محتويات
الحرب الأمريكية الإسبانية
أثرت هذه الحرب على تشكيل قوى عالمية ظهرت على الساحة الدولية، في حين انهيار قوى أخرى دامت مئات السنين، إذ أعلنت المملكة الإسبانية الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898م التي واجهتها مع ثوار كوبا، وبقصد تحرير كوبا من سيطرة الممكلة الإسبانية عليها، إذ اندلعت ثورة فيها عام 1895م، تميزت بالصلابة وقدرتها على فرض نفسها، فأدركت أمريكيا أهمية كوبا استراتيجيًا فيما يتعلق بقناة في أمريكيا الوسطي تربط بين المحيط الهندي والمحيط الأطلنطي، فطالبت أمريكا من إسبانيا الانسحاب من كوبا، ومنحها الاستقلال بعد حدوث بعض المشاحنات السياسية بين البلدين، وإغراق مدرعة أمريكية بسبب قوات إسبانية آنذاك، الأمر الذي أدى للتصعيد ونشوب حرب الحقت فيها أمريكيا خسائر كبيرة لإسبانيا ومعداتها العسكرية، وقد حوّلت نتيجة هذه الحرب وما لحق بإسبانيا من هزائم متتالية أمريكيا إلى دولة مسيطرة تتمتع بأهمية عالمية، بالاضافة إلى جلاء إسبانيا من مستعمراتها في أمريكا والمحيط الهادئ، فقد استطاعت أمريكيا السيطرة البرية والبحرية في وقت سريع إلى حدٍّ ما، واكتفت بضخ عناصر محدود من جيشها الذي كان بحدود الـ 200 ألف، وبالتالي دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الساحة الدولية السياسية كدولة عظمى، وتوسعت باتجاه الجنوب في مناطق كوبا، بورتوريكو، جوام والفلبين، وفي نهاية عام 1898 انتهت هذه الحرب بعد عدة أشهر من الصراع العسكري والحاق الخسائر الفادحة بالقوات الإسبانية بما يُعرف بمعاهدة باريس التي سنأتي على تفصيلها في الفقرة القادمة من المقال. [١]
اتفاقية باريس
انتهت الحرب الأمريكية الإسبانية التي كما وُصفت بأنها عهد جديد من الهيمنه الأمريكية وانتهاءً للإمبراطورية الإسبانية في العالم، ففي العاشر من شهر ديسمبر عام 1898م، وقّع الجانبان معاهدة تمثلت في انتصار الولايات المتحدة الأمريكية، وقبيل توقيع الاتفاقية مرت أمريكيا بحالة من الضبابية السياسية الداخلية بين معارضين لضم الفلبين لممتلكاتها، فهذه المعارضة تمثلت ببعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المنضمين للحزب الجمهوري، بالإضافة إلى تأييد بعض أعضاء الحزب الديمقراطي لمنح الاستقلال لكل من كوبا والفلبين، وفي المقابل أيضاً كان هناك معارضة إسبانية لتوقيع هذه الانفاقية تدّعي أنها ستكون آخر مسمار في نعش عظمة الإمبراطورية الإسبانية وتاريخها، وبالرغم من كل ذلك وُقعت الاتفاقية باجتماع الأطراف في العاصمة الفرنسية باريس، والذي أفضى إلى تخلي إسبانيا عن كوبا وبعض ممتلكاتها في المحيط الهادئ، وتسليم جزيرتي غوام وبورتوريكو لأمريكيا، وكذلك الانسحاب من مستعمراتها نهائيًا من الفلبين مقابل مبلغ مالي تدفعة أمريكيا لها كان مقداره 20 مليون دولار، بالرغم من معارضة المندوبين الإسبان لأن تكون الفلبين من ضمن الغنائم للولايات المتحدة الأمريكية كونها استسلمت بعد الهدنة، ومن الجدير ذكره أن الانفاقية حدثت أثناء تولي الرئيس الأمريكي الجمهوري ويليام ماكينلي الحكم وحصوله على ولاية ثانية عام 1900م، وهو من الذين قادوا هذه الحرب وحقق الانتصار للولايات المتحدة الأمريكية، ومن نتائج هذه الاتفاقية إصابة سكان الفلبين بالاحباط لوقوعهم تحت السيطرة الأمريكية، مما أثارهم وزاد إصرارهم على صناعة ثورة ضد أمريكيا التي واجهتها بالقمع والقتل. [٢]
ردود أفعال الساسة الأمريكين قبل وبعد اتفاقية باريس
