حاسة التذوق في الفم
يصل عدد براعم التذوق في فم الإنسان عند الولادة إلى حوالي 10 آلاف برعم، وما إن يصل الإنسان إلى عمر 50 سنة حتى يبدأ بفقدان بعض من هذه البراعم، لكن الكثيرين قد يُعانون من اضطراباتٍ في التذوق قبل وصولهم إلى أعمار متأخرة؛ فمثلًا يُصاب البعض بما يُعرف علميًا باسم نقص حس الذوق، الذي يؤدي إلى انخفاض بمقدرة اللسان على تذوق الأطعمة المرة، أو المالحة، أو الحلوة، بينما قد يُصاب آخرون بما يعرف إدراك الذوق الشبحي، الذي يؤدي إلى الإحساس بطعم مزعج أو غير سار داخل الفم، وقد يولد بعض الأفراد وهم يُعانون أصلًا من هذه الاضطرابات، لكن يُمكن للبعض أن يُصابوا باضطرابات التذوق بعد تعرضهم لأحد الأمراض والمشاكل الصحية؛ كالإصابة بالتهابات الأذن الوسطى أو التعرض لأحد أنواع المواد الكيميائية أو العلاج الإشعاعي لسرطانات الرأس والعنق وغيرها، وعلى العموم تشير بيانات الخبراء إلى معاناة 15% تقريبًا من البالغين من مشاكل التذوق والشم[١].
أسباب ملوحة الفم
من النادر أن تكون ملوحة الفم مصدرًا للكثير من القلق أو مؤشرًا على حدوث أمراض أو مشاكل صحية خطيرة، لكن يبقى هنالك الكثير من الأمور المؤدية إلى الإحساس بمذاق مالح في الفم، منها الآتي[٢]:
- جفاف الفم: تنشأ مشكلة جفاف الفم عن أسبابٍ وعوامل كثيرة؛ كالتدخين واستعمال بعض الأدوية، وقد يُعاني المصابون بجفاف الفم من خروج رائحة كريهة من الفم، وبحة في الصوت، وتشقق اللسان.
- الجفاف: يتسبب الجفاف بحصول جفاف في الفم واحساس بملوحة في الفم، وكثيرًا ما ينجم الجفاف عن الإسهال أو التقيؤ الشديد، أو بعد الانخراط في ممارسة أنشطة بدنية في الأجواء الحارة، كما يُمكن للجفاف أن يؤدي إلى الإحساس بعطش شديد، وتغير في لون البول، والدوار.
- النزيف الفموي: يشكو البعض من حصول نزيف في الفم بعد تناول بعض أنواع الأطعمة القادرة على اختراق اللثة أحيانًا، كما يُمكن لتنظيف الأسنان بعنف أن يؤدي إلى نفس النتيجة أيضًا، وهذا بالطبع يؤدي إلى نزول بعض الدم والإحساس بملوحة أو طعم معدني في الفم.
- العدوى الفموية: يؤدي إهمال علاج التهاب اللثة إلى الإصابة بما يُعرف بالتهاب دواعم السن، الذي يؤدي بدوره إلى حصول أضرارٍ في العظام والأسنان، وخروج رائحة كريهة من الفم، وتشكل أكياس القيح في اللثة، كما يُمكن لعدوى الفم الفطرية أن تتسبب بظهور بقع بيضاء داخل الفم وظهور الإحساس بملوحة الفم أو فقدان حاسة التذوق من الأساس.
- التستيل الأنفي الخلفي: يشير هذا المفهوم إلى تراكم المخاط في مؤخرة الحلق واختلاطه مع لعاب الفم مما يمكن أن يسبب الشعور بطعم مالح، وغالبًا ما ينشأ التستيل الأنفي الخلفي عن الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية أو الحساسية.
- ارتجاع أحماض المعدة: يشعر الكثير من المصابين بارتجاع حموضة المعدة أو حرقة المعدة من احساسهم بملوحة أو حموضة في الفم، وفي الحقيقة ليست أحماض المعدة التي يُمكنها الرجوع للخلف فحسب، وإنما يُمكن لأحماض الصفراء من الأمعاء الدقيقة أن ترجع إلى الخلف وتؤدي إلى نفس النتيجة أيضًا.
- نقص العناصر الغذائية: تظهر أعراض نقص العناصر الغذائية فجأة أو تدريجيًا على مدى سنوات طويلة أحيانًا، ومن بين أبرز أنواع نقص العناصر الغذائية ما يُعرف بنقص فيتامين ب 12، ونقص حمض الفوليك، ونقص فيتامين ج.
- متلازمة شوغرن: تنشأ هذه المتلازمة عن مهاجمة الجسم للغدد المسؤولة عن انتاج السوائل المرطبة داخل الجسم، بما في ذلك الغدد اللعابية والقنوات الدمعية، وقد يؤدي هذا إلى الإحساس بملوحة في الفم وجفاف في الفم والعينين أيضًا.
- أسباب أخرى: يتحدث بعض الخبراء عن وجود أسباب محتملة أخرى للإصابة بملوحة الفم؛ كالإصابة مثلًا ببعض التغيرات الهرمونية، وتناول بعض الأدوية، والخضوع لجلسات العلاج الكيماوي، والإصابة ببعض المشاكل العصبية التي تؤدي إلى تسرب للسائل النخاعي.
علاج ملوحة الفم
يوجد الكثير من الأسباب المؤدية إلى الإحساس بملوحة الفم، مما يعني تباينًا في نوعية العلاجات الطبية القادرة على التعامل مع ملوحة الفم، لكن على أي حال ينصح الخبراء بمحاولة التغلب على ملوحة الفم ببساطة عبر الحرص على شرب الكثير من الماء، وفي حال لم يؤدي هذا الأمر إلى نتيجة مقنعة، فإن من الأفضل حينئذ استشارة الأطباء أو الصيادلة للحصول على الأدوية القادرة على التغلب على هذه المشكلة[٣].
المراجع
- ↑ John P. Cunha, DO, FACOEP (29-6-2018), "Taste Disorders"، Medicine Net, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ↑ Alana Biggers, MD (10-10-2017), "Salty Taste in Mouth: Why It Happens and What You Can Do"، Healthline, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ↑ Howard LeWine, M.D (6-2019), "Why do I have a salty taste in my mouth?"، Harvard Health Publishing, Retrieved 18-7-2019. Edited.