الضعف اللغوي

الضعف اللغوي

انتشرت مؤخرًا مشكلة الضعف اللغوي نتيجة عدد من المشاكل الّتي تعرض لها المجتمع العربي من مشاكل في التعليم، إضفة إلى مشاكل تربوية تأسيسية، ويُقصد بالضعف اللغوي هو تدني القدرة اللغوية إلى الحدّ الّذي لا يُمكّن التلاميذ من استخدامها وظيفيًا، إذ يأخذ هذا الضعف أشكالًا كثيرة؛ مثل ضعف النطق، أو الكتابة، أو التعبير، أوالقراءة، أو الاستماع، وغيرها من المشاكل الّتي تؤثّر مباشرةً على قوة اللغة.[١]


مشاكل الضعف اللغوي

تُعدّ مشكلة ضعف اللغة العربية من أبرز المشاكل الّتي تواجه الكثير من الأفراد، خصوصًا الأطفال، إذ ترجع هذه المشاكل إلى العديد من الأسباب، منها:[٢]

  • مشاكل التأسيس العلمي للغة: وتتمثل فيما يأتي:
    • الضعف في قراءة القرآن الكريم: تعد قراءة القرآن الكريم وتلاوته بتأنٍّ من أكثر الأمور الّتي تساعد على تحسين اللغة العربية من حيث النطق، والقواعد، والنحو، والسياق، إذ كانت القرون الأولى من قيام الدولة الإسلامية فيها إتقان كبير للّغة؛ بسبب قراءة القرآن باستمرار، لكن بعد ظهور الفتن والاضطرابات وفساد السياسات، تراجعت قوة اللغة بصورة ملحوظة؛ بسبب تراجع احتكاك أفراد الأمة بالقرآن الكريم.
    • الضعف في الأدب العربي: اعتُبر الأدب العربي من أهم الأمور الّتي تساعد التلاميذ على تقوية لغتهم العربية، إذ تراجع هذا الأدب بسبب الاستعمار والانفتاح الكبير على الثقافة الغربية، الأمر الّذي أدى إلى تراجع هذا الأدب بصورة ملحوظة؛ بسبب انكماش اصدارات الشعر والنثر والرواية والنقد والمسرح.
    • الضعف النحوي: انتشار الأخطاء النحوية بكثرة عند التلاميذ مع عدم تصحيح تلك الأخطاء، يؤدي إلى ضعف لغوي ملحوظ، إذ يجب على المعلمين متابعة هذه الأخطاء وتصحيحها أولًا بأول؛ للمحاولة من تقليل تلك الأخطاء والحدّ من انتشارها بين أوساط كبيرة كالمدرسة أو الجامعة.
    • قلّة القراءة: العزوف عن القراءة له تأثير كبير على الضعف اللغوي؛ بسبب كثرة المُسليات المنتشرة بكثرة في العصر الحالي، خصوصًا انتشار مواقع التواصل الإجتماعي، إذ أدت هذه الأمور إلى انتشار الأخطاء اللغوية دون تصحيحها، وضعف التعبير عندهم، واستخدام اللغة المعرّبة وهي لغة تستخدم فيها الأحرف الإنجليزية بمعانٍ عربية، إذ يجب تحديث أساليب تساعد التلاميذ على الرجوع إلى القراءة؛ لأنها تعد عاملًا مهمًا في تفادي مشاكل الضعف اللغوي.
  • مشاكل التأسيس النفسي: إذ يلعب الجانب النفسي دورًا أساسيًا في مدى تقبّل التلاميذ لتحسين لغتهم، لكن توجد معوّقات كبيرة تمنعهم من تقبّل تعلّم اللغة العربية، إذ تتجسّد هذه المشاكل في أربعة جوانب وهي: النفور من الدراسة، والعجز عن الكلام، والخوف من الحديث أو الرهبة، ومدة الصمت الطويل.
  • مشاكل التأسيس الخارجي: وتتمثل فيما يأتي:
    • وسائل الإعلام: إذ أصبحت اللغة العامية تطغى على اللغة العربية الفصحى، مع وجود الكثير من الأخطاء اللغوية في النطق والكتابة، إضافة إلى تدني لغة المذيعين بصورة ملحوظة؛ لتركيز المحطات التلفزيونية على الشكل الخارجي للمذيع أكثر من قدراته اللغوية.
    • المسجد: يعد المسجد من الأماكن المهمة لمحاربة ضعف اللغة العربية؛ بسبب ممارسة العديد من العبادات الّتي بدورها تساعد في الحفاظ على اللغة؛ كسماع تلاوة القرآن، والخطب، وقراءة القرآن، إذ يجب على الدول اختيار أئمة مساجد يتقنون اللغة العربية؛ تفاديًا للأخطاء الّتي من الممكن أن تنتقل من شخص لأخر خصوصًا عند الأطفال.
    • ازدواجية اللغة: تعد هذه النقطة من أكثر الأمور الّتي تؤثر على قوّة اللغة، إذ تعود هذه المشكلة إلى الفترة الاستعمارية الّتي نشرت لغات عديدة مثل اللغة البريطانية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، وغيرها، إذ أجبرت المدارس على تدريس لغتهم كمساق إجباري، كما يعد استخدام العامية المطلقة وقلّة مساحة اللغة الفصحى من الأمور الّتي تؤثّر على اللغة العربية.
    • ضعف المعلّم: يؤثّر الضعف اللغوي عند المعلّم على قدرة الطلّاب اللغوية، الأمر الّذي يؤدي إلى نفور الطلّاب من العربية الفصيحة، إضافةً إلى إفلاس معجمهم اللغوي وتوقف نمو المعارف اللغوية لديهم، لذلك يجب على المدرسة اختيار المعلمين الأكفاء الّذين يمتلكون مهارات لغوية جيّدة.
  • مشاكل جسدية: تتعدد مظاهر الضعف اللغوي المقترن بالمشاكل الجسدية، فتوجد أسباب فسيلوجية مرتبطة بحاسة السمع أو وجود عيب في أعضاء الكلام مثل اللسان، أو الفكين، أو الحنجرة، أو الشفاه، كما أن للذكاء دور فعّال في تعلم اللغة العربية، إذ تعتمد على قدرات أولية مثل الفهم اللغوي، والطلاقة الكلامية، كما أن للعوامل البيولوجية تأثير في الضعف اللغوي أيضًا، إذ أن التوافق العصبي الحركي الحسي للأجهزة له تأثير في اللغة اللفظية، كما أن نضج وتدريب الأجهزة الصوتية له الدور الفعّال في نمو وتطوّر اللغة إلى المستوى الّذي يمكّنها من آداء وظيفتها.[٣]