اعتبر الكثير من الساسة الأمريكيين لا سيما أعضاء الحزب الديمقراطي أن توقيع هذه اتفاقية هو أمر منافٍ لقواعد الحرب التي انتجتها الثورة الأمريكية، وأنها أيضًا ستحول أمريكيا التي تدعو للحريات واستقلالية الدول إلى دولة إمبرالية عالمية، وبعد النقاش الذي حصل قبيل المعاهدة في مجلس الشيوخ الأمريكي في شتاء 1898/1899م تم التصويت بالموافقة على عقد الاتفاقية بنسبة 57 صوتًا مؤيدًا مقابل 27 معارضًا، وبموجب هذه الاتفاقية التي خضعت لها إسبانيا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عصر القوة الدولية المسيطرة في العالم، أما بعد توقيع الاتفاقية كان لها معارضين لا بأس بعددهم لا سيما المعارض جورج هور، والذي قال أنها ستجعل الولايات المتحدة الأمريكية كالإمبراطورية المبتذله حسب وصفه، وستدخلها بوتيرة متسارعة في السيطرة على دول أخرى، وحب السيطرة انطلاقًا من مفهوم أن السيطرة لجانب واحد والتبعية للآخرين، وفي تصريحات أخرى من مقاومي الإمبرالية في الولايات المتحدة الأمريكية قالوا إن ما يحدث مرفوض كونه ينتهك الدستور الأمريكي الداعي للحريات وعدم السيطرة على الشعوب، ولا يحق للكونغرس أو الرئيس في سن قوانين من شأنها التحكم في حياة الشعوب وحرمانهم من الاستقلال والحرية. [٣]
الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي
حكم الرئيس ويليام ماكينلي أمريكيا فترتين رئاسيتين، فهو الرئيس الخامس والعشرين في ترتيب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عهده انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية على إسبانيا فترة حكمة بولايته الثانية، وتحوّلت من قوة إقليمية إلى قوة عالمية مثلها مثل دول أوروبا الكبرى، وكان له دورًا هامًا في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي فترة ولايته، فهو ممن تطوعوا في الحرب الاهلية سابقًا، وكان جنديًا من جنود جيش الاتحاد، فبعد ذلك درس القانون وفتح مكتبه في ولاية أوهايو الأمريكية، ثم اتخذ له معقدًا في الكونجرس الأمريكي، فتقدم في المجال السياسي بسرعة لاعتباراتٍ كثيرةٍ أهمها شخصيته الجذابة وأفكاره، فالبعض وصفه بأنه يمثل الرؤية الجديدة، فعُين في لجنة الطرق والوسائل القوية، ولاحقًا أصبح حاكمًا لولاية أهايو في العام 1890، وفي العام 1893م أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية تزامنًا مع كساد اقتصادي حصل في تلك الفترة، فدعا لاجتماع الكونجرس وأعلن عن أعلى تعرفة جمركية في التاريخ، وكانت استجابته لتحرير كوبا من السيطرة الإسبانية سريعة مطالبًا بانسحاب إسبانيا وتحرير كوبا، وأخيرًا توفي نتيجة حادثة إطلاق النار عليه عندما كان موجود في معرض بافالو. [٤]
المراجع
- ↑ "ما لا تعرفه عن الحرب الأمريكية الإسبانية.. بداية هيمنة ونهاية إمبرطورية"، youm7، 24-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
- ↑ طه عبدالناصر رمضان (21-3-2018)، "كيف انتزعت أميركا عدداً من مستعمرات إسبانيا سنة 1898؟"، alarabiya، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
- ↑ NESSMA (28-3-2018)، "قصة اتفاقية باريس"، qssas، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
- ↑ حاتم سعيد حسن (6-9-2018)، "في ذكرى اغتياله.. تعرف على الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي"، elwatannews، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.