محتويات
العدالة الاجتماعية
تُعرّف العدالة الاجتماعية بأنها تطبيق العدالة في المجتمع من خلال الإنصاف في الأمور المتعلقة بالتوظيف، والرعاية الصحية، والإسكان لجميع الأفراد في المجتمع دون تمييز، وقد استخدم مفهوم العدالة الاجتماعية لأول مرة في فترة ثمانينيات القرن الثامن عشر مع انتهاء الثورة الصناعية، واستُخدم من قِبَل كبار رجال القانون في الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد سابقًا، إلا أنه الآن ينطبق على جميع جوانب المجتمع، ومن ضمنها الأمور المتعلقة بالعرق والجنس البشري، وحقوق الإنسان التي تعد من ضمن أهدافها ومبادئها الرئيسية إلى جانب تمكين المشاركة بين جميع الأفراد وتحقيق الإنصاف بينهم، وضمان حقهم في تحقيق مختلف طموحاتهم.[١]
ما أهمية العدالة الاجتماعية؟
يعد مفهوم العدالة الاجتماعية من المفاهيم البارزة في كافة المجتمعات؛ لأنه يتضمن مفهوم العدالة داخل المجتمع ويسعى لتحصيل حقوق الأفراد وتحقيق الإنصاف بينهم في كافة الفرص والاحتياجات الأساسية، ولتتعرّف على أهمية العدالة الاجتماعية بالتفصيل، سنوضح لك أبرزها من خلال النقاط التالية:[٢]
- ضمان حصول الأفراد على كافة الاحتياجات الأساسية: تسعى العدالة الاجتماعية لتأمين كافة أساسيات الحياة للأفراد، مثل الغذاء والمسكن الآمن والمياه النظيفة، وهي من أهم الأمور التي يجب توفيرها لضمان حياة الأفراد.
- ضمان حصول الأفراد على الرعاية الصحية الأساسية: تهتم العدالة الاجتماعية بصحة الأفراد التي تعد من أولويات الحياة، لذلك تحدد أنظمة الرعاية الصحية من خلال بنودها الأفراد ذوي الأولوية للحصول على الخدمات والرعاية الصحية اللازمة، بالإضافة إلى العمل على خطط تأمين أفضل وبأسعار مناسبة للجميع، والقدرة على تحصيل الأدوية للمرضى المحتاجين.
- حماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة: تهتم العدالة الاجتماعية بشؤون الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتسعى لتحصيل حقوقهم وتوفير فرص العناية بهم، وإيقاف التمييز الذي يتعرضون له سواء في أماكن العمل أو في أي مكان آخر، أو التمييز الحاصل بحقهم بالنسبة لشؤون الرعاية الصحية.
- حماية حقوق الأديان للأفراد: تسعى العدالة الاجتماعية لإيقاف العنصرية والتمييز بسبب تعدد الأديان، وحماية حقوق الأفراد باتباع مذاهبهم الخاصة وأداء شعائرهم دون تعرّضهم للأذى من قِبَل الآخرين.
- حماية الأفراد من التفرقة العمرية: تحمي العدالة الاجتماعية حقوق الأفراد الذين تقدّموا في السن والذين طُردوا من قِبَل أصحاب العمل، من خلال احترامهم وعدم تمييزهم بسبب أعمارهم.
- حماية الأفراد من التفرقة الجنسية: تسعى العدالة الاجتماعية إلى حماية حقوق الأفراد المعرضين للتمييز بسبب جنسهم؛ لأن هذا التمييز يؤثر على كافة مجالات حياتهم سواء العملية أو الشخصية.
- حماية الأفراد من العنصرية: تهتم العدالة الاجتماعية بأمور التفرقة العنصرية على أساس العرق المؤثرة على حقوق الأفراد في إيجاد الوظائف المناسبة وعيش حياة كريمة، لذلك فإنها تسعى لتحصيل حقوقهم والفرص المتساوية لهم بعيدًا عن النظر في أعراقهم وجنسياتهم.
- المساواة بين الجنسين: تحاول العدالة الاجتماعية تحقيق المساواة بين الجنسين وسدّ الفجوة الموجودة في هذا الأمر من خلال تمكين المرأة أينما وُجدَت.
- تحقيق التكافؤ والمساواة الاقتصادية: تسعى خطط العادلة الاجتماعية جاهدة لتقليص الفجوة بين الفقراء والأغنياء في المجتمع، وهنا لا تعني المساواة الاقتصادية أن يُصبح جميع الأفراد أغنياء وإنما أن يحصل الجميع على الأساسيات التي تضمن لهم عيش حياة كريمة.
- تحسين فرص التعليم للأطفال: لا شكّ أن العدالة الاجتماعية تولي أهمية كبيرة للأطفال وتسعى لتأمين فرص تعليمية جيدة لهم وخصوصًا الفقراء منهم، وتساعدهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
سبل تحقيق العدالة الاجتماعية؟
تتميز العدالة الاجتماعية بقوة تأثيرها على كافة المجتمعات لتبنيها مواقف صارمة ضد العنصرية وتحقيق المساواة، وتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بإساءة معاملة النساء، والدفاع عن حقوق المهاجرين وغيرها من القضايا، لذلك وجِدت العديد من السبل لتحقيق هذه العدالة، والتي سنوضح لك أبرزها من خلال النقاط التالية:[٣]
- مراجعة المفاهيم المختلفة حول العادات والمعتقدات: يؤثر التمسك الشديد ببعض العادات والتقاليد والمعتقدات إلى التأثير على كيفية المشاركة في العدالة الاجتماعية، مما يتطلب السعي للتعلم المستمر وتطور التفكير والانفتاح للخوض فيها.
- التعرف على قضاية العدالة الاجتماعية: يؤدي البحث عن قضايا العدالة الاجتماعية المثيرة للاهتمام والتعرف عليها إلى زيادة التحفيز وفهم الحالات، سواء أكانت القضايا متعلقة بانعدام الأمن الغذائي والجوع، أو التعنيف بالسلاح، أو المناداة بحق التصويت، وغيرها من المسائل والقضايا.
- البحث عن المنظمات المحلية الخاصة بأمور العدالة الاجتماعية: تساعد هذه المنظمات على تقوية الروابط بين الأفراد المتبنين لنفس الأفكار حول قضايا العدالة الاجتماعية، وبناء العديد من العلاقات الجديدة لمشاركة الآراء المختلفة والمفيدة حول هذه القضايا.
- اتخاذ الإجراءات المحسّنة للمجتمع: يؤدي التواصل مع أصحاب القرار في منطقة معينة وتوصيل القضايا السلبية التي يواجهها المجتمع إلى حل بعض القضايا وتحسين بعض الظروف، مما يجعلها خطوة إيجابية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
- استغلال وسائل التواصل الاجتماعي: تؤثر قوة التواصل الاجتماعي على العدالة الاجتماعية من خلال مشاركة مختلف الآراء والأفكار مع عدد كبير من الناس وسرعة الوصول إليهم، مما يسهّل نشر الوعي والتعاون بين كافة المجتمعات.
- الحث على التطوع: يساعد التطوع على زيادة التعاون بين الأفراد وبالتالي مساعدة العديد من الأشخاص المحتاجين لمساعدة.
معوقات تطبيق العدالة الاجتماعية
يتعرض مفهوم العدالة الاجتماعية إلى بعض المشاكل والتحديات كأي مفهوم آخر أثناء تطبيق مبادئه، مما يحدّ من فعاليته في بعض الأوقات، ومن هذه المعوقات ما يلي:[٤]
- التمييز العنصري: يعد التمييز العنصري من أكبر التحديات التي تواجهها العدالة الاجتماعية بسبب عدم السيطرة عليها إلى هذا الوقت، ومن بعض أمثلتها ما يلي:
- العبودية: ألغيت العبودية في أمريكا منذ عام 1865، لكن لا يزال نحو 40 مليون شخص حول العالم يتعرضون إلى بعض مظاهر العبودية مثل الزواج والعمل القسري الذي لا يعترف بحقوق الأفراد.
- تمييز الدين والصور النمطية: يواجه العديد من الأشخاص التمييز العنصري والتحيز بسبب ديانتهم مما يؤثر على نمط حياتهم سواء الشخصية أو العملية، وتتأثر بعض فئات المجتمع سلبًا بسبب الصورة النمطية عن أديانها.
- الفصل العنصري: يتمثّل هذا النوع بالتفريق بين الأفراد في المعاملة غير المنصفة والحقوق المدنية غير المتكافئة بناءً على ثقافات الأفراد أو أعراقهم.
- الشيخوخة: خُلقت العديد من الأفكار النمطية والسلبية ضد كبار السن على أنهم ضعفاء وغير قادرين على التغيير وغير مجديين بالمجتمع، ومن بعض أمثلتها ما يلي:
- رفض العمل: يُجبر العديد من كبار السن على التقاعد ويتم تسريحهم قسرًا بسبب تجاوزهم عمر معين مثل فئة 60 عامًا، لجلب عمال أصغر سنًا وأقل خبرة، مما يؤدي إلى تقليل سبل العمل لديهم والحدّ من قدراتهم على إعالة أسرِهم.
- تصنيفهم كعبء على المجتمع: يوضع العديد من كبار السن في الملاجئ ومؤسسات الرعاية للاعتقاد السائد بأنهم يشكلون عبئًا على المجتمع، وعدم الاهتمام بالأماكن المناسبة لهم.
- التمييز بين الجنسين: يعد التتمييز بين الجنسين من أبرز التحديات في العديد من الجتمعات بسبب تأثيره على العديد من الأفراد، وإثارة المشكلات في الحياة العملية والشخصية، ومن أمثلتها ما يلي:
- فجوة الأجور: يوجد فجوة واضحة في الأجور بين المرأة والرجل ويوجد تفاوت كبير للرواتب لنفس المهام، وهي من الأمور غير المنصفة التي يتعرض لها كلاهما.
- عدم الإنصاف في التعليم: توجد العديد من المناطق في مختلف أنحاء العالم لا تسمح للفتيات بالتعلم إطلاقًا، بينما يُسمح للذكور بذلك.
- عدم تطبيق حقوق الطفل: يتعرض العديد من الأطفال إلى عوامل ومشاكل مؤثرة على صحتهم وسلامتهم الجسدية والعقلية.
- عمالة الأطفال القسرية: يتعرض العديد من الأطفال إلى سوء المعاملة أثناء العمل والتواجد في ظروف بيئية غير مناسبة لهم.
- الفقر والظلم الاقتصادي: يسبب الفقر عدم حصول الأفراد على احتياجاتهم الأساسية من مسكن آمن وطعام وأدوية ومياه نظيفة التي هي من أساسيات حقوق الإنسان، لذلك يعد من التحديات الكبيرة في المجتمع المؤثرة على تحقيق العدالة الاجتماعية.
قد يُهِمُّكَ: قضايا اهتمت بها العدالة الاجتماعية لعام 2020
بالإضافة إلى القضايا محل اهتمام العدالة الاجتماعية التي تحدثنا عنها سابقًا مثل المساواة بين الجنسين وإلغاء التمييز بجميع أشكاله وضمان الحقوق الأساسية لجميع الأفراد، اهتمت العدالة الاجتماعية مؤخرًا بقضايا جديدة كانت ملحّة في مختلف المجتمعات، تعرّف عليها فيما يلي:[٥]
- حقوق التصويت: أولت الرابطة الوطنية للأخصائيين الاجتماعيين حق التصويت اهتمامًا كبيرًا، وكان هدفها تشجيع الأشخاص غير القادرين على التصويت وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة حقهم الطبيعي في الانتخابات، بالإضافة إلى اهتمامها بفهم العوائق التي تحد من ممارسة هؤلاء الأشخاص حقهم في التصويت والعمل على حلّها.
- العدالة المناخية: لا شكّ أنك تعرف وسمعت عن التغيرات المناخية الخطيرة التي يتعرّض لها كوكبنا، وبالطبع كانت هذه القضية إحدى القضايا الرئيسية للعدالة الاجتماعية، وما زالت تحاول علاج المشكلات المناخية والحد من تأثيراتها الضارة على الموارد الطبيعية وعلى رفاهية الإنسان وبقائه.
- أزمة اللاجئين: أُجبرَ حوالي 70.8 مليون شخص على ترك منازلهم، ولجأ حوالي 30 مليون شخص منهم إلى دولٍ أخرى، وأكثر من نصف هؤلاء اللاجئين هم تحت سن 18 عامًا، ولا شكّ أنك لاحظت حجم المشكلة الخطير ما أدى إلى تحرّك منظمات وخطط العدالة الاجتماعية لحل أزمة اللاجئين الذين يواجهون أصعب الظروف في ظل غياب حقوقهم الأساسية من مسكن وملبس وتعليم ورعاية صحية.
- العنف باستخدام السلاح: أصبح استخدام الأسلحة النارية والعنف الناتج عنه أمرًا ملحًا وخطيرًا على المجتمعات، وتأثير هذا العنف لا يقف فقط على الأشخاص الذين قتلوا وإنما على أولئك الذين شاهدوا مظاهر العنف الناتجة عن هذا الاستخدام وما يترتب عليه من آثار صحية نفسية طويلة المدى.
المراجع
- ↑ "What Does Social Justice Mean?", humanrightscareers, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "10 Reasons Why Social Justice Is Important", humanrightscareers, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "15 Ways to Advance Social Justice in your Community", ku, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "Examples of Social Justice Issues Facing the World", yourdictionary, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "9 Biggest Social Justice Issues of 2020", yu, Retrieved 23/1/2021. Edited.