طرق لعلاج الضعف اللغوي

تتعدد طرق العلاج لمشكلة الضعف اللغوي، ومنها:[٤]

  • تأسيس مدرسة تهتم بتدريس القرآن الكريم من خلال التركيز على مخارج الأحرف، والقواعد، والصياغة، والكتابة، إذ تستمر مدة هذه المدرسة ثلاث سنوات، وأثبت الدراسات أن التعليم القديم الّذي كان يعتمد على ما يعرف بالكتاتيب، كان أقوى لغويًا من التعليم المعتمد التربية الحديثة ورياض الأطفال، إذ كانت الكتاتيب تعتمد على القرآن الكريم ككتاب رئيسي لتعلّم اللغة.
  • تغيير سياسات التعليم في الوطن العربي من خلال التركيز على زيادة نسب القبول لتخصصات اللغة العربية وأقسامها، حتى تعود للغة ماكنتها وقوتها؛ لأن قبول الجامعات شهد في الفترة الأخير تراجع بنسبة قبول تخصص اللغة العربية.
  • تقنين فوضى التعليم الأساسي، وعدم تعليم الأطفال لغة أخرى إلّا إذا أتقن اللغة العربية جيدًا.
  • إعادة أسلوب تعليم اللغة العربية، إذ كانت المناهج القديمة تركز على أكثر من مهارة كالكتابة، والتعبير الإملائي، والمطالعة، إضافة إلى الزيارات المكتبية، وعقد الندوات الأدبية في المدارس.


المراجع

  1. ليلى سعدون (2012)، الضعف اللغوي عند تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط أسبابه وطرق علاجه (الطبعة الأولى)، الجزائر: جامعة العربي، صفحة 48. بتصرّف.
  2. "الضعف اللغوي عند التلاميذ.. الأسباب والعلاج"، montdatarbawy، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2019. بتصرّف.
  3. فايز عثامنة، محمد المومني (2009)، مظاهر الضعف اللغوي وأسبابه لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا (الطبعة الأولى)، الأردن: جامعة اليرموك، صفحة 91. بتصرّف.
  4. عرفة محمد خير (2014)، ُّ أسباب ضعف اللغة العربية (الطبعة الأولى)، السعودية: كلية الخرج، صفحة 13. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :