معنى اسم الإنتماء
مصطلح الإنتماء هو مصطلح قديم حديث، وهذا المفهوم كثيرًا ما يتداول عند الحديث عن تعلق الإنسان بموطنه أو مجتمعه أسرته، وكذلك يُذكر في جميع المراحل التعليمية، وكذلك فإن المهتمين بالبحوث يتناولونه في أبحاثهم أو عند إلقاء الندوات والمحاضرات التي تتحدث عن مفهوم الإنتماء، وللإنتماء معنًى لغوي آخر ألا وهو الإنتساب، فعند القول مثلًا: أنا أنتمي إلى هذا الوطن، أي أنني أنتسب إلى هذا الوطن، أو ينتمي الابن إلى أبيه، أي أن الابن ينتسب إلى أبيه، والإنتماء كذلك هو النمو بالشيء والإرتفاع به والفخر والاعتزاز بهذا الانتماء، وينتمي الشخص لأشياء كثيرة منها، الدين، والعقيدة، والوطن، وهذا من الأمور الثابتة التي غرست بداخله منذ أن وُلد عن طريق أسرته ومجتمعه ومحيطه، ويوجد كذلك الإنتماء للأرض، وهذا يدل بمفهومه العام على المكان الذي وُلد وترعرع فيه الإنسان، مثل إنتمائه للمنزل الذي ولد فيه، والمدينة أو القرية التي تربى ونشأ فيها، والشارع الذي سكنه منذ طفولتهُ، والوطن الذي ييسكنه، ويحمل جنسيته لانتسابه ووجوده بهذا الوطن، فيضفي على نفسه صفة مواطن، وعن طريقه يصل للإنتماء الكامل للوطن، وهذا شعور وراثي، ينشأ مع الفرد، ويكون مقداره حسب مدى تأثير مؤسسات المجتمع، ابتداءً بتأثير الأسرة والشارع والمدرسة والمسجد، ويزداد بشعور المواطن بامتلاكه لجميع قدراته، وشعوره كذلك بالأمن والأمان؛ لأنه يقود إلى أن يُقوى إنتماؤه للأرض، وبالتالي يزيد إنتماؤه للوطن، كما وأن هذا الإحساس والشعور يزيد من قوة الروابط الأسرية، ويقوي الروابط الإجتماعية، التي تربط أفراد المجتمع مع بعضهم البعض.[١]
أشكال الإنتماء
للإنتماء أشكال عدة، تتدرج من الصغر إلى الكبر، وهي كالتالي:
- الإنتماء الأسري: يتأثر الإنتماء الأسري بمجموعة عوامل مترابطة، أهمها: الانتقال من النمط الأسري الممتد إلى الأسرة النواة، والذي أدى بدوره إلى خسارة الأسرة للعديد من نقاط وحدتها، ومركزها الرئيسي في حياة الإنسان، وخسارتها للكثير من الوظائف التي كانت تقوم بها في الماضي، وهذا الأمر الذي أدى إلى إشباع أفراد الأسرة معظم حاجاتهم خارج نطاقها، وسيطرة القيم الفردية، إذ أصبح على الفرد مواجهة مصيره، والتخطيط لمستقبله وحياته بطريقة فردية، وتشتت القرابة جغرافيًا، والظروف الإقتصادية للأسرة، كما بينت العديد من الدراسات الإمبيريقية، والتي تناولت العلاقة بين المجتمع الحضري والقرابة، إلا أن مفهوم الأسرة النووية المنعزلة هو مفهوم غير دقيق ومضلل للأسرة الحضرية الحديثة، ويعد المصطلح الأكثر ملاءمة لوصف هذه العلاقة هو الأسرة الممتدة المعدلة، والذي يتمثل في اتحاد مجموعة أسر نووية في صورة من الإعتماد المتبادل، مع الاحتفاظ باستقلالية كل أسرة.
- الإنتماء لمجتمع الجيرة: يتوقف الإنتماء لمجتمع الجيرة على مجموعة مترابطة من العوامل، ومن أهمها: خصائص السكان، ومشاركتهم في مواجهة المشكلات المشتركة والحاجات، ووجود علاقات أخرى مثل الصداقة، والقرابة، وزمالة العمل بين الجيران، ووسائل الاتصال الإلكترونية، والتي قادت إلى اختفاء الروابط الأولية بين الجيران، وتعد هذه العوامل الأكثر وضوحًا في المجتمع الحضري عن المجتمع الريفي بصورة عامة وفي المناطق الحديثة في المدن بصورة خاصة، إذ ما زالت المناطق تمتاز ببعض العلاقات الأولية والإنتماء لمجتمع الجيرة.[٢]
فوائد الإنتماء
توجد عدة فوائد للإنتماء تعود على الفرد والوطن تتمثل فيما يأتي:
- الإستقرار النفسي: إذ أن الإنتماء هو احتياج نفسي، يوجد ضمن الإحتياجات النفسية المختلفة كالحاجة إلى الأمن، والحب، والتقدير، وتحقيق الذات، والنجاح، وغيرها، لذلك فإن الإنسان المنتمي يكون من الناحية النفسية مستقرًا، ولا يشعر بالإغتراب، ولا يخاف من المشاكل، ولا تحدث له هجرة داخلية، إذ ينعزل عن الناس ويصبح ساخطًا على كل شيء.
- الإحساس بدور: فالإنتماء يقود للمشاركة، والقيام بدور ما سواء في حياة الأسرة، أو المجتمع الوطني، أو الديني أو العالم كله، ولهذا فالإنسان المنتمي مشغول بدوائر تتسع إلى ما لا نهاية، ويجتهد في أن يعمل شيئًا كقول كلمة طيبة وفعل محبة، والتفكير للمستقبل، ونشر الخير، وخدمة الآخرين، والتطوير، والإضافة، وغيرها، فهذه جميعها تعطيه الشعور بمعنى الحياة، وبأن له دور فيها.
- الوحدة الوطنية: فمن غير الممكن أن تُبنى الوحدة الوطنية على أسس راسخة من دون الإنتماء، فالانتماء للوطن يعطي الإحساس بالحب له ولكل مؤسساته وطموحاته ورجالاته، والشعور بالمسؤولية نحو الآمه وهمومه، ويفتح القلب على الأخوة في الوطن مسلمين ومسيحيين من دون تفرقة دينية، ودون نفسية أقليات مريضة، ودون تقوقع مريض، بل على العكس، فالإنسان المتدين مطالب بأن ينشر الخير والحب في كل زمان ومكان ومع كل إنسان، بغض النظر عن فارق العرق أو الدين.[٣]
المراجع
- ↑ "مفـهـوم الانتمــــــاء"، jahmih.wordpress، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
- ↑ "اشكال الانتماء"، noqta، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الانتماء"، masress، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.