أين تقع مدينة الذهب

جوهانسبرغ مدينة الذهب

تقع مدينة جوهانسبرج في دولة جنوب أفريقيا، تحديدًا في مقاطعة غوتنج، وهي من المدن الرئيسية بالمقاطعة، بل وعلى مستوى الدولة هي العاصمة الصناعية والمالية لجنوب أفريقيا، وبالنسبة للعالم هي من أصغر المدن الكبرى، وقد أُنشئت جوهانسبرج بعد اكتشاف الذهب بالمنطقة وذلك في عام 1887 ميلاديًا، وكانت جزءًا من جمهورية ترانسفال كجمهورية أفريقية مستقلة، أو ما يسمى بوير، ثم صارت مقاطعة ضمن مقاطعات دولة جنوب أفريقيا الأربع فيما بعد، أمَّا اليوم وبعد أن قُسّمت جنوب أفريقيا إداريًا إلى تسع مقاطعات، أصبحت المدينة مقاطعة ضمن هذه المقاطعات، وتشتهر منطقة غوتنج التي تقع بها جوهانسبرج بوفرة خام الذهب لذا تُسمى جوهانسبرج بمدينة الذهب.[١]

وقد عانت جنوب أفريقيا عامة وجوهانسبرج خاصة لمدة تقارب المئة عام من العنصرية، مما جعل الهندسة الاجتماعية التي خلفتها العنصرية لهذه المدينة تتصف بالدوافع العنصرية التي بلغت ذروتها خلال فترة نظام الفصل العنصري، ذلك النظام الذي عمل به في جنوب أفريقيا من سنة 1948م إلى سنة 1994م، ونتج عنه مدينة فيها تناقضات غريبة، إذ يجتمع بالمدينة ناطحات السحاب ذات الزجاج غير القابل للكسر مع الأكواخ والعشش الهشة، إلى جانب جامعات عالمية ومُعترف بها تتواجد جنبًا إلى جنب مع أمية منتشرة كثيرًا، وأيضًا غنى فاحش وبذخ مُغالى فيه وحياة مريحة ناعمة بجانب فقر مُدقع وتقشّف إجباري وحياة صعبة وغير مريحة.[١]


موقع مدينة الذهب

تقع مدينة جوهانسبرج على هضبة يُقدر ارتفاعها بين 1740 إلى 1810 أمتار، ويجري بها عدد من جداول المياه الصغيرة وبعض البحيرات الصناعية، ومع ذلك تفتقر إلى وجود المياه، ويسود مدينة جوهانسبرج مناخ جوي معتدل، ففي فصل الصيف تبلغ درجة الحرارة في المدينة 24 درجة مئوية، ولكن خلال فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة في المدينة إلى 13 درجة مئوية، وفي بعض الأوقات خلال الشتاء تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وهي درجة التجمد، وبالنسبة لسقوط الأمطار على المدينة فقد قدرت بحوالي 700 ملم في العام الواحد مع وجود نسبة تغير غير ثابتة من عام لآخر.[١]


اقتصاد مدينة الذهب

تتميز مقاطعة جوتنج ومدينة جوهانسبرج بكثرة تصدير الذهب والألماس، وتضم مصانع للصناعات الرئيسية التي تعتمد على التعدين واستخدام المعادن في كثير من الصناعات، كما يتواجد بها العديد من المصارف الكبرى ومراكز تكنولوجيا المعلومات والنقل والاتصالات والمستشفيات الكبرى ومراكز الرعاية الصحية، وتحوي البورصة الأكبر للأوراق النقدية على مستوى القارة، إذ تنتج المصانع المحلية العديدة بالمدينة الكثير من البضائع والسلع المختلفة ابتداءً من الأقمشة ووصولًا إلى الحديد والصلب، كما تمتلئ المدينة بفروع لجميع البنوك وشركات التأمين وجمعيات البناء، وأيضًا يوجد لجميع وزارات الدولة مكاتب كثيرة بالمدينة رغم أن العاصمة بريتوريا وهي العاصمة الرسمية لجنوب أفريقيا، وتبعد فقط مسافة 40 ميلًا شمال جوهانسبرج، وتمتلك الكثير من الدول الأجنبية قنصليات داخل المدينة وذلك لخدمة مواطنيها وشركاتها الكثيرة التي تعمل بها، كل ما سبق ذكره يجعل جوهانسبرج تحتوي على أكبر اقتصاد بين المناطق الحضرية في قارة أفريقيا، كما تعدّ مقاطعة جوتنج أكثر تلك المناطق ازدهارًا.[٢][١]


تاريخ مدينة الذهب

عندما اكتشف المنقب الأسترالي ويُدعى جورج هاريسون وجود ذهب في منطقة جوتنج في عام 1886 ميلاديًا، بدأ في بناء وتشييد مدينة جوهانسبرج، وشجع هذا الاكتشاف الكثيرين على البحث عنه فشهدت المنطقة توافد أعداد غفيرة من منقبي الذهب من شتى أرجاء العالم، وخصوصًا من دول الجنوب الأفريقي، إذ جاء السود للعمل في أماكن الذهب، وقامت في ذلك الوقت حكومة ترانسفال وبعدها جمهورية بوير فأنشأت مدينة في نفس المكان وبعد ثلاثة أعوام أصبحت المدينة أكبر مكان يقطنه سكان في جنوب أفريقيا، واحتكرت الشركات الكبرى العاملة في مجال التعدين جميع مناجم الذهب وفرضت سطوتها عليها في التسعينات من القرن التاسع عشر، ونتج عن ذلك تضخم وتكاثر ثروات أصحاب تلك الشركات؛ إذ أدت إلى النزاعات التي تشعلها وتغذيها المخططات الاستعمارية البريطانية بين أصحاب الشركات القادمين حديثًا إلى المنطقة والذين يتكلمون الإنجليزية من جهة والحكومة في ترانسفال والبوير من جهة أخرى إلى اشتعال حرب الأنجلو بوير التي وقعت خلال الفترة من عام 1899 إلى 1901 ميلاديًا، وكانت من نتائجها أن أصبحت كل من ترانسفال ودولة أورانج الحرة تحت سيطرة بريطانيا.[٣]

مع نهاية القرن التاسع عشر بلغ عدد سكان مدينة جوهانسبرج نحو مئة ألف نسمة، وخلال بداية القرن العشرين بدأت الحكومة الاستعمارية لبريطانية في ترحيل السود من وسط المدينة إلى أطرافها وذلك باستخدام القوة، وأوجدت مبدأ الفصل العنصري الذي صار نهجًا أساسيًا في إدارة المدينة، وفي النهاية اُطلق عليه نظام الفصل العنصري، وقد أدت الظروف السيئة التي مارس خلالها أغلبية سكان المدينة حياتهم في وقوع الكثير من مظاهرات الاحتجاج والعديد من الإضرابات مثل إضراب عام 1920م والذي قام به 70 ألفًا من عمال المناجم السود وتوفي خلاله أكثر من 200 شخص.[٣]

جذب ازدهار الصناعة ونموها خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي كثيرًا من السود إلى جوهانسبرج، خاصة أنه خلال الحرب العالمية الثانية من عام 1939 إلى عام 1945 ميلاديًا كان الكثير من العمال البيض يخدمون لدى الجيش، فتزايد عدد السود داخل المدينة وتجمع كثير من الوافدين حول المعسكرات العشوائية، فتطور الوعي القومي داخلهم مما خلق ردة فعل معاكسة من قبل البيض عند وصول الحزب الحاكم للسلطة في الخمسينات ونفّذ سياسة الفصل العنصري، وحظرت جميع حركات المعارضة السوداء في الستينات، ورحلت مئات الآلاف منهم خارج المدينة إلى أماكن نائية أخرى، وعُمّمت عليهم قوانين مجحفة تخص التعليم والمرور وكل جوانب الحياة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Johannesburg", britannica, Retrieved 30-8-2019. Edited.
  2. "Johannesburg Map, South Africa", mapsofworld, Retrieved 30-8-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Johannesburg", encyclopedia, Retrieved 30-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :