بحث عن الصحراء

الصحراء

تطلق كلمة الصحراء على أي مساحة كبيرة وجافة للغاية من الأرض، إذ تحتوي على نباتات شحيحة ومتناثرة، وهي من النظم البيئية الرئيسية في الأرض التي تدعم مجتمعًا مميزًا من النباتات والحيوانات التي تتكيف مع العيش في البيئات القاسية، كما يمكن تعريفها بأنها أي بيئة خالية تمامًا من الغطاء النباتي سواء كانت بيئة متجمدة أو حارة أو معتدلة، إذ تعود قلة الغطاء النباتي في الصحراء إلى بيئتها الجافة، فتكون الأشجار غير موجودة، إلا أنه وخلال الظروف المناخية العادية فيها لا توفر الشجيرات أو النباتات العشبية سوى غطاء أرضي غير مكتمل من النباتات، كما أن بعض الصحاري خالية تمامًا من النباتات، ويعود ذلك إلى القحط الشديد الناتج عن الممارسات البشرية الخاطئة؛ كالرعي الجائر والشديد للماشية على أراضيها.^[١]

الظروف البيئية في الصحراء

تتميز البيئة الصحراوية بمعدل سنوي لهطول الأمطار يبلغ حوالي 25 سم أو أقل، إذ إنّ بعض الصحاري لا تتعرض لهطول أمطار لعدة سنوات، كما توجد بعض الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية في بعض المناطق التي يصل فيها الهطول المطري السنوي إلى حوالي 50 سم، إلا أن التبخر المرتفع جدًا والجريان السطحي الكبير، يسبب خسارة كبيرة في مياهها مما يجعلها من ضمن المناطق الصحراوية، وتقع أكبر المناطق الصحراوية في المناطق الموجودة عند تقاطع الجبال وفيها مسارات الرياح التجارية، أو في المناطق التي يسبب الضغط العالي في غلافها الجوي تيارات هوائية تنازلية تؤدي إلى نقص الهطول المطري، وغالبًا ما تقع بين خطوط عرض 20 و30 شمال وجنوب خط الاستواء، إذ تتميز بدرجة حرارتها العالية جدًا، ومعدل عالٍ لتبخر المياه؛ لأنها تستقبل كمية كبيرة من أشعة الشمس.^[٢]

تتميز النباتات الصحراوية باحتوائها على سيقان وأوراق مكيفة للتقليل من تبخر المياه، كما تتميز بأنها متناثرة ومتباعدة على نطاق واسع أكثر من النباتات الموجودة في البيئات الرطبة، كما يمكن أن تنتشر جذور تلك النباتات على شكل شبكة يصل عمقها أحيانًا إلى حوالي 15 مترًا تحت الأرض، كما تعيش في الصحراء بعض أنواع الحيوانات والطيور، إذ تعيش بعض أنواع السناجب، والخفافيش، والفئران، والثعالب، والأرانب، والغزلان في صحراء أمريكا الشمالية، كما تعيش فيها بعض أنواع الزواحف؛ كثعبان إريزونا المرجاني، وأفعى الجرس، والسلحفاة الصحراوية، والضفادع، والعديد من السحالي، أما طيورها فتضم أنواعًا معينة من البوم، والعصافير، والصقور، كما تحتوي على العديد من العناكب، والعقارب، والخنافس، والنمل الأبيض، كما تضم الصحاري العديد من الكثبان الرملية والواحات.^[٢]

أنواع الصحاري

تغطي الصحاري حوالي خمس سطح الكرة الأرضية، وتعد جزءًا مهمًا من النظام البيئي بالرغم مما تمتاز به من ظروف مناخية شديدة، إذ إنها تعد موطنًا للعديد من الحيوانات والنباتات؛ كنبات الصبار، وتتألف الصحاري من أربعة أنواع رئيسية، وفيما يأتي عرض لخصائص كل منها:^[٣]

الصحاري الحارة والجافة

تعد الصحاري الحارة والجافة النمط المألوف من الصحاري لدى الناس، إذ يتميز هذا النوع من الصحاري بقلة الأمطار، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة نهارًا والمنخفضة جدًا ليلًا، كما تتميز بالرمال، والصخور، والحصى، واحتوائها على بعض الواحات، وتعد الصحراء الكبرى أكبر الصحاري الحارة في العالم، كما يوجد العديد من الصحاري الحارة في العالم، كصحاري؛ موجاف، وسونوران، وتشيهواهوان، وتعد الحيوانات الكبيرة في مثل هذا النوع من الصحاري غير شائعة نتيجة مناخها القاسي، كما أن الحيوانات الصغيرة الموجودة فيها هي حيوانات ليلية فقط، كما تعد صحراء أتاكاما في تشيلي من أكثر المناطق جفافًا في العالم، ويعود ذلك إلى أن معدل هبوط الأمطار السنوي فيها يبلغ أقل من 1.3 سم، كما أن الأمطار تتبخر قبل وصولها إلى الأرض في بعض الصحاري نتيجة درجات الحرارة المرتفعة للغاية.^[٣]

الصحاري الشتوية الباردة

يطلق على الصحاري الشتوية الباردة أيضًا اسم الصحاري شبه القاحلة، إذ تتميز هذه الصحاري بصيف جاف، وشتاء فيه فترات قصيرة من هطول الأمطار، إذ تشبه هذه الصحاري في نمطها البيئي الصحاري الحارة إلا أنها أكثر برودة قليلًا، ويتراوح متوسط درجات الحرارة فيها بين 21 و27 درجة مئوية، بينما يتراوح معدل الهطول المطري السنوي بين 2 و3.8 سنتيمترات، ويعد الصبار النبات الأكثر انتشارًا فيها، إذ إن لدى تلك النباتات قدرة على احتجاز المياه في أوراقها، أما حيوانات تلك الصحاري، فتقضي معظم الوقت في جحورها لحماية نفسها من درجات الحرارة العالية جدًا، وتنشط عند الغسق والفجر عندما تكون الظروف الجوية مقبولة، ومن أمثلة تلك الحيوانات؛ القوارض، والزواحف، والحشرات، والطيور، ويوجد هذا النوع من الصحاري في كل من؛ روسيا، وأمريكا الشمالية، وأوروبا، وشمال آسيا، وغرينلاند.^[٣]

الصحاري الساحلية

توجد الصحاري الساحلية في المناطق الباردة إلى الدافئة، إذ تتميز بشتاء بارد، وصيف طويل وحار، ويبلغ متوسط درجات الحرارة في هذه الصحاري حوالي 6 درجات مئوية، إذ يمكن أن تنخفض إلى 4 أو 5 دجات مئوية تحت الصفر، كما تتراوح درجات الحرارة فيها خلال فصل الصيف بين 13 و24 درجة مئوية، بينما يتراوح معدل الهطول المطري السنوي بين 7.6 و15.2 سنتيمتر، وتعد الصحاري الساحلية قريبة من مداري السرطان والجدي، ومن أمثلتها؛ الصحراء الساحلية في ناميبيا، وأنغولا، والصحراء الغربية.^[٣]

الصحاري القطبية

تتميز الصحاري القطبية ببرودتها، إذ تقع هذه الصحاري في أقطاب الأرض، ويبلغ معدل الهطول المطري السنوي فيها بين 15.2 و25.4 سنتيمترًا، وتعد صحراء أنتاركتيكا القطبية أكبر صحراء في العالم، إذ تبلغ مساحتها حوالي 14.2 مليون كيلو متر مربع، كما تعد صحراء القطب الشمالي ثاني أكبر صحراء في العالم، إذ تبلغ مساحتها حوالي 13.98 مليون كيلومتر مربع، وتمتد عبر كل من؛ ألاسكا، وكندا، والسويد، وغرينلاند، وروسيا، وفنلندا، والنرويج، وأيسلندا.^[٣]

خصائص الصحراء

تتمتع الصحراء عامةً بمجموعة من الخصائص المجتمعة تميزها عن باقي المناطق في العالم، وفيما يلي أبرز هذه الخصائص:^[٤]

• الجفاف : يُعد الجفاف السمة الأبرز والمشتركة لجميع الصحاري على وجه الأرض، وهو نقص الرطوبة الناتج عن قلة هطول الأمطار.
• قلة الأمطار : تتسم جميع الصحاري في العالم بقلة هطول الأمطار، وهو ما يسبب الجفاف، ويُعد هطول الأمطار في الصحاري أمرًا موسميًا ولمرة واحدة فقط بمقدار يبلغ من 25-30 سم فقط.
• ارتفاع الحرارة : تتمتع الأراضي الصحراوية بدرجات حرارة عالية جدًا نهارًا، وباردة للغاية ليلًا.
• سرعة الرياح العالية : تميل الرياح في المناطق الصحراوية إلى أن تكون عالية جدًا، وظهر أثر ذلك من خلال الكثبان الرملية الضخمة الناتجة عن العواصف الرملية والترابية.
• ندرة المياه : تظهر هذه السمة نتيجة لقلة هطول الأمطار.
• مستوى الرطوبة المنخفض : يتميز مستوى الرطوبة في المناطق الصحراوية بالانخفاض الحاد نهارًا، بينما يرتفع هذا المستوى قليلًا أثناء فترات الليل.
• نوعية التربة : تكاد تنعدم العناصر الغذائية في التربة المتواجدة في المناطق الصحراوية والتي تساعد في زراعة النباتات، وتتصف تربة الصحراء بالجفاف، وهي تربة صخرية، رملية.
• قلة التنوع الحيوي : يُعد البقاء على قيد الحياة في المناطق الصحراوية أمرًا بالغ الصعوبة، لافتقارها لمختلف مقومات الحياة، وعلى الرغم من ذلك تعيش بعض النباتات والكائنات الحية التي تكيفت مع الظروف الصحراوية القاسية.

نباتات صحراوية

تعيش العديد من النباتات المختلفة في الصحراء، ويُطلق عليها اسم النباتات الصحراوية، كالزهور البرية والأشجار المختلفة ونبات الصبار الشوكي وغيرها من النباتات، وفيما يلي ذكر لبعض أنواع النباتات الصحراوية:^[٥]

• شجرة الجوشوا : تُعد شجرة الجوشوا واحدة من أشهر النباتات الصحراوية، فهي تحتوي على أذرع غريبة تشبه شكل المخلب تقريبًا، وتمتد في اتجاهاتٍ مختلفة، وتعلوها مجموعة من كرات الشوك، تعيش هذه النبتة في جزء من صحراء موهافي تحت درجة مناسبة من الارتفاع وهطول الأمطار، ويجدر بالذكر أن هذه النبتة معرّضة للانقراض بسبب تغير الظروف المناخية.
• الخشخاش : الخشخاش في كاليفورنيا هو عبارة عن زهرة رائعة لونها أحمر وبرتقالي، وتزهر فقط في الصحراء بعد فترات هطول الأمطار الغزيرة في أواخر فصل الشتاء.
• نباتات أخرى : أشجار الدخان، وأشجار المسكيت، وأشجار الصنوبر هي أنواع لأشجار مختلفة تعيش في الصحراء، ويمكنها أن تنمو في ظروف تتسم بالحر الشديد والجفاف، وتتميز هذه النباتات بأوراقها الكثيفة، لها القدرة على تخزين الماء مما يساعدها في مقاومة مواسم الجفاف الطويلة.

المراجع

1. ↑ Jeremy M.B. Smith, "Desert"، www.britannica.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Desert: The Desert Environment", www.infoplease.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج} Victor Kiprop (14-11-2018), "What Are The Four Types Of Deserts?"، www.worldatlas.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
4. ↑ "Desert Ecosystem Definition – Types of Desert Ecosystem and Characteristics", earthreminder, Retrieved 24-11-2019. Edited.
5. ↑ ASHLEY FRIEDMAN (1-4-2019), "Names of Plants That Live in the Desert"، hunker, Retrieved 24-11-2019. Edited.