العصائر التي تخرج من اللحم في المقلاة.
- عدم تقشير الخضار إلا بعد طبخها، أو الأفضل أن لا تقشر على الإطلاق لزيادة كثافة الألياف والمواد الغذائية.
- طبخ الخضار بكميات أقل من الماء لتقليل فقد فيتامين ج، وفيتامين ب.
- محاولة إنهاء الخضار المطبوخة في غضون يوم أو يومين، إذ إن محتوى فيتامين ج قد يستمر في الانخفاض عندما يتعرض الطعام المطهو للهواء.
- تقطيع الطعام بعد الطهو وليس قبله.
- طبخ الخضار واللحوم والدواجن والأسماك بأقصر وقت ممكن.
- عدم استخدام صودا الخبز عند طهو الخضروات، على الرغم من أنه يساعد في الحفاظ على اللون، إلا أنه سيُفقد فيتامين ج.
مضار طهو الطعام وإعادة تسخينه بعد طهوه
تتأثر بعض المواد الغذائية عند طهوها على حرارة عالية، فتصبح مضارها أكثر من فوائدها، وفيما يلي ذكرها:
- فقدان الفيتامينات من الغذاء: إذ إن الفيتامينات أكثر العناصر الغذائية تأثرًا بالحرارة، فتُفقد عند الطهو، مثل؛ فيتامين ج وفيتامين ب.[١]
- ضياع النكهات: وذلك لأنّه عندما تشتم رائحة طهو الطعام، فأنت تشتم رائحة مركبات النكهة التي تتبخر في الهواء.[٧]
- تأثر البروتينات التي تحويها اللحوم: تصبح أكثر صلابة عند طبخها على نار قوية، فيصعب أكلها وهضمها.[٧]
- التسمم الغذائي: إعادة تسخين الغذاء غير المحفوظ حفظًا سليمًا بعد طهوه تؤدي إلى تغير في العناصر الغذائية، وللمحافظة عليه عند إعادة تسخينه يجب مراعاة الأمور الآتية:[٨]
- استخدام ما تبقى من الثلاجة في غضون يومين.
- يجب تسخين الأطعمة حتى تصل إلى درجة حرارة 70 مئوية أو أعلى.
- عدم تسخين بقايا الطعام أكثر من مرة، على سبيل المثال؛ إذا كان يوجد قدر كبير من الحساء، فمن الأفضل إخراج ما الكمية المطلوبة وتسخينها في مقلاة صغيرة، وإعادة تجميد بقايا الطعام، إذ إنه كلما زاد عدد مرات تبريد الطعام وتسخينه زاد خطر التسمم الغذائي ويمكن أن تتكاثر البكتيريا عندما تبرد ببطء شديد أو تسخينها بشكل غير كاف، وتوجد بعض النصائح لتخرين الطعام المتبقي:[٨]
- نقل الطعام من المقلاة الساخنة، إذ يجب أن يبقى بعيدًا عن مصدر الحرارة حتى لا يسخن من الحرارة المتبقية.
- نقل الطعام إلى طبق كبير، إذ يساعد على تبديد الحرارة إذا كانت الكمية كبيرة.
- عدم ترك الطعام لساعات خارج الثلاجة، إذ يصبح مُعرضًا لنمو البكتيريا الضارة، وعند إعادة تسخينه يَسخُن بدرجات حرارة منخفضة و أقل من الحد الكافي للقضاء على البكتيريا، فتبقى البكتيريا في الغذاء فتسبب العديد من الأمراض للشخص خاصةً إذا أعيد تسخينه في الفرن الكهربائي، لذلك يجب الحرص على تسخينه جيدًا قبل تناوله.[٨]
- يجب تبريد الطعام جيدًا قبل وضعه في الثلاجة أو الفريزر، وإلا فإنك تخاطر بزيادة درجة الحرارة في الثلاجة وخلق بيئة تتكاثر فيها البكتيريا، إذ يؤثر على بقايا الطعام وغيرها من الأطعمة المخزنة، لذلك يجب أن تبقى الثلاجة دائمًا دون 5 درجات مئويّة.
- الاحتفاظ بكمية من الطعام الزائدة مغطاة واستخدام أكياس التجميد، ويمكن شراء أواني الحفظ للحساء واليخنة.
- الحفاظ على بقايا الطعام الخاصة بك منفصلة، فاللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية والبيض ومنتجات الألبان والأغذية المعبأة مسبقًا والجبن الطري هي من بين الأطعمة الأكثر عرضة لخطر التسمم الغذائي، ويساعد الحفاظ على فصل الأطعمة وتغطيتها جيدًا في مكافحة التلوث.
أسباب تناول الأكل الساخن
يتناول الكثير من الأشخاص الأكل ساخنًا بعد طهوه فورًا دون انتظاره ليبرد، وفيما يلي أسباب ذلك:[٩]
- التلذذ بطعمه: يظهر طعم بعض الأطعمة أكثر عندما تكون ساخنةً، وتُظهر مذاقًا خاصًا قد يُفقد أو يقل عندما يبرد، ويعد أسهل للهضم.
- الجوع وقله الصبر: يتناول الإنسان الطعام ساخنًا عندما يكون جائعًا بسرعة دون أن ينتظره ليبرد.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Becky Bell، MS، RD (24-1-2017)، "Is Raw Food Healthier Than Cooked Food?"، healthline، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Jim Stallard (3_1-2019)، "Burning Issue: The Truth about Hot Drinks and Esophageal Cancer Risk"، mskcc، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ S. R. Oliver، N. A. Phillips، V. L. Novosad، M. P. Bakos، E. E. Talbert، and T. L. Clantoncorresponding author (11-1-2012)، "Hyperthermia induces injury to the intestinal mucosa in the mouse: evidence for an oxidative stress mechanism"، ncbi، Issue 302، Folder 7، Page R845–R853.. Edited.
- ↑ "HOME FOOD PRESERVATION – 10 WAYS TO PRESERVE FOOD AT HOME"، commonsensehome، 11-4-2019، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ By Elaine Magee، MPH، RD، "Food Synergy: Nutrients That Work Better Together"، webmd، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ Franziska Spritzler، RD، CDE (11-1-2016)، "How Cooking Affects the Nutrient Content of Foods"، healthline، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب By Danilo Alfaro (14-8-2019)، "What Is Cooking?"، thespruceeats، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت By Caroline Hire ، "How to reheat leftovers"، bbcgoodfood، Retrieved 24_10_2019. Edited.
- ↑ JESSLYN SHIELDS (23-1-2017)، "Why Hot Food Always Seems So Much More Satisfying Than Cold Food"، recipes.howstuffworks، Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ Dr Siew - (29-1-2016)، "Very Hot Drinks And Soups May Cause Cancer"، drsiew, Retrieved 23-10-2019. Edited